ملفات خاصة

 
 
 

نوافذ .. "ريش" بين فيلم الزهيري، ومقهى محفوظ

سليمان المعمري

عن فيلم «ريش»..

لـ «عمر الزهيري»

   
 
 
 
 
 
 

نستطيع أن نسمي أسبوعنا هذا الذي مضى "أسبوع ريش" بامتياز، فقد استطاع فيلم سينمائيّ مصري أن يخطف الأضواء الإعلامية المصرية والعربية، بشكلٍ لم يفعله حتى عندما فاز قبل أربعة أشهر بجائزة النقاد في مهرجان «كان» السينمائي، وهنا تكمن المفارقة المُضحِكة المُبكِية في الآن نفسه، والتي لطالما تكررتْ في وطننا العربي؛ أن يكون الاهتمام بمبدع أو بعمله الإبداعيّ لأسباب أخرى، تافهة في الغالب، لا علاقة لها بهذا الإبداع.

الفيلم الذي أتحدث عنه هو "ريش" للمخرج عمر الزهيري الذي عُرِض هذا الأسبوع في مهرجان الجونة السينمائي فأثار جدلًا في مصر، مازال مستمرًّا حتى كتابة هذه السطور. ولستُ هنا في وارد الإشادة بالفيلم أو نقده، ببساطة لأنني لم أشاهده، لكن يبدو لي من بعض المراجعات التي قرأتُها عنه أنه فيلم يستحق الجائزة التي نالها في كان، خصوصًا مراجعة الناقد السينمائي المصري أمير العمري -وأعرف أنه ناقد لا يجامل فيما يخص السينما- الذي قال: إن "علينا أن نحتفل بفيلم جديد مختلف، طموح، لا يدّعي، ولا يزايد، ولا يزعم أنه يقدم بيانًا سياسيًّا، يعارض أو يؤيد، بل هو عمل فنيّ أصيل، يعبّر عن رؤية مخرجه لهذا العالم".

إذن، أستطيع الزعم، أنا الذي لم أرَ الفيلم، أنه فيلم جيد، ليس فقط لإشادة النقاد به إلى درجة أن منحوه جائزتهم في كان، بل أيضًا للأسباب المضحكة التي طُرحِتْ إعلاميًّا في انتقاده. هناك من انتقده لأنه يصوّر بيئة مصرية مُدقعة الفقر، وكأن على السينما أن تصوّر فقط القصور وناطحات السحاب وحمامات السباحة!، وهناك من هاجمه لأن ممثليه لم يكونوا نجومًا، بل ليسوا ممثلين حتى، وإنما أناس عاديون وضعهم المخرج أمام الكاميرا وطلب منهم التصرف على طبيعتهم، وهذا لعمري أمرٌ يُحسب للمخرج لا عليه. أما بعض موزعي صكوك الوطنية على هواهم، وكأن الله لم يخلق "وطنيين" سواهم، فقد اتهموا المخرج بخيانة وطنه مصر بهذا الفيلم، بزعم أنه قدّم فيلمًا من نوعية الأفلام التي تُصنع لنيل الجوائز بتصدير صورة غير حقيقية عن مجتمعاتها، وحتى إن سايرنا هؤلاء وافترضنا جدلًا أن اتهامهم هذا صحيح (وهو بالتأكيد غير صحيح) فقد فات هؤلاء للأسف أن بلدًا عظيما كمصر أكبر بكثير من أن يسيء إليه فيلم أو رواية.

فيلم "ريش" أحالني للوهلة الأولى التي أسمع فيها به إلى مقهى "ريش" الشهير في مصر، دون أن أعرف أن بينهما رابطا مشتركا؛ وهو أن المقهى كان يجلس فيه الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذي لاقى بسبب إبداعه ما لاقاه الزهيري بسبب فيلمه، خصوصًا ممن يُطلق عليهم في مصر "أهل الكار" أي زملاء المهنة الذين يفترض بهم أن يكونوا أول من يفرح لنجاح زميلهم الذي ناب عنهم في هذا النجاح. غير أن المفترض شيء والواقع شيء آخر. فإذا كان الفنان شريف منير قد تصدر الصفوف في الهجوم على الزهيري وفيلمه متهمًا إياه بأنه يقدم مصر بصورة سيئة، فإن يوسف إدريس –لا سواه- هو من تصدّرها في الهجوم على محفوظ بعد فوزه بنوبل في الأدب عام 1988 متهمًا إياه أنه ما كان لينالها لولا تأييده لاتفاقية كامب ديفيد، بل إن إدريس لم يتورع عن التصريح العلني أنه أحق من محفوظ بهذه الجائزة، ولكنها لم تمنح له للسبب نفسه الذي مُنحت فيه لمحفوظ، وهو أنه –أي إدريس- لم يؤيد الاتفاقية.

والحال أن رأي شريف منير في فيلم "ريش"، وقبله رأي إدريس في فوز محفوظ، لا يمكن النظر إليهما أبعد من حسد "أهل الكار" لبعضهم البعض. وهما رأيان يذكرانني بحسد مماثل حصل منذ سنتين؛ عندما انبرتْ روائية عربية معروفة فكتبتْ على صفحتها في فيسبوك بعد إعلان فوز الروائية العُمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر العالمية عام 2019: "يبدو أن الكاتب العربي الذي سيحصل قريبًا على نوبل سيكون من الخليج. العزاء لأدونيس، والبركة في البترودولار"!. إنه "الاستخلاج" الذي سبق أن كتبتُ عنه قبل هذه الحادثة بسنوات، وهو مصطلح أول من نحته الأديب عبدالله حبيب سنة 1994 في مقال له في جريدة "الخليج"، على غرار "الاستشراق"، ليصف به النظرة الدونية لبعض العرب لإخوتهم في الخليج.

وعلى أية حال، فإني عرفتُ أن في فيلم "ريش" –الذي أتمنى أن أشاهده قريبا- ساحرًا حوّل إنسانًا إلى دجاجة، ثم فشل بعد ذلك في إعادته إلى إنسانيته. وأظن أن هذا خير ما يمكن أن أختم به هذا المقال.

 

عمان العمانية في

23.10.2021

 
 
 
 
 

عن فيلم ريش

ريش.. قراءة واحدة لا تكفي

كتبت هويدا الحسن

مثل كل الأعمال المختلفة، يفتح فيلم ريش الباب على مصرعيه لمخيلة النقاد، هؤلاء الذين سيستقبلونه بصدر أكثر رحابة من المتلقي المبرمج على مشاهدة الأفلام التجارية، الأمر يشبه عندما تذهب لطبيب جلدية ليعالجك من حساسية مفرطة أو إكزيما أصابتك، فيفرح بزيارتك قائلا أخيرا مريض حقيقي بعيدا عن حاقني البوتكس والفيلر، ثم يهمس في أذنك قائلا: أكاد أنسى ما تعلمته في كلية الطب عن الأمراض الحقيقية (حدث بالفعل)

هكذا يتعامل الناقد مع العمل الإبداعي المختلف، أخيرا عمل يحمل أكثر من قراءة ويحتمل التأويل والاختلاف عليه وحوله.

لن تستطيع تكوين وجهة نظر حول الفيلم من المشاهدة الأولى، خاصة أن كان لك موقف مسبق منه سواء مع أو ضد، لذا شاهده وخذ نفسا عميقا قبل أن تكتب عنه...

كثورجية نكسجية كما يحب أن يسمينا البعض، لم أستطع أن أتخطى المشهد الإفتتاحي للفيلم، ظلام دامس مع صوت نحاول أن نتبينه أهو صوت أنين أم صوت عاشق يمارس الجنس، ثم تضاء الشاشة ولكنها لا تضاء بمصابيح الإضاءة السينمائية، أنها تضاء بنيران تشتعل في جثة رجل أشعل النيران في نفسه - رغما عني أستحضر ذهني صورة بوعزيري- الذي كان موته بهذه الطريقة صرخة شعوب المنطقة ضد الظلم والفقر والفساد وغياب العدالة الإجتماعية وتسييرنا كشعوب مفعول بها، كل هذا لن يتحدث عنه الفيلم ولن يتعرض له من قريب أو بعيد خلال أحداثه، لكنني لم أستطع أن أرى المشهد سوى جملة اعتراضية في بداية الأحداث، يمكنني تكملة القراءة من وجهة نظر سياسية لأقول أن الزوج هو السلطة المتجبرة والزوجة هي الشعب المغلوب على أمره، لكني إن فعلت ستكون قراءة ساذجة ومباشرة لا تتناسب مع أسلوب عمر الزهيري الملتوي بذكاء في إخراج الفيلم، وسأخلع عنه أهم ما يميزه وهو انسانيته الشديدة.

لذا سأختار في جزء منه أن اقرأه قراءة نسوية، نحن نرى منذ بداية الأحداث امرأة تكاد تكون لا تتحدث، تكتفي بهز رأسها في طاعة وربما تتمتم في بعض الأحيان بكلمة حاضر، لكن الزوج بمقاييس تلك الطبقة ليس قاسيا ولا متسلطا، هو أب متواجد مع أبنائه، مشاهد التفافهم حول الطعام وهو يحمل أصغر الأبناء على قدمه وبيده بيبرونة الحليب، ومشهد مشاهدته للتليفزيون مع زوجته وأبنائه المبهورين بمشهد يجسد حياة الطبقة المخملية، لن يشاهدوه أبدا في حياتهم والأب يحدثهم في تلك اللحظة عن ترابيزة البلياردو ويشرح فكرتها لأبنائه في حوار لا يمت بصلة للمشهد المذاع تليفزيونيا، وهو ما سيستخدمه الزهيري عدة مرات في شريط الصوت الذي سيحمل أغاني لا تمت للمشهد التمثيلي بصلة لتأصيل عبثية الأحداث أو ربما عبثية الحياة.

إذا لنعود إلى الزوج/الأب الحنون، الذي رغم تواضع إمكانياته سيكون حريص على إقامة حفل عيد ميلاد لأبنه ولن ينسى شراء نافورة تعمل جو للمكان وفي نفس الوقت شيك، كما سيردد عدة مرات، بل لإدخال الفرحة على أبنائه سيحضر ساحرا، يقدم فقرات مسلية تنتهي بفقرة تحويل الأب إلى دجاجة..

من هنا ستبدأ الأحداث أو فلنقل المأساة، كان من الممكن للمخرج أن يختار طرق عدة لاختفاء الأب العائل لأسرته، بالموت، بالطلاق، بالاختفاء التقليدي، لكنه أراد له الاختفاء بطريقة عبثية، ربما ليذكرنا بأن الأحداث رغم اغراقها في الواقعية فهي فانتازيا ترى العالم بعين ساخرة، أو ربما ليخلع عن أبطاله انسانيتهم ويسرق حضورهم الإنساني رغما عن إنسانية الحدوتة الشديدة، أو ليبعث لنا رسالة أن اختياره لاسم ريش تحديدا لم يأت عبثا وأنما ليذكرنا بأن ما يحتمي تحته أبطال فيلمه هو مجرد غطاء هش لا يحمي من برد ولا من قسوة الحياة، وربما اختيار التحول لفرخة وتسمية الفيلم ريش كناية عن تدجين شخصيات تلك الطبقة البائسة/ تدجين الشعوب وسلب إراداتها، التأويلات كلها محتملة وفي رأيي كلها صحيحة..

الفيلم لا يعتمد زمان بعينه، فبينما ترى سيارات السبعينات والثمانينات وملابس التسعينيات، ستجد أيضا هواتف محمولة تنتمي للألفية الجديدة، أنها قصة متكررة رغم اختلاف الزمان، كذلك المكان لا يوجد ما يعبر عنه سوى خصوصية لهجة أهل المنيا، لكن القصة قد تحدث في مصر أو سوريا أو العراق أو لبنان أو حتى في حواري باريس المليئة بالبائسين.

الفيلم بدأ بنار وأدخنة، ستنتهي النار بانتهاء المشهد الأول ولكن ستظل الأدخنة والضباب يطل علينا من شباك منزل الزوجة، فالضباب الرابض في الخارج يحجب عنها شكل الحياة خارج جدران منزلها، تلك الحياة التي ستخرج لها مضطرة بعد غياب زوجها لتواجه الديون والعوز، وستتعرض لكل ما تتعرض له امرأة وحيدة يريد الجميع أن يستغل احتياجها، ربما تمثل الزوجة العديد من النساء المقهورات حول العالم، وربما تمثل شعوب بأكملها مقهورة تعيش تحت وطأة حياة ضبابية قاسية...

 

الـ FaceBook في

23.10.2021

 
 
 
 
 

فيلم ريش ومهرجان الجونة .. جائزة وإشادة واتهامات بالإساءة للدولة المصرية (القصة الكاملة)

كتب: عمر علاء

أسدل اليوم الستارعلى مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، الذي أقيم في الفترة من 14 حتى 22 أكتوبر.

وتصدر المهرجان عناوين الصحف والتريند على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب إطلالات الفنانات الجريئة وتصرفات الحاضرين، فيما أثار المهرجان الجدل بسبب فيلم ريش، الذي نال اليوم جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل.

تعود بداية القصة ليوم الإثنين الماضي حين تم عرض فيلم ريش في مهرجان الجونة السينمائي، بعد فوزه بالجائزة الكبرى من مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان «كان» في يوليو الماضي.

شهد عرض افيلم انسحاب عدد من الحاضرين من النجوم، بسبب ما وصفوه أنه مسيء للدولة، فيما وصفه البعض الأخر بأنه ممل. ومن أبرز من تركوا القاعة؛ شريف منير، أشرف عبدالباقي، أحمد رزق، إلى جانب الفنانة يسرا وتامر حبيب وإيناس الدغيدي.

سرعان ما أعلنت إدارة مهرجان الجونة السينمائي أن المهرجان يحترم الدولة المصرية ولن يسمح بأي إساءة لها، وذلك بعد هجوم الفنان شريف منير على عرض فيلم «ريش» بسبب الإساءة لمصر، بحسب وصفه.

قالت إدارة المهرجان: «مهرجان الجونة السينمائي يؤكد احترامه للدولة المصرية، ويرفض أي إساءة لها، ولن يُسمح باستخدام اسم المهرجان في أي إساءة بأي وسيلة كانت».

شريف منير: «لازم نبعد عن حين ميسرة.. نحن في الجمهورية الجديدة»

من جانبه قال الفنان شريف منير إنه انزعج من مشاهد فيلم «ريش» أثناء عرضه في مهرجان الجونة السينمائي بسبب «تقديم مصر بصورة سيئة»، وهو ما أدى إلى انسحابه من العرض.

وأضاف شريف منير في تصريحات تلفزيونية: «العشوائيات اللي كانت عندنا واللي بتختفي دلوقتي المستوى فيها أحسن من المشاهد اللي الفيلم بيعرضها».

وتابع: «الدولة قطعت شوطا كبيرا في القضاء على العشوائيات، ونقل الأهالي إلى مساكن بديلة مفروشة على أعلى مستوى، الحاجات اللي كنا بنشوفها في فيلم حين ميسرة لازم نبعد عنها، نحن الآن في جمهورية جديدة».

وأوضح: «أنا مش بهاجم، وأنا لا أقدر على الهجوم، ولما خرجت من العرض تقابلت مع محمد حفظي، منتج فيلم ريش، فسألني عن سبب مغادرتي، وقلت له إن المشاهد في الفيلم مزعجة على المستويين الواقعي والفني».

ومضى يقول: «الفيلم واخد جايزة من مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وأنا مش فاهم الناس اللي ادوا الفيلم الجايزة كانوا شايفين ايه؟! يمكن أنا مش فاهم في الفن، يمكن أنا مش واخد بالي».

وعن انسحابه من العرض، قال شريف منير: «أنا عندي حتة غيرة جوايا على مصر، هي اللي بتحركني وأنا باسخن شوية (..) الفن ينقل الواقع مُجمّل (تجميل). أنا عايز أعرف المخرج عايز يقول ايه من الفيلم والتناول ده؟!».

وطالب شريف منير مخرج الفيلم بتوضيح رسالته من الفيلم، وقال: «أنا مصمم إني مخرج الفيلم يطلع يقول لنا هو عايز يقول ايه؟»، ليرد الإعلامي عمرو أديب: «مفيش في الفن كده، الفن مابيتشرحش».

مصطي بكري: الممول الأساسي شركة فرنسية بها شخص إسرائيلي

من جانبه هاجم الإعلامي مصطفى بكري، فيلم ريش قائلاً أنه أحدث ضجة في أنحاء الوطن بفعل اللغة التي تحدث بها والمشاهد الموجودة في الفيلم وتجاوز الواقع الذي نعيشه.

وأضاف خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة صدى البلد، إننا لم نكن أبدا ضد الإبداع ولكن غير مسموح باختراق العقل المصري.

وتابع الإعلامي مصطفى بكري أنه بعد نكسة 1967 تم تصوير عدد من الأفلام الناقدة في السينما وفي النظام الذي كانوا يتحدثون أنه نظام ديكتاتوري في ذلك الوقت، ونحن الآن في نظام وطني ونظام يترك للسينما أن تعبر عن نفسها، موضحا أن هناك فرقا كبيرا بين التحقير من شأن مصر والمصريين وتصورهم أنهم في دولة تعيش في الأدغال ولم تخرج حتى إلى الحياة، ولا يصح ذلك خاصة مع تنفيذ مشروع حياة كريمة الذي يجعل الريف في مصاف المدن.

وطالب الإعلامي مصطفى بكري من وزيرة الثقافة بإقالة محمد حفظي من رئاسة مهرجان السينما احتراما لمشاعر المواطنين، موضحا أنه تم حجز الفيلم للعرض في 23 ديسمبر المقبل، ويجب وقف هذا الفيلم مع تقديمه للجنة للبحث في هذا الأمر وكيف خرج السيناريو بهذا الشكل.

إلهام شاهين عن فيلم ريش: ليس ذوقي

علقت الفنانة إلهام شاهين على أزمة عرض فيلم «ريش» ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة.

قالت إلهام شاهين: «فيلم (ريش) ليس ذوقي، فالسينما أذواق، ولم أغادر قاعة العرض، ولست في صف من اتهمه بأنهي يسيء لسمعة مصر، فمصر أكبر من أي فيلم، وشعرت أن الفيلم ليس له علاقة بالزمان والمكان».

وتابعت: لم أشعر أن هذا الفيلم في مصر، شعرت أنني أشاهد لوحة سريالية الفيلم فوق مستوى إدراكي، الفيلم لا يعتبر فانتزيا، ولم أقدر أن اتعاطف مع الأبطال واتعايش معهم لأنني أخذت الموضوع على محمل السخرية ولم استوعب كيف تحول رجل لفرخة.

وعن رأيها في الإخراج قالت: هناك مغالاة في الإخراج، وأكيد أقدر وجهة نظر المخرج، لكن كل كادر كان مليئًا بالقذارة وإذا كانت الست فقيرة فتقدر تجيب صابونة وسلك، بدل القرف اللي شفناه ده.

إيضاح أشرف عبدالباقي مغادرته بسبب ارتباطه بتكريم في القاهرة

في المقابل نفى الفنان أشرف عبدالباقي ، انسحابه من مهرجان الجونة السينمائي بدورته الخامسة بسبب فيلم «ريش» موضحا أنه غادر إلى القاهرة لتكريمه من وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم بدار الأوبرا المصرية.

وقال أشرف عبدالباقي في بث مباشر عبر «فيسبوك»: «بحضر أفلام كتير لزمايلنا الفنانين وساعات كتير مش بيعجبني الفيلم أو المسرحية ولكن بقعد لنهاية العرض»

خالد النبوي يشيد ببطلة الفيلم أداؤها يصعب على المحترفين

في المقابل دعم عدد من الفنانين أبطال الفيلم وعبر الفنان خالد النبوي عن سعادته بفيلم «ريش» وبالأداء التمثيلي لدميانة نصار بطلة العمل، وذلك عبر تغريدة له على حسابه بموقع تويتر.

نشر النبوي صورة لدميانة نصار أثناء تواجدها على السجادة الحمراء الخاصة بمهرجان الجونة السينمائي الدولي وكتب معلقًا «دميانة نصار بنت المنيا أجمل وأعظم وأصدق ما شاهدت في مهرجان الجونة، أداؤها في فيلم»ريش«يصعب على المحترفين، براڤو عمر زهيري مخرج فيلم ريش وتعيش السينما المصرية».

بعد مشاهدته للفيلم.. نجيب ساويرس عن «ريش»: «صدمتني النهاية»

كما علق رجل الأعمال نجيب ساويرس على أزمة فيلم «ريش» للمنتج محمد حفظي، والذي عُرض خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وذلك للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بعد مشاهدته الفيلم.

وكتب ساويرس، في تغريده له عبر تويتر: «شاهدت الفيلم من الساعة الواحدة والنصف صباحا حتى الرابعة صباحا، الفيلم به نواحي فنية مميزة من ناحية قصةً كفاح أم في عائلة فقيرة وأب بائس وتمثيل عميق للأم التي لا تتكلم كثيرا لكن تكافح من أجل الأسرة في مجتمع صعب دون أن تفرط في شرفها أو كرامتها».

وأضاف: «صدمتني النهاية بعد عثورها على زوجها ولا أرى أن الفيلم يسئ إلى مصر إطلاقا بالعكس لابد أن نتذكر فقرائنا لكي نعمل سويا حكومة وشعبا للقضاء عليه هل يستحق الجائزة أم لا لأنه أيضا بطئ اترك الحكم للنقاد والجمهور لأنه فكرني بفيلم باراسايت الكوري الذي حاذ على جائزة السعفة الذهبية».

بوسي شلبي و«أم ماريو» واتهامات بالعنصرية

يُشارك في بطولة فيلم «ريش» دميانة نصار، ولفتت دميانة الأنظار بسبب أداؤها في الفيلم، خاصة أنها سيدة بسيطة من محافظة المنيا، وقدمت بعض العروض المسرحية في المحافظة.

وتهافتت عليها اللقاءات التليفزيونية للاحتفاء بدورها لكن أثار لقاء الإعلامية، بوسي شلبي، مع دميانة نصّار المعروفة باسم «أم ماريو»، غضب الجمهور ومتابعي مهرجان «الجونة»، عقب ما وصفه البعض بـ «العنصرية» و«التعالي«.

وانتقد العديد من المتابعين أداء شلبي في الحوار وكلماتها التي رأها البعض أن حركة اليد وطريقة الأداء، ممزوجة بالعنصرية و«العنجهية» والتعالي على بطلة فيلم «ريش».

تكريم الفيلم بعد موجه الهجوم

فاز فيلم «ريش»، للمخرج عمر الزهيري، بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل، وقيمتها 20 ألف دولار.

ويشهد فيلم «ريش» تعاونًا إنتاجيًا بين عدد من الدول هي ومصر وفرنسا وهولندا واليونان.

فيلم «ريش» من إخراج عمر الزهيري وشارك في تأليف الفيلم مع السيناريست أحمد عامر، وتدور أحداثه حول أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه، وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة. وهذا التحول العنيف يجبر الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغير قاسٍ وعبثي.

 

المصري اليوم في

23.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش" فيلم، "مجازاً"، تسجيلى شديد الرداءة!

بعيداً عن الاتهام المغرض "سمعة مصر"

سعيد علام

الوطنية هى آخر ملاذ للأنذال.

د. صمويل جونسون

بعيداً عن الديماجوجية على الجانبين .. فن يعنى متعة، بدون متعة لا فن، اياً كان نبل القيم او الافكار وقيمتها، يظل التعبير عنها باى شكل، بدون متعة، يعنى انها خرجت من تصنيف العمل الفنى، سواء سينما او مسرح او اغنية او ادب، او حتى العلوم الانسانية، انها فقط، يمكن ان تكون بحث علمى ممل لغير المتخصصين.

لمن لا يعرفون الفقر والفقراء .. انه رغم الفقر والبؤس، الفقراء يضحكون وينكتون ويتشاقون ويلهون ويغنون ويرقصون ويمارسون الحب، انه سلاحهم المجانى الوحيد المتاح، لمواجهة ظلم الفقر والبؤس الذين يعيشونه ليل نهار، كل ايام السنة، ليس فقط طول العمر، بل يورثونه لابناؤهم ايضاً!، لذا يقول "اوشو" المتصوف الهندى واستاذ الفلسفة "الجنس هو وسيلة الترفيه المجانية الوحيدة المتاحة، لذا يكثر الاطفال فى الاماكن الفقيرة.".

من المؤكد ان مخرج "ريش" ليس له اى علاقة تذكر بالفقر او الفقراء، لا علاقة مباشرة حياتية، ولا علاقة ثقافية ووجدانية، وبخلاف النظرة السطحية الاحادية النمطية المدرسية التافهة عن حياة الفقراء، التى شابت العمل، فان الخلل "المنهجى" فنياً، للـ"الفيلم"،برز فى كونه عندما اراد صانعوه ان ينقلوا حياة الفقراء، وما بها من بؤس وكآبة وملل، صنعوا "فيلماً" نفسه، بائس وكئيب وممل، ليصبح المشاهدين هم ضحايا بؤس "الفن"، وكئابة "الصورة"، وملل "الايقاع"!.

اما عن الانتاج وجائزة "كان" فحدث ولا حرج، مع الاعتذار لكل مرضى "عقدة الخواجة"؛ وحدها "السينما المستقلة" – فى مجال السينما - التى تستطيع ان تتفادى الانماط المملاة – بشكل مباشر او غير مباشر -، من اباطرة التمويل والذين هم انفسهم اباطرة المال والصناعة، الذين يحكمون العالم، ويستنزفونه بالحروب العسكرية او الاقتصادية، او بالاغراق فى دوامة القروض، فمن خلال سياسة "الاغراق بالديون"، التى يقودها صندوق النقد الدولى التى لا تهدف الى النزح الحالى للثروات فقط، بل هى تؤمن النزح المستقبلى لها. وفى شجاعة نادرة لموظف سابق فى صندوق النقد الدولى "بودرو" عندما استقال 1988، كرس وقته لفضح اسرار مقر عمله السابق. وبدأ بكتابة رسالة مفتوحة بدأت: "انا استقيل اليوم من فريق صندوق النقد الدولى بعد اكثر من 12 عاماً من الخدمة، وبعد 1000 يوم من العمل الميدانى فى تأمين المساعدات الرسمية؛ عمل تمثل فى الاتجار بأدويتكم وبحاقبكم المملوءة بالخدع، وارسالها للحكومات والشعوب فى امريكا الاتينية والكاريبى وافريقيا. تعتبر الاستقالة بالنسبة لى اليوم تحرراً لا يقدر بثمن، لاننى اخطو بها خطوتى الكبيرة الاولى الى المكان الذى يسعنى فيه ان احلم بغسل يدى مما يشكل، فى نظرى، دماء ملايين الفقراء والجياع .. لقد كثرت الدماء الى حد انها باتت انهراً. وهى تجف ايضاً وتلتصق بى. اشعر احياناً انه ليس هناك ما يكفى من صابون فى العالم لتنظيفى من الاشياء التى فعلتها بأسمكم".

استمر بودو فى بناء قضيته، فأتهم المؤسسة بأستخدام الاحصاءات كأسلحة "فتاكة" و"ممارسات احصائية سيئة" هدفت الى تضخيم الارقام الواردة فى صندوق النقد الدولى فى ما تعلق بدولة ترينيداد وتوباغو الغنية بالنفط، وذلك كى تبدو الاخيرة وكأنها اقل استقراراً مما كانت عليه فعلاً. وقال ان صندوق النقد الدولى قد قام بمضاعفة ارقام فى احصائيات فى غاية الاهمية تقيس كلفة العمل فى البلد، ما جعله يبدو غير منتج الى حد كبير، برغم ان المؤسسة كانت تملك الارقام الصحيحة بين يديها. ويقول بودو فى مثال آخر، ان المؤسسة قد خلقت "من لا شئ" ديناً حكومياً غير مسدد، ذا حجم هائل!.

الاستنزاف العالمى للثروات الطبيعية المحلية للشعوب، لا يتم فقط نزح ثروات طبيعية وناتج الطاقات البشرية المحلية وحسب، بل هى تسعى ايضاً الى تدمير ارث المجتمع الثقافى والحضارى، من اثار وتراث ثقافى لامادى، ومحو كل ثقافة وطنية من اجل احلال ثقافة جديدة، ثقافة السوق المفتوح، وواحد من اهم وسائل ممارسة هذا الحكم، السيطرة على الجانب الثقافى والعقائدى، فاحد اعمق اهداف النيو ليبرالية هو ازلة الافكار والقناعات السابقة عليها، لذا فان التطهير العقائدى للافكار اليسارية كان ومازال على رأس جدول اعمالها. لذا فهم الذين يسيطرون بالكامل على تمويل الصحافة والصحفيين، والاعلام والاعلاميين – بدون تعميم - والفنون ومراكز الابحاث والجامعات، وجمعيات حقوق الانسان والمجتمع المدنى (مثلاً، تمول شركة فورد العالمية، السياسات الاقتصادية لمدرسة "شيكاغو" ثم تمويل حركة حقوق الانسان، ولكن بدون سياسة!، (العين "المغمضة" لمراكز الابحاث الغربية ؟! مركز كارنيجى للسلام، نموذجاً. سعيد علام، الحوار المتمدن.).

إعلامى مصرى، وكاتب مستقل

 

الحوار المتمدن في

23.10.2021

 
 
 
 
 

أذرع النظام تخوّن فيلم "ريش": "محاولة لاختراق العقل المصري"

القاهرة/ أحمد عزب

شنّ الإعلام المصري الموالي للنظام، حملة تخوين بحق صنّاع فيلم "ريش" الذي أثار جدلاً، بعدما اتُهم بـ"الإساءة لمصر وصورتها"، لتناوله قضايا الفقر، غداة عرضه في "مهرجان الجونة السينمائي"، علماً أنه فاز بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان الذي أسدل الستار عليه، مساء الجمعة.

وكانت قد سُربت نسخة من الفيلم على شبكة الإنترنت، لتتصاعد من بعدها الحملة عليه وعلى صنّاعه، إذ شن المذيع والبرلماني المعروف بقربه من النظام، مصطفى بكري، هجوماً عنيفاً على "ريش"، وقال في برنامجه "حقائق وأسرار"، على فضائية "صدى البلد" المملوكة لرجل الأعمال المقرب من السلطة محمد أبو العينين، إنّ "الضجة التي أحدثها بسبب تجاوزه للواقع الذي نعيشه، ونحن لسنا ضد الإبداع، ولكن الفيلم محاولة لاختراق العقل المصري".

وأضاف بكري: "بعد نكسة 1967 تم تصوير عدد من الأفلام الناقدة في السينما وفي النظام الذي كانوا يقولون إنه ديكتاتوري في ذلك الوقت، ونحن الآن في نظام وطني، ونظام يترك للسينما أن تعبّر عن نفسها".

وطالب وزيرة الثقافة بإقالة منتج الفيلم محمد حفظي من رئاسة "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي"، ومنع عرض الفيلم في دور السينما الذي حدد موعده في 23 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

واستشهد بالمصور والمخرج سعيد الشيمي الذي كتب على "فيسبوك" إنّ "إنتاج الفيلم كلف 13 مليون دولار، رغم أنه لا يكلف سوى مليون دولار فقط، كما أن الممول الأساسي شركة فرنسية فيها شخص إسرائيلي يدعي بير مناحيم، وشريكته هي مسؤولة عن اختيار الأفلام في جزء المسابقة الدولية في مهرجان كان".

يذكر أن "ريش" فاز بجائزتين من "مهرجان كانّ السينمائي الدولي".

اتهام الشيمي وبكري للفيلم بمشاركة إسرائيلية في تمويله تلقفته المواقع المؤيدة والكتائب، ونشرتها على نطاق واسع، لتصعد من اتهاماتها له بأنه "مؤامرة إسرائيلية على مصر".

وكان برلمانيون ونجوم سينمائيون مصريون اتهموا الفيلم الذي أخرجه عمر الزهيري بـ"تشويه سمعة مصر"، زاعمين أنه يصور حياة الفقر المدقع بشكل لا يشبه الوضع في البلاد حالياً، على الرغم من أن ما يقرب من ثلث سكان مصر، البالغ عددهم أكثر من مائة مليون نسمة، يعيشون تحت خط الفقر.

"ريش" يروي قصة "أم ماريو"، وهي امرأة فقيرة في منطقة الصعيد الريفية جنوبي مصر، تكافح من أجل إعالة أسرتها بعد تحوّل زوجها إلى دجاجة بسبب سحر أقيم عليه.

في المقابل، سخر ناشطون ومغردون من هذه الاتهامات بالتخوين والتطبيع والإساءة التي وُجهت إلى الفيلم، والتي قالوا إنها تدار على طريقة التسريب الشهير الذي فضح تلقي مؤسسات إعلامية أوامر موحدة بتغطية أحداث معينة، عبر هاتف من نوع "سامسونغ".

وتساءل محمد فايز متعجباً: "‏هي الناس صدقت ازاي الرقم ده وأصلا الناس صدقت ازاي مصطفى بكري؟". ورد محمد ناصف: "‏لا مش إنتاج إسرائيلي، إنتاج مصري فرنسي. ونصيحة بكل ود متسمعش ومتشفش ومتقراش للمدعو مصطفى بكري". وهاجم هاني سمير موقع "أخبار اليوم" الذي بادر إلى نشر تصريحات بكري، قائلاً "‏ده موقع تابع لجريدة قومية يعنون الخبر بهذا الانحطاط! تفاصيل الخبر بتقول إنها شركة فرنسية وإن فيها شخص إسرائيلي".

 

العربي الجديد اللندنية في

23.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش" الفيلم والقضية

1

بادئاً ذي بدء أود الاعتذار عن تطفلي على أهل الصنعة "السينما"، والفن (بما أنني قد اعتزلته وامتهنت بدلاً منه الصحافة والكتابة والترجمة)، إلا أن ما رشح من تعليقات فنية ونقدية عن الفيلم، عقب تسريبه إلى فضاء التواصل الاجتماعي، يدفعني دفعاً للكتابة عن رؤيتي الخاصة، التي أعترف قبل سردها، بجهلي عن مطبخ صناعة السينما، وما يخفى عني من أمور قد تكون قد أثّرت على انطباعاتي عن الفيلم المثير للجدل.

كذلك أود بداية أن أعتذر شديد الاعتذار عن مشاهدتي لتلك النسخة المسرّبة، بدافع الفضول الصحفي المهني لا أكثر، لما يمثّله ذلك من تعدٍ على الملكية الفكرية، وإسهام في الترويج للقرصنة الإلكترونية. إلا أنني فعلت ذلك حقاً بدافع المهنة ومعرفة ما اندفعت بحماسة واهتمام للكتابة عنه، إيماناً مني بقضية حرية التعبير، وخسة استخدام الوطن و"سمعة الوطن" مطية لتحقيق أغراض أظنها رخيصة مبتذلة.

2

لا ينتمي الفيلم، كما لاحظ جميع من كتبوا عنه أو شاهدوه، إلى فئة الأفلام التجارية التي ربما تحقق جماهيرية واسعة، بل أتجرّأ بالقول إن الفيلم لا ينتمي حتى لفئة الأفلام التي يمكن أن تعجب ذائقة جمهور العاملين في صناعة السينما، ممن تعوّدوا على أبجديات ومفردات سينمائية معروفة وراسخة، وقواعد وقوانين جمالية نشأت منذ بداية صناعة السينما عبر تاريخ حافل بالتقاليد الفنية الرفيعة، وقد رأينا رد فعل كثيرين منهم.

الفيلم ينتمي لما يمكن تسميته بالاستمناء العقلاني Intellectual Masturbation، بين نخب الصناعة، ممن يجيدون قراءة ما وراء النص، والصورة، والحركة، والأداء، أو اللاأداء، والرمز، وشريط الصوت. الفيلم، هو درجة راقية، بل و"متعالية"، على كل ما حوله من تجارب سينمائية. فالممثلين ليسوا ممثلين، ومواقع التصوير ليست مواقع تصوير، والكاميرا أحياناً ما تقف حيث "لا يجب" أن تقف، وتلتقط ما "لا يجب" أن تلتقطه. فتجد أنماط البشر الموجودة في الفيلم غرائبية مغرقة في الغرابة، والأماكن غريبة لا تكاد تنتمي لبقعة جغرافية أو مجتمع بعينه، وحتى الموسيقى التي تنبعث بين الحين والآخر، تشعرك بحنين ما إلى عصر لا تستطيع تحديده، تشعرك حقيقة بحنين إلى اللازمان، بمعنى أننا نعيش داخل هذا الفيلم في اللامكان واللازمان، ونحس وكأننا نسقط في فراغ وجودي، حتى أن أماكن التصوير الخارجي، تبدو وكأنها مغلقة خانقة.. وهناك حالة تشبه "ما بعد تشيرنوبل"، حيث يبدو الجميع ملوثين بإشعاع نووي، طالهم منذ عشرات السنين. إنك تحس بهذه الروح تخيّم على الفيلم بأكمله، وكأننا على كوكب آخر، منسيّ، بعيد، لا يوجد به أحد. فالمصانع خالية من العمّال، والأماكن خالية من المارة، ولا أثر لأي مدينة أو قرية أو مجتمع. لا يوجد أحد سوى تلك الشخصيات الغرائبية، التي تتحدث بلهجة ولكنة غريبتين، لا يبدو حديثهم في كثير من الأحيان يشبه حديثنا باللهجة العامية المصرية أو حتى الصعيدية أو أي لغة أخرى، لغة تشبه أحد أبطال الفيلم، وهو يصاحب أغنية شهيرة، بصوت أجش، وتعبيرات وجه، تحاول التمثيل، فتتصنعه، فتبدو في مكان وسط بين السطحية والغباء والسماجة، لكن والعمق أيضاً. فأنت تشاهد طوال الوقت كيف وصل هؤلاء إلى هنا؟ كيف حدث ذلك؟ ما الذي جعل هؤلاء يصلون إلى هذه الدرجة من الغرابة؟ بل يصل الأمر لأن تسأل نفسك "من هؤلاء" بصيغة القذافي "من أنتم"؟

ليجيب الممثل، شريف منير، ومن تبعوه عن ذلك السؤال مباشرة وبشكل واضح وصريح لا يقبل الشك: هم أعداء الوطن! وأهل الشر، يصوّرون البلاد على نحو يسيء لسمعتها، فيحصلون على الجوائز من "الغرب المعادي لنا". دون أن يسأل أحد عن أي عداوة يتحدثون، ونحن جميعاً، وهم بالأخص وعلى وجه التحديد، ينامون ويستيقظون في سرير الغرب كل يوم وكل ساعة.

3

الفيلم دون شك هو ثورة سينمائية على مستوى الأبجديات والمفردات السينمائية، إلا أن مكانها ليس الآن وهنا. فعلى حد ظني المتواضع، وتوقعاتي الساذجة، لا أعتقد أن أحداً سوف يذهب لمشاهدة فيلم كهذا في دور السينما، ولا أتوقع أن يحظى الفيلم بمشاهدات تشبه من قريب أو من بعيد أقل أفلام محمد رمضان أو محمد سعد جماهيرية، فاللغة السينمائية للفيلم شديدة التعقيد والصعوبة والتشابك. ولا يدّعي مخرج الفيلم شيئاً آخر.

أما عن التمثيل، وما رآه كثيرون يفتقر إلى الحدود الدنيا من "التقمّص" و"التجسيد"، فهنا كان هؤلاء على حق تماماً. لكن السؤال يطرح نفسه، ومن قال إنهم ممثلون؟ هم أطراف متورطون في اللعبة السينمائية. وهو ما ركّز عليه المخرج عمر الزهيري، فهو لا يتعامل مع دميانة نصّار كممثلة، وإنما يتعامل معها كأيقونة، فنحن نشاهدها دون أن نعرف اسمها داخل الفيلم، كما لا نعرف أسماء أي من الشخصيات الأخرى! تظهر البطلة صامتة طوال الفيلم، إلا أن ملامحها وحدها شديدة التعبير والعمق، بحيث تشارك البطلة في لوحة تشكيلية تكاد تكون ساكنة، لكنها في الوقت نفسه متحرّكة داخل فيلم سينمائي، ليصبح البطل لا الشخصية، وإنما ما وراء الشخصية، لتصبح ملامحها ونظرتها المتعبة المتهالكة وتفاصيل جمجمتها التي نحتتها الجينات والثقافة المتوارثة عبر قرون من الزمان هي البطل. هنا تصبح الكلمة ويصبح الإلقاء والأداء والتعبير الحركي زائداً عن الحاجة.

يتعامل المخرج مع كل مشهد لا بوصفه مشهداً سوف يصوّره بنفس تكنيك تصوير المشاهد السينمائية العادية، ولا سوف يضيئه بنفس الإضاءة العادية، وإنما يتعامل معه ومع سائر عناصر الفيلم السينمائي بدرجة من تفكيك هذه العناصر، في محاولة لفهمها، ولطرح أسئلة جديدة، جمالية ووجودية معاً.

من المجحف أن نظلم أبطال الفيلم بزجهم في صراع طبقي لمنطقة جغرافية أو بلد بعينه، ومن الظلم أن نزج بهم في السياسة، فالفيلم بعيد كل البعد عن السياسة، الفيلم يمتلئ بالرموز، يتحدث عن أنماط خلقها المخرج من العدم، لا يعيشون أمام الكاميرا حياتهم الحقيقية، ولا عالمهم الحقيقي، الذي قد يكون أسوأ/أفضل من العالم الذي نقلته الكاميرا، لا يهم، لم يحصل الفيلم على الجوائز لهذا السبب. ولا أحد يدعي أنه "ينقل الواقع" أو "ينتقد الواقع"، بل يخلق عالماً خيالياً بمفرداتٍ خياليةٍ غرائبيةٍ، وأنماط غير مسبوقة، في لا مكان غير مسبوق، ولا زمان غير مسبوق. بينما نحاول نحن البحث عن أي مرجعية يمكن أن نستند إليها لنعرف أين ومتى وكيف ولماذا تجري أحداث الفيلم هكذا، دون أن ننجح، فعمر الزهيري يفاجئنا في اللقطة التالية بتفاصيل متناقضة أكثر تعقيداً، وأكثر تشابكاً، وأكثر بعداً عن كل ما عرفناه ونعرفه من قبل.

يحدث ذلك بالتوازي مع لقطات من أفلام كارتون، ولقطات لحمامات سباحة، وطاولة بلياردو، وكأنه قص ولصق من عالم ما بعد تشيرنوبل، وانهيار الاتحاد السوفيتي، و11 سبتمبر، والعولمة، والكورونا، وأفغانستان. ننظر حولنا في العالم الافتراضي فنجد عالماً لا يقل غرائبية عن عالم عمر الزهيري، الذي يبدو لنا في المشاهدة الأولى غريباً لا منطقي، إلا أنه في حقيقة الأمر عالم لا يقل غرابة عن عالمنا الواقعي الذي نعيش فيه، وقد يبدو هو الآخر أحياناً "مغلقاً وخانقاً"، فنحس وكأننا نسقط في فراغ وجودي.

 

الـ FaceBook في

23.10.2021

 
 
 
 
 

'ريش' ينتزع غلة الجونة السينمائي رغم الانتقادات

فيلم المخرج المصري الشاب عمر الزهيري المتهم بالإساءة لصورة مصر بسبب حالة الفقر الشديد التي عليها العائلة محور الأحداث يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

القاهرة - فاز فيلم "ريش" للمخرج المصري الشاب عمر الزهيري بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة الذي أسدل الستار عليه مساء الجمعة.

وكان الفيلم الفائز بجائزتين من مهرجان كان السينمائي قد تعرض لانتقادات من برامج تلفزيونية وبعض الفنانين والنقاد الذين اتهموه بالإساءة لصورة مصر بسبب حالة الفقر الشديد التي عليها العائلة محور الأحداث وامتدت هذه الاتهامات إلى المهرجان وبلغت حد المطالبة بمقاطعته إعلاميا.

وفاز بجائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل بالمهرجان "الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك" من فنلندا بينما ذهبت النجمة الفضية لفيلم "غروب" من المكسيك وذهبت النجمة البرونزية للفيلم الروسي "هروب الرقيب فولكونوجوف".

وفاز بجائزة أفضل ممثل بيتري بويكولاينن عن دوره في "الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك" بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى مايا فاندربيك عن فيلم "ملعب" من بلجيكا.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فاز بالنجمة الذهبية فيلم "حياة إيفانا" من روسيا وذهبت النجمة الفضية لفيلم "اوستروف - جزيرة مفقودة" من سويسرا أما النجمة البرونزية فذهبت لفيلم "سبايا" من السويد.

وفاز "كباتن الزعتري" للمخرج المصري علي العربي بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في المهرجان.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 23 فيلما فاز بالنجمة الذهبية فيلم "كاتيا" من روسيا وبالنجمة الفضية فيلم "الابن المقدس" من إيطاليا وبالنجمة البرونزية فيلم "على أرض صلبة" من سويسرا.

أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فذهبت إلى "القاهرة - برلين" للمخرج الشاب أحمد عبد السلام.

ونال الفيلم اللبناني "كوستا برافا، لبنان" جائزتي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) لأفضل عمل أول ونجمة الجونة الخضراء لأفضل فيلم تناول قضية البيئة وحماية الحياة البرية.

وفاز بجائزة "نيتباك" لأفضل فيلم آسيوي "هروب الرقيب فولكونوجوف" من روسيا.

ومنح المهرجان الجائزة التي تحمل شعاره "سينما من أجل الإنسانية" للفيلم الروسي "اوستروف - جزيرة مفقودة" للمخرجتين سفيتلانا رودينا ولوران ستوب.

وكانت الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي شهدت بعض المشكلات من بينها اندلاع حريق في ساحة مركز المؤتمرات قبل ساعات من حفل الافتتاح وتعرض رئيس العمليات والمؤسس المشارك للمهرجان بشرى رزة لحادث سيارة أثناء تصوير أحد المشاهد بالجونة وأخيرا استقالة المدير الفني أمير رمسيس قبل يومين من الختام.

وقال انتشال التميمي مدير المهرجان في كلمته "ما الذي يمكن قوله بعد ختام هذه الدورة الدراماتيكية؟ أحداث متلاحقة بدأت بالحريق ولم تنتهي بحادث العزيزة بشرى، لكن هذا لم يثنينا عن تحقيق دورة ناجحة جدا".

وأضاف "بالنسبة لي هذه الدورة هي الأمثل بين كل الدورات السابقة، بدءا من برنامج سينمائي حظي بحفاوة نقدية وجماهيرية، مرورا بتطور منصة الجونة السينمائية وتوجهها إلى مسار احترافي أكثر، إلى حفل موسيقي ممتع، واحتفال قيم بالمخرج (كريستوف) كيشلوفسكي باستعادة أفلامه وندوة مميزة ومعرض فني لأعماله، انتهاء بفعاليات متنوعة في أرجاء المدينة".

وتابع قائلا "شهدت الدورة الكثير من القضايا الشائكة، ولكن ما العيب؟ فمن ضمن مهمة المهرجان إثارة النقاش وتحفيز الجدل".

وكرم المهرجان في حفل الختام الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري الذي لم يستطع الحضور إلى مصر بسبب تأشيرة الدخول بحسب ما قاله في تسجيل مصور على صفحته بموقع فيسبوك واستلمتها نيابة عنه المنتجة مي عودة.

 

ميدل إيست أونلاين في

23.10.2021

 
 
 
 
 

“ريش” يتوج بجائزة أفضل فيلم عربي بمهرجان الجونة رغم الجدل حوله

(رويترز)

القاهرة: فاز فيلم “ريش” للمخرج المصري الشاب عمر الزهيري بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة الذي أسدل الستار عليه مساء الجمعة.

وكان الفيلم الفائز بجائزتين من مهرجان كان السينمائي قد تعرض لانتقادات من برامج تلفزيونية وبعض الفنانين والنقاد الذين اتهموه بالإساءة لصورة مصر بسبب حالة الفقر الشديد التي عليها العائلة محور الأحداث وامتدت هذه الاتهامات إلى المهرجان وبلغت حد المطالبة بمقاطعته إعلاميا.

وفاز بجائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل بالمهرجان “الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” من فنلندا بينما ذهبت النجمة الفضية لفيلم “غروب” من المكسيك وذهبت النجمة البرونزية للفيلم الروسي “هروب الرقيب فولكونوجوف”.

وفاز بجائزة أفضل ممثل بيتري بويكولاينن عن دوره في “الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى مايا فاندربيك عن فيلم “ملعب” من بلجيكا.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فاز بالنجمة الذهبية فيلم “حياة إيفانا” من روسيا وذهبت النجمة الفضية لفيلم “اوستروف – جزيرة مفقودة” من سويسرا أما النجمة البرونزية فذهبت لفيلم “سبايا” من السويد.

وفاز “كباتن الزعتري” للمخرج المصري علي العربي بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في المهرجان.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 23 فيلما فاز بالنجمة الذهبية فيلم “كاتيا” من روسيا وبالنجمة الفضية فيلم “الابن المقدس” من إيطاليا وبالنجمة البرونزية فيلم “على أرض صلبة” من سويسرا.

أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فذهبت إلى “القاهرة – برلين” للمخرج الشاب أحمد عبد السلام.

ونال الفيلم اللبناني “كوستا برافا، لبنان” جائزتي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) لأفضل عمل أول ونجمة الجونة الخضراء لأفضل فيلم تناول قضية البيئة وحماية الحياة البرية.

وفاز بجائزة (نيتباك) لأفضل فيلم آسيوي “هروب الرقيب فولكونوجوف” من روسيا.

ومنح المهرجان الجائزة التي تحمل شعاره (سينما من أجل الإنسانية) للفيلم الروسي “اوستروف – جزيرة مفقودة” للمخرجتين سفيتلانا رودينا ولوران ستوب.

وكانت الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي شهدت بعض المشكلات من بينها اندلاع حريق في ساحة مركز المؤتمرات قبل ساعات من حفل الافتتاح وتعرض رئيس العمليات والمؤسس المشارك للمهرجان بشرى رزة لحادث سيارة أثناء تصوير أحد المشاهد بالجونة وأخيرا استقالة المدير الفني أمير رمسيس قبل يومين من الختام.

وقال انتشال التميمي مدير المهرجان في كلمته “ما الذي يمكن قوله بعد ختام هذه الدورة الدراماتيكية؟ أحداث متلاحقة بدأت بالحريق ولم تنتهي بحادث العزيزة بشرى، لكن هذا لم يثنينا عن تحقيق دورة ناجحة جدا”.

وأضاف “بالنسبة لي هذه الدورة هي الأمثل بين كل الدورات السابقة، بدءا من برنامج سينمائي حظي بحفاوة نقدية وجماهيرية، مرورا بتطور منصة الجونة السينمائية وتوجهها إلى مسار احترافي أكثر، إلى حفل موسيقي ممتع، واحتفال قيم بالمخرج (كريستوف) كيشلوفسكي باستعادة أفلامه وندوة مميزة ومعرض فني لأعماله، انتهاء بفعاليات متنوعة في أرجاء المدينة”.

وتابع قائلا “شهدت الدورة الكثير من القضايا الشائكة، ولكن ما العيب؟ فمن ضمن مهمة المهرجان إثارة النقاش وتحفيز الجدل”.

وكرم المهرجان في حفل الختام الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري الذي لم يستطع الحضور إلى مصر بسبب تأشيرة الدخول بحسب ما قاله في تسجيل مصور على صفحته بموقع فيسبوك واستلمتها نيابة عنه المنتجة مي عودة.

 

القدس العربي اللندنية في

23.10.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004