ملفات خاصة

 
 
 

حاجة الفنان إلى الحنان... عن الوصاية والرقابة كأبرز أمراض مهنة السينما

سعد القرش

عن فيلم «ريش»..

لـ «عمر الزهيري»

   
 
 
 
 
 
 

أصارح القراء بأن هذا نصٌّ مشوّشٌ، أبدأه ولا أعرف كيف ينتهي. صيغته الأولى، قبل أيامٍ، ‏استندت إلى قضية الأمراض الملازمة للمهن المختلفة، المهن العضلية والذهنية معاً، عندما تتشابه ‏الأمراض وتنتقل عدواها، وتعبر الحدود والجنسيات واللغات والأجيال.

على سبيل المثال، يُلازم السينما مرض اسمه الرقابة، أنصبة هذا المرض تزيد وتنقص، تبعاً ‏لإدراك أنظمة الحكم لأهمية السينما. ولا يقل الاستبداد المجتمعي في قضية الرقابة عن الغباوة ‏الرسمية.

أحياناً تسمح الرقابة الحكومية بعرض فيلمٍ، وتكون أكثر مرونةً من الانغلاق العمومي المرتبط ‏بمنسوب الوعي الاجتماعي، ومدى رؤية هذا الانغلاق للسينما كحكايات تتماهى مع الواقع، أو ‏كاستعارات جمالية بريئة وأحياناً سامّة.

زهدتُ في هذه الصيغة، وانصرفتُ عنها، ولعلها انصرفتْ عني، أمام حروب كلامية بسبب ‏عرض فيلم "ريش"، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي الخامس (14 ‏ـ 22 تشرين الأول/أكتوبر 2021). قلت لنفسي إن كلمةً سخيفةً قد تحبط فناناً، وتدعوه إلى ‏الاكتئاب أو الموت. الفنان ليس بالضرورة هو الممثل أو المخرج، إنما الكاتب، هو صاحب أي ‏موهبةٍ فطريةٍ ولو كان صانع جرارٍ فخاريةٍ. ‏

يُلازم السينما مرضٌ اسمه الرقابة، أنصبة هذا المرض تزيد وتنقص، تبعاً لإدراك أنظمة الحكم ‏لأهمية السينما

في عام 1970 مات المؤلف والأديب الروائي المصري، محمد عبد الحليم عبد الله، متأثراً بفظاظة ‏سائقٍ غشيمٍ. وفي عام 1981 أدت كلمةٌ مغلّفةٌ بدعابةٍ قاسيةٍ تحمل شبهة اتهامٍ إلى موت الشاعر ‏المصري، صلاح عبد الصبور. المبدع أعصابه عاريةٌ، فإذا كنت عاجزاً عن قول كلمةٍ طيبةٍ فليتك ‏تلزم الصمت، وتعفي نفسك من الاشتراك في جريمةٍ.

بعد تعرض ثورة 25 يناير 2011 لعثرتين من قوى الثورة المضادة، كتبتُ مجاملاً ومحيّياً كل من ‏يجد في نفسه الجسارة على تجاوز الظرف الغائم، القاتم والقائم إذا شئنا الدقة، ويكتب روايةً أو ‏قصةً. حاجة الفنان إلى الحنان تسمو على قيمة ما ينشر، وفي سنوات ما بعد الثورة نُشر هراءٍ ‏كثيرٍ، وللقارئ أن يتجنب ما لا يعجبه، وللناقد أيضاً أن يصمت عما يراه متواضعاً، وأن يشيد بما ‏يستحق الإشادة. أما الزمن فيصطفي ما يبقى صامداً للاختبار، والزبد يذهب إلى مصيره. هناك ‏حنان ما قبل الإنجاز، وهو نوعٌ مجرَّبٌ، ومضمون المفعول. وهناك حنانٌ ما بعد انفصال العمل ‏الفني أو الأدبي عن صاحبه.

بعد أن يقرأ السلفي الجهول كتاباً يجرؤ على الإفتاء في قضيةٍ ملتبسةٍ. توجد جرأةٌ، في المقابل، ممن ‏لم يقرأوا كتاباً في مجال فتاواهم. لا تجد في فتاوى هؤلاء وهؤلاء ما يفيد الشكوك، أو يدعو إلى فتح ‏نافذةٍ على اجتهادٍ آخر، والتماس وجهة نظرٍ مختلفةٍ. هذا اليقين القاتل يأتيك من صحفيين مبتدئين، ‏ثقافتهم شفاهية، لم تقرأ لأي منهم مقالاً، لا في السينما ولا في غيرها. وبعد مشاهدة فيلمٍ يحتاج إلى ‏أكثر من مشاهدة، تسمع أحد تعليقين: "الفيلم فيه مشاكل" و"السيناريو فيه مشاكل". ‏

أسمع هذين التعليقين، بعد مشاركة معظم الأفلام المهمة في مهرجانٍ كبيرٍ أو حصوله على جائزةٍ، ‏فأشفق على الحالمين من قسوة ألسنة قتلةٍ صغارٍ، وأتذكر مقارنة المخرج الألماني فريتز لانج ‏‏"صناعة أي فيلمٍ ببناء كاتدرائيةٍ في القرون الوسطى".‏

أعرف مخرجاً كبيراً توقف به الزمن قبل عقودٍ، ولا أسمع منه كلمة استحسانٍ، موضوعيةً لا ‏مجاملةً، عن فيلمٍ لمن جاءوا بعده، وقد تفرغ للتبرّم، وترديد مظلومياتٍ مات أطرافها وشهودها، ‏وإنكار أن الزمن لا يأبه للجنائزيات، وأن مخرجين لاحقين اجتهدوا وصنعوا تياراً له علاماتٌ ‏بارزةٌ حصدت جوائزٌ في مهرجاناتٍ كبرى. لكنه لا يرى هذا؛ فالمعاصرة حجابٌ، والمجايلة أيضاً، ‏واجتماع المعاصرة والمجايلة لدى المحبطين يدفعهم إلى الانتقام، والسخرية من جهود الآخرين. أما ‏الفنان المتحقق فيمدّ يديه إلى زملائه، ويبحث بحنانٍ عن مواضع الجمال والقوة في أعمالٍ غيره، ‏ولا ينتقص منه أن يكبر التلاميذ، ويصيروا أنداداً. الفن لا يعرف التنظيم الهيراركي، ولا غيره من ‏التنظيمات، كما يتحايل على الغباء الرقابي الحكومي، ويجاهد لتفادي الرقابة المجتمعية.

الرقابة نوعٌ من القسوة على الفنان، عقد إذعانٍ يحتاج إلى ثورةٍ للتخلص منه، وقد فشلت الثورة إلى ‏الآن. وفي مصر مسخرةٌ تتمثل في دفع رسومٍ ماليةٍ للرقابة، لكي تتكرم بالموافقة على السيناريو. ‏رقابةٌ مبدئيةٌ للموافقة على التصوير، تليها رقابةٌ على النسخة النهائية للفيلم. وقد لا يحصل الفيلم ‏على تصريحٍ بعرضه، حتى لو تطابقت نسخة الفيلم مع نص سيناريو نال الموافقة الرقابية مدفوعة ‏الأجر بالإكراه. وفي مصر رقابةٌ دينيةٌ تحيل إليها الرقابة الحكومية ما تراه شائكاً، لإخلاء ‏مسؤوليتها.

في كثيرٍ من المناسبات الدينية تعرض الفضائيات العربية فيلم "الرسالة". لا تجد أفضل منه فنياً، ‏وقد نجا من انغلاق فقهي لو استجاب له مصطفى العقاد ما كان للفيلم أن يصنع. في عام 1977 ‏أصدر شيخ الأزهر عبد الحليم محمود، باسمه وباسم الأزهر وباسم مجمع البحوث الإسلامية ‏بالقاهرة بياناً يرفض الموافقة على إنتاج فيلم "الرسالة"، أو أي فيلمٍ آخر "يتناول بالتمثيل، على أي ‏وضعٍ كان، شخصية الرسول أو الصحابة رضوان الله عليهم. ذلك لأن ظهور هذه الشخصيات على ‏الشاشة السينمائية ـ تصريحاً أو تلميحاً أو بأية صورةٍ من الصور الخفية أو المعلنة ـ ينقص من ‏قيمتها ويحط من منزلتها في وجدان المسلم". وينتهي البيان بأنه "لا يجوز من الناحية الإسلامية ‏السماح بإنتاج" هذا الفيلم، "كما لا يجوز السماح بعرضه. وندعو حكام المسلمين وأولياء أمورهم، ‏كما ندعو الأمة الإسلامية كلها، إلى إيقاف العمل في هذا الفيلم"‏.

في السنوات الأخيرة أنتجت مسلسلات تلفزيونية عن أنبياء، جاءنا من إيران "يوسف الصديق"، ولا ‏تزال الفضائيات العربية تواصل عرضه، كما تعيد عرض مسلسل "الحسن والحسين"، وانضم إلى ‏هذه التيار مسلسل "عمر" الذي ظهر فيه كل الصحابة بداية بأبي بكر. ولم يتأثر بذلك وجدان ‏المسلم، كما خشي الدكتور عبد الحليم محمود.

التعلل بالخوف على وجدان المسلم يشبه الخوف على وجدان المصري. في عام 1977 أيضاً ‏رفضت الرقابة في مصر الفيلم التسجيلي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" الذي أخرجه اللبناني ‏برهان علوية عن المهندس المصري حسن فتحي صاحب مشروع عمارة الفقراء. التهمة الجاهزة ‏هي "الإساءة إلى سمعة مصر". وقد أنصف الزمن هذا الفيلم (74 دقيقة، من إنتاج المعهد الفرنسي ‏للصوتيات والمرئيات)، ففي الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام ‏التسجيلية والقصيرة (2019)، عرض الفيلم، ضمن تكريم برهان علوية، تضمن إصدار كتاب ‏عن سيرته الفنية للناقد اللبناني نديم جرجورة.

الرقابة نوعٌ من القسوة على الفنان، عقد إذعانٍ يحتاج إلى ثورةٍ للتخلص منه‏ وقد فشلت الثورة إلى ‏الآن

لا يتعلم أحد من درس تاريخي يؤكد أن معارك الرقابة تخسرها الأنظمة، ويربحها المبدعون، ولو ‏بعد حين. في نهاية عام 1975 عرض فيلم "المذنبون"، وخضع لوصاية مصريين في الخليج، ‏ربما في الكويت، احتجوا بأن الفيلم "يشوّه سمعة مصر". حتى يوسف إدريس شارك في الهجوم ‏على الفيلم. ولا يذكر مشاهدو هذا الفيلم الآن أن الذين سمحوا بعرضه عوقبوا، وهذا إنذار لأي ‏رقيب يريح نفسه من عناء الاجتهاد، فيحيل ملفات الأفلام إلى أجهزة الأمن لتقضي فيها بحكم ‏يوقعه الرقيب. فيلم "آخر أيام المدينة" عنوان على هذا الموقف، ومنذ عام 2016 لا يزال بين يدي ‏أجهزة لم تحسم أمره، ولا تسمح الرقابة بعرضه، ولا ترفض عرضه أيضاً.‏

مقصّ الرقيب الحكومي أرحم أحياناً من رقابة يفرضها النفاق الاجتماعي. في عام 2000 كنت ‏شاهداً على حالةٍ غير مسبوقةٍ من الرقابة المجتمعية. شاهدت فيلم "جمال أمريكي"، أظن في دار ‏عرض بمنطقة مدينة نصر، وكانت تجمّعاً لعائلاتٍ من محدثي الثراء العائدين من الخليج، ربما من ‏سلالة مشمأنطين آذاهم فيلم "المذنبون".

كنت أعمل في مجلةٍ شهريةٍ، وسألني زميلي: هل الأب ـ ‏الذي يمثل شخصيته كيفن سبيسي ـ نام مع زميلة بنته؟ أمْ أنها أخبرته مثلاً بإصابتها بالإيدز؛ ‏فأصابه الرعب وابتعد؟. كان الزميل يجمع المواد المخطوطة على الكمبيوتر صباحاً، وفي المساء يعمل سائق تاكسي. ليس ‏جمِّيعاً حرفياً، بل محترفاً ذكياً ينبهنا إلى ارتباك هنا، أو خلل أسلوبي يحتاج إلى إيضاح هناك. ‏وشاهد فيلم "جمال أمريكي"، واحتار في تفسير ردّ فعل الأب، فسألني وأجبته، وسألت بدوري عما ‏جرى.

الآن أستعيد المشهد، اعتماداً على الذاكرة بعد هذه السنين. في غرفة النوم سأل الأب زميلة ابنته عما ‏إذا كانت تجربتها الأولى؟ أجابت: "نعم"، فأحسّ بالمسؤولية تجاه بنتٍ صغيرةٍ، وتغيرت نظرته ‏إليها وشعوره نحوها، واحتضنها كابنته، وانتهى الأمر.

المشهد الإنساني استفزّ عائلةً مصريةً، فاضطر صاحب دار العرض إلى حذفه، هكذا مباشرةً من ‏غير وجع دماغٍ، الدار داره وحقوق العرض تخصّه. وبحذف المشهد فهم زميلي وغيره من ‏المشاهدين، أن الأب استجاب لإغراء الفتاة المراهقة. الخطورة هنا، درامياً واجتماعياً، أن حذف ‏المشهد سلوكٌ غير أخلاقيٌ تماماً، لأنه أوحى للمشاهد بأن علاقةً جنسيةً تمت بين فتاةٍ صغيرةٍ ‏ورجلٍ قام بالتغرير بها. أما ترك المشهد فهو رسالةٌ أخلاقيةٌ وسلوكٌ سويٌّ يحسبه الممسوسون ‏بالنفاق العمومي إثارةً جنسيةً. للتدين الشكلي وتشوّش الرؤية حصادُ بائسٌ يدعوهم إلى الرياء.

عمر الزهيري - مخرج فليم "ريش"

قلت في البداية إن هذا النصّ مشوّش، وعليّ الآن إنهاؤه بتهنئة المخرج المصري عمر الزهيري ‏بفوز فيلمه "ريش" بجائزة أفضل فيلم روائي عربي‎ ‎طويل، في ختام مهرجان الجونة أمس ‏الجمعة، وغداً يوم آخر.

 

موقع "رصيف 22" في

23.10.2021

 
 
 
 
 

"كسروا بخاطري يا ابن عمي"... من لقائي مع "أم ماريو" بطلة فيلم "ريش"

محب سمير

- "كسروا بخاطري يا ابن عمي... ربنا يسامحهم".

لاذت "أم ماريو"، بطلة فيلم "ريش"، طوال الأيام الماضية، بالصمت، بعد عودتها إلى بيتها أمس الأول، على الرغم من كم التصريحات التي خرجت على لسانها، وتأويلات المؤيدين والمعارضين لتلك التصريحات المفبركة من الأساس. لم تهتم بالرد، ولا تعرف ما الذي يمكن قوله، وما لا يجوز، فالأمر أكبر منها، ومن قدرة عقلها البسيط على تحليل كل همسة وغمزة، قبل الكلمة التي قد تحمل "طبطبةً"، أو شركاً يُنصب للطيبين أمثالها، لركوب "التراند". قام أحدهم بعمل صفحة باسمها، وإطلاق التصريحات بلسانها، وكل طرف يأخذ منه ما يلزمه، ويحيكه بطريقته، ليخدم قضيته وأفكاره، لكن أحداً لم يهتم بمشاعر هذه المرأة، بعد الضجة كلها التي صاحبت عرض فيلم "ريش"، في مهرجان الجونة السينمائي، وبما قد يحدث لها جراء هذا الجنون كله.
زرت بطلة الفيلم، فور عودتها من الجونة. اختفت الفرحة التي رأيتها على وجهها في أثناء 
زيارتي 
لها، قبل شهرين، بعد فوز الفيلم بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، وحلت محلها نظرة رضا فحسب، ودهشة مما يثار حول الفيلم. لا تعرف كيف لفيلم يأتي لمصر بكل تلك الشهرة والجوائز والتقدير، أن يوصف بالعمل المسيء إلى البلد؟ كل هذا النجاح والاحتفال، وهذه الفرحة، تتبخر في بلدها، ومن أهلها وناسها. قال لها المخرج عمر الزهيري، ومن يعرفونها كلهم، أن لا تتكلم مع أحد الآن... وهي تؤمن بأن "الله يدافع عنكم وأنتم صامتون" (سفر الخروج).

- "دول غيرانين منك يا عبيطة". قال لها "أبو ماريو"، محاولاً احتواء حزنها. زوج السيدة دميانة نصار، يعدّل من وضعية قطعة الفحم المشتعلة فوق "الجوزة" الصغيرة التي يمسكها بيده، ويخبرها بثقة، أن "الممثلين دول كلهم كان نفسهم يعملوا ربع اللي إنتِ عملتيه، وما عرفوش"

- "دول غيرانين منك يا عبيطة".

قال لها "أبو ماريو"، محاولاً احتواء حزنها. زوج السيدة دميانة نصار، يعدّل من وضعية قطعة الفحم المشتعلة فوق "الجوزة" الصغيرة التي يمسكها بيده، ويخبرها بثقة، أن "الممثلين دول كلهم كان نفسهم يعملوا ربع اللي إنتِ عملتيه، وما عرفوش".

يتمتع "أبو ماريو" بذكاء يبدو في عينيه، ويثق في تحليله لهجوم بعض الفنانين المصريين على الفيلم، وصنّاعه، بأنه محض غيرة. إنه رجل اختبر الدنيا، وسافر كثيراً، ومقتنع تماماً بتفسيره للأمر، إذ كيف لـ"فلاحة غلبانة" أن تأتي، وتسحب منهم الأضواء والجوائز؟ تبتسم الزوجة محاولةً الاقتناع برأي زوجها الذي تثق به، أكثر من ثقتها بعقلها هي، وتطلب من ابنتها الكبرى أن تحضّر لنا الشاي، قبل أن يبث لها ابنها "ماريو"، خبر فوز الفيلم بجائزة فنية كبرى من الصين، حسب صفحات الأخبار على فيسبوك، لتتسع ابتسامة الأم، ويزيد الرضا، وتتمتم: "أنا اللي صعبان عليّ إن ولاد بلدي اللي بيعملوا كده، والأجانب هم اللي فرحانين بينا". ولا تدرك أن ما تقوله هو ما يروّج له المزايدون، عن اهتمام المهرجانات العالمية والأجانب بأفلام الفقر والعشوائيات، لتشويه سمعة البلاد الطاهرة العفيفة، ولن أخبرها بذلك، إذ يكفيها ما هي فيه من حيرة.

"أنا اللي صعبان عليّ إن ولاد بلدي اللي بيعملوا كده، والأجانب هم اللي فرحانين بينا"

بعد الهجوم على فيلم "ريش"، من قِبل بعض الفنانين، الذين لم يكتفوا بالخروج من عرضه، والتصريح برأيهم فيه، وقدّموا مداخلاتٍ في برامج توك شو مصرية شهيرة، لاستكمال الهجوم على العمل، وصنّاعه، والمطالبة بمحاسبتهم، ومنع الفيلم من العرض، وبدأ من بعدها التصعيد الرسمي ضد العمل، وصنّاعه، إلى حد البلاغات الرسمية، والاستجوابات البرلمانية. ذلك كله، جعل ما يشغل بالي أكثر، مسألة تأثير ذلك كله، على رأي الأهالي في قرية البرشا، مسقط رأس بطلة الفيلم. هؤلاء الذين كانوا يحتفون ويهتفون باسم ابنة بلدهم، ويفتخرون بما أنجزته، هل تأثر رأيهم بالاتهامات التي وُجّهت للفيلم، وصنّاعه، وطالت بطلته أيضاً، لا سيما مع تأثير إعلاميين مثل أحمد موسى، وعمرو أديب، على عقول البسطاء، إذا تعلّق الأمر بـ"سمعة مصر"، وبـ"نظرية المؤامرة على تشويه بلادنا"؟

ساورني القليل من القلق، فلا شيء مضموناً، إذ بين ليلة وضحاها قد يحوّل الإعلام -لغرضٍ أو بغباء- البطل، إلى متّهمٍ في لحظة، لكن قلقي تلاشى فور متابعتي تعليقات الجمهور على الاتهامات الموجهة إلى الفيلم، والدعم الكامل من أغلبية المعلّقين على الأخبار في مواقع السوشال ميديا، له ولصنّاعه، والسخرية التي طالت المنتقدين، والتي جعلت بعضهم يتراجع عن تصريحاته وهجومه على الفيلم، بعد أن نالته هو الانتقادات والتعليقات اللاذعة من المتابعين.

وقبل ذلك كله، أشعل أهالي المنيا مواقع التواصل، دفاعاً عن الفيلم الذي يناقش مشكلات الفقراء، ودفاعاً عن بطلتهم "دميانة" التي أسعدتهم بظهورها وتألقها، والتي حصدت القلوب والجوائز، ببساطتها وعفويتها وصدقها. صدّقوها لأنها منهم، وأظهروا في تعليقاتهم وحماسهم استعداداً لحشد التظاهرات من أجلها، ليس لأنها "مسيحية" مثلهم فحسب، هذه المرة، لكن لأنها تمثّل شعباً كاملاً من الفقراء، والبسطاء، الذين يحلمون، ولا يسمحون بمصادرة أحلامهم.

عادت "أم ماريو" إلى حياتها الطبيعية. لم تعرف رأي نجيب ساويرس في الفيلم، ولم تهتم. لم تردّ على تصريحات شريف منير، ولا علاقة لها بما ذُكر على لسانها بخصوص مبادرة "حياة كريمة". لكنها تثق أنها لم تفعل إلا الصواب. وأن ما يقال عن الفيلم، كله كذب وافتراء. لا تعرف معنى كلمة "تنمّر" التي وصفوا بها تعامل المذيعة بوسي شلبي معها، في لقائهما في الجونة. تقول "أنا ما عدتش فاهمة". فقد كانت أولى من ذكرت اسمهم "أم ماريو" أمامي، في لقائي معها، عندما سألتها عن تعامل الناس في الجونة معها، بوسي شلبي، وأكدت أنها احتفت بها، وقبّلتها على وجنتيها، كأنها صديقتها، وكانت تلعب مع الأطفال، وتضحك معهم، حسب قولها. كان ذلك بعدما سألتها عما قالتها لها الممثلة هالة صدقي، بعد عرض الفيلم، إذ هاجمتها في ردهة قاعة العرض، وعاتبتها على المساهمة في إظهار صورة الصعايدة بهذا الشكل، وهي صعيدية مثلها، ولم ترَ هذه المشاهد في المنيا، فاكتفت "دميانة" بالرد عليها بقولها: "يبقى أنت ما تعرفيش حاجة عن المنيا، ولا الصعيد".

عادت "أم ماريو" إلى حياتها الطبيعة، تنشغل بتجهيز ابنتها المقبلة على الزواج، ومتابعة دروس بقية أبنائها، ومذاكرتهم، ولا يهمها سوى عودة زوجها إلى بيته سالماً، بعد سفر، وغربة، وشقاء

عادت "أم ماريو" إلى حياتها الطبيعة، تنشغل بتجهيز ابنتها المقبلة على الزواج، ومتابعة دروس بقية أبنائها، ومذاكرتهم، ولا يهمها سوى عودة زوجها إلى بيته سالماً، بعد سفر، وغربة، وشقاء. وفي المساء، تجلس مع جاراتها أمام المنزل، يضحكن ملء قلوبهن، بصفاء نية لا تعرفها المهرجانات الفنية، ولا الباحثون عن "التراند". تعرف أن عرض الفيلم، وأصداءه، مستمران، لكنها تحاول ألا تنجرف وراء كل كلمة. فرحت عندما علمت بفوز الفيلم ومخرجه بجائزة في مهرجان الجونة، في دورته الحالية، وتعدّ ذلك مكافأةً من الله لهم، وأكبر ردّ على من هاجموا الفيلم، واتهموه بالإساءة إلى مصر وفقرائها، قبل أن يخرج رئيس مبادرة "حياة كريمة" بتصريح عن الفيلم وأزمته، مؤكداً على أهمية الفن وحرية التعبير، ومعترفاً بوجود فقر في مصر، إذ لا يوجد عمل فني يمكنه أن يشوّه مصر، ما كان بمثابة الضربة القاضية لمنتقدي الفيلم، والمزايدين على وطنية صنّاعه، وانتمائهم. لعلهم "يختشون"، ويتركون الفن في حاله، ولا يزجّون باسم مصر، وسمعتها، وسط كل جملة، لينالوا الرضا، والبركة، أو لتصدّر المشهد بالطرق والأساليب نفسها، التي مورست طوال قرن مضى، ويجب عليهم البحث عن طريقة جديدة للظهور والمزايدة الرخيصة، بالتحريض ضد كل رأي، أو عمل فني، ليس على هواهم.

 

موقع "المنصة" في

23.10.2021

 
 
 
 
 

بعد فوز فيلمه «ريش» بـ«نجمة الجونة».. مَن يكون المخرج عمر الزهيري؟

سمر نبيه

أسدل المخرج المصري عمر الزهيري أسبوعاً حافلاً بالجوائز، بعد إعلان مهرجان الجونة فوز فيلمه ريش بـجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل، والتي تبلغ قيمتها 20 ألف دولار.

وقالت النجمة منة شلبي عضو لجنة التحكيم في حيثيات فوز الفيلم بالجائزة إنه يقدم «رؤية مروعة لمعضلة عالمية موجودة في كل ركن من أركان العالم، واعتمد المخرج أسلوب الواقعية الفائقة، لتظهير صورها المؤرقة ونقل أصواتها المؤذية».

تراث عظيم

وخلال تسلمه جائزة الجونة وصف الزهيري مشاعره قائلاً: «أنا فخور جداً لأنني سينمائي مصري، عشت في مصر وتخرجت في أكاديمية الفنون بها، وفخور جداً بانتمائي للسينما المصرية التي ألهمت العالم بثقافة عميقة وإحساس كبير وتراث عظيم».

وتابع: المخرج عندما يصنع فيلماً يمر بمراحل شعورية كبيرة ويحتاج لكثير من مساعدة الناس من حوله، ولهذا أشكر الممثلين ممن عملوا معي بهذا الفيلم وأشكر مهرجان الجونة.

وأثناء أيام المهرجان توالت الأخبار عن فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم ضمن جوائز روبرتو روسيلني في الدورة الخامسة من مهرجان بينجياو السينمائي الدولي في الصين.

كما أعلنت مجلة فارايتي العالمية عن اختيار زهيري لجائزة موهبة عام 2021 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي الجائزة التي تقدمها فارايتي سنوياً بالتعاون مع مهرجان الجونة.

جوائز عالمية

وفي عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي، ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولي، فاز ريش بالجائزة الكبرى للمسابقة وجائزة فيبريسي (الاتحاد الدولي لنقاد السينما). وسرعان ما أضاف ريش المزيد من الجوائز، حيث فاز بتنويه خاص من مهرجان آفاق جديدة السينمائي الدولي في بولندا، كما ترشح لجائزة الحصان البرونزي في مهرجان ستوكهولم السينمائي.

ولاقى فيلم ريش، انتقادات لاذعة واتهامات بالإساءة لسمعة مصر، من قبل عدد من الفنانين الذين تركوا الفيلم خلال عرضه، في مقابل إشادات أخرى من عدد من الفنانين والنقاد، في مقدمتهم الفنان خالد النبوي، والناقد الفني طارق الشناوي.

وفيلم «ريش» الذي حصد هذه الجوائز وسط منافسة كبيرة لعدد من الأفلام، من إخراج المخرج المصري الشاب عمر الزهيري، الذي أخرج الفيلم، إلى جانب المشاركة في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويعد الزهيري أول مخرج مصري يحصد جائزة «أسبوع النقاد» بمهرجان كان، فمن يكون «عمر الزهيري»؟

شاهين المستقبل

عمر الزهيري مخرج ومؤلف مصري ولد عام 1988، تخرج من المعهد العالي للسينما، وعمل مساعداً لعدد من كبار المخرجين المصريين، في مقدمتهم يسري نصرالله في فيلم «احكي يا شهرزاد»، ويوسف شاهين في فيلم «هي فوضى».

للزهيري مشاركات بسيطة كمساعد مخرج في عدد من الأفلام قبل أن يُخرج فيلمين قصيرين له، وأول فيلم روائي طويل له «ريش»، حيث شارك كمساعد مخرج في عدد من الأعمال هي: الفيلم القصير «الماتور» عام 2014 إخراج وتأليف أحمد إبراهيم، وفيلم «بعد الموقعة» عام 2012 بطولة منة شلبي وباسم سمرة وناهد السباعي وإخراج يسري نصرالله، وفيلم «18 يوم» عام 2011 بطولة أحمد حلمي وعدد من النجوم وإخراج 10 مخرجين في مقدمتهم شريف عرفة ومروان حامد ويسري نصرالله.

فيما بدأ الإخراج منفرداً في عام 2012، حيث قدم فيلمه القصير الأول «زفير» الذي حصل على تنويه في مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة في الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

وفي عام 2014، قدم الزهيري فيلمه القصير الثاني «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375» وشارك في مسابقة أفلام الطلبة بمهرجان كان السينمائي الدولي قبل 7 سنوات، وحصد عنه عدداً من الجوائز الدولية، إلى أن أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة «ريش»، والذي خرج بتعاون إنتاجي بين فرنسا ومصر وهولندا واليونان.

آخر العنقود

ويقول الناقد الفني، طارق الشناوي، إن عمر الزهيرى هو آخر عنقود الموهوبين العصريين، وإنه سبق وشاهد له فيلماً قصيراً في مهرجان «كان السينمائي الدولي، قبل نحو 7 سنوات، وهو فيلمه القصير «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375»، والذي اقتبس فكرته من قصة قصيرة لتشيكوف (موت موظف) وتقدم به ضمن قسم أفلام معهد السينما، كما شاهد له فيلم «زفير» أول أفلامه في مهرجان دبي.

ولم تكن إشادة «الشناوي» بـ«الزهيري» الأولى، فقد أشاد به كذلك المخرج محمد دياب، خلال افتتاح فيلمه «أميرة» في مهرجان الجونة، قائلاً: «عمر هيكون يوسف شاهين القادم، افتكروا كلامي كويس، مخرج مهم وهو في أول تجاربه وحقق جائزة مهمة وكبيرة للغاية».

كما منحه مهرجان «الجونة» جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط عن فيلمه «ريش»، والتي تقدمها مجلة فارايتي.

إثارة التساؤلات

وأعرب «الزهيري» خلال تصريحات له على هامش مهرجان الجونة، عن حبه الكبير للسينما، قائلاً: «أحببت السينما منذ طفولتي ومشاهدتي الأفلام على القناة الأولى، وأحب الأفلام الكوميدية، والفنان سمير غانم، هو ممثلي المفضل، ودائماً ما أحب خلق علاقة مع الجمهور من خلال الفيلم، وإثارة التساؤلات حوله، ويرجع الفضل الأول للمخرج يسري نصرالله. وأكد الزهيري أن فضل نصرالله كان كبيراً عليه، فحين كان عمره 19 عاماً كان متردداً في استكمال طريق السينما من عدمه، التقى به، حيث شاهد له مشروعاً، وقال له إنه سيصبح مخرجاً كبيراً، وعقب ذلك عمل معه كمساعد مخرج.

 

الرؤية الإماراتية في

23.10.2021

 
 
 
 
 

بعد اتهامه بالإساءة لمصر.. فيلم ريش الأفضل عربياً في مهرجان الجونة

المخرج عمر الزهيري أعرب في كلمته عن اعتزازه بنشأته وحياته في مصر وفخره بوطنه

القاهرة - أحمد الريدي

أسدل الستار على فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، بالإعلان عن الأفلام المتوجة بجوائز المهرجان، بعد سباق ماراثوني بين الجميع.

وشهدت الدورة العديد من الأحداث الدرامية، بعضها تعلق بالأعمال التي عرضت، والبعض الآخر اتصل بالأحداث التي صاحبت المهرجان منذ البداية.

ورغم الضجة التي أثارها فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري، واتهامه بالإساءة إلى سمعة مصر من قبل عدد من الفنانين، إلا أن العمل حصل على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي طويل.

وصعد الزهيري من أجل استلامها وسط ترحيب شديد من الحضور، وفي كلمته كان المخرج حريصا على توجيه بعض الكلمات التي تحمل مغزى خاصا.

ووجه الزهيري الشكر لوزارة الثقافة والوزيرة إيناس عبد الدايم على دعمهما الكبير، كما أعرب عن فخره بكونه سينمائيا مصريا تخرج من معهد السينما بأكاديمية الفنون، وعبّر عن اعتزازه بنشأته وحياته في مصر.

كلمات ربما اختارها الزهيري بعناية من أجل دفع كافة التهم التي وجهت إليه خلال الأيام الماضية، والتأكيد على كونه بعيدا كل البعد عن اتهامات الإساءة إلى الوطن.

وفي حفل توزيع الجوائز، حصل الفيلم الوثائقي "كباتن الزعتري" للمخرج علي العربي، على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، والفيلم الذي جرى تصويره على مدار 7 سنوات كاملة بمخيم الزعتري بالأردن، واستعرض حياة الثنائي محمود وفوزي وحلمهما في لعب كرة القدم واحترافها.

وشهد الختام تكريم المخرج الفلسطيني محمد بكري بجائزة الإنجاز الإبداعي. كما صعدت الفنانة إلهام شاهين إلى المسرح من أجل تقديم التنويه الخاص بفيديو تكريم السيناريست الراحل وحيد حامد، حيث عُرض فيلم يحتوي على كلمات لمن شاركوه في أعماله، وأبرزهم يسرا والمخرج محمد ياسين.

حفل الختام شهد تكريم رجل الأعمال سميح ساويرس لعمال شركته الذين ساهموا في إطفاء الحريق الذي نشب في قاعة للمهرجان قبل يوم واحد من افتتاحه، وأعادوا الأمور إلى وضعها الطبيعي في غضون ساعات.

كما أعلن مؤسس مدينة الجونة أن المهرجان شهد تسجيل 4 حالات كورونا فقط خلال كافة فعالياته.

 

العربية نت في

23.10.2021

 
 
 
 
 

يسري نصر الله يدعم صناع فيلم "ريش": حركتم المياه الراكدة

سيدتي - عمرو رضا

حرص المخرج يسري نصر الله، على تهنئة تلميذه عمر الزهيري وصُناع فيلم ريش، بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل، بمهرجان الجونة السينمائي بدورته الخامسة، بعد دقائق قليلة من إهداء عمر جائزته ليسرى نصر الله، وأكد الزهيري تفهمه الكامل للجدل المثار حول الفيلم.

يسري نصرالله وجه التهنئة عبر حسابه الشخصي بموقع الفيس بوك قائلا: ألف مليون مبروك لعمر الزهيري وكل فريق عمل الفيلم الرائع ريش، مش قادر أوصف فرحتي بفوز فيلم لغته وعقليته وحساسيته متفردة ومنتمية للقرن ال21، ومعمول خارج أي قوالب جاهزة ومن غير ما يكون قاصد ده، حط كل الوسط الثقافي والسينمائي المصري في مواجهة قاسية جدا مع نفسه. شكرًا يا عمر وكل إللي شاركوك على تحريككم للمياه الراكدة.

بنفس الوقت كشف عمر الزهيري مخرج فيلم "ريش"، عن سعادته بحصوله على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة، وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج الحكاية: أنا معروف من زمان داخل الوسط الفني المصري واشتغلت مع سينمائيين كبار والأيام اللي فاتت كنت مستريح نفسيًا وضميري مستريح وعارف إننا دولة كبيرة جدًا دايمًا بفخور بإني جزء من السينما، والعالم يبكرمنا على السينما، فيه هجوم كبير آه، لا محستش إني مش هخرج تاني.

وتابع: مكنتش متوقع جائزة من مهرجان الجونة ولا أي جائزة خالص لأنها منافسة صعبة بس كنت راضي جدًا بردود الأفعال المختلفة وتقدير النقاد المصريين على الفيلم ومبسوط إن حصل ده على أول فيلم ليا في حياتي وده بيعلمني ويضيف لي كتير.

ونفى عمر وجود أزمة مع الدولة المصرية بسبب الفيلم قائلا: الدولة كانت معايا من الأول متمثلة في كل الجهات ودائمًا بشكرهم وأقول إن دي بلد فيها فنانين وجود الفن القوي في الدولة بشكل كبير، مفيش منطق بيقول إن ده فيلم بيسيء لمصر لأن فيه رقابة ومنتج بيشوف العمل، مفيش فيلم ينفع يسيء للبلد ومش عمل فني هو اللي هيسيء للبلد، ومفيش حد اتكلم عن الفيلم بالطريقة دي.

يذكر أن فيلم ريش هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وشارك في تأليفه السيناريست أحمد عامر، والفيلم بطولة كل من دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبدالهادي، فادي مينا، أبو سفين نبيل، نعيم عبدالملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية.

 

سيدتي نت في

23.10.2021

 
 
 
 
 

قبح المعنى وإساءة استخدام الرمز في فيلم ريش .بقلم / محمد زهران

كتب / محمد زهران

بعض الفنانين في بعض الفنون كسروا أغلال التقيد بالعادات الإبداعية تحت عنوان كسر التابوه والتابوه هو الحد الذي لا يمكن تجاوزه أو العبث فيه فلو نظرنا إلي الفنون التشكلية سنجد أن بعض الرسامين الجدد اتخذوا بعض السبل الجديدة في ابتكاراتهم فاتجهوا الي الرسم بأعقاب السجائر ومسحوقها المحترق وأعواد الثقاب بل و استخدام بعضهم الدم في الرسم هو السمك الميت ووصل العبث إلى درجة استخدام فنانتين تشكيليتين دم الحيض في إنتاج لوحاتهما وعلل النقاد الداعمون لهذه الموجة بأن استخدام هذه الأدوات له بعض المدلولات العميقة التي يصعب على أمثالنا فهمه هذه الموجة التى تهدف إلي إعادة تدوير مخلفاتنا البشرية في لوح فنية للأسف الشديد انتقلت إلي السينما الحديثة فجاء فيلم ريش وصنّاعه للعبث ببعض الثوابت الإبداعية فمثلا من ثوابتا السينمائية هو عدم عرض المرحاض من الداخل وهو ما لم يلتزم به فيلم ريش الذي أحدث ضجة في السفالة الرمزية التي لو عرضت بشكل مباشر لكانت أخف وطأة الفيلم يبدأ بأدخنة المصانع وصور المخالفات تعبيرا عن الاضطراب والتخاذل الذي يصم المجتمع ثم يحين الاحتفاء

بعيد ميلاد لطفل مسكين فيحضره أحد السحرة لإطفاء البهجة على الحضور فيحول رب الأسرة إلى دجاجة ويفشل الساحر في إعادته إلي آدميته للدلالة على أن المواطن في نظر الدولة دجاجة لاقيمة له حينما يتعرض للمرض أوالاختفاء

الفيلم يتعرض أيضا للموظفين في القطاع الحكومى فالموظفين في الحكومة لايعملون بل يشربون الشاي والقهوة ومن هم أعلى درجة وظيفية ينامون في أغلب أوقات العمل. البعض خرج يبرر أن الفيلم لا علاقة له بزمان أو مكان ولكن أظن أن من خرج يتحدث بهذه الأطروحات لم ير الفيلم ولم يشاهد العملات المصرية من فئة العشرة والخمسة جنيهات كذلك مشهد سرقة البطلة لبعض الأغذية من تلاجة مخدومتها فظهرت العلامة المصرية للمربي فيتراك

الفيلم حافل بالقاذورات البشرية بجروج الناتجةعم قرح الفراش بلعاب المرضى بالقدم السكري والفضلات البشرية والفضلات الحيوانية بمشاهد تبول المرضى على أنفسهم’ الفيلم عرض كل شىء بشكل مباشر ولكن حينما يتعرض الفيلم للقطة جنسية يعرضها برمزية أكثر سفالة ومجانية من المباشرة نفسها (الفلوس على فتيس العربية) للأسف الشديد الفيلم أساء للمرأة المصرية المرأة المصرية كادحة تقوم بدور الزوج لو غاب وأحيانا تساعده وهو حي يرزق تموت من أجل تعليم أولادها وتموت من الجوع والعطش ولا تسلّع جسدها لأصحاب زوجها!! ولا تترك منزلها بهذا القبح من القاذورات الفيلم إساءة بالغة للمرأة المصرية الشريفة النظيفة فيجب علينا مقاطعة هذا العبث حتى لا نشوه أنفسنا أمام العالم الخارجي

 

موقع "همسة" في

23.10.2021

 
 
 
 
 

‏عن فيلم ريش الذى عرض فى مهرجان الجونه ويسىء الى مصر

حبيبه الزيني

‏تعالوا مثلا نشوف واحد زي «محمد حفظي» منتج فيلم «ريش» .. هنلاقيه هو صاحب ومؤسس شركة «فيلم كلينك» ..

‏وهتلاقي شركة «فيلم كلينك» دي هي نفسها اللي أنتجت أفلام أخرى زي «الشيخ جاكسون» و «اشتباك» و «فرش وغطا» و «ليل خارجي» و «بلد مين» ، وهي كلها أعمال سينمائية شارك فيها «حفظي» كمنتج ، وكلها أفلام تخاطب اللاوعي برسائل خبيثة ماكرة، وكلها بتشترك في النظرة السوداوية السلبية للمجتمع المصري ، وكلها بترفع شعار العداء السافر للدولة المصرية ، وكلها - وشوف الصدفة - بتشترك في تمويلها من جهات خارجية أغلبها أوروبية (فرنسية وألمانية وهولندية وبريطانية)!!

طيب شخصية مشبوهة زي «محمد حفظي» ده جاب منين فلوسه اللي بيساهم بيها في انتاج الأفلام دي وليه بيرمي فلوسه مجهولة المصدر دي كلها في أعمال غير ناجحة تجاريا ؟ إذا كانت كلها أعمال لا تدر أي عائد مادي وليس فيها أي جانب من الربح؟! عليه ندر مثلا؟! واللا غاوي يضيع فلوسه في الهوا؟

ويا ترى بيتواصل إزاي مع الجهات الأجنبية دي كلها ؟ وبيقنعهم إزاي انهم يساهموا في انتاج أفلام وأعمل فنية في دولة زي مصر ؟ وليه هما كمان بيساهموا معاه في انتاج مثل هذه الأعمال السوداوية مادامت لا تدر عليه أو عليهم أي ربح تجاري ؟

ويا ترى هي صدفة برضه اننا نلاقي الأخ «حفظي» درس الهندسة وتخرج من جامعة «برنيل» في عاصمة الضباب ووكر الأشرار ‏لندن ليعود منها إلى مصر فيبدأ عمله ككاتب سيناريو، وبعد سنتين فقط نلاقي البلية لعبت معاه لدرجة انه يصبح عنده شركته الخاصة لإنتاج الأفلام

بس مش دي المفاجأة المفاجأة الأنكى والأشد انك تلاقي نفس هذا الحفظي المشبوه ده بيتم تعيينه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي وهو المهرجان الرسمي الممثل للدولة المصرية ، فيقوم على الفور باستجلاب الشخصية الاخوانجية الصفراوية «باسنت نور الدين» طليقة الداعية الاخوانجي «معز مسعود» لتتبختر على «الريد كاربت» لأكبر وأهم وأقدم مهرجان سينمائي في المنطقة كلها ، بل ويجعلها من اللجنة المنظمة للمؤتمر

تعالوا بقى نشوف مين المخرجين والمؤلفين اللي الأخ «حفظي» بيحب دايما يتعامل معاهم .. هنلاقيهم كلهم من اتحاد ملاك يناير ومن غلمان المؤامرة :

‏ فمثلا مؤلف ومخرج فيلم «ريش» هو المدعو عمر الزهيري .. وهو مخرج شاب لم يتجاوز عمره 33 عام .. لكن الأهم انه من عائلة اخوانية ، فهو ابن أخ أمين التنظيم في الاسماعيلية

وهنلاقي كمان المخرج «عمرو سلامة» التلميذ النجيب والابن المدلل لبوب يناير الأقرع المسيو «برادعي»

وهنلاقي كمان من شلة الأخ «حفظي» الواد «أحمد مالك» صاحب واقعة «الكوندوم» الشهيرة اللي سخر فيها واستهزأ بالشرطة المصرية ورجالها

وهنلاقي كمان الممثلة «منى هلا» اللي هاجرت أمريكا وأعلنت انه نفسها تشتغل مع أولاد العم في تل أبيب في عمل سينمائي مشترك

مش قلتك انها منظومة أخطبوطية بتخدم على بعضها ؟

 

الـ FaceBook في

23.10.2021

 
 
 
 
 

«ريش» دميانة.. مجدُ المرأةِ المعيلة

فاطمة ناعوت

فيلمٌ رمزىٌّ فلسفى يقفُ خارج المكان والزمان. لا يعبرُ عن مكان بعينه؛ لأنه يعبّر عن كل مكان فوق الأرض. وكذلك الزمان، قد يكونُ الأمسَ أو الغد، أو الأبدَ أو الأزل. هكذا قرأتُ فيلم «ريش» الذى حصد جوائزَ رفيعة فى مهرجان «كان» الفرنسى، ومهرجان الجونة المصرى، وأظنُّ أن جوائزَ أخرى فى انتظاره لأنه يناقشُ أفكارًا وجودية عابرة للزمان والمكان، وهى: «الانسحاق» و«التهديد» و«التغييب»، ثم «الخلاص». كلُّ كادر يحملُ قدرًا من التهديد بأن خطرًا وشيكًا قادمٌ، وأن العالمَ ليس على ما يُرام. لم أرَ الفيلمَ منشغلًا بفكرة «الفقر المدقع» كما أُشيع، رغم الزووم المتكرر على الأيادى الخشنة التى تعدُّ الأوراق المالية المهترئة، فالأسرة التى يدورُ حولها الفيلم تسكن فى بيت له جدران وسقف، ولديها تليفزيون وكاسيت وغسالة، وتملك قوتَ يومها، وبهذا تخرجُ من تحت خط الفقر الذى يفتقرُ إلى الحياة الآدمية. ولم أرَ الفيلم مسيئًا إلى مصر كما ذهبَ البعضُ، ليس فقط لأن مصرَ أكبرُ من الإساءة، بل لأن الفيلمَ كما أسلفتُ وجودىٌّ عابرٌ للمكان، مهمومٌ بأزمة الإنسان مع الانسحاق فى كل مكان وزمان.

اختار المخرجُ «عمر الزهيرى» أبطاله بعناية من بين البشر العاديين فى صعيد مصر. لم يلجأ إلى نجوم التمثيل من الصفّ الأول أو حتى الأخير؛ لأن فلسفتَه أن يعبّر المأزومون عن أزماتهم بمفرداتهم، وملامحهم، وملابسهم، وتلقائيتهم التى قد تخرجُ عن ساحة «الفنية» وتتمترس فى ساحة «الواقعية».

بطلةُ الفيلم «دميانة نصّار»، سيدةٌ مليحةٌ بسيطة من صعيد مصر، لم تتعلّم لغة التمثيل، لكنها تتقن الحياة، وهذا هو المطلوبُ منها. أن تؤدى دورَها كما تعيشه، ولكن وفق سيناريو الانسحاق الذى رسمته فلسفةُ الفيلم. كان صمتُها الدائمُ طوال الفيلم «كلامًا» مختزنًا فى قلبها الكسير، سمعناه وإن لم تقله. وملامحُها الجامدة، التى لا تضحك ولا تبكى ولا تنفعل، كانت صراعاتٍ صامتةً قرأنا فيها صفعات الانسحاق والإذلال التى تراكمت على أيامها، فخطفت منها تعبيرات الوجه حتى صار باردًا Poker Face لا يتغيّر أمام الفرح أو الفجيعة. الزوجُ الذى هو مصدرُ الإذلال، مثلما هو مصدرُ الأمان المادى المتقشف، شخصيةٌ عبثية، من أول الفيلم إلى آخره. يدخن رغم عوز أطفاله، ويُقتِّر على زوجته شحيحَ مالٍ يخبئه فى صندوق من الصفيح الصدئ. «يحتقرُ» فقرَه فيشترى نافورة غالية، ويكرر على مسامع أصدقائه نفس العبارة: «تِدِّى شكل حلو للمكان، وفى نفس الوقت شيك»، ليضعها فى بيت جدرانه مصدوعة وأثاثه بالٍ.

وكذا «يحتقرُ» عقل زوجته فيحكى لها، وهو يشرب كوب اللبن الساخن، عن حياته السابقة حيث كانوا يجلبون له بقرةً فوق صحن ليشرب منها الحليب ساخنًا. والزوجة تنصتُ بوجه خالٍ من التعبير، وكأن صمتَها احتقارٌ مضاد. يتحوّلُ الزوجُ إلى دجاجة فى لعبة سحرية، ويخفقُ الساحرُ فى إعادته لبشريته. والزوجةُ على حالها لا تنفعلُ ولا تصرخُ فى وجه الساحر، بل تسهرُ على رعاية الدجاجة وإطعامها أملًا فى عودة الزوج: مصدر الإذلال والأمان. تمرضُ الدجاجة/ الزوج، فيأمرها الطبيبُ البيطرى بعدم إطعام الدجاجة «البيض والفراخ»، وهنا قمةُ العبثية، فتوافقه، ليأتى المشهدُ «المفتاح»، حيث تكسرُ الزوجةُ البيضَ فى الحوض وتفتحُ عليه صنبور المياه، رغم جوع أطفالها.

الرمزُ هنا هو التخلص من «الحاجة» للرجل الذى صار دجاجة؛ لأن «البيض» للدجاجة هو «المال» للرجل. وتبدأ رحلة الكفاح والمرمطة والاستدانة والتعرض للتحرش حتى تعمل خادمة فى بيوت الأغنياء. تختلسُ علبة مربى وبضع قطع شيكولاتة حتى يتذوق أطفالُها شيئًا من «الحلو» يخفف مرارة الحرمان.

وبعد طردها من الفيلا تشترى قطعتى جاتوه إصرارًا على تحلية ألسن أطفالها المُرّة. ويعودُ لها الزوجُ محترقًا، لا حيًّا ولا ميتًا، فتداوى جروحه وتُحمِّمه، وتُطعمه ويبول على نفسه، وتصفعه لكى ينطق وينهض من رقاده. المتحدثُ الأوحد فى الأسرة صار صامتًا، والعائلُ صار المُعالَ والعبء. فتقرر الزوجةُ الخلاصَ منه، وذبح الدجاجة وغسل يديها من دمائها؛ وكأنها تعلن للمجتمع الفاسد أنها بريئةٌ من دم الرجل الذى أذلَّها حيًّا وأنهكها مُحتضرًا.

الفيلمُ يشيرُ بإصبع الاتهام صوب صدر أى مجتمع ذكورى يستعبدُ النساء وينحلُ «ريش» المرأة حتى تصير تمثالًا صامتًا من الشمع لا يفرح ولا يبكى. البطلة «دميانة نصار» ليس لها اسمٌ فى الفيلم، لأنها أىُّ وكلُّ امرأة منسحقة فى هذا العالم. وإضاءة نصف وجهها بالنور وإعتام النصف الآخر فى الظلال فى مشهد النهاية دلالة الصراع المعتمل داخل كلّ أم تتحملُ المرَّ من أجل أطفالها. تحية لصنّاع الفيلم، الذى سيصيرُ علامة فى صناعة السينما المصرية العالمية. «الدينُ لله والوطنُ لرافعى راية الوطن».

twitter:@fatimaNaoot

 

المصري اليوم في

24.10.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004