ملفات خاصة

 
 
 

في فينيسيا: حريق يهدد فيلم جون لينون.. وحرائق يشعلها فيلم نيكول كيدمان

فينيسيا -عصام زكريا*

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

وكأن حرارة الطقس الشديدة التي تجتاح مدينة فينيسيا الإيطالية لا تكفي، إذ يبدو أن النيران بأنواعها تطال كل شيء في المهرجان العريق الذي دخل يومه الرابع.

واحد من أغرب أحداث مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي المقام حالياً، هو "الحريق الزائف" الذي نشب خلال عرض فيلم One to One: John and Yoko.

بالقرب من نهاية الفيلم الوثائقي، والذي يتتبع فترة من حياة نجم البيتلز الأشهر جون لينون وزوجته يوكو أونو، خلال العام الأول من هجرتهما إلى نيويورك وصراعهما من أجل البقاء في أميركا، ضد محاولات المنع والتهجير، دقت أجراس إنذار الحريق في قاعة "بيرلي" الممتلئة عن آخرها، ما دفع معظم المشاهدين إلى الإسراع بالفرار خارج القاعة، قبل أن يتوقف عرض الفيلم، وتضاء أنوار القاعة، وتصمت أصوات الإنذار، ويعاد تشغيل الفيلم من جديد.

الأجمل.. حتى الآن

على الرغم من عرضه خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، إلا أن One to One: John and Yoko هو واحد من أفضل أفلام فينيسيا (حتى الآن)، وواحد من أفضل الأعمال التي صنعت عن أسطورة الموسيقى في القرن العشرين جون لينون، الذي اغتيل على يد أحد المتعصبين المهووسين في ديسمبر 1980، منهياً سنوات لجوئه إلى أميركا هرباً من المتطرفين الإنجليز، بالوقوع ضحية متطرف أميركي.

في One to One يعيد المخرج الاسكتلندي كيفين ماكدونالد (صاحب أفلام One Day in September وThe Last King of Scotland من بين أعمال أخرى) مع مونتير الفيلم وشريكه في الإخراج سام رايس- إدواردز، بناء العام الأول من إقامة لينون وزوجته في نيويورك، 1972، عبر رسم صورة نابضة بالحياة ليس فقط لحياة البطلين، ولكن لأميركا كلها، ويعقدان مقارنة بطريقة بالغة الذكاء بين تلك الفترة، التي شهدت حرب فيتنام وسياسات الرئيس ريتشارد نيكسون اليمينية المتطرفة، وثورة الشباب التي اجتاحت الولايات المتحدة والعالم ضد الحرب، وما يحدث الآن من حرب الإبادة في فلسطين برعاية أميركا، والمظاهرات والحركات الرافضة ضدها.

أجمل ما في One to One هو البناء الفني شديد التركيب والبراعة، والذي يمزج بين مقاطع أغنيات من حفل لينون الأول في أميركا، والذي حمل اسم One to One، وهو أيضاً أول حفل له بعد انفصاله عن فريق "البيتلز" وآخر حفل أحياه في حياته، مع حياة لينون وزوجته ذات الأصل الياباني في شقتهما الصغيرة في نيويورك، والتي حرص صناع الفيلم على تصوير تفاصيلها وإعادة إحيائها كشخصية رئيسية في الفيلم، مع عشرات اللقطات الوثائقية للأحداث السياسية والاجتماعية الهامة والحاسمة، مثل مذبحة سجن "أتيك" ضد المساجين من أصل إفريقي، ودخول أول امرأة ذات أصول إفريقية الكونجرس، والمشاهد الدموية لحرب فيتنام، والمظاهرات العنيفة ضدها، وبعض الأحداث الأخرى مثل اكتشاف مؤسسة الأطفال المعاقين التي تشبه سجون العصور الوسطى، بجانب عدد كبير آخر من اللقطات  التي ترسم صورة بانورامية تشبه لوحة جدارية من الموزاييك لبداية سبعينيات القرن الماضي، والتي ربما يكون المشاهد قد اطلع عليها في سياقات أخرى، ولكنها هنا تشكل لوحة فنية ووثيقة تاريخية فريدة من نوعها.

يحتوي One to One أيضاً على تسجيلات صوتية وفيلمية للينون ويوكو تذاع لأول مرة، كما يحتوي على لقطات لعلاقة الاثنين بعدد من كبار الفنانين "الثوريين" وقتها مثل الشاعر الكبير ألن جينسبرج، والمغني والمؤلف الموسيقي بوب ديلان، والناشط السياسي جيري روبن.

كل هذه المواد وغيرها متناسقة داخل بناء موسيقي ممتع صوتياً وبصرياً يحمل إيقاعات أغاني البيتلز وجون لينون العذبة والقوية والثورية، وعلى الرغم من كونه فيلماً وثائقياً بالأساس، إلا أنه نموذج للإبداع الوثائقي الذي يتجاوز التوثيق، ويرقى إلى مصاف الأعمال الفنية المتكاملة والمكتفية ذاتياً، إذ بعد 100 دقيقة من زمن الفيلم يدخل المشاهد في حالة من التأثر والمتعة والرغبة في مشاهدة الفيلم من جديد.

نيكول تتحدى أنجلينا بفيلم "إيروتيكي"

بعد أنجلينا جولي وفيلمها Maria الذي عرض خلال اليوم الثاني من مهرجان فينيسيا، وكانت نجمة اليوم دون منازع، ظهرت نيكول كيدمان مع بداية اليوم الثالث لتقدم وتحتفل بالعرض الأول لفيلمها الجديد Baby Girl، والذي سبقته دعاية مكثفة باعتباره فيلماً "إيروتيكياً" وجنسياً، للنجمة التي اشتهرت بأدوارها الجريئة، واحتفلت أخيراً بعيد ميلادها السابع والخمسين.

يروي Baby Girl، باختصار، قصة زوجة وأم تخطت أواسط عمرها تدخل في علاقة محمومة وخطيرة مع شاب في بداية العشرينيات يعمل موظفاً في الشركة التي تديرها، وما يترتب على تلك العلاقة من تفجير لخيالاتها وتأثير على حياتها المهنية والعائلية.

رومي (كيدمان)، هي زوجة لمخرج مسرحي ورجل طيب ونموذجي يؤدي دوره أنطونيو بانديراس (وهو نجم ظل لسنوات رمزاً للجاذبية والفحولة)، وهي أم لطفلين رائعين، ومديرة شركة كبيرة لتصنيع الروبوتات في نيويورك، ثرية وناجحة، لديها "كل شيء في الحياة"، ولكن رومي ليست سعيدة لسبب ما مجهول، يتجسد في عدم شعورها بالإشباع الجسدي ولجوئها إلى شرائط البورنو المنحرف لإشباع رغباتها، هذه هي "الحياة العادية" التي تعيش فيها البطلة في بداية الفيلم، والتي يتعين عليها أن تغادرها لتدخل عالم المغامرة، والمغامرة في Baby Girl، على عكس حياة رومي الخارجية، هي رحلة عبر أعماق الداخل المظلم للرغبة والغريزة الأساسية، الجنس، ويذكر الفيلم بالفعل بكلاسيكيات هذا النوع من المغامرات التي ظهرت في بداية تسعينيات القرن الماضي مثل Basic Instinct وFatal Attraction وDisclosure التي لعب فيها نجم التسعينيات مايكل دوجلاس شخصية الرجل الذي يتعرض للغواية من قبل نساء شرهات شريرات.

ربما لا يحمل Baby Girl هذه الحساسية الذكورية التي اتسمت بها السينما الهوليوودية منذ 3 عقود، فنحن نعيش الآن عصر الحساسية النسوية بامتياز، وBaby Girl، على عكس الأفلام سابقة الذكر، من تأليف وإخراج امرأة، هي هالينا ريجين، ومن بطولة نيكول كيدمان، التي ارتبط اسمها بلعب أدوار المرأة القوية المتحررة، ومن ثم يفترض بنا أن ننظر إلى Baby Girl باعتباره فيلماً عصرياً ينهل من الحساسيات النسوية الحديثة، وهو يفعل ذلك بالفعل، من خلال معالجة قصته بطريقة تختلف عن العقلية الدرامية التقليدية (البطريركية)، إذ يقدم نظرة أكثر تسامحاً وتصالحاً مع الجوانب "المظلمة" للطبيعة البشرية، وعلى الرغم من أن هذه النظرة يمكن أن تكون شيئاً إنسانياً جيداً، إلا أن الإطار العام الذي توضع فيه الفكرة (هذا الثراء الفاحش، الشركة التي تبيع الروبوتات دون أي مراعاة للملايين الذين سيفقدون أعمالهم ومصادر رزقهم، المرأة التي تخون و"تكذب" على أسرتها بضمير مستريح) هو إطار غير إنساني بالمرة: ذلك أن رغبات واحتياجات رومي لا تنبع من الحاجة بقدر ما تنبع من الشره والطمع الرأسمالي الذي لا يرتوي أبداً.

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

31.08.2024

 
 
 
 
 

«ماريا» لبابلو لاراين لا يفي أسطورة كالاس حقّها

هوفيك حبشيان

لم يستطع صوت ماريا كالاس الذي رنّ في أنحاء جزيرة الليدو حيث تُقام عروض مهرجان البندقية السينمائي من 28 آب (أغسطس) إلى 7 أيلول (سبتمبر)، إعطاء العمل الروائي المستوحى من سيرتها شرعية سينمائية وزخماً.

 فلا عظمة الشخصية وتفاصيل عيشها الأليم كانتا كافيتين لإنجاز فيلم كبير عنها، ولا المعالجة الفنية ضمنت انتقاله إلى شيء يتجاوز المحض بيوغرافيا. يُقال أن المواضيع العظيمة لا تصنع بالضرورة أفلاماً عظيمة، وهذا ينسحب أيضاً على الفيلم الذي نحن في صدد الحديث عنه

«ماريا» لبابلو لاراين، المعروض في مسابقة الدورة الحالية من «الموسترا»، هو الجزء الأخير من ثلاثية عن نساء شهيرات طبعن القرن العشرين كان أطلقها المخرج التشيلياني في العام 2016 مع جاكي كينيدي وواصلها مع الأميرة ديانا (2021) وهو يعود مع جديده إلى الأسبوع الأخير من حياة المغنية الأوبرالية الأسطورة ماريا كالاس التي يعتبرها البعض أعظم صوت في التاريخ.

 توفيت «كالاس» في باريس في العام 1977 بسكتة قلبية وهي في الثالثة والخمسين، لكن الظروف المحيطة بموتها لا تزال غامضة بعض الشيء إذ يُقال أنها انتحرت، الأمر الذي يتركه الفيلم مفتوحاً.

 العديد من الأفلام تناولت سيرة هذه الفنانة المعذّبة، سواء في الروائي أو الوثائقي، ولعل الأكثر اكتمالاً هو«ماريا بعيني كالاس» للمخرج الوثائقي توم فولف

بعد العملين المذكورين اللذين عُرضا هنا في البندقية، يعود لاراين ليقدّم في الجزء الثالث تصوّراً لما كانت عليه الأيام الأخيرة للديفا، وماذا فعلت فيها وبمَ انشغلت وممّ تكوّنت حياتها في شقيها العام والخاص.

 الفيلم سينشغل بهذه الأسئلة محوّلاً إياها إلى متتاليات بصرية، ناقلاً الصراعات الجوانية للمغنية التي كانت في النقطة التي وصلت إليها في نهاية حياتها قد توقّفت عن الغناء وتعاني من الوحدة وتحاصرها أشباح الماضي لا سيما طيف أوناسيس الذي أحبّته وأحبّها

كالاس مصابة بالاكتئاب، والفيلم يجول حول هذه النقطة تحديداً، جاعلاً من العقاقير المضادة للاكتئاب شخصية في ذاتها، وسنرى كيف، عندما نشاهد الفيلم. في زمن ماض، هذه الأشياء كانت لها تمسية واحدة: ضريبة النجاح. لكن، اليوم مع تبدّل المفاهيم في كلّ المجالات، بات من الضروري النظر في عمق السؤال من زاوية أكثر تعقيداً وأقل تحيزاً.

 باختصار، ماريا بحسب لاراين، سيدة مكسورة الخاطر، تعلم أن أجمل أيامها صارت خلفها. يصوّرها المخرج بعين متعاطفة وأخرى فيها شيء من الشفقة، ليتقاطع في النهاية مصيرها مع مصير جاكي وديانا بمعنى ما.  

النيات حسنة والمضمون أشياء من الممكن مناقشتها، لكن هناك بعض التخبّط في النصّ الذي يعاني من تشتت في الرؤية ويتّجه في مسارات متعددة. أما الانفعال الذي من المفترض أن يصل إلى المُشاهد، فيبقى محدوداً قياساً بالاحتمالات التي يوفّرها الزواج بين الموسيقى والسينما.

 رغم أن الفيلم يحتوي على لحظات تحلّق عالياً في فضاء الفنّ السابع، فهي في الأخير لحظات عابرة والفيلم يحط مجدداً في مكانه. إسناد دور كالاس إلى الأميركية أنجلينا جولي، فيه إشكاليات.

«جولي» خضعت لتحضيرات مكثّفة استمرت سبعة أشهر لتقمّص الشخصية قبل أن تبدأ التصوير تحت إدارة «لاراين»، لكن رغم جهودها الواضحة للتسلل إلى داخل الشخصية، كان أداؤها يفتقر أحياناً إلى التوازن والاستمرارية. هناك لحظات نرى فيها «جولي» أكثر ممّا نرى «كالاس»، ممّا يضعّف الانغماس في الشخصية.

 وعلى عكس ما فعله أندرو دومينيك في فيلمه «شقراء» عن ماريلين مونرو، الذي قوبل بانتقادات لاذعة بسبب تعمّقه في الجوانب المظلمة للشخصية، يتجنّب «لاراين» دفع «جولي» نحو التطرف. يبقى الفيلم على مسافة آمنة، ممّا يجعله عملاً خالياً من المخاطرة والإثارة.

مع ذلك، يظهر الفيلم براعة فنية واضحة، بمساهمة من مدير التصوير الكبير إدوارد لاكمان، إلا أن الروح الخاصة بالعمل تظلّ غائبة.

وضع «لاراين» كاميراه في شقّة باريسية، حيث كانت كالاس تقيم في تلك الفترة. نتابع تفاصيل حياتها اليومية، من خلال علاقتها بامرأة ورجل يشاركانها حميميتها. المرأة (ألبا رورفاكر)، تعدّ الطعام لكالاس وتقدّم بعض النصائح حول صوتها بين الحين والآخر. أما الرجل (بيارفرنتشيسكو فافينو)، فيراقب استخدامها للأدوية وينظّم أمور حياتها.

 ستتخذ الأحداث منعطفاً جديداً مع ظهور صحافي شاب يسعى لإجراء مقابلة معها، فيتنقل الفيلم بين فترات زمنية وأماكن مختلفة، مسلطاً الضوء على لحظات من الماضي والحاضر، وصولاً إلى لحظة سقوط كالاس أرضاً في منزلها.

لماذا علينا أن نشاهد فيلماً خيالياً عن شخصية لا تزال صورها في الأرشيف وحضورها في الأذهان؟ سؤال لا بد أن يطرحه المخرج على نفسه قبل مباشرة مشروعه. علماً أنه قد يكون للبعض أسبابه التي لا تتقاطع بالضرورة مع أسبابنا نحن المشاهدين

اللافت أن رغم كلّ الجهود التي بذلها الفيلم لإعادة إحياء الواقع، لجأ في الأخير إلى نشر صور من الأرشيف لكالاس، وكأن المخرج شعر أن كلّ ما قدّمه لا يفي الاسطورة كالاس حقّها، وهنا مشكلة الفيلم الأهم.  

 

####

 

أنجلينا جولي: ارتجفت خوفا من الغناء لأول مرة خلال تحضيرات «ماريا»

منى شديد

ماريا كالاس، اسم لا يخفى على محبي عروض الأوبرا، فصوتها الدرامي الساحر آسر قلوب الكثيرين وخلد اسمها واحدة من أهم فنانات الأوبرا في تاريخ هذا الفن، لكنها على الجانب الأخر عاشت حياة مأساوية وانتهت نهاية تراجيدية لم تستطع قلوب محبيها إنقاذها منها، التقط المخرج التشيلي بابلو لارين وكاتب السيناريو ستيفن نايت خطوط هذه القصة الثرية وتفاصيل الأيام الأخيرة في حياة كالاس، في فيلم يحمل اسمها “ماريا”، شهد مهرجان فينيسيا السينمائي عرضه الأول من خلال المسابقة الرسمية التي ينافس الفيلم على أسدها الذهبي.

 تجسد أنجلينا جولي شخصية ماريا كالاس في أداء مختلف عن ما قدمته في أعمالها السابقة، وربما يدفع بها إلى رأس قوائم الفائزين في موسم الجوائز ويمنحها ترشيحا للأوسكار في الأشهر القليلة القادمة، هذا التعليق الذي شاع بين النقاد والسينمائيين المتابعين لفينيسيا 81، علقت عليه جولي خلال المؤتمر الصحفي للفيلم على هامش المهرجان؛ بأن ما يعنيها أكثر هو انطباع محبي ماريا كالاس وعشاق الأوبرا عن أداءها في الفيلم، فخوفها الأكبر هو أن تخيب آمالهم في تجسيدها لشخصية عظيمة مثل كالاس التي أصبحت تكن لها ولتراثها الكثير من الاحترام والتقدير.

وأضافت جولي أن أكثر ما أثر فيها أثناء العمل على الفيلم هو أنها عندما كانت ترتدى معطف ماريا كالاس ونظارتها، وتجلس في المطبخ مع ألبا رورفاكر التي جسدت شخصية برونا الخادمة، حتى تتواصل معها كإنسانة وتشعر بمشاعرها في أيامها الأخيرة، تملكها إحساس مرير بالوحدة التي كانت تشعر بها ماريا، وقالت: “كنت أتمنى أن تكون قد شعرت بحب وتقدير الناس لها لكن هذا لم يحدث، على العكس كان ما مرت بها هو محاولة بائسة للعودة إلى الغناء باءت بالفشل، وهاجمها النقاد بعدها بمنتهى القسوة. أعتقد أنها ماتت وبداخلها الكثير من الوحدة والألم”.

خضعت انجلينا جولى لتدريبات مكثفة حتى تتمكن من غناء بعض الـ “آريا” الشهيرة التي غنتها كالاس، ضمن أحداث الفيلم، خاصة في المشاهد التي تحاول فيها ماريا استعادة صوتها والغناء من جديد، وعن هذا قالت جولي في المؤتمر: “تدربت على الغناء لأكثر من سبعة أشهر، لأن العمل مع بابلو لارين يتطلب الكثير من الجهد والاهتمام بالتفاصيل لتقديم أفضل ما لدينا، وأذكر أنى عندما قمت بالغناء لأول مرة كنت متوترة جدًا حتى أنى كنت أرتجف من الخوف، لذا قام أبنائي بسد الأبواب لمنع أي أحد من الدخول، كنت مرعوبة من أنى لن أرقى إلى مستواها ولا أستطيع أن أغنى أمام الناس، لكن بابلو ساعدني على التغلب على هذا شيئًا فشىء”.

وأكدت جولي أن ماريا كالاس نفسها ساعدتها على التعلم، حيث استطاعت جولي الحصول على نسخة من دروس الغناء التي سجلتها كالاس في حياتها، وتعلمت منها الكثير. وأضافت أن أهم ما تعلمته هو نصيحة كالاس للأداء السليم والتي تبدأ من تنحية المؤدي لمشاعره في البداية وأن يحاول استيعاب الموسيقى أولًا وإدراك نوايا المؤلف الموسيقي، وأن يلتزم ويعمل بالطريقة المطلوبة ويتدرب كثيرًا جدًا. وفى النهاية عندما يصبح مستعدا يبدأ في السماح لمشاعره بالتدخل

وترى أن الفيلم هو أوبرا في حد ذاته، أبدع في كتابتها المخرج بابلو لارين والمؤلف ستيفن نايت، اللذان تعتبر نفسها محظوظة بالعمل معهما، مشيرة إلى أن المقطوعات الموسيقية التي تضمنها الفيلم وترتيبها وارتباطها بمراحل معينة في حياة ماريا كل هذا تم التفكير فيه و إعداده بعناية بحيث تخدم كل مقطوعة الهدف المرجو منها وتعبر عن شخصية ماريا ومراحل حياتها، فكل عمل وكل شخصية جسدتها على المسرح أصبحت جزء منها ومن هويتها.

خلال المؤتمر ايضًا أكد المخرج بابلو لارين أنه من محبي فن الأوبرا منذ الصغر، ومن كبار محبي ماريا كالاس أيضًا، ودائمًا ما كان يتعجب من تجاهل السينما لفن عظيم ومهم مثل فن الأوبرا والكواليس الثرية لذلك العالم، لذا فكر في صناعة هذا الفيلم عن الأيقونة ماريا كالاس، التي يعتبرها أعظم صوت في التاريخ، خاصة أن حياتها ثرية جدً على المستوى الدرامي لجمالها وصعوبتها. وأضاف لارين أن كاتب السيناريو ستيفن نايت استطاع أن تعبر عن تلك الحياة ويرصد مراحلها ببراعة. مشيرًا إلى أنه لم يكن من الممكن صناعة هذا الفيلم بدون وجود أنجلينا جولي، لأن صناعة فيلم جيد تعتمد بشكل أساسي على وجود مؤدى جيد قادر على تجسيد مثل هذه الشخصية، خاصة إذا كان الفيلم احتفاء بالشخصية وتراثها.

وأضاف لارين أن ماريا عاشت حياة مأساوية تشبه الأعمال التراجيدية التي قدمتها على المسرح، فما يقرب من 90% من العروض التي غنتها ماريا كانت تنتهي بموت الشخصية التي تؤديها، لكنه في الوقت نفسه لم يكن يريد تقديم فيلم قاتم، وإنما أراد يحتفي بها وبتراثها، مؤكدًا أنه يقدم صورة عن الحياة التي عاشتها في مرحلة ما قبل النهاية والدور الذي لعبه مدير المنزل فريكو والخادمة برونا، واهتمامهما بها ورعايتهما لها في النهاية، حيث عاشت في شقتها حبيسة معزولة عن العالم بسبب ضغط الجماهير وحالة صوتها وصراعتها الداخلية مع تاريخها وعلاقتها بعائلتها بالدم، في حين تحول خادميها إلى عائلة بديلة ترعاها

يشارك في بطولة ماريا في دور فريكو الممثل الإيطالي بيير فرانشيسكو فافينو وفى دور برونا ألبا رورفاكر، وقام بدور الملياردير الشهير أرسطو أوناسيس الذى عشقته لسنوات طويلة الممثل التركي خلوق بيلجينار.    

 

موقع "فاصلة" السعودي في

31.08.2024

 
 
 
 
 

البندقية ٨١: "Babygirl" لنيكول كيدمان. ..عن السلطة والروتين والجنس

إيلاف من البندقية:  أحمد العياد

ضمن عروض المسابقة الرسمية في مهرجان البندقية بنسخته الـ81، عرض فيلم "Babygirl" لنيكول كيدمان وانتوني بانديراس من أفلام A24 والذي ينظر إليه باعتباره من أهم الأفلام التي تعرض ضمن المهرجان السينمائي المقام راهنا.

فيلم "Babygirl"، الذي أخرجته المخرجة الهولندية هالينا راين، تقوم ببطولته كيدمان حيث تلعب دور رئيسة تنفيذية بإحدى الشركات الكبرى التي تعتمد بشكل أساسي على تقنيات التكنولوجيا، لكن الرئيسة التنفيذية ذات النفوذ الكبير في الشركة والتي تعييش حياة غاية بالجمال والرومانسية مع زوجها "أنطونيو بانديراس" ترغب وتتوق لشيء أكثر تمرداً لذا تخونه مع المتدرب الشاب "هاريس ديكنسون".

تكشف علاقة المديرة والمتدرب الشاب عن توترات خفية وأسرار شخصية تعيد تشكيل حياة الشخصيات الرئيسية، في ظل معاناة بطلة الفيلم من حياة هادئة مع أسرتها وزوجها، فيغوص الفيلم بدواخل النفس البشري أو لنكن أكثر دقة حول الرغبة والأفكار الداخلية.

بعيدا ً عن سرد الفيلم وطريقته المتوقعة في الحكي فهو فيلم نيكول كيدمان التي قدمت بامتياز أداءً قويًا لشخصية معقدة تجمع بين القوة في أحيان والهشاشة في أحيان أخرى هو الأداء الأفضل لها منذ فترة طويلة ، فيما يعاب على الفيلم بعض الضعف إذ لم ينجح بشكل كامل في استكشاف التفاصيل المعقدة للعلاقة بين الشخصيات، مع افتقار القصة إلى العمق اللازم لمعالجة المواضيع الحساسة والطارئة بشكل كبير هذا الزمن كالفروق العمرية في العلاقات.

ومع ذلك يحسب للمخرجة إدخالنا في جو مليئ بالشحن والتوتر ولكن تواجهنا مشكلة أخرى في تباين واضح في إيقاع الفيلم مع عدم محافظة الفيلم على إيقاع الغموض خاصة مع تتابع الأحداث وتحولها لتكون متوقعة بشكل تدريجي .

يمثل الفيلم تجربة سينمائية جريئة تجمع بين الأداء القوي والمواضيع المثيرة وتناول موضوعات مهمة كالتحيز الجنسي والشعور بالخجل المرتبط بالميول والرغبات الجنسية ولكنه أضاع فرصة بالتناول السطحي بشكل كبير خاصة في علاقة المديرة بالموظف المتدرب.

نيكول كيدمان : الفيلم كان "محررًا" لي

​​في المؤتمر الصحفي الذي أقيم قبل الفيلم، قالت كيدمان إن الفيلم يتحدث عن الرغبات والأفكار الداخلية والأسرار الداخلية مبينة أن سبب حماسها للفيلم لعدة أسباب أهمها ثقتها في الأعمال التي تكون قائمة عليها هذه المخرجة هالن راين وكونها مخرجة أنثى .

وتحدثت عن علاقتها بالمخرجة الهولندية راين التي وصفتها بأنها كانت السبب في شعورها بالاطمئنان خلال فترة تواجدها بالتحضير للعمل، لافتة إلى شعورها بأنها تقدم تجربة حقيقية خلال الأحداث.

وقالت نيكول كيدمان أيضا ًعن دورها أنه كان معقدًا وتطلب منها استكشاف جوانب جديدة من شخصيتها كممثلة.ووصالت ثناءها على المخرجة إذ ساهمت في خلق بيئة إبداعية سمحت لها بالتعمق في دورها.

وأضافت أن اختلاف الفيلم بالنسبة لها يرجع إلى موضوعه الجريء والمثير، والذي يتناول قضايا حساسة تتعلق بالعلاقات والفروق العمرية وطبيعة العلاقة والسلطة في بيئة العمل ولمن له اليد الأقوى فيه .

 

موقع "إيلاف" السعودي في

31.08.2024

 
 
 
 
 

رسالة فينيسيا السينمائي: "صغيرة"

سليم البيك/ محرر المجلة

لعناوين الأفلام إشكالات دائمة في الترجمة. هي ليست ترجمة عبارات يمكن الاستعانة بكلمات غير حَرفية في ترجمتها فتعطي للمعنى حقه في لغته المنقول، المعنى، إليها. والعنوان إن كان بكلمة واحدة صعبت أكثر ترجمته، لضيق مساحة النقل بين اللغات.

عدا عن الترجمة، هنالك من يغير العنوان من أساسه، يحب الفرنسيون أن يمنحوا أسماء خاصة بهم لأفلام غير فرنسية. وهنالك من يحتفظ بالعنوان الدولي بكل اللغات، قد يكون هذا حال فيلم Babygirl، بمعنى صغيرة أو طفلة. وإن كانت الكلمة لوحدها لا تعطي المعنى المطلوب من المفردة الإنكليزية. نسمع الكلمة في مشهد بمعنى "صغيرتي" أو "طفلتي"، يقولها شاب لامرأة تكبره سناً.

يحوم الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي، حول امرأة هي ريادية في مجالها المتقاطع فيه البزنس والتكنولوجيا. امرأة في حياتها العائلية وتحديداً المهنية، ذات سلطة على الآخرين. ذكية وجادة، وجميلة. تقيم علاقة مع أحد المتدربين، يبدأها هو بالمراوغة، بالإلحاح، بالتحرش. تنجذب له، لأسلوبه البعيد في عنجهيته من شخصية زوجها، المخرج المسرحي، المثقف في حديثه والمهذب في سلوكه، والمعني أولاً بابنتيهما.

فيلم الهولندية هالينا رين، متقاطع في علاقات القوة بين طريفه\شخصيتيه، المرأة (نيكول كيدمان) والمتدرب عندها وهو أقرب إلى مانيكان ذكري وذكوري، يتوسطهما زوجها الساذج، بأداء لأنطونيو بانديراس، خاص كعادته. تتبادل مواقع السلطة وسطوة كل من المديرة والمتدرب بينهما ككرة التنس، من يد أحدهما إلى الآخر. إلى أن يصل، التبادل، إلى مرحلة لا بد للتناقضات المتصاعدة بين المَشاهد، أن تلتقي وتنفجر، قبل أن تهدأ الحال وتعود الأمور إلى "طبيعتها" تمهيداً لنهاية مقبولة.

الفيلم بذلك مكتوب بشكل حِرفي، أي مهنّي لا فنّي، الحوارات ذكية وكأنها تلاعب بين الطرفين، كذلك ككرة التنس. هذه الحِرفية هي مدرسيّة، هي أمريكية تقليدية، تُدرَّس في كيف يجب أن يتطور الفيلم وتتاقطع التناقصات وتنحل العقدة في النهاية ضمن مشهد درامي. كأننا أمام وصفة ناجحة للسيناريو. لا إبداع ولا فن، لا ابتكار، لكن وصفة ناجحة، كصحن سباغيتي بولونيز آخر، يؤكل للمرة المليون وينال استحساناً.

يمكن لهذا الكلام أن يُحسب للفيلم كما يمكن أن يحسب عليه، لكن الفيلم يبقى صالحاً لتمضية وقت ممتع.

 

مجلة رمان الثقافية في

31.08.2024

 
 
 
 
 

بعد عرضه الأول في «فينيسيا السينمائي الـ 81»..

فيلم «ماريا» لأنجلينا جولي يحقق مبيعات عالمية

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

حقق فيلم "ماريا" للنجمة الهوليوودية أنجلينا جولي والمخرج بابلو لارين، مبيعات عالمية عقب العرض الأول للعمل في مهرجان فينيسيا السينمائي، والذي يعكس جانباً من حياة مغنية الأوبرا اليونانية الأشهر في العالم ماريا كالاس، وفق منظور مخرجه لارين ومؤلفه ستيفن نايت.

عقب العرض العالمي الأول للفيلم في فينيسيا، نال تصفيقاً حاراً لمدة 10 دقائق من الحضور، وسط هتاف باسم جولي، النجمة العالمية التي جسدت شخصية ماريا كالاس، وتأثرت كثيراً بإعجاب الحضور، فذرفت الدموع امتناناً وشكراً لهذا التكريم.

وبناءً عليه، سارعت شركات الإنتاج العالمية لإبرام صفقات دولية على أحدث فيلم سيرة ذاتية للمخرج بابلو لارين.

وشملت الصفقات شركة Studiocanal (المملكة المتحدة وألمانيا وبولندا)، وشركة ARP (فرنسا)، وشركة 01 Distribution (إيطاليا)، وشركة Sun Distribution (أمريكا اللاتينية/إسبانيا/البرتغال/جنوب إفريقيا)، وشركة The Searchers (بنلوكس).

إلى جانب صفقات إضافية، تضمنت سويسرا (Pathe)، وجمهورية التشيك (AQS)، واليونان (Faliro House)، وإسرائيل (Lev)، والشرق الأوسط (إيطاليا)، وبلغاريا/يوغوسلافيا السابقة (MCF)، وأوكرانيا (Green Light)، ودول البلطيق (Acme)، وتركيا (Bir).

والفيلم، الذي يعيد جولي إلى الشاشة الكبيرة، بعد بطولة فيلم Eternals لعام 2021، سيتم طرحه على منصة نتفليكس في الولايات المتحدة.

وخلال مؤتمر صحافي على هامش عرض الفيلم، قال لارين إن كالاس كانت "أعظم صوت في التاريخ ولديها حياة جميلة وصعبة للغاية". وأضاف: "بالطبع، لم يكن هذا الفيلم ليوجد بدون أنجلينا".

ويعد "ماريا" ثالث أعمال لارين، المتخصص في أفلام السير الشخصية، الذي يستكشف بطلات أنثويات مبدعات بعد فيلم جاكي (2016) عن حياة جاكلين كيندي وسبنسر (2021) عن حياة الأميرة ديانا.

وبحسب آراء النقاد، فمن المرجح أن يؤهل جولي لحصد ثاني جائزة أوسكار لها في تاريخها الفني، بعد 25 عاماً من فوزها بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "Girl, Interrupted" عام 2000.

 

####

 

عُرض اليوم ضمن مسابقة «فينيسيا السينمائي» ..

فيلم The Order لـ «جود لو» يتناول مطاردة مكتب التحقيقات الفيدرالي لإرهابي محلي

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

أكد جود لو بطل فيلم «ذا أوردر، The Order » الذي يدور حول حركة عنيفة تؤمن بتفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي، إن الفيلم يتشابه مع واقع اليوم، ويظهر الحاجة إلى توخي الحذر في كل الأوقات من التعصب الأعمى.

والفيلم الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان فينيسيا السينمائي مبني على أحداث حقيقية، إذ يتمحور حول بوب ماثيوز المنتمي إلى اليمين المتطرف، والذي أراد إقامة وطن لأصحاب البشرة البيضاء عن طريق بث الرعب في الولايات المتحدة.

ويؤدي لو دور عميل مخضرم في مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في جرائم عنيفة، ينتقل إلى منطقة شمال غرب الولايات المتحدة على المحيط الهادي رغبة في أن ينعم ببعض السلام والهدوء، بعد ماض مضطرب من مكافحة المافيا، إلا أنه يقع في طريق عصابة ماثيوز التي تسطو على البنوك لجمع ما يكفي من الأموال لتشن حرباً.

وقال الممثل البريطاني لو: «أعتقد مع الأسف أن التشابه يتحدث عن نفسه. بدا وكأنه عمل فني يجب إنجازه الآن». ولو أيضاً من منتجي الفيلم الذي أخرجه الأسترالي جاستن كورزيل.

وقال كورزيل في مؤتمر صحفي: «يدور الفيلم حول أيديولوجية شديدة الخطورة، وكذلك حول الكيفية التي يمكن أن تنتشر بها بسرعة». وأضاف: «الصادم بالنسبة لي، وأعتقد بالنسبة لنا جميعاً، هو أن هناك مقارنات كثيرة جداً مع ما نشهده اليوم».

والإيديولوجية التي حركت ماثيوز مشابهة للتي حركت جماعة «براود بويز» التي قادت اقتحام الكونجرس في السادس من يناير 2021 في مسعى لإبطال هزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في انتخابات 2020.

وكان ماثيوز، الذي قام بدوره الممثل البريطاني نيكولاس هولت، يستقطب المنبوذين مجتمعياً، والمنقطعين عن التعليم لقضيته، إذ أسس عائلة مخلصة من التابعين الذين اقتنعوا برؤيته للفصل العنصري والكراهية.

وقال هولت: إن ما أقلقه خلال دراسته للدور، هو أنه لم يستطع إيجاد أي دافع محدد لتعصب ماثيوز الأعمى، مثل طفولة عنيفة.

وأضاف: «الشيء المخيف بشأنه هو أنه بوسعه أن يقلص الخوف والشكوك، وأنه ربما يمكنه التأثير فيكم بسحره».

وفيلم «ذا أوردر» هو واحد من بين 21 فيلماً تتنافس على جائزة «الأسد الذهبي» في مهرجان فينيسيا السينمائي، وستقوم شركة فيرتيكال إنترتينمنت بإصداره في دور السينما في وقت لاحق من هذا العام.

 

####

 

المخرج الأميركي هارموني كورين في مهرجان فينيسيا :هوليوود بدأت «تنهار إبداعياً»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

خلال مؤتمر صحفي في مهرجان فينيسيا السينمائي، نصح هارموني كورين، الذي يدخن السيجار، صناعة السينما الأمريكية بـ "تشجيع الشباب" لأنه يعتقد أن هوليوود بدأت "تنهار إبداعياً".

عاد كورين إلى المهرجان بفيلمه الجديد "غزو الأطفال"، الذي يُتصور كأنه لعبة إطلاق نار متعددة اللاعبين فائقة الواقعية تتبع مجموعة من المرتزقة يستخدمون وجوه الأطفال كصور رمزية. مكلفون بدخول قصور الأثرياء وأصحاب النفوذ، يجب على اللاعبين استكشاف كل زاوية قبل نفاد الوقت.

بدأ كورين المؤتمر الصحفي بإشعال سيجار، وناقش أولاً صيغة السرد لبرنامج "غزو الأطفال". وصف الفيلم بأنه "الطبقة الأساسية" مع "ثلاث أو أربع أفلام فرعية" ستأتي لاحقًا ليتمكن الجمهور من تجربة القصة من وجهات نظر مختلفة. وأضاف: "عندما نعرض الفيلم، سيكون هناك طريقة لمشاهدته عبر هاتفك، ولكن سيكون هناك رموز معينة داخل الفيلم ستأخذك إلى أفلام أخرى."

تحدثت كورين أيضًا عن الحالة الحالية لصناعة السينما في الولايات المتحدة، قائلة: "يجب على هوليوود تشجيع الشباب والأطفال." "نبدأ نرى هوليوود تنهار إبداعياً لأنها تفقد الكثير من أذكى العقول وأكثرها إبداعاً لصالح صناعة الألعاب والمذيعين."

وأضاف: "إنهم محاصرون تمامًا في التقاليد، ثم هؤلاء الأطفال المبدعون سيتجهون الآن إلى مسارات أخرى ويذهبون إلى أماكن أخرى لأن الأفلام لم تعد الشكل الفني السائد."

كان كورين آخر مرة في فينيسيا مع فيلمه "Aggro Dr1ft" في عام 2023، الذي عُرض خارج المنافسة.

 

####

 

ينافس على «أسد فينيسيا الذهبي» ..

نظرة أولى | فيلم The Order لـ جاستن كورزيل تكرار لأعماله السابقة عن النفس الإجرامية الذكورية

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

يُخرج جاستن كورزيل فيلمه The Order بمشرط يجرح في كل مكان ما عدا القلب.

المخرج الأسترالي، الذي خلّد ذكرى حادثتي قتل جماعي في بلده من خلال فيلمه الأول”The Snowtown Murders“ وفيلمه الفائز في مهرجان كان 2021 ”Nitram“، يطل هذه المرة على النفس الأمريكية التي تقف وراء أحداث مماثلة في فيلمه الأخير ”The Order“. الذي ينافس به في مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 81، لكنه يحتاج إلى مادة أحدث، حيث تبدو هذه الصورة المستندة إلى قصة حقيقية لفصيل متطرف من البيض المتعصبين الذين يطاردهم مكتب التحقيقات الفيدرالي في شمال غرب المحيط الهادئ في الثمانينيات، قريبة جدًا من أعمال كورزيل السابقة، والتي تشمل أيضًا فيلم السيرة الذاتية التاريخية الأسترالية ”التاريخ الحقيقي لعصابة كيلي“.

لقد قام بالفعل بتصوير قاتل أبيض البشرة يحمل بيانًا في المرة السابقة. والمرة الأخرى. والمرة التي سبقتها. ومن ثم أن يقدم مخرج ما تنويعات على موضوع واحد طوال مسيرته المهنية شيء، وأن يتوقف عن مفاجأتنا أو إيجاد طريقة جديدة للطرح والسرد في نفس القصة شيء آخر.

بقدر ما هو مخرج بارع - ولا يخلو فيلم ”ذا أوردر“ من بعض مشاهد الحركة المتقنة التنسيق ولقطتين جراحيتين على الأقل تحاكيان أكثر عمليات القتل إيلامًا في فيلم لمايكل مان - فإن هذا الفيلم الدموي القاتل للروح لا يوحي برؤية مهتمة بأي شيء سوى نفس الموضوع المطروق بالفعل. كما أنه لا يهتم بالإنسان إلا في كيفية تعزيز صرخة سياسية على الشاشة.

يعيق فيلم ”The Order“ أيضًا سوء اختيار نيكولاس هولت، الذي عمل مع كورزيل من قبل بنتائج أفضل، في دور قائد الطائفة الكاريزمي الذي لا يبدو مهددًا كما ينبغي أن يكون.

وعلى الرغم من ذلك، يجسد بامتياز جود لو دور العميل تيري هوسك في مكتب التحقيقات الفيدرالي في أيداهو الذي يتحكم به الشياطين في عام 1983، والذي تم تكليفه بالإطاحة بأخوية آرية بقيادة بوب ماثيوز الذي يؤدي دوره هولت.

يتعاطى تيري الحبوب المخدرة، ويدخن السجائر، ويشرب الخمر، ولديه حياة عائلية غامضة الشكل يفضل الاحتفاظ بها في الدرج.

في المشهد الوحيد المضحك في هذا الفيلم الجاد المتجهم الذي يتسم بالجدية الذاتية، يُسأل تيري هوسك ”هل تحب بناتك؟ تردد. ”هل تهتم بهن؟“ تحديق فارغ؛ هناك أيضاً استعارة لا تستقر في نهاية الفيلم تتضمن تيري وهو يصطاد غزالاً، والتي ستجعل المتفرج عابسًا، لكن لا يزال (لو) فعالًا كرجل مسكون بنفسه بما يكفي لتوجيه كراهيته لذاته إلى محاربة أسوأ ما في البشرية، وهو الرجل الذي يستيقظ من نومه وأنفه يتدفق دماً لكنه يتجاهل الأمر باعتباره مجرد جزء من روتينه الصباحي.

الفيلم مأخوذ عن رواية ”يوميات تيرنر“ التي كتبها ويليام لوثر بيرس عام 1978، والتي تنذر بحرب عرقية. وتتشابه الأحداث المصورة فيها بشكل مخيف مع عمليات السطو على البنوك، وسرقة السيارات، وجرائم القتل التي تحدث في أقصى شمال غرب الولايات المتحدة.

من الواضح أن كورزيل، الذي يعمل من سيناريو كتبه زاك بايلين المرشح لجائزة أوسكار ”الملك ريتشارد“، أراد أن يستغل توقيت هذه المادة مرة أخرى، وهو أمر قام به من قبل.

وتتصاعد الأحداث، عندما يقوم بوب ماثيوز (هولت) المجنون بتجنيد الشباب ذوي الميول المتحيزة للانضمام إلى ثورته نحو النقاء العرقي، وتبدأ بعدها انتفاضة من الهجمات الإرهابية المحلية التي يبذل كورزيل بالفعل جهدًا كبيرًا في تنظيمها - يبدأ فيلم ” ذا أوردر“ بسرقة بنك تشد الأعصاب قبل أن يعرض أنشطة أعوان بوب الإجرامية الأخرى.

ومن بين الذين اغتالتهم جماعة بوب التي تدعى ”ذا أوردر“ مقدم البرامج الإذاعية اليهودي آلان بيرج (الذي يؤدي دوره مارك مارون بشكل غريب)، وهو أكثر من كافٍ لتحفيز مكتب التحقيقات الفيدرالي أخيرًا على العودة إلى العمل وسط مطاردة استمرت سنوات.

يبدو أن كورزيل يستجوب ويقلل من جاذبية هولت الجادة والحلوة في تحويل الممثل الموهوب إلى نازي جديد على الشاشة. لكن بوب ليس شريرًا شنيعًا بما فيه الكفاية - ولا يهيئ فيلم ”The Order“ بشكل كامل كيف يمكن أن يكون هو وتيري مرآة مظلمة لبعضهما البعض.

من المؤكد أن فيلم ”No Country for Old Men“ هو فيلم ”The Order“ الذي يدور في ذهن الجمهور مثل أفلام الإثارة الكلاسيكية الأمريكية الأخرى، خاصة في اللقطات الطويلة التي تلاحق تيري وهو يحمل مسدسًا في يده.

ومع ذلك، هناك شيء مفقود. إن الخلفية الضمنية لعالم بوب والتوابع المتعصبة التي يجذبها إلى مداره أكثر إثارة للاهتمام من إجراءات مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تحكم الفيلم، حيث يأخذ تيري الصاعد جيمي بوين (تاي شيريدان) تحت جناحه المكسور.

من غير المجدي مقارنة فيلم بآخر، لكن كورزيل استكشف بشكل أكثر غموضًا وسطًا إجراميًا مخيفًا في فيلم ”التاريخ الحقيقي“ وعصابته من الأوغاد الذين يرتدون ملابس الجنس الآخر ويضعون البارود على وجوههم.

وكان يمكن لهذا الفيلم أن يستفيد أكثر من المنظور النسائي، حيث تم إهدار دور الممثلة الواعدة أوديسا يونغ في دور إحدى مربي بوب. وكذلك الأمر بالنسبة لجورني سموليت في دور زميلة تيري في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي امرأة مثيرة للقلق تم إهدارها بسبب اهتمام الفيلم الأكثر انغماساً في جذور العنف الذكوري الذي يسمم بئر العالم.

وعلى الرغم من وجود أشياء رائعة في الفيلم، بدءًا من التصوير السينمائي بعدسة آدم أركاباو إلى المونتاج الدقيق لنيك فينتون والموسيقى التي تسرع النبض، نؤكد أن كورزيل صانع أفلام رائع على المستوى الحرفي، لكن فيلمه ”ذا أوردر“ ينتهي معلقًا على الشاشة مثل لوحة جدارية لا روح فيها.

 

موقع "سينماتوغراف" في

31.08.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004