ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان فينيسيا 81:

أهناك خطر على السينما من المسلسلات؟

فينيسيا/ محمد هاشم عبد السلام

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

بعد عرض أكثر من نصف أفلام المسابقة الرئيسية للدورة الـ81 (28 أغسطس/آب ـ 7 سبتمبر/أيلول 2024) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي"، وعروض فرعية ومسلسلات، يُمكن القول إنّ هناك حضوراً لافتاً لمواضيع وتيمات متشابهة، وأساليب تناول وطرح ومعالجة، مع صعوبة العثور على سيناريو وحوار عبقريّين. في الوقت نفسه، هناك تفاوت ملحوظ في الأداء الذي، رغم الإتقان والحِرفية، لا يتأرجح بين متوسّط وجيّد.

أمورٌ كهذه لا تعني انتفاء حِرَفية تنفيذ وإخراج وصورة، وأحياناً إثارة وتشويق. لكنّ السينما، وفنيّاتها وجمالياتها غائبة كثيراً عن غالبية المعروض إلى الآن.

صحيحٌ أنّ الأفلام المنتظرة للوكا غوادانينو وبيدرو ألمودوفار وتود فيليبس وغيرهم لم تُعرض بعد، لكنْ، هناك طغيانُ مواضيع ومعالجات وتناول وأفكار وحوارات، وطول مدّة أفلام باتت تتنافس مع ما للمسلسلات من بنى وفنّيات وجماليات، ربما تتوفّر عليها أحياناً، خاصة المسلسلات التي تبثّها منصّات وشبكات. المثير أنّ هناك مسلسلات مهمّة تُعرض في المهرجان، من إنتاج هذه المنصات والشبكات. ومن الأمور التي تُثير أسئلة ملحّة ما يتعلّق بتأثير هذه المنصات والشبكات، وما تقدّمه من مواضيع ومعالجات وطرح وإيقاعات وخصوصيات فنية. من ناحية أخرى، تتماهى السينما قدر الإمكان معها، لا العكس.

في الدورة هذه، هناك خمسة مسلسلات في قسمٍ خاص بها، أبرزها إلى الآن "تَنَصُّل" لألفونسو كوارون و"أسر كأسرنا" لتوماس فينتربيرغ و"إم" لجو رايت، تُثير نقاشاً حول ما تتوفّر عليه من فنّيات ومواضيع ومعالجات واشتغال بصري، تكاد تقارب كلّها فنّيات السينما وجمالياتها. ما يُطرق نواقيس الخطر بخصوص أمور مرتبطة بما يُطلق عليه "السينما النقية" أو "السينما الخالصة". طبعاً بتوجّه مخرجين كبار (كوارون وفينتربيرغ ورايت مثلاً)، إلى إخراج مسلسلات بأجزاء، وإنْ لا تتجاوز سبع حلقات (45 دقيقة/الحلقة)، لحساب منصّات ذات شروط وإملاءات، بدلاً من مساهمة منصات وشبكات كهذه في دعم السينما، وتمويل هؤلاء المخرجين لإنجاز ما يرغبون فيه من أفلام، لا سحبهم إلى حيث يريد السوق، وما تموّله هذه الجهات.

هذا يعيدنا مجدّداً إلى التأثير النهائي على السينما نفسها، والأثر التدريجي على المتفرّج الذي ربما يُفضّل مستقبلاً هذا النوع من الأعمال، ثم سحب البساط من السينما لصالح هذه المنصات والشبكات، أو أقلّه مسخ السينما وتخريبها وتدجين المواهب الإبداعية واستغلالها وتسخيرها.

بعيداً عن وجود مهرجانات عالمية تختصّ بعرض المسلسلات، بات عرض هذه الأخيرة في مهرجانات سينمائية مُحيّراً ومُثيراً لأسئلةٍ كثيرة عن العلاقة الشائكة بين المهرجانات الكبرى وشركات الإنتاج والتوزيع، خاصة مع توغّل هذه المسلسلات وطغيانها، التي بدأت موضة عرضها في المهرجانات، أو على هامشها، أو في برامج موازية، على استحياء، قبل سنوات قليلة. حتى عندما بدأت هذه الظاهرة، لم تكن تلفت الأنظار وتجذب الانتباه، حتّى على مستوى التغطيتين الصحافية والنقدية. أمّا الآن، فمساحة حضورها في مختلف المهرجانات ازدادت، وباتت مسلّمات، عند إعلان أي مهرجان كبير عن برامجه وأفلامه.

يُلاحَظ في "مهرجان فينيسيا الـ81" برمجة مسلسلات في المواعيد نفسها لعروض أفلام المسابقة الرئيسية، وفي القاعات الرئيسية نفسها، ومنحها اهتماماً كبيراً، مقارنة بالسابق. صحيحٌ أنّ المسلسلات لمخرجين كبار، وضروريّ مشاهدة أحدث إنتاجاتهم، لكنْ ليس في مهرجان سينمائي، وفي مواعيد مزعجة للمُشاهدة. الأفدح أنّها تدفع المُشاهد إلى مُشاهدة أربع حلقات في أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة في يوم واحد، واستكمال البقية في اليوم التالي. الأنكى من هذا أنّ مسلسل "تَنَصُّل" مثلا سيُعرض الشهر المقبل على شبكة "أبل"، منتجته، ما يثير سؤال سبب عرضه المُلحّ في المهرجان.

أمرٌ آخر مُلاحَظ أيضاً، ليس في "مهرجان فينيسيا" فقط، وإنْ بدا جليّاً فيه هذا العام: طول الأفلام. إذْ يندر عرض أفلام لا تتجاوز مدّتها 90 دقيقة، بينما باتت أفلام الـ120 دقيقة غالبةٌ. كما زاد عدد الأفلام التي تتجاوز مدّتها ثلاث ساعات، وأحياناً ثلاث ساعات ونصف الساعة. هذا ليس منوطاً فقط بالتطوّر التكنولوجي، إذْ يُعزى إلى تأثير المسلسلات التلفزيونية. كأنّ السينما تحاول، عبر صنّاعها، منافسة البثّ المباشر، بتقديم تجارب تحاول أنْ تكون أعقد وأكثر إثارة وتشويقاً ودراما، والأهمّ لأطول فترة ممكنة تسمح ببقاء المشاهدين في صالة السينما، وإنْ جاء على حساب فنّيات السينما وجمالياتها وسحرها.

أمر إضافي لافتٌ، يرتبط بالفواصل الزمنية، ما يُعرف بالاستراحة في منتصف العرض، والتي تتطلّبها عادةً الأفلام الطويلة. حدث هذا في عرض "الوحشيّ" لبرادي كوربيت. إذْ فجأة، ومن دون تنبيه إدارة المهرجان، عبر البريد الإلكتروني، أو في موقعه، أو في دليل العروض، توقّف العرض في منتصفه تقريباً، وظهرت صورة فوتوغرافية لها علاقة به، في وسطها عدّاد دقائق يعدّ الوقت عدّاً تنازلياً. تطلّب الأمر دقائق قبل انتباه الجميع إلى ما يحدث، ولم يصدق بعضهم ما يحصل إلّا بعد إضاءة نصف الصالة، فساد استهجان ودهشة. البعض غادر الصالة، للانتظار خارجاً، من أجل هواء نقي، ما اضطر المسؤولين إلى مناداتهم لإعادتهم إلى الصالة، لقرب انقضاء زمن الاستراحة.

الأكثر إثارة للسخرية والضحك، أنّه فور بلوغ العَدّ التنازلي عشر ثوان، بدأ نقّاد وصحافيون في العدّ التنازلي أيضاً بصوت مرتفع، كما يحدث قبل انقضاء عامٍ وبدء آخر.

 

####

 

جود لو يلاحق العنصريين في "ذا أوردر" المنافس في مهرجان فينيسيا

(فرانس برس، رويترز)

يلعب النجم البريطاني جود لو في فيلم "ذا أوردر"، الذي عُرض السبت الماضي في مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي، دور عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، يسعى إلى تفكيك شبكة من المجرمين العنصريين البيض في ثمانينيات القرن العشرين.

واقتُبس السيناريو من القصة الحقيقية لبوب ماثيوز، الذي كان يرأس عصابة إجرامية ترتكب عمليات السطو والقتل تمهيداً لثورة عنيفة تروّج لفكرة تفوُّق العرق الأبيض على اليهود والسود وذوي الأصول الإسبانية.

وقال جود لو في مؤتمر صحافي إن "النظر إلى الوراء مثير للاهتمام دائماً، ولكن من المثير أكثر للاهتمام إيجاد قصة من الماضي لها صلة بالحاضر"، في إشارة إلى ظهور العنصرية ومعاداة السامية مجدداً في الولايات المتحدة وسواها.

ورأى أن "إنتاج هذا الفيلم كان ضرورياً الآن"، مضيفا: "ما أدهشني هو أنها قصة لم أكن قد سمعت بها من قبل".

وكان بوب ماثيوز (1953-1984)، من النازيين الجدد الأميركيين، وتولى تأسيس جماعة ذا أوردر العنصرية. في النهاية قُتل ماثيوز باحتراقه حياً أثناء محاصرة المنزل الذي لجأ إليه في ولاية واشنطن من قبل مطارديه من عناصر "إف بي آي".

وتولى إخراج فيلم "ذا أوردر" الأسترالي جاستن كورزل، الذي سبق أن أخرج أفلاماً عدة، من بينها "نيترام"، الذي نال عنه كايلب لاندري جونز جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان عام 2021.

وقال كورزيل في المؤتمر نفسه: "يدور الفيلم حول أيديولوجية شديدة الخطورة، وكذلك حول الكيفية التي يمكن أن تنتشر بها بسرعة". أضاف: "الصادم بالنسبة لي، وأعتقد بالنسبة لنا جميعاً، هو أن هناك مقارنات كثيرة جداً (مع ما نشهده اليوم)".

ولاحظ جود لو أن في الفيلم الذي يتولى بطولته "الكثير من نقاط الشبه" مع العالم اليوم، ومن "الأمور التي كانت بمثابة مؤشرات تنذر بالمشاكل التي يواجهها"، كما اعتبر أن "إيجاد حدث من الماضي يوفر نوعاً من رؤية للوضع السياسي الراهن" هو بمثابة "كنز نادر".

وفي جانب طريف من حديثه، قال جود لو رداً على سؤال لأحد الصحافيين عن ظهوره في الفيلم بشارب: "جميع عملاء إف بي آي الذين قابلتهم للتحضير لدوري كان لديهم شارب، وبالتالي كان ظهوري بشارب أمراً مفروغاً منه".

و"ذا أوردر" هو واحد من بين 21 فيلماً تتنافس على جائزة الأسد الذهبي المرموقة في مهرجان فينيسيا السينمائي، والذي يختتم في السابع من سبتمبر/ أيلول الحالي.

 

العربي الجديد اللندنية في

02.09.2024

 
 
 
 
 

مهرجان البندقية بين تسطيح الجنس والإنصات إلى القلب:

كيدمان تكتشف رغبات المرأة وموريه يستلخص منها العِبَر

هوفيك حبشيان

قدّم #مهرجان البندقية السينمائي مع "#بايبي غرل" لهالينا راين واحدا من أحط أفلام مسابقة الدورة الحادية والثمانين (28 آب - 7 أيلول). عمل في منتهى الاسفاف والتسطيح والتفاهة. قبل بضع سنوات، كان يمكن للواحد منّا ان يسأل: ماذا يفعل عمل ضحل كهذا في السباق على "الأسد" في واحد من أعرق #المهرجانات السينمائية؟ لكن، بعدما أصبح ضم مثل هذه الأشياء إلى المناسبة أمراً غير نادر، فما عاد الأمر مفاجئاً وصرنا نتعامل معه كأمر واقع، خصوصاً ان الجميع اليوم تقريباً يخضغ لأجندة ما يُعرف بـ"ثقافة الصحوة" الأميركية ("ووك كالتشر") التي يُمكن اعتبار "بايبي غرل" أحد أسوأ تجلياتها.

بعد "المادة" لكورالي فارجا بطولة #ديمي مور في مهرجان كانّ الأخير، الذي كان ينطوي على بعض المزايا الجمالية على الأقل، تنتعل #نيكول كيدمان كعب إمرأة ناجحة، اذ انها تتبوأ منصباً مهماً في عالم محصور عادةً بالرجال. هي متزوجة من مخرج مسرحي (#أنتونيو بانديراس). علاقتهما كعلاقة معظم المتزوجين بعد عقود من الارتباط، دخلت مرحلة الأفول. بضع مشاهدة كافية ليصلنا ذلك الاحساس، فنفهم ان الجنس ما عاد كما كان في البدايات. رومي (هذا اسمها) تحتاج إلى ألاعيب ذات طابع جنسي كي تشعر بالاثارة. بحكم عملها رئيسة لشركة كبيرة معنية بالتكنولوجيا، تلتقي طريقها بطريق متدرب (هاريس ديكنسون) يصغرها سنّاً بطبيعة الحال. يحاول الأخير إغراءها بكلّ الطرق والضغط على الأزرار التي تجعلها تسلّم نفسها له، وهو الشيء الذي ستخضع له تدريجاً، خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف. ستنشأ علاقة بينهما، عابرة ومدّعية وسطحية (رغم ان الفيلم يحاول ان يوحي بالعكس)، مع ما يترتب عليها من مجازفة بالنسبة الى سيدة تشغل مثل منصبها. فلا أحد من حولها، بمن فيها هي، سعيدة بمخاطرة تشويه سمعتها كسيدة ناجحة جاهدت وتحدّت ووصلت، لكن الرغبة أقوى من أي شيء، والتجديد حقّ للجميع، خصوصاً اننا نتحدّث عن إمرأة تجاوزت منتصف العمر، وهي مرحلة عمرية فقزت السينما فوقها كثيراً. كونها امرأة نافذة تتحدّر من بيئة بورجوازية، ويدها طائلة، وصاحبة سلطة، فهذا ليس بالتفصيل، بل ان خطاب الفيلم كلّه يتناسل من هذا، ويعود اليه مراراً ليقول ما يود قوله، ولو برداءة لا مثيل لها. من دون هذا المنصب، لما انوجد الفيلم في الأساس. في الأخير، هذا فيلم آخر عن البورجوازية وما تخلّفه عند احتكاكها بالناس العاديين الطامحين إلى الصعود الاجتماعي.
هذه العلاقة ستنتج سلسلة من 
#مشاهد الجنس
 وهي من أبشع ما صوّرته السينما في تاريخها الحديث. لا نرى كيدمان عارية حتى، بل تظهر أجزاء بسيطة منها فقط. إنها الإيروسية في زمن يشرف أناس يعرفون بـ"الكوتش" على المشاهد الحميمية. كان الفيلم يطمح ربما ان يكون عملاً لبولانسكي أو برتولوتشي مع امرأة خلف الكاميرا (لا يهم من هي!)، ولكن يخلص بأن يكون "تدرجات غراي الخمسون"، درجة ثانية. لا يكتفي الفيلم بهذا القدر من التسطيح، بل يعطينا درساً في كيفية مقاربة الأشياء في زمن تعديل الخطوط، مدعوما بفلسفة خاصة وتنظيراً في مسائل السلطة الذكورية.

في الثمانينات والتسعينات، تمردت السينما الشعبية الأميركية وراحت تنتج أفلاماً تحمل مشاهد جنسية جريئة. ما اعتُبر حينها نصوصاً ساقطة ورديئة، صار مع الزمن من الكلاسيكيات. اليوم، يدفعنا "بايبي غرل" إلى الاعتذار من صنّاع هذه الافلام. إحنا آسفين يا أدريان لاين وبول فرهوفن!

كلّ هذه الأفلام تعطينا الانطباع بأن السينما خلف الأطلسي اكتشفت فجأةً المرأة ورغباتها الدفينة وجسدها المتعطش. هؤلاء مساكين اذا كانوا فعلاً مقتنعين بذلك. أما اذا كانت مجرد متاجرة وركوب لموجة تجدّد من خلالها الرأسمالية نفسها، فالحديث يطول… في كلتا الحالتين، علينا دائماً التذكير بأن كلّ هذه المسائل سبق ان نُوقشت بشكل أعمق بكثير من كثر من السينمائيين. كلّ ما تفعله الموجة الحالية غير القادرة على أي ابتكار، هو ان تأتي بنسخ "ملعوبة" عن قصص قديمة بحجّة قضية المرأة التي أصبحت نوعاً من بزنس لا يُطاق، وعدد الذين ما عادوا يتحملون هذه الأدلجة أكثر ممّا نتخيل، لكن للأسف، التحفّظ والخوف من التهم يمنعان شرائح واسعة من الصحافيين والنقّاد عن الكلام.

واللافت ان من تولّى هذا الدور وكلها قناعة بأنها تساهم في كتابة البيان التأسيسي لاحدى الحركات الثورية، ليست سوى نيكول كيدمان! ولم ننسَ بعد ان كيدمان لعبت بطولة "أيز وايد شات" آخر أفلام كوبريك قبل أكثر من ربع قرن، وكان لها فيه من الكلام المباح الكثير، وهي تبدو فيه أكثر تقدّمية وتصالحاً مع نفسها من كلّ ما نراه هنا في هذا العمل المتحذلق الذي يبرر الخطأ من دون ان يحاول فهمه حتى.

باسلوب نقيض لـ"بايبي غرل"، يأتينا "ثلاث صديقات" (مسابقة) للمخرج الفرنسي إيمانويل موريه ليروي حكايات ليست بعيدة تماماً من تيمة العلاقات الغرامية في السينما. أشياء مثل اللقاء الأول والانفصال والخيانة التي تجرجرها السينما الفرنسية خلفها منذ الأزل، لكن بحساسية أوروبية، راقية، تضع الإنسان وتناقضاته في قلب المعمعة. يمكن اعتبار موريه الذي يحمله على الراحات جزء لا بأس من النقّاد في فرنسا، "إريك رومير الألفية الثالثة"، لكونه مهووسا بالعلاقات بين ناس يلتقون وينفصلون، ثم يلتقون مجدداً بآخرين، وهكذا. طبعاً هذا اختزال لا يفي أجواء الفيلم حقّها، فهناك الكثير ممّا لا يمكن نقله هنا بلغة الكلام بل يُعتبر حرقاً للأحداث. على غرار رومير، يملك موريه موهبة الحكواتي، معطوفة على شيء من رغبة في استخلاص العِبَر من الحكايات المروية.

هنا، تأخذ القصّة من مدينة ليون مسرحاً لها، وتدور حول ثلاث صديقات، إثنتان منهن متزوجتان والثالثة "تحت نصيبها". الأولى ما عادت تحبّ زوجها والثانية زوجها يخونها مع الثالثة. لكلّ واحدة منهن نظرة مختلفة للحبّ، هذا اذا كان الحبّ شيئاً حقيقياً أصلاً، واذا كان فعلاً حقيقياً كم يدوم، وكيف نعرف انه الحب؟ هذه بعض الأسئلة التي يخوضها الفيلم من خلال التورط قلباً وقالباً في مغامرات الصديقات الثلاث. اللافت ان لا الانفصال ولا حتى الموت يعنيان نهاية عند موريه الذي يجيد تصوير نزوات القلب أكثر من أي مخرج معاصر آخر، تاركاً جزءا كبيرا رهين الغموض واللبس. هذا فيلم عن البحث المستحيل عن شعور غامض وهجين نعظّم تقديره. ألا يجدر بالأحرى الحديث عن تعوّد، انجذاب، رغبة في الاستقرار، حبّ للذات، الخ؟ مجموعة أسئلة لا تتوقّعوا ان يجيب الفيلم عنها.

 

النهار اللبنانية في

02.09.2024

 
 
 
 
 

في يومه الرابع: فينيسا أرض معركة بين الحرب والإنسانية

فينيسيا -عصام زكريا*

ليس أدل على حالة النفاق التي تمارسها الفعاليات الرياضية والمهرجانات السينمائية الأوربية، من المقاطعة التي تفرضها على أي لاعب أو فيلم يحمل الجنسية الروسية، فيما تسمح لإسرائيل ولاعبيها وفنانيها بالمشاركة تحت رعاية وحماية قوات الأمن، وترفض نداءات المقاطعة المتزايدة.

بين الاستغلال والفن

في الدورة 81 لمهرجان فينيسا السينمائي، يشارك فيلم يحمل الجنسية الإسرائيلية هو Of Dogs and Men إخراج داني روزنبرج، والذي تشارك إيطاليا في إنتاجه من خلال شركة توزيع RAI Cinema، وهو عمل تبدو عليه السذاجة مصنوع على عجل يستغل الأحداث التي جرت في أعقاب السابع من أكتوبر، وذلك من خلال قصة فتاة إسرائيلية صغيرة تعود إلى مسرح الأحداث بحثا عن كلبها، وحسب كُتيب المهرجان، تشهد فظائع ما حدث، ثم تشهد فظائع ما يحدث في غزة، وتجد نفسها بين من فقدوا إنسانيتهم، ومن لا يزالون يتمسكون بها.

بجانب Of Dogs and Men، يعرض المهرجان فيلمين آخرين يتعلقان بإسرائيل، بالرغم من أنهما لا يحملان جنسيتها، الأول هو Why War للمخرج المعروف آموس جيتاي، ويحمل الجنسيتين الفرنسية والسويسرية، كما تشارك إيطاليا في إنتاجه أيضاً، وهو فيلم وثائقي تجريبي يستضيف فيه مخرجه عدد من نجوم أوروبا منهم إيرين جاكوب وماتيو أمارليك، لأداء وقراءة فقرات تدين الحرب

الفيلم الثاني سويدي دنماركي فنلندي الإنتاج والجنسية، من إخراج جوران هوجو أولسون، ويحمل عنوان "إسرائيل وفلسطين في التليفزيون السويدي 1958- 1989 Israel Palestina pa Svensk TV، وكما يدل اسمه يعتمد الفيلم على أرشيف التليفزيون السويسري الذي يعد أكبر وأفضل أرشيف في العالم يوثق للصراع في الشرق الأوسط على مدار ثلاثين عاماً.

بالنسبة للفيلمين الأخيرين لا يمكن اعتبارهما يمثلان إسرائيل، بالرغم من أن البيان الذي قام بتوقيعه 80 شخصية ثقافية إيطالية، وانضم إليه بعض الفنانين العرب والأجانب المشاركين في مهرجان فينيسيا ضد مشاركة إسرائيل في المهرجان يتضمن اسم فيلم Why War، بما أن جيتاي إسرائيلي الأصل

وقد رد جيتاي على البيان في المؤتمر الصحفي بأن فيلمه (الذي يعتمد على الرسائل المتبادلة بين عالم النفس سيجموند فرويد وعالم الفيزياء ألبرت آينشتين حول الحرب العالمية الثانية) ليس موجها ضد الحرب الفلسطينية الإسرائيلية بشكل خاص، ولكنه يتحدث عن الحروب بشكل عام ودور الاستعمار والاقتصاد الرأسمالي في إشعالها، وقال جيتاي أن على المتطرفين في إسرائيل وحماس أن يذهبوا؛ لأن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال.

حرب باردة وبيت دافئ

الحرب هي محور العديد من الأفلام المشاركة في مهرجان فينيسا، ومنها الفيلم الإيطالي "أرض المعركة" Campo di Battagilia للمخرج جياني إميليو، والذي عرض، الأحد، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان

تدور أحداث "أرض المعركة" خلال الأيام الأخيرة من نهاية الحرب العالمية الأولى، التي أدت إلى دمار هائل وموت الملايين، وتوجت بجائحة الإنفلونزا الإسبانية التي قضت على عشرات الملايين في أوروبا والعالم!

يدور الفيلم داخل مستشفى عسكري في إيطاليا من خلال ضابطين طبيبين على طرفي النقيض، الأول، وهو مدير المستشفى، يقدس الحرب ويغلب جانبه كضابط على جانبه كطبيب، وغالباً ما يعيد إرسال الجرحى، حتى أصحاب الإصابات الخطيرة، إلى ميدان المعركة، ويعاقب بشدة الجنود الذين يحاولون التهرب من الحرب، وهو ينتمي للطبقة الأرستقراطية الحاكمة، والثاني صديق طفولة للأول، ولكنه على العكس منه رحيم، ويسعى لمساعدة الجنود بكل الطرق، كما أنه ينتمي لأسرة بسيطة، ويرفض كل محاولات نزع الإنسانية منه أو إفساده بالرشوة.

معظم الأحداث تدور في المستشفى والقرية البائسة المحيطة بها، ومن ثم لا نرى الحرب نفسها، بقدر ما نرى تداعياتها من موت وإعاقة وصدمات نفسية وجوع ومرض.

"أرض المعركة" فيلم قاس ومعاد للحروب بقوة، ولكنه فنيا يشبه الأعمال الدرامية التليفزيونية، ولعل مشاركته في المسابقة الرسمية لفينيسيا تحمل نوعا من التكريم لاسم مخرجه صاحب التاريخ الطويل.

على العكس من "أرض المعركة" الذي يبدو خاويا من المشاعر، بالرغم من المأساة الإنسانية التي تلم بكل من يظهر فيه، يعرض فيلم "فيتوريا" Vittoria ملمحا آخر من السينما الإيطالية يذكر بروائع الواقعية الجديدة وأعمال الأخوين تافياني.

الفيلم الذي قام بكتابته وإخراجه كل من أليساندرو كاسيجولي وكيسي كاوفمان، يدور حول زوجة وأم لثلاثة أولاد من الأحياء البسيطة في مدينة نابولي، تتمنى أن تحظى بطفلة، ومن ثم تقرر أن تقوم بتبني واحدة، بالرغم من اعتراض زوجها واستياء أولادها.

القصة حقيقية، مثل الكثير من القصص المأخوذة عن وقائع حقيقية، ومنها فيلم إيطالي آخر بعنوان "عائلة" Familia، ولكن شتان الفارق بين الاثنين: "فيتوريا" فيلم يبدو بسيطا، مصنوع بطريقة الأفلام الوثائقية وأسلوب "سينما الحقيقة"، يعتمد فيه مخرجاه على الشخصيات الحقيقية للقصة، ليعيدان تمثيل قصتهما أمام الكاميرات. ومن العجيب أنهما يستخرجان منهما أداء ربما يعجز عنه كبار الممثلين!

وبالرغم من أن "فيتوريا" يشارك في مسابقة موازية هي "آفاق إكسترا" (وهي أصغر من "المسابقة الرسمية" ومن "آفاق")، لكنه بالتأكيد أفضل من أعمال كثيرة مشاركة في المسابقتين الكبيرتين، وغالباً سيكون له نصيب كبير من جوائز المسابقة التي يشارك فيها.

* ناقد فني

 

####

 

عرض سينمائي محدود لفيلم Wolfs يُحبط جورج كلوني وبراد بيت

فينيسيا -رويترز

أصيب بخيبة الأمل اثنان من أبرز نجوم هوليوود، وهما جورج كلوني وبراد بيت، لأن فيلمهما الأحدث wolfs لن يحظى بالطرح في عدد كبير من دور العرض السينمائي، وسيتحول بعد فترة وجيزة إلى خدمة "أبل تي.في" التلفزيونية.

وقال كلوني، الأحد، في مؤتمر صحفي على هامش عرض الفيلم في الدورة 81 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إن هذا الأمر "محبط"، لكنه أضاف أن خدمات البث التلفزيونية عبر الإنترنت التي تقدمها شركات مثل "أبل" ضرورية بالطبع لمستقبل صناعة الأفلام، وتقدم للممثلين فرصاً، وتوفر الأعمال الفنية لجمهور أوسع، وأضاف "البث عبرها نحتاجه، صناعة السينما تحتاج ذلك".

والفيلم الكوميدي من تأليف وإخراج جون واتس، وهو من طراز الأفلام الكلاسيكية عن الجريمة، ويجسد فيه كلوني وبيت دوري محترفين يأخذان على عاتقهما التخلص من تبعات عمليات قتل، لكن ملابسات عملهما على إحدى المهام تجبرهما على العمل معاً؛ مما يفضي لتبعات كوميدية.

وأشارت "أبل" في البداية إلى أن الفيلم سيعرض في عدد كبير من دور العرض السينمائي، قبل بثه عبر خدمتها التلفزيونية، لكنها اختارت فيما بعد أن تعرضه لفترة وجيزة، وفي عدد محدود من دور العرض في الولايات المتحدة، ثم تنقله للبث التلفزيوني في أنحاء العالم.

توازن دقيق

وقال بيت "سنشعر دائما بعاطفة ورومانسية حيال تجربة العرض السينمائية، في ذات الوقت، أحب وجود خدمات البث التلفزيونية؛ لأننا نتمكن من مشاهدة المزيد من القصص والمزيد من المواهب، ويحظى ذلك بمشاهدين أكثر، إنه توازن دقيق حالياً، وسيتحقق ذلك التوازن من تلقاء نفسه".

ولدى سؤاله عن معنى ألا يحظى اثنان من أكبر الأسماء في عالم الفن بعرض واسع لفيلمهما في دور العرض السينمائي كما طلبا، رد كلوني مازحاً "من الواضح أننا نتراجع".

يشكل الفيلم الجديد عودة للنجمين للعمل معا بعد 16 عاماً، إذ كان العمل السابق الذي جمعهما في 2008، وهو فيلم Burn After Reading، وقالا إنهما تحمسا من دون تردد لفرصة العمل معاً من جديد عندما اطلعا على سيناريو الفيلم الذي كتبه واتس.

وقال بيت، الذي بلغ الستين من عمره العام الماضي "يجب أن أقول إنني مع التقدم في العمر أصبح مهما لي بالفعل العمل مع من أستمتع حقاً بالعمل وقضاء الوقت معهم".

وقال كلوني إن بيت محظوظ؛ لأنه لا يزال يتلقى عروضاً للعب أدوار في أفلام، وأضاف في مرح "إنه في الرابعة والسبعين من عمره، وهو محظوظ جدا أنه لا يزال يعمل في هذه السن".

 

الشرق نيوز السعودية في

02.09.2024

 
 
 
 
 

«ماريا» لبابلو لاراين… فيلم باهت لا يوفّي ماريا كالاس كوكب الغناء الأوبرالي

نسربن سيد أحمد

البندقية ـ « القدس العربي»: النيات حسنة والمضمون أشياء من الممكن مناقشتها، لكن هناك بعض التخبّط في النصّ الذي يعاني من تشتت في الرؤية ويتّجه في مسارات متعددة. أما الانفعال الذي من المفترض أن يصل إلى المُشاهد، فيبقى محدوداً قياساً بالاحتمالات التي يوفّرها الزواج بين الموسيقى والسينما. رغم أن الفيلم يحتوي على لحظات تحلّق عالياً في فضاء الفنّ السابع، فهي في الأخير لحظات عابرة، وإسناد دور كالاس إلى الأمريكية أنجلينا جولي فيه إشكاليات.

جولي خضعت لتحضيرات مكثّفة استمرت سبعة أشهر لتقمّص الشخصية، قبل أن تبدأ التصوير تحت إدارة لاراين، لكن رغم جهودها الواضحة للتسلل إلى داخل الشخصية، كان أداؤها يفتقر أحياناً إلى التوازن والاستمرارية. هناك لحظات نرى فيها جولي، أكثر ممّا نرى كالاس، ما يضعّف الانغماس في الشخصية.

وعلى عكس ما فعله أندرو دومينيك في فيلمه «شقراء» عن مارلين مونرو، الذي قوبل بانتقادات لاذعة بسبب تعمّقه في الجوانب المظلمة للشخصية، يتجنّب لاراين دفع «جولي نحو التطرف. يبقى الفيلم على مسافة آمنة، ممّا يجعله عملاً خالياً من المخاطرة والإثارة.

اسم ماريا كالاس، أو لا كالاس كما كانت تحب أن يُشار إليها، والغناء الأوبرالي صنوان لا يفترقان، فكالاس بلا منازع هي كوكب الغناء الأوبرالي ونجمته الأولى. وفي فيلمه «ماريا»، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية (28 أغسطس/آب إلى 7 سبتمبر/أيلول) يقارب المخرج التشيلي بابلو لاراين حياة «لا ديفا» أو نجمة النجمات، ماريا كالاس، في فيلم هو الثالث في سلسلة من الأفلام عن نساء عشن في الأضواء، وشغلن الرأي العام، هن جاكي كينيدي والأميرة ديانا. لكن تناول لاراين لكالاس وحياتها، جاء مفتقرا إلى العمق والتعمق والتأمل. مجرد سرد لبعض أحداث حياة كالاس، لا يختلف كثيرا عن قراءة مدخل ويكيبيديا عن حياتها. لا يقدم الفيلم رؤية ولا سبرا لأعماق كالاس. ويكفينا القول إن المشهد الافتتاحي للفيلم، نلمح فيه من بعيد جثمانا مسجى على أرض منزل عتيق أنيق، ويتضح لنا لاحقا أنه جثمان كالاس، التي انهارت فاقدة للوعي في منزلها الباريسي، وتوفيت على الفور. نرى كالاس جثمانا في بداية الفيلم، ولا ينجح سرد لاراين في أن يبث فيها الروح. توفيت كالاس عام 1977 إثر سكتة قلبية في باريس، وهي في مستهل الخمسينيات من العمر. تدور التكهنات عما إذا كانت وفاتها ناجمة عن الإفراط في تناول المهدئات، أو جراء نية مبيتة لإنهاء حياتها.

يركز الفيلم على الأيام الأخيرة في حياة كالاس، قبيل وفاتها بفترة وجيزة، ويركز على هواجسها وآلامها، خاصة بعد أن خذلها صوتها، ولم تعد قادرة على الغناء على خشبة المسرح وفي أشهر دور الأوبرا في العالم.

تقوم بدور كالاس النجمة الأمريكية أنجلينا جولي، ولكن أداء جولي جاء مفتقرا إلى الروح، أو حتى إلى الشبه الجسدي. ظهرت جولي بشعر أسود حالك في الفيلم، كما كان شعر ماريا، ولكن بخلاف ذلك لا تنجح جولي في تقديم جوهر شخصية كالاس. أما ما نجده منفرا بصورة كبيرة هو اللقطات المقربة لوجه جولي وهي تشدو بأغنية من أغنيات الأوبرا التي غنتها كالاس. يبدو لنا أداء جولي مجرد محاكاة لحركات كالاس، أو لارتجافات وجهها مع الغناء، لكن دون أي إحساس حقيقي. تبدو لنا جولي أحيانا مثل هؤلاء الذين يقدمون عروضا يقلدون فيها المشاهير ويقلدون حركاتهم. يجتمع أداء جولي مع تناول لاراين السطحي لشخصية كالاس ليقدمان لنا تجربة لا تصل إلى أعماق المشاهد، ولا تمس شغاف قلبه. لا نبالغ إن قلنا إنه فيلم ننساه فور الخروج من قاعة السينما.

يصور الفيلم كالاس بعد أن خذلها صوتها، وبعد ان انحسرت عنها الأضواء، وتعيش وحيدة مع طاهيتها وسائقها ومدبر شؤونها (بيير فرانشيسكو فافينو في أداء متميز). تعيش كالاس مع أشباح ماضيها، خاصة مع شبح حب عمرها، قطب المال وصاحب الأسطول الملاحي الضخم، أوناسيس. شخصية كالاس في الفيلم تحمل الكثير من الشبه من شخصية نورما ديزموند (غلوريا سوانسون) في الفيلم الشهير «سانسيت بوليفار» (1950). فكما هو الحال مع ديزموند، نجمة هوليوود التي انحسرت عنها الأضواء، والتي تنسج وهما كبيرا حول عودتها الوشيكة للتمثيل في دور كبير، تحلم كالاس بالعودة إلى الشهرة والأضواء وإلى التصفيق الحار من الجماهير. كالاس التي يصورها الفيلم شخصية معذبة مهشمة متألمة، تحاول إسكات أصوات أشباحها بالمسكنات والمهدئات، رغم نصائح الطبيب، ورغم محاولة مساعديها التخلص من تلك العقاقير. نكاد في الفيلم لا نرى كالاس في سنوات أوج نجاحها وشهرتها وثرائها. يركز لاراين على تصويرها امرأة هشة محطمة، لا تستطيع تقبل انحسار الأضواء عنها أو أفول نجمها أو ذهاب صوتها. ربما أخطأ لاراين في اختيار جولي للعب دور كالاس، لكن ما ينقذ الفيلم ويضفي عليه بعض الروح والإنسانية هو بيير فرانشيسكو فافينو، الذي يلعب دور خادم كالاس وسائقها. نشعر بأن فافينو هو قلب الفيلم النابض، فهو من يعنى حقا بكالاس ومن يشعر بالقلق إزاء اعتمادها على العقاقير، وهو من يتحمل نزقها ونوبات غضبها بطيب خاطر وتعاطف.

ولا يسعنا إلا أن نقارن فيلم لاراين عن كالاس بوثائقي المخرج آصف كباديا «آمي» عن حياة المغنية الشهيرة آيمي واينهاوس. في حين أن كباديا استخدم تسجيلات أرشيفية ومقاطع فيديو لتقديم سردية مؤثرة وإنسانية للغاية لحياة واينهاوس وآلامها النفسية، لا ينجح فيلم لارايين في فيلمه الروائي في تقديم رؤية واضحة عن كالاس. ربما تكون الحسنة الوحيدة في الفيلم، وما يحسب له حقا هو أنه يحتفي بصوت كالاس في أوجها، ويقدم العديد من تسجيلاتها الشهيرة ضمن أحداثه. نستمع إلى صوت كالاس وهي تصدح وتشدو في الفيلم بعدد من أشهر أغنيات الأوبرا التي غنتها، فلا يسعنا إلا أن ننبهر بذلك الصوت البديع.

 

القدس العربي اللندنية في

02.09.2024

 
 
 
 
 

تزامنا مع العرض الأول له فى فينيسيا

إطلاق الإعلان التشويقي لـ "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"

البلاد/ مسافات

تزامنًا مع العرض الأول لفيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" ضمن برنامج أوريزونتي اكسترا بالدورة الـ 81 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والتي ستستمر حتى السابع من سبتمبر القادم، تم طرح الإعلان الرسمي له ويظهر الإعلان قصة حسن الشاب الثلاثيني الذي يعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى، ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد "رامبو" من مصير مجهول بعدما تورط في حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضحاها مطاردًا من قبل كارم، جار حسن، وجميع أهالي الحي.

يعرض الفيلم في أوريزونتي اكسترا ,القسم الذي تُعرض من خلاله الأفلام التي تمثل أحدث اتجاهات السينما العالمية للمواهب الشابة، وسيصل فريق العمل إلى فينيسيا مساء الاثنين القادم، وذلك قبل بداية العروض الرسمية للفيلم والتي أعلنت عنها إدارة المهرجان حيث سيكون عرضه العالمي الرسمي الأول يوم الأربعاء الموافق الرابع من سبتمبر في تمام التاسعة مساءا في قاعة   SALA GIARDINO السينمائية، يسبقه في نفس اليوم ونفس القاعة ولكن في الثانية والنصف ظهرا عرض خاص للصحافة والصناع، أما العرض الثالث والأخير فسيكون يوم الخميس الموافق الخامس من سبتمبر في تمام التاسعة صباحا في قاعة  SALA GIARDINO.
العرض العالمي الأول سيكون بحضور ابطال الفيلم عصام عمر، ركين سعد، أحمد بهاء، والكلب رامبو، ومعهم المخرج والكاتب خالد منصور والمنتجون  محمد حفظي و رشا حسني.  بالإضافة إلي فريق العمل السيناريست محمد الحسيني، مدير التصوير احمد طارق بيومي، ومصممة الملابس ناردين إيهاب، والمونتير أحمد الجندى، والموسيقار احمد مصطفي زكي، ومصمم الصوت محمد صلاح، مصمم فني وديكور مارك وجيه، ومحمد جمال الـمنتج منفذ وغيرهم من فريق العمل.

وسيكون مهرجان فينيسيا هو المحطة الأولى لعرض الفيلم رسميا بعد رحلة استمرت لأكثر من 8 سنوات ما بين التحضير والتصوير، من إنتاج محمد حفظي من خلال شركة فيلم كلينك والمنتجة رشا حسني التي تخوض أولى تجاربها في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة بالتوازي مع مسيرتها المهنية الناجحة في مجالي النقد والبرمجة السينمائية في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية المهمة ومن توزيع فيلم كلينك المستقلة للتوزيع في جميع أنحاء العالم .

كان الفيلم قد حصل الفيلم مؤخرًا على جائزة خدمات الهوية البصرية وخدمات DCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج، المقدمة من شركة Creative Media Solutions في الدورة الخامسة من أيام عمان لصناعة السينما وسوق عمان للمشاريع،  كما حصل الفيلم أيضًا على عدد من منح الإنتاج من بينها منحة إنتاج صندوق البحر الأحمر السينمائي لدعم الأفلام، ومنحة إنتاج الأفلام الروائية الطويلة للصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق، ومنحة الإنتاج السينمائي من المنظمة الدولية الفرانكفونية.

بينما حصل سيناريو الفيلم على عدد من منح التطوير من بينها منحة تطوير الأفلام الروائية الطويلة من الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق، وجائزتين تطوير من منصة الجونة السينمائية، شارك سيناريو الفيلم في عدد من مختبرات ومعامل التطوير والتمويل، من بينها برنامج تطوير الأفلام الفرنسي “La Fabrique Cinéma Programme” والذي يُشرف على تنظيمه المعهد الفرنسي وتُقام فعالياته كأحد أنشطة سوق مهرجان كان السينمائي الدولي، وملتقى بيروت السينمائي لتطوير ودعم الأفلام، وورشة تطوير الأفلام السينمائية التي نظمتها الهيئة الملكية الأردنية، وبرنامج “Dot.on.the.map” كجزء من فعاليات مهرجان أيام قبرص السينمائية، وورشة أفلام سين لتطوير الأفلام بمصر، كما شارك سيناريو الفيلم في عدد من أسواق التمويل السينمائية من بينها سوق مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد وسوق مهرجان ديربان السينمائي بجنوب أفريقيا.

 

####

 

المخرج لولوش عازم على مواصلة مسيرته الفنية

البلاد/ مسافات

بدا المخرج الفرنسي كلود لولوش عازما على مواصلة العمل السينمائي رغم بلوغه السادسة والثمانين، إذ لم يكتفِ بأن يعرض في مهرجان البندقية، خارج المسابقة، فيلمه الحادي والخمسين، بل أعلن أنه يتطلع "بفارغ الصبر" إلى التصوير السنة المقبلة.

وقال لولوش في مؤتمر صحفي قبيل منحه جائزة جائزة "كارتييه غلوري تو ذي فيلميكر" الفخرية عن مجمل مسيرته و"البصمة" التي تركها "على السينما المعاصرة": "ما دامت الأفكار متوافرة في ذهني، فسأستمر في هذه المهمة، ولم يكن لدي سابقا هذا القدر من الأفكار"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وأضاف لولوش "أعلم جيدا أن من الممكن في أي وقت، في لحظة معينة، في عمري هذا، أن يُقال لي توقف، وفي الوقت الراهن، لا يزال الدماغ يعمل بشكل جيد جدا، والأهم من ذلك كله، أنني لا أزال أُدهَش".

ويتولي الأدوار الرئيسية في فيلم لولوش الكوميدي الجديد "فينالمان" كل من كاد مراد وإلسا زيلبرستين وميشيل بوجينا وساندرين بونير وفرنسواز فابيان.

وأوضح لولوش أن هذا الفيلم يشبهه كثيرا. ويتناول العمل محنة لينو، وهو محامٍ لامع يجسّده كاد مراد، يترك حياته المهنية وعائلته ليتجول في طرق فرنسا. وتتبعه زوجته، وهي ممثلة شهيرة (تؤدي دورها إلسا زيلبرستين) برفقة صديقهما الأعز (ميشال بوجناح).

وعلّق لولوش خلال المؤتمر بالقول "أعتقد أننا خلقنا عالما يجعلنا سجناء. نحن في مرحلة ما سجناء لكل ما لدينا. نحن سجناء عائلتنا، وأبنائنا، وعملنا، كلنا في مرحلة ما نريد أن نبدأ حياتنا مجددا".

إلا أن محن ليو مشبعة بتفاؤل تعبّر عنه الموسيقى، سواء من خلال بوق كاد مراد أو الأغنيات التي يؤديها.

وقال لولوش "صحيح أن لدي ميلا للتفاؤل. أنا متفائل لأنني عشت الحرب، وفترة ما بعد الحرب. لقد نجوت من الأسوأ. وعندما ننجو من الأسوأ، يصبح كل شيء آخر بعد ذلك جميلًا جدا".

وأضاف أن شخصية ليو "ترمز تماما إلى هذا الرجل الذي يبحث عن الأساسي، من دون أن يبحث عنه. إنه يترك نفسه ينجرف للحاضر". وخلص إلى القول "إنه فيلم يشبهني كثيرا".

واشتهر لولوش في مختلف أنحاء العالم بفيلمه "رجل وامرأة" الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان العام 1966 وجائزتي أوسكار.

 

####

 

جود لاو يلاحق العنصريين البيض في "ذي أوردر" بالبندقية

البلاد/ مسافات

يؤدي النجم البريطاني جود لاو في فيلم "ذي أوردر" الذي عُرض ضمن مسابقة مهرجان البندقية السينمائي دور عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" يسعى إلى تفكيك شبكة من المجرمين العنصريين البيض في ثمانينات القرن العشرين.

واقتُبس السيناريو من القصة الحقيقية لبوب ماثيوز الذي كان يترأس عصابة إجرامية ترتكب عمليات سطو وقتل تمهيدا لثورة عنيفة تروّج لفكرة تفوُّق العرق الأبيض على اليهود والسود وذوي الأصول الأسبانية، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وقال جود لاو في مؤتمر صحفي إن "النظر إلى الوراء مثير للاهتمام دائما، ولكن من المثير أكثر للاهتمام إيجاد قصة من الماضي لها صلة بالحاضر"، في إشارة إلى ظهور العنصرية ومعاداة السامية مجددا في الولايات المتحدة وسواها.

ورأى أن "إنتاج هذا الفيلم كان ضروريا الآن"، مضيفا "ما أدهشني هو أنها قصة لم أكن قد سمعت بها من قبل". 
وكان بوب ماثيوز (1953-1984) من النازيين الجدد الأميركيين، وتولى تأسيس جماعة "ذي أوردر" العنصرية.

وقُتل ماثيوز باحتراقه حيا أثناء محاصرة عناصر "إف بي آي"، الذين كانوا يطاردونه، المنزل الذي لجأ إليه في ولاية واشنطن.

وتولى إخراج فيلم "ذي أوردر" الأسترالي جاستن كورزل الذي سبق أن أدار افلاما عدة من بينها "نيترام". وفاز كايلب لاندري جونز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان العام 2021 عن دوره في هذا العمل. 

ولاحظ جود لاو أن في الفيلم الذي يتولى بطولته "الكثير من نقاط الشبه" مع العالم اليوم، ومن "الأمور التي كانت بمثابة مؤشرات تنذر بالمشاكل التي يواجهها". 

واعتبر أن "إيجاد حدث من الماضي يوفر نوعا من رؤية للوضع السياسي الراهن" هو بمثابة "كنز نادر". وفي جانب طريف من حديثه، قال لاو ردا على سؤال لأحد الصحفيين عن ظهوره في الفيلم بشارب: "جميع عملاء (إف بي آي) الذين قابلتهم للتحضير لدوري كان لديهم شارب، وبالتالي كان ظهوري بشارب أمرا مفروغا منه".

 

البلاد البحرينية في

02.09.2024

 
 
 
 
 

إذا ما كانت الدورة السبعون لمهرجان برلين الدولي التي أقيمت في الشهر الثاني من هذه السنة آخر ما شهده العالم من مهرجانات سينمائية كبيرة، فإن الدورة الـ77 من مهرجان فينيسيا الدولي المقرر إقامتها ما بين 2 و12 سبتمبر (أيلول) المقبل، هي أول المهرجانات الكبيرة التي ستعود إلى ناصية الأحداث الفعلية.

 

المصرية في

02.09.2024

 
 
 
 
 

إذا ما كانت الدورة السبعون لمهرجان برلين الدولي التي أقيمت في الشهر الثاني من هذه السنة آخر ما شهده العالم من مهرجانات سينمائية كبيرة، فإن الدورة الـ77 من مهرجان فينيسيا الدولي المقرر إقامتها ما بين 2 و12 سبتمبر (أيلول) المقبل، هي أول المهرجانات الكبيرة التي ستعود إلى ناصية الأحداث الفعلية.

 

المصرية في

02.09.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004