ملفات خاصة

 
 
 

في مهرجان فينيسيا:

“الجوكر” يفقد قوته الدافعة وينتهي

أمير العمري- فينيسيا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

بعد 5 سنوات من النجاح الكبير الذي حققه فيلم “الجوكر” Joker حاصدا أكثر من مليار دولار في عروضه العالمية، بعد أن انتزع “الأسد الذهبي” في مهرجان فينسيا (2019)، ثم جائزتي أوسكار، يعود المخرج تود فيليبس إلى المهرجان، مرة أخرى إلى المسابقة الرسمية للمهرجان العريق، بالجزء الثاني من الفيلم الذي يحمل هذه المرة اسم “الجوكر: هذيان شخصين”Joker: Folie a Deux. ولكن شتان ما بين الفيلمين.

كانت ميزة “الجوكر” التي جعلته يحقق كل ما حققه من نجاح، أنه كان يلمس شيئا ما عند الجمهور من مختلف الثقافات بل والطبقات الاجتماعية في العالم كله، بموضوعه الإنساني الرصين، الذي يقدم أيضا صورة ساخرة للمجتمع الحديث الغارق في النفعية والاستغلال، والترويج الإعلامي الفاسد، وإهمال الإنسان البسيط، مع تفشي التناقضات الطبقية، الأمر الذي أصبح يهدد بانفجار كبير لا يبقي على شيء.

أما “الجوكر 2” كما أفضل أن أسميه، فهو يكرر مثل هذه الأفكار على نحو ما، ومع ذلك، فهو يبدو وقد فقد قوته الدافعة، ودراماه الإنسانية الكبيرة التي تمس القلوب، كما يشوب التكرار عيوب مثل الخطب المباشرة التي لا تثير المشاعر، وبسبب خواء السيناريو ودورانه حول نفس الأفكار القديمة لجأ تود فيليبس إلى محاولات غير مجدية للتجديد، فلجأ إلى الغناء والاستعراض الموسيقي كوسيلة جذب مع بعض الألاعيب البصرية والصوتية التي جعلت الكثير من أجزاء الفيلم تبدو كما لو كانت من “الفيديو كليب”. والمشكلة أن، لا الكلمات ولا الألحان والنغمات القديمة التي مرت عليه عشرات السنين، نجحت في تعميق الشخصية وتسليط أضواء جديدة عليها، والأهم أنها فشلت في تجسيد قصة الحب الرومانسية التي تنشأ بين “الجوكر” أو آرثر فليك (جواكين فينيكس)، و”لي” (ليدي جاجا)، والتي تنتهي نهاية غير متوقعة تماما تفسد حتى ما بدا أنه كان يمكن أن يجعل للقصة معنى.

هناك أولا تنافر واضح بين فينيكس وجاجا، وفارق كبير في الأداء الغنائي بين فينيكس الذي يجاهد لكي يجاري جاجا ذات الصوت القوي المميز، ولكنها بدت مع ذلك تفتقد كثيرا جميع العناصر التي يمكن أن تجعلها “حبيبة القلب” التي تظهر لتصبح طوق النجاة العاطفي والنفسي بالنسبة لآرثر فليك. ولكن هل كانت تحب آرثر فليك، أم الجوكر؟

فكرة إزدواجية الشخصية بين آرثر والجوكر تسيطر على الدراما الواهنة التي يفترض أن تبدأ بعد مرور سنوات على ما انتهى إليه الفيلم السابق، أي بعد أن قتل آرثر/ الجوكر قتل خمسة أشخاص (يكرر هنا أكثر من مرة أنهم ستة أشخاص بعد أن يعترف حتى أمام المحكمة بقتل أمه خنقا)، ثم قبض عليه وأودع السجن أو المستشفى الحقير داخل السجن في انتظار محاكمته.

يبدأ الفيلم بمقدمة أو مدخل مكون من لقطات مصنوعة بطريقة الأنيماشن أو التحريك، ثم ينتقل إلى أجواء السجن المخيفة حيث يقيم آرثر داخل زنزانة ضيقة، ويتعرض يوميا للإذلال والاعتداء الوحشي من جانب حارس السجن السادي العنيف “جاكي” الذي يطلب منه باستمرار أن يروي له “نكتة جديدة” لا يمتلكها صاحبنا الذي يبدو مكتئبا، ضعيف البنية بشكل يثير الشفقة بعد أن فقد الكثير من وزنه (ولابد أن يكون فينيكس قد قام بجهد خاص لإنقاص وزنه أكثر عما كان في الفيلم السابق).

يجري مذيع آخر من مقدمي البرامج المثيرة الاستغلالية في التليفزيون، هو “بادي مايرز” مقابلة على الهواء مع آرثر، يحاصره خلالها بالأسئلة التي تتجاهل تماما وجوده وحقيقة كونه إنسانا، بتركيز متعمد على فكرة “الجوكر” القاتل السادي العنيف. ويثور أرثر كثيرا لكنه سيلجأ مجددا إلى الغناء في الرد على المذيع الذي يحاول إدانته قبل المحاكمة الفعلية.

وبعدما يظهر آرثر على شاشة التليفزيون يجن جنون جاكي أكثر فأكثر، فينهال عليه ضربا “هل تعتقد أنك أصبحت نجما؟).

وبعد لقاء آرثر مع لي، تحدث الشرارة. ليس فقط بالمعنى العاطفي، بل والمادي أيضا، فيقع الانفجار الهائل في السجن ليهرب الاثنان ويشتركان معا في فاصل غنائي استعراضي على خلفية الانفجارات والحمم النارية التي تتخذ صورة سريالية.

وإذا كان هذا العرض الغنائي يمكن قبوله على مستوى الواقع، خصوصا لو عرفنا أن “لي” هي نفسها التي تسببت في إحداث هذا الانفجار وستحدث غيره أيضا فيما بعد بطريقة لا نعرفها، فهناك أيضا الكثير من الاستعراضات الغنائية التي تدور على مستوى الخيال أي من خيال آرثر وحبيبته، خصوصا عندما ينتقل الفيلم إلى محاكمة آرثر بعد أن يقبض عليه مجددا ويوسعونه ضربا. لكن عزاءه هو أنه وجد أخيرا، الإنسانة التي يمكن أن تفهمه وتسانده وهي التي ظلت متيمة به منذ أن شاهدته على شاشة التليفزيون وهو يقوم بقتل المذيع الشهير “موراي فرانكلين” (روبرت دو نيرو)- في الفيلم السابق، وتقول إنها تمنت فعلا أن يفجر دماغه!

وعندما تأتي المحاكمة، تحاول محامية آرثر أن تثبت أنه يعاني من انفصام الشخصية، أي أنه من اضطراب في تكوينه النفسي بسبب طفولته البائسة، وبالتالي فالذي مارس القتل ليس لآرثر، بل الجوكر. ولكن المفاجأة أن آرثر يثور عليها ويطردها ويتولى هو الدفاع عن نفسه أمام المحكمة رافضا فكرة الخلل النفسي والعقلي، مصرا على أن الجوكر هو آرثر بل وأنه لا يوجد أصلا أي جوكر.

نفي وجود “الجوكر” سيتسبب في افتراق “لي” عنه، فهي تعيش في خيالها مع “الجوكر”، وعندما يقضي هو على الجوكر فإنه يقضي أيضا على حلمها الرومانسي الخاص. لكن “لي” ليست سوية تماما، فقد ادعت الفقر وأنها تنتمي إلى نفس الحي الفقير الذي نشأ فيه آرثر، في حين أنها من طبقة الأثرياء، فوالدها طبيب، كما أنها سعت لدخول مستشفى السجن بنفسها لكي تصبح بالقرب منه، أي أنها استغلت الفساد من أجل تحقيق هدفها. وها هي الآن تخبره بأنها لا تستطيع أن تواصل علاقتها معه بعد أن فقد ما كان يميزه، أي “الجوكر”!

من الملامح التي تجعل الفيلم يراوح مكانه، أي يفشل في التصعيد وبلوغ ذروة درامية جديدة، انتقاله السريع إلى قاعة المحكمة، حيث يترافع آرثر/ الجوكر حينا ويحتد على الادعاء ويخاطب الحاضرين الذين ينقسمون بين من يحبونه ومن يكرهونه، وبين آونة وأخرى، يخرج خارج الواقع، لينطلق في الغناء، وفي أوقات أخرى، يتخيل أنه يقوم بقتل القاضي وممثل الادعاء ويتسبب في إثارة فوضى كبيرة في المحكمة.

وهكذا يظل الفيلم يتأرجح بين الواقع والخيال، وبين الشخصية الحقيقية، أي الإنسانية التي لا يريد أحد أن يتعامل معها، أي شخصية آرثر، وبين ما يريده منه الجميع، أي أن يظل هو الجوكر الذي يلهم الجمهور الثورة من دون قضية بالطبع، سوى الفوضى والانتقام والتدمير.

من وقت إلى آخر، ينفجر الجوكر في نوبات الضحك الطويلة التي تسبه البكاء كما رأينا في الفيلم الأول، وهو يرتدي سترة الجوكر الحمراء، ويضع الماكياج المميز لوجه الجوكر، لكنه يكون قد فقد سحره القديم، وأصبح مجرد مغن لا يحيد الغناء، ولا يمكنه أن يقنع أحدا بقبوله كما هو، أي على حقيقته. فالمدعي يطالب بإعدامه، باعتباره مسؤولا عما ارتكبت يداه، وأنه لا يعاني من أي اضطراب، ويرفض مزاعم المحامية بأنه يعاني من انفصام الشخصية. لكن لا أحد يريد أن يتعمق في فهم ظروف طفولته المعذبة البائسة. وحتى لو حدث، فما هو الجديد هنا!

يجتهد جواكين فينيكس كثيرا في الأداء، ويتلون ويحاول أن يقنعنا بقدراته الغنائية، ويتلوى في حركات استعراضية مثيرة تجعله أكثر من مجرد جوكر، لكن المشكلة تكمن في بناء الشخصية في السيناريو، التي تظل تدور حول نفسها، أي لا يحدث لها أي تطور، كما أن سحر قصة الحب التي كانت تبشر بنقلة نوعية في مسار الفيلم والشخصية، تنتهي فجأة عل نحو مبتور.

نعم نحن نرى بعض المشاهد الجيدة لمدينة غوثام، وبعض المعالم التي ميزت الفيلم السابق، مثل السلالم الشهيرة، لكنها تصبح هنا نقطة افتراض الحبيبين. هناك فقر واضح في دفع الدراما إلى الأمام، فمنذ الانتقال الى قاعة المحكمة يهبط الإيقاع، ويتشتت الفيلم بين الطابع الغنائي والطابع الواقعي، وتتوه شخصية آرثر وشخصية الجوكر، وينتهي الفيلم بمفاجأة تقضي على أسطورة الجوكر بحيث لا نصبح بعد ذلك في انتظار تكملة أخرى للقصة. وربما يكون هذا لحسن الحظ فلم يعد لدى تود فيليبس جديد، ولا أتخيل أن فيلمه هذا سيحقق ما حققه الفيلم السابق من نجاح.

ما يحدث أن تود فيليبس الذي جرد فيلمه بكل نزق، من كل ما كان ينتظره الجمهور من تعميق للأسطورة التي خلقها هو في شخصية “الجوكر” وجعلنا نعيش معها في الفيلم السابق، أراد أن ينهي الفيلم نهاية أخلاقية تتفق مع “الصوابية السياسية”، أو الأخلاقية، فيحكم على الجوكر بالموت. ولكن ليس على أيدي زبانية النظام، وإن كان في هذا كشف لنهاية الفيلم، فليس في الأمر أي مفاجأة، فالنهاية الدموية التي تتحقق على يدي أحد الأشقياء الكارهين للجوكر، تحقق من ناحية “القصاص” أي تعل القاتل ينال جزاءه ولا يمكن بالتالي القول إنه نجا من العقاب، ومن ناحية أخرى، تجعلنا نتعاطف على نحو ما، مع “الأسطورة” التي تبقى في الذاكرة، أو لعلها تصبح كذلك!

 

موقع "عين على السينما" في

05.09.2024

 
 
 
 
 

«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو».. النضج كمأساة وجودية

أحمد شوقي

يعرف محبو السينما جيدًا أفلام النضج coming of age، حتى وإن لم يعرفوا المصطلح الذي يمكن تطبيقه على أفلام عديدة تنتمي لأنواع فيلمية مختلفة. ففيلم الحركة والتشويق والكوميديا والميلودراما وأي نوع يمكنك تذكره بإمكانه في نفس الوقت أن يكون فيلم نضج، إذا ما تضمن رحلة نفسية تخوضها شخصيته الرئيسية تتحول فيها مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى، بالمعنى الفسيولوجي أو النفسي، فأفلام المراهقين الذين يكتشفون حياة الكبار لأول مرة أفلام نضج، وأفلام البالغين الذين يعيشون بخبرة محدودة حتى تجبرهم الحياة لأول مرة على اختبار العالم بصورة مختلفة هي أيضًا أفلام نضج.

غير أن المخرج المصري خالد منصور في فيلمه الطويل الأول «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، والذي استضاف مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الحادي والثمانين عرضه العالمي الأول ضمن قسم «آفاق إكسترا»، يأتي بصياغة مغايرة لفيلم النضج، تستحق التأمل والتفكير، من ثلاثة مداخل على الأقل: مدخل كوني، وآخر محلي، وثالث يرتبط بالعلاقة بمفهوم النضج بشكل عام.

رامبو كونيًا.. من الذي قد يكره كلبًا ذكيًا؟

خلال استعداد فريق الفيلم لحضور مهرجان فينيسيا تابعنا نشر عدة صور لاستعدادات الكلب الذي لعب دور رامبو (في الحقيقة هما كلبان كما تذكر عناوين الفيلم) من أجل السفر للسير على السجادة الحمراء قبل العرض، يمكن أن تشعر ببعض التحفظ حيال الأمر، باعتبار أن الكلب – أي كلب – لا يرغب بداهةً في السفر بالطائرة ثم المركب البخاري عدة ساعات مرهِقة كي يقف أمام عدسات الصحافة ثم يكرر الرحلة ليعود إلى وطنه، فهذه أهداف بشرية بامتياز، ربما كان من الممكن تعويضها بكمية وافرة من الطعام ونزهة في حديقة واسعة إن كان الغرض هو مكافأة أحد أبطال الفيلم على ما قدمه.

لكن سفر رامبو له قيمته التسويقية بطبيعة الحال، وكلنا نتذكر حضور الكلب من الفيلم الفرنسي «تشريح سقوط – Anatomy of a Fall» عروض الفيلم وحفلات الجوائز التي ترشح لها وصولًا للأوسكار. وما يهمنا هنا في هذه المساحة النقدية هو قدر الاتفاق على أن مشاهدة كلب ذكي، ظهر في فيلم بشكل جيد، هو دائمًا أمر محبب للنفس، وإذا كان الفيلم يتعلق بمحنة يتعرض لها هذا الكلب فيحاول صاحبه أن يخرجه منها سالمًا، فذلك مدخل كوني بحق، أجاد خالد منصور ومحمد الحسيني مؤلفا الفيلم اختياره ليكون صالحًا للتواصل مع الجمهور في كل مكان.

للأمر تبعاته التنفيذية بطبيعة الحال، فكلنا نعلم ما يقال عن أن توجيه الحيوانات والأطفال هو أصعب مهمة يمكن لمخرج أن يخوضها، ناهيك عن صعوبة الأمر إنتاجيًا، لاسيما والفيلم الذي تدور أحداثه في مواقع تصوير عديدة حول القاهرة، هو التجربة الأولى لمنتجته الرئيسية رشا حسني، فهي تجربة معقدة عمومًا، فما بالك إن كانت تأتي في الفيلم الطويل الأول للمخرج والمنتجة معًا. تجربة خرجا منها بقدر كبير من النجاح، وبعمل يحمل داخله أسباب جاذبيته، فمن الذي يكره أن يشاهد كلبًا مثل رامبو وعلاقته العذبة بصديقه حسن على الشاشة؟

رامبو محليًا.. بسيطة، جت في حتّة كلب!

بينما تبدو الإجابة على السؤال السابق محسومة في كل مكان حول العالم، لا تبدو بنفس السهولة عندما يتعلق الأمر بالواقع الذي تدور فيه أحداث «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»: الحياة في مصر المعاصرة، في مجتمع تحوم حوله كثير من التساؤلات الأخلاقية حول علاقة البشر ببعضهم وبالقانون والسلطة، فما بالك بعلاقتهم بالحيوانات الأليفة؟

حسن شاب بسيط، يعمل حارس أمن في نادٍ اجتماعي راقٍ، لكنك تدرك من أول نظرة أنها مجرد وظيفة وجدها فأخذها، فلا سماته الجسدية ولا طبيعة شخصيته المسالمة تصلح لأن يكون حارسًا لأي شيء حتى لنفسه وبيته. البيت الذي تهدده قوى غاشمة تتمثل في كارم، الميكانيكي مالك البناية الذي يرغب في إخراج حسن وأمه منها بأي ثمن. لا نقصد هنا بأي ثمن استعداده لدفع ما يحتاجانه من المال لترك منزلهما، ولكن استخدام أي وسيلة، مشروعة أو غير مشروعة، لتحقيق هدفه، بما في ذلك التهديد والبلطجة والإساءة المتعمدة.

المعتاد أن يحكم العلاقة بين البشر – لا سيما في المناطق الشعبية – مزيج بين الالتزام بالقانون خوفًا من العقوبة واتباع الأعراف تقديرًا للتراتبية العمرية والعلاقات العائلية، غير إن كارم كافر بكل ما سبق، لا يحترم كبيرًا ولا يضع اعتبارًا لجيرة عمرها سنوات، ولا يبدو عليه – ولا على جميع من حوله في الحقيقة – أي تفكير في أن القانون قد يتدخل ليحسم أمرًا أو يعيد حقًا لصاحبه، ربما لأن أصحاب المشكلة أقل من الاهتمام بهم أو بذل الجهد لحماية الضعيف منهم.

وعندما يتطور الخلاف بين حسن وكارم إلى نقطة اللا عودة بسبب بلطجة الأخير وافتعاله الأزمات، توضع حياة الكلب رامبو على المحك، يعتبره كارم خصمًا حَكَم عليه بالإعدام، على صاحبه أن يسلمه للموت بيديه إن أراد العودة إلى نقطة البداية: أي إلى كون كارم يرغب فقط في طرده ووالدته من بيتهما، دون أن يُلحق بهما الأذى!

وكما يمكنك أن تتوقع، لا يجد أي شخص من المحيطين غضاضة في اعتباره طلب كارم مقبولًا يُمكن تنفيذه. «بسيطة، جت في حتة كلب»، «سلمه الكلب ليرتاح واشتري لنفسك واحدًا آخر إن كنت تحب الكلاب»، «الأفضل أن تتزوج وتنجب طفلًا بدلًا من هذا الارتباط بحيوان». هذه نوعية التعليقات التي يسمعها حسن من كل المحيطين، والمنقسمين بين من يرى طلب كارم مشروعًا، ومن لا يعجبه الأمر لكنه يعتبرها نزوة بسيطة يمكن منحها للرجل المخبول اتقاءً لشره. لا يفكر أحد هنا أن موقفه يتطابق كليًا مع موقف السلطة من الصراعات الأهم في حياته، فما تساهل الجميع من فكرة قتل رامبو ببعيد عن فكرة اعتبارهم القانون غائبًا عن إصرار بلطجي على طرد بشر من بيتهم

بين عالم يمكن فيه اعتبار وجود الكلب ضمانًا لنيل الفيلم بعض الدعاية والتعاطف أو على الأقل الاهتمام، وعالم لا تعتبر فيه حياة الكلب (وربما حياة صاحبه) ذات أهمية تُذكر، يرسم حضور الفيلم في مهرجان فينيسيا مفارقة تستحق التأمل.

مأزق حسن.. في ذم النضج

لو تجاوزنا شعور التعاطف مع الحيوان المسكين المطلوب حيًا أو ميتًا، والسخط على الموقف الذي يتعرض له هذا الشاب المسالم الذي يجد نفسه مضطرًا أن يطوف مع كلبه بحثًا عن مكان آمن يأويه، وحاولنا التفكير في الرحلة التي يخوضها حسن خلال محاولته إنقاذ رفيقه الصامت سنجدها رحلة نضج بامتياز. يُفصح فيها عما سكت عنه طويلًا من آلام الماضي، حتى أن حبيبته السابقة التي تركته بعدما يئست من مستقبل العلاقة تسمع لأول مرة عن الأسرار التي يعيش بها منذ طفولته، ويحيدها جانبًا متظاهرًا أنها غير موجودة.

من ينصحون حسن بتسليم رامبو إلى قاتله قساة بالفعل، لكن قسوتهم منبعها بالأساس أنهم يفكرون كالكبار، بواقعية وعملية؛ فإن كان موت الكلب ثمنًا لحماية امرأة وابنها، فالمنطق يقول إن الانحياز لحياة البشر اختيار أكثر نضجًا وعقلانية، وهو ما يدركه حسن نفسه عندما تُغلق في وجهه كل السُبل: إنه إذا أراد أن يحمي صديقه من الموت، فعليه ألا يراه مجددًا للأبد. أي أنه كي يحافظ على رامبو فعليه أن يفقده، وبين الفعلين تناقض لفظي يُلخص الكثير من التضحيات التي اكتشفنا أننا لن نصير كبارًا إلا عندما نقبلها.

إن أردت أن تؤمن دخلًا يمُكّنك من شراء ما تحب، فثمن ذلك أن تمنح العمل كل وقتك فلا يمكنك الاستمتاع بما اشتريته. إذا أردت شريك حياة فقدت حريتك، إذا أردت جسدًا صحيًا حرمت نفسك من الطعام الشهي، وهكذا يمكن اعتبار النضج عملية استسلام لحتمية التضحية، فالأطفال وحدهم يظنون أن بإمكانهم نيل كل شيء.

يجسد عصام عمر هذه الرحلة برهافة تليق بموهبته، وبإدراك لأن حسن وإن كان يسعى خارجيًا لإنقاذ رامبو، فإن أزمته الأكبر هي اضطراره أن يواجه دفعة واحدة كل ما كان يتعمد تجاهله: مأزق البيت، هوان حياته ووظيفته، حبيبته التي لا يمكن لأحد أن يلومها على تركه، والمسكوت عنه في علاقته بوالده، وهي المحنة الأكبر والأكثر ذكاءً في الفيلم: حسن سيترك رامبو يعيش بعيدًا عنه لعجزه عن حمايته لو بقي جواره، وهو بالضبط تكرار للعقدة التي تُشكل حياته كلها، حدث الوجود circle of being event كما تصفه كتب فن السيناريو.

على هذا المستوى يُمثل «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» صرخة في وجه القدر الذي يجبرنا أن نكبر أو نُلفظ، أن نتعامل مع العالم بواقعية فلا نجد غضاضة في موت كلب بريء، أو نكون أطفالًا أبديين، هائمين لا يحققون شيئًا، يتذكر الناس نقاءهم، لكنه يلحقونه بالسذاجة وانعدام المسؤولية. وضع مؤسف لا يمكن لحسن أو لأي إنسان مهما بلغت قدراته أن يغيره.

بين الطموح والنتيجة

ما سبق كان قراءة لما يحمله الفيلم من معانٍ يمكن بسهولة وصفها بالسوداوية، فما من مأساة أكبر من اضطرارنا جميعًا أن نفقد براءتنا كي نتمكن من العيش. لكن سيكون من التساهل أن نزعم أن الفيلم تمكن طول زمنه من إيصال تلك الأفكار البراقة بقدر ثابت من الكفاءة. وإن أردنا الاقتراب من الموضوعية سنقول إن «رامبو» عمل أول نموذجي، بكل ما يحمله الوصف من مزايا وهفوات.

يأتي الفيلم بصوت جديد، لمخرج يقدم رؤيته لمأزق وجودي هائل في حكاية بسيطة، ويدير ممثليه الرئيسيين ببراعة تستحق التحية (الثلاثي عصام عمر وركين سعد وأحمد بهاء تحديدًا)، ويقدم في بعض المشاهد صورًا طازجة للقاهرة لم نرها من قبل على شاشة السينما. لكنه يأتي أيضًا ببعض المسارات الدرامية المفتعلة، التي يبدو فيها أن الأحداث تقع بهذا الترتيب لأنه الوحيد الذي سيسمح للحكاية أن تمضي في المسار الذي يريده صانع الفيلم. يظهر بعض التفاوت أيضًا في أداء ممثلي الأدوار الصغيرة، والمفارقة أن الممثلين المشاهير الذين يظهرون كضيوف شرف قد يكونون هم الأقل حضورًا في الفيلم، وهي أيضًا من المشكلات المعتادة في الأعمال الأولى.

لكنها تبقى مجرد ملاحظات هامشية، لا تؤثر في إيجابية الصورة الكاملة للفيلم، ولقيمته كعمل يُقدم لنا مخرجًا جديدًا ومنتجة واعدة يأخذان السينما بجدية وشاعرية معًا، وكأنهما يخوضان أيضًا عبر تجربة صناعة الفيلم رحلة نضج اضطرارية كالتي مر بها بطل الحكاية.

 

####

 

«عايشة».. آية في بلاد العجائب

محمد طارق

ماذا إذا مُنحت فرصة أخرى للعيش بهوية جديدة؟ ماذا إذا كانت حياتك بالأساس لا تستحق البكاء عليها؟ هل ستتخذ ذلك القرار؟ أم أنك ستحافظ على حياتك القديمة خوفًا من المجهول؟ هذه الأسئلة هي بشكل ما هي لب فيلم المخرج التونسي مهدي برصاوي الجديد «عايشة – Aïcha» والمعروض في قسم أوريزونتي (آفاق) في الدورة الـ81 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

تشعر آية، بطلة فيلم برصاوي، والتي تعمل في أواخر عشرينياتها في فندق يبعد مسافة كبيرة زمنيًا وطبقيًا عن بيتها، بأنها عالقة في حياة لا تريدها، إذ لا ترى أي أفق للتغيير، لا على مستوى اعتماد والديها عليها ماديًا ونظرتهم إليها كطوق نجاة يمكن أن يحل مشاكل العائلة بأي شكل حتى وإن كان السبيل لذلك أن تتزوج رجلًا يفوق والدها في العمر، ولا على مستوى حبيبها – مديرها في الفندق – المتزوج المماطل لها في وعوده بطلاقه من زوجته وبدء حياة جديدة معها في تونس العاصمة، حيث يشوقها بحكايات عن المدينة الكبيرة التي لم تراها هي ابنة الجنوب

تتعرض حافلة العمل الخاصة بآية لحادث أليم، يموت فيه جميع الركاب، وتكون هي الناجية الوحيدة، ورغم ترويع الحادث لها، إلا إنها تفكر أن ذلك قد يكون فرصتها الوحيدة في بدء حياة جديدة في المدينة التي لطالما حلمت بالذهاب إليها.

تهرب إلى العاصمة بهوية جديدة وبنقود حصلت عليها انتقامًا من مديرها الجشع، لتصل إلى المدينة باسم جديد وإمكانية لحياة تضع هي فيها كل الشروط وترسمها كلوحة بيضاء، لا يتدخل فيها أحد

تصل آية القروية الساذجة، المضيعة لعمرها في العمل في السياحة في فندق صغير، والتي لا تعرف أي شيء عن ديناميكيات المدينة الكبيرة، إلى العاصمة التونسية، فتبني علاقاتها الإنسانية لا على تفكير وحذر وإنما اعتمادًا على سجية غير مدربة على كشف نوايا البشر وانبهار بالعالم الجديد.

 تسكن في فندق في المدينة ثم تبدأ في البحث عن شقة للسكن، فتجد واحدة قابلة للمشاركة مع فتاة لطيفة في حي يبدو عليه التمدن، تقتنع وتدفع إيجارًا مقدمًا لمدة 6 أشهر دون سؤال، كما تفبرك تفاصيل عن حياتها أمام شريكتها في السكن لتطمئن إليها.  

تعرض عليها شريكتها في السكن، وصديقتها الجديدة، أن تريها المدينة، فتذهبان برفقة شابين إلى بار فخم، حيث يقع حادث كبير فجأة، وتتورط فيه آية كشاهدة، لكن موازين القوى التي لا تفهمها ولا تستطيع على مجابهة شرورها، تجعلها تخضع لإملاءات ربما لا تريح ضميرها

على الناحية الأخرى، فإن ذات السذاجة التي تتعامل بها آية يخلق لها صداقة مع صاحبة المخبز المقابل للبناية التي تسكن بها، إذ تدافع الأولى عن الأخيرة ضد طليقها، وتعتبر الأخيرة ذلك كجميل يجب رده، فتتصادقان

بصريًا يعتمد برصاوي على إبراز العالم بشكل كبير من خلال عيون شخصيته الرئيسية وينجح في خلق مشاعر الشخصية المختلفة سواء من مشاعر الانبهار بالعالم الجديد والحرية أو الخوف والتوتر من أقسام الشرطة أو حتى الدفء الذي تشعر به آية من علاقتها بصاحبة المخبز، كل ذلك يأتي من خلال صور المكان ذاتها.

فاللقطات في القسم على سبيل المثال مليئة بمحاصرة البطلة في الكادر من الشخصيات الأخرى، أما في المخبز فالأجواء مشمسة دافئة، وفي البار أو الملاهي الليلية فالأضواء الصناعية من نيون وكرات الديسكو المتلألة تلعب دورًا في تصوير عالم فانتازي، إضافة إلى لقطات كاميرات المراقبة والتي تعرض ربما صورة من الواقع الذي تعيشه البلاد

ينجح برصاوي في حكي الكثير عن بلاده بعد الثورة من خلال قصة بطلته، خاصة عن شخصية ربما لم تحضر أي من أحداث الربيع العربي بشكل مباشر، لكنها تختبر ربما بعضًا من ذات الصراعات وتجني بعض ثمار التغيير.

يعلق الفيلم في حكيه لرحلة بطلته على الكثير من الموضوعات المجتمعية والسياسية في تونس الحاضر، سواء سلطة العائلة أو التحيز ضد النساء وأوضاع النساء بشكل عام في المجتمع التونسي، إضافة إلى فساد ديناميكيات الأجهزة الأمنية التي تسعى لإخفاء كوارث فقط للحفاظ على صورتها أمام المجتمع. مع كل هذا فإن نهاية فيلم برصاوي تشي بشيء من الأمل، أمل ولادة جديدة، بعد مخاض مؤلم مرت به المرأة التونسية والمجتمع التونسي بشكل عام.

 

####

 

واكين فينيكس: رأيت حلمًا تحول إلى مشهد رئيسي في «الجوكر 2»

منى شديد

بعد خمس سنوات من الانتظار، مرت منذ أعلن المخرج تود فيليبس نيته العمل على جزء ثان من فيلم الجوكر، عاد فيليبس مع الفيلم الموعود إلى الدورة الحادية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، صحبة واحدة من أكثر شخصيات DC جاذبية وإثارة للجدل، في فيلم “جوكر: وهم ثنائي Joker: Folie à Deux”، وذلك بعد حصول الجزء الأول على جائزة جائزة الأسد الذهبي، أرفع جوائز المهرجان والتي تُمنح لأفضل فيلم

ينافس الفيلم الجديد على الأسد الذهبي لدورة المهرجان المقامة حاليا، في وقت يترقب خلاله الكثيرون من أنحاء العالم عرض الفيلم بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول الذي قدم أبعادًا جديدة لشخصية الجوكر، جعلت النقاد والجمهور يتفقون على أن واكين فينيكس أفضل من قدم الجوكر من بين كل الممثلين الذين جسدوا هذه الشخصية.

وقال تود فيليبس خلال المؤتمر الصحفي الذي صاحب عرض الفيلم في مسابقة مهرجان فينيسيا، إن العودة إلى المهرجان بالجزء الثاني من الفيلم تبدو خيارًا منطقيًا أو صحيحًا ليكون نقطة الانطلاق؛ ليس فقط لأن الجزء الأول من الفيلم فاز بجائزة المهرجان ولكن لأنه حظى باستقبال أكثر من رائع، مشيرًا إلى أنه الآن يتملكه التوتر مع عرض الجزء الثاني من الفيلم، حيث أنه من السهل أن تأتي كمتمرد في البداية ولكن من الصعب أن تعود وأنت حامل لقب، فالتوقعات أكبر بكثير.

وأضاف فيليبس أن الضغط والتوتر كانا أكبر أثناء العمل على الجزء الثاني، موضحًا أن العمل على الجزء الأول كان أبسط لأن الفيلم كان مغامرة وبميزانية صغيرة ولم يكن أحد يعرف ما ينوي أن يقدمه من خلال الشخصية، ولكن في الفيلم الجديد – والحديث لا يزال لفيليبس- تكمن الصعوبة في أن الاستوديو وضع ميزانية أكبر وفريق عمل أكبر، والكل يراقب ما الذي يفعله، و”حتى أثناء كتابة السيناريو كان المتابعين يكتبون على السوشيال ميديا توقعاتهم عن أحداث الفيلم”. مضيفًا أنه كان من الصعب عليه كصانع أفلام أن يتعامل مع كل هذا.

علق واكين فينيكس على اجتذاب الفيلم في جزئه الأول لاهتمام الكثيرين حول العالم بأنه لا يعرف السبب وراء هذا لكنه يعتقد أن كل شخص له أسباب مختلفة عن الآخر، كل منهم انجذب لعنصر ما يمسه في الفيلم. فيما واصل فيليبس التعليق قائلًا إن الفيلم تواصل بشكل جيد مع محبى سلاسل الكوميكس باعتباره اقتباس جيد لإحدى شخصياتها، بينما رأى فيه آخرون تجربة مختلفة عن أفلام الكوميكس المعتادة، كما أن البعض شعر أنه يعكس حال المجتمع في توقيت عرضه.

وأكد فيليبس أنه كان على يقين بأن واكين فينيكس لن يقبل بعمل أجزاء لأي فيلم أيا كان، وإذا كان سيعود لشخصية الجوكر فلا بد أن تخيفه من جديد كما سبق وحدث في الجزء الأول، “كان لا بد أن يكون السيناريو جريئًا ومختلفًا ويتجاوز الحدود بكل المقاييس، ومن هنا كان علي أن أواجه تحديًا كبيرًا لصناعة فيلم غير متوقع، مثل الفيلم الأول، رغم أنه جزء ثان”.

اعتمد الجزء الثاني من الفيلم بشكل كبير على الموسيقى والأغاني التي عبرت عن مشاعر الشخصيات “آرثر فليك (الجوكر) وهارلي كوين”، وقال فيليبس إن علاقة آرثر بالموسيقى هي فكرة ارتبطت بالشخصية من الجزء الأول وأنه تحدث فيها كثيرًا مع فينيكس، ولذلك كان الجوكر يرقص في الجزء الأول في كثير من اللحظات التي يشعر فيها باحتياج لذلك، لأنها طريقته في التعبير عن مشاعره، ولهذا تعتبر الموسيقى في الفيلم الأول بمثابة شخصية في الفيلم، مشيرا إلى أنه شعر أن استمرار هذا المسار في الجزء الثاني هو اختيار منطقي لشخصية آرثر لأن الموسيقى تعني له الكثير.

وأشار فيليبس إلى الحلم الذي رأه البطل واكين فينيكس وتحول إلى مشهد رئيسي في الفيلم، وهو ما قال عنه فينيكس أنه حلم عن شخصية آرثر وهو يرتدي بدلة الجوكر الشهيرة وعلى وجهه مكياج المهرج، ويؤدي على خشبة المسرح أمام الجمهور، وتحول هذا في الفيلم إلى دويتو غنائي للجوكر مع هارلي كوين أو لي – تجسد دورها ليدي جاجا – وهي الحبيبة التي يلتقي بها آرثر في مصحة “آركام” النفسية، وينطلق معها في رحلة أخرى من الجنون.

وأضاف تود أنه أثناء العمل على تطوير سيناريو الفيلم بدا واضحًا أن الموسيقى والغناء سيلعبان دورًا كبيرًا فيه، ومن هنا بدأ يفكر في الاستعانة بليدي جاجا لدور هارلي، لأنها ممثلة ومغنية مشبعة بالموسيقى. موضحًا أنه كان مقصودًا أن تكون الموسيقى لها طابع معين يعود بنا لسنوات ماضية لأنها تقترب من طبيعة الموسيقى التي من الممكن أن يكون آرثر استمع إليها مع والدته في مرحلة الطفولة.  

وقال واكين فينيكس إن الموسيقى والغناء كانا من أكثر ما استمتع به خلال العمل على الفيلم، “لأنها ليست مجرد أغاني؛ وإنما الأغاني هي الوسيلة الأساسية التي تعبر بها الشخصيات عن نفسها وعن مشاعرها”، مشيرا إلى أن البحث بدأ ببعض المرجعيات الموسيقية المرتبطة بالزمن المطلوب للشخصية، وكان من بينها أعمال أساطير غنائية مثل فرانك سيناترا، وسامي ديفيس جونيور، وحاولنا محاكاتها في البداية ثم بدأنا في التفكير بأن هذا لا يشبه آرثر وإنما ربما يكون ما يريد أن يكون عليه، ومن هنا أخذنا هذه النماذج وبدأنا العمل على إعادة صياغتها بما يتلاءم مع شخصية آرثر.

وأشار فينيكس إلى أن ليدي جاجا كانت أول من اقترح أن يقوما بالغناء الحي في الفيلم، وهو ما كان يخشاه في البداية لكنهما قاما بذلك في النهاية، حيث قاما بالغناء في موقع التصوير مباشرة بصحبة عازف بيانو خلف الكاميرا وكانت الطريقة الأمثل للأداء فلم يتم استخدام أية مقاطع مسجلة ومعدلة، مشيرًا إلى أنه في كل لقطة يتم تصويرها أو إعادتها كانت الأغنية تتغير معها وكأنها نسخة مختلفة، وكان هذا ضروريًا وممتعًا جدًا وخلق طاقة رائعة أضافت للشخصية.

وعلقت ليدى جاجا أنها تعتقد أن الطريقة التي تم بها استخدام الموسيقى في هذا الفيلم مميزة وجديدة، مشيرة إلى أنها لا تعتبره فيلما موسيقيًا فهو مختلف تمامًا، لأن “الأغاني هنا موظفة لتمنح الشخصيات طريقة للتعبير عما تريد البوح به، لأن الحوار العادي ليس كافيا بالنسبة لهم”، مضيفة أنها تدربت مع واكين كثيرًا على طريقة الغناء التمثيلي في الفيلم لأنها مختلفة، حيث كان عليها أن تنسى كل ما تعلمته عن قواعد الغناء والتقاط الأنفاس بين الكلمات، والسماح للأغنية أن تخرج بالكامل من طبيعة الشخصية نفسها.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

05.09.2024

 
 
 
 
 

«جوكر 2» حصل على تصفيقًا استمر (12 دقيقة) في «فينيسيا السينمائي الـ 81»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

"جوكر: جنون مزدوج"، الفيلم الذي أخرجه تود فيليبس وهو تكملة لفيلمه الفائز بجائزة الأسد الذهبي في 2019، شهد عرضه العالمي الأول مساء أمس في مهرجان فينيسيا السينمائي — حيث حصل على تصفيق استمر لمدة 12 دقيقة.

رافق فيليبس في عرض الفيلم النجمان، خواكين فينيكس، الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأول، وليدي غاغا.

صفق الجمهور، مع أصوات "برافو"، وساد التصفير والهتافات للنجوم "غاغا" و"خواكين" في أرجاء المسرح.

غاغا لوّحت للجمهور بينما استمرت التصفيقات الحارة. خرج فينيكس من المسرح أولاً، وبقيت غاغا مع فيليبس لدقيقة ونصف أخرى إضافية.

 

####

 

مع اقتراب «فينيسيا السينمائي» من نهايته ..

مدة تصفيق الجمهور لا تعني دليلاً على جودة أو تفوق فيلم

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

في مقابل التصفيقات التي باتت شائعة في دائرة المهرجانات السينمائية الدولية، بعدما كانت لا تأتي إلّا بشق الأنفس، تصاعدت موجة مضادة ترى أنها فقدت أي تأثير حقيقي من ناحية القيمة والجودة الفنية، وربطتها أكثر بالجوانب الترويجية والتسويقية والتجارية.

وأكّد أحد المصادر في إحدى وكالات المبيعات الأوروبية لصحيفة "غارديان" البريطانية: "أصبحت مدة التصفيق الدائم طريقة غير رسمية لقياس معدل تفوق الفيلم، لا شيء مضموناً ولا يعني التصفيق بالضرورة المبيعات أو الجوائز، لكنه يصبح شيئاً إيجابياً كمقياس بديل".

وقال كينت ساندرسون، رئيس شركة توزيع الأفلام المستقلة الأميركية Bleecker Street: "إنها آلة ذاتية التجديد بين المهرجان والحرفيين في الولايات المتحدة والجمهور".

وأشار باري هيرتز، محرر الأفلام والناقد في صحيفة "غلوب آند ميل" الكندية، إلى أن "التصفيق الحار يحدث لأن الجمهور يعرف أو وُعد بأن الموهبة موجودة في الغرفة، وأنهم يُظهرون هذا الحب للأشخاص الذين هم في مرمى بصرهم".

وأضاف: "لكن التصفيق الحار أصبح الآن في خطر تحوّله إلى نظام جديد لتصنيف النجوم. فبدلاً من حصول الفيلم على أربع نجوم، يحصل على 10 دقائق من التصفيق الحار. لم تصل أقسام التسويق بعد إلى مرحلة وضع تحية الوقوف لمدة 20 دقيقة في أعلى الملصق، لكن الأمر بدأ يقترب".

ومع اقتراب "مهرجان فينيسيا السينمائي" من نهايته يوم السبت المقبل، هل يمكن أن تعتمد لجنة التحكيم في حصول أي فيلم على جوائز بمدة التصفيق؟! ولكن ما أهمية السؤال، إذا كان التصفيق الدائم الذي كان ذات يوم علامة على حماس استثنائي من الجمهور، أصبح متوقعاً الآن في نهاية أي عرض!

 

####

 

طاقم الفيلم التونسي «عائشة»  يحتج على إبادة غزة في «فينيسيا السينمائي الـ 81»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

اتخذ طاقم عمل فيلم "عائشة" التونسي موقفًا جريئًا خلال ظهورهم في النسخة الحادية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 81.

وقف طاقم العمل والممثلون جنبًا إلى جنب، حاملين لافتة مكتوب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" في دعوة واضحة للاهتمام الدولي بالعنف المستمر الناتج عن الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

حدث الاحتجاج الرمزي قبل العرض العالمي الأول للفيلم في قسم "أوريزونتي" من المهرجان، وهو فئة تنافسية تعرض أفلاماً من صانعي الأفلام الجدد والناشئين.

 

####

 

ينافس على «أسد فينيسيا الذهبي» ..

«أبريل» فيلم جورجي من السينما البطيئة يتناول بشغف جسد المرأة

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

عُرض فيلم "أبريل، April" اليوم في المسابقة الرسمية للدورة الحادية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، للمخرجة الجورجية ديا كولومبغاشفيلي، وهو قطعة مذهلة من السينما البطيئة تتناول جسد المرأة بشغف.

ترصد أحداثه، نينا (إيا سوخيتاشفيلي) وهي طبيبة توليد هادئة ومتحفظة في مستشفى ريفي في مكان ما في السهول الجورجية الفقيرة.

المرافق واسعة وقاحلة، تمامًا مثل البيئة المحيطة بها. الطبيبة المخلصة تأخذ الأمور بيدها حرفياً، وتقوم بأداء وظائف متعددة. هي تساعد في ولادة الأطفال، وتقدم الرعاية بعد الولادة، ونصائح ما قبل الحمل، و - دون علم زملائها - تقوم بإجراء عمليات الإجهاض. إنها ليست مدفوعة لا بالمال ولا بالطموحات المهنية، بل بالتعاطف والتضامن.

بطلتنا ليس لديها وقت للرجال. يكن طبيب وسيم في مثل سنها مشاعر الاستياء لأنها رفضت الزواج منه قبل سنوات. تشرح أن وظيفتها لا تتيح الوقت لمثل هذه الملهيات. يعرض عليها أن يمنحها طفلاً بدلاً من ذلك، لكن التزام نينا تجاه النساء الأخريات يبقى ثابتاً.

في أداء مقنع بهدوء من الممثلة الجورجية (إيا سوخيتاشفيلي)، تمثل نينا الإنسانية في أسمى صورها. (مثلت أيضًا في فيلم ديّا كولومبغاشفيلي السابق "البداية"، الذي فاز بالجائزة كبرى في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي في عام 2020).

في يوم من الأيام، يموت طفل عند الولادة. تبدأ التحقيقات، وفي هذه العملية يتم الكشف عن أدلة تشير إلى أن نينا قد قامت بإجراء عمليات إجهاض غير قانونية. هي تدرك أن التهمة الجنائية ستترتب عليها عواقب وخيمة. قد يكلفها ذلك وظيفتها، وربما حتى حريتها. رئيس المستشفى والطبيب المحب داعمان للغاية. يسألون لماذا لا تسمح لممرضة بإجراء عمليات الإجهاض الخطيرة وغير القانونية، وإجابتها صادقة ومدمرة بشكل مؤلم: "لأنهن لن يعرفن ماذا يفعلن إذا حدث شيء خاطئ". لذا تواصل عملها كالمعتاد حتى يقع حادث مأساوي آخر.

هذه قطعة تقليدية من السينما البطيئة، بمدة عرض تبلغ 134 دقيقة.

(قرابة ساعة وربع الساعة) تسود اللقطات الطويلة والثابتة إلى حد كبير، مع حركة قليلة، وغالبًا ما تتراوح مدتها بين خمس إلى عشر دقائق.

صور الجسم الأنثوي في العمل واضحة للغاية. يفتتح الفيلم بأحد أكثر مشاهد الولادة صدمة في تاريخ السينما. يُرى طفلٌ مبتسرٌ وسوء التغذية داخل حاضنة. تقوم نينا بإجراء عملية إجهاض على طاولة الطعام في منزل المريضة. العري صريح بشكل أنيق. الطبيبة أيضًا مستعدة لتخلع ملابسها أمام الكاميرا، كاشفة عن قوامها النحيف. ومهما كانت نوايا نينا القوية وعزيمتها، يبقى جسدها ضعيفًا وهشًا، مما يذكر المشاهدين بإنسانيتها.

تصوير الفيلم الرائع من قبل أرسي ني خاشاتوريان يخلط بين الأساليب التقليدية وأدوات بريخت لتحقيق نتائج مثيرة للإعجاب. الفعل كئيب ومظلم، مُلتقط من زوايا متعددة، غالبًا من مسافة بعيدة.

وفي بعض الأحيان تكون الكاميرا كاشفة جداً (مشهد الولادة مصور من الأعلى)، وفي أحيان أخرى تترك المشاهدين في حالة من الترقب. مما يخلق شعورًا بالمسافة والاحترام، يُترك المشاهدون لملء الفراغات وما هو غير مرئي بقوة خيالهم. هذا حقًا فيلم ملهم ومؤثر، ونأمل ألا تغادر مخرجته تغادر ديا كولومبغاشفيلي فينيسيا خالية اليدين.

 

موقع "سينماتوغراف" في

05.09.2024

 
 
 
 
 

نجوم يشيدون بـ عصام عمر بعد ظهوره فى مهرجان فينيسيا بدبوس علم فلسطين

سارة صلاح

إشاد عدد كبير من النجوم و جمهور النجم عصام عمر، بعد ارتدائه دبوس عليه علم فلسطين، على السجادة الحمراء خلال العرض الخاص الأول لفيلم  البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو خلال فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ونشر الصورة عبر حسابها على إنستجرام، وكتب :"أحلى صورة فى حياتى عشان فلسطين فيها".

وجاءت التعليقات له:" أكثر الفنانين هما بالقضية الفلسطينية، فخر مصر كلها، كل يوم محبتنا بتزيد ليك، احلى ممثل مع احلى علم "، وكتبت الفنانة آية سماحة:" فخر العجوزة ومصر كلها" ووضع الفنان على صبحى وأحمد بهاء لوجو علم فلسطين وقلوب.

حرص صناع فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" للمخرج خالد منصور، على إحضار الكلب المشارك في الفيلم بالعرض الخاص الأول للعمل ضمن برنامج Orizzonti Extra، خلال فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي فى دورته الـ81 الممتدة حتى 7 سبتمبر الجارى.

 

####

 

كريم آدم صاحب بوستر فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو: تشرفت بتصميمه

كتب آسر أحمد

حرص مصمم الجرافيك كريم آدم، على مشاركة متابعيه بصورة لبوستر فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" المشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ81 والممتدة حتى السبت المقبل، حيث نشر صورة لبوستر الفيلم وكتب: "تشرفت بتصميم بوستر الفيلم المصري (البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو)، المشارك في مهرجان فينيسا السنيمائي الدولي".

وحرص صناع فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" للمخرج خالد منصور، على إحضار الكلب المشارك في الفيلم بالعرض الخاص الأول للعمل ضمن برنامج Orizzonti Extra، خلال فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي فى دورته الـ81 الممتدة حتى 7 سبتمبر الجارى.

وحظى فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" بثلاثة عروض خلال فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وكان عرضه العالمي الرسمي الأول أمس الأربعاء تمام التاسعة مساء في قاعة SALA GIARDINO السينمائية، وسبقه في نفس اليوم ونفس القاعة عرض للفيلم ولكن في 2.30 ظهرًا والذى كان عرضا خاصا للصحافة والصناع، أما العرض الثالث والأخير فكان اليوم الخميس في تمام التاسعة صباحا في قاعة  SALA GIARDINO.

العرض العالمي الأول بحضور أبطال الفيلم عصام عمر، ركين سعد، أحمد بهاء  وسما إبراهيم. ومعهم المخرج والكاتب خالد منصور والمنتجون محمد حفظي ورشا حسني. بالإضافة إلى فريق العمل السيناريست محمد الحسيني،  مدير التصوير أحمد طارق ومصممة الملابس ناردين إيهاب، والمونتير أحمد الجندى والموسيقار أحمد مصطفى زكى ومصمم الصوت محمد صلاح، مصمم الإنتاج مارك وجيه، ومحمد جمال الـ Line Producer.

مهرجان فينيسيا هو المحطة الأولى لعرض الفيلم رسميا بعد رحلة استمرت لأكثر من 8 سنوات ما بين التحضير والتصوير، وتدور أحداث الفيلم الذي ينتمي لنوعية الأفلام الدرامية حول حسن، الشاب الثلاثيني الذي يعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد "رامبو" من مصير مجهول بعدما تورط في حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضحاها مطاردًا من قبل كارم، جار حسن، وجميع أهالي الحي.

"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" من إنتاج محمد حفظي من خلال شركة فيلم كلينك والمنتجة رشا حسني التي تخوض أولى تجاربها في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة بالتوازي مع مسيرتها المهنية الناجحة في مجالي النقد والبرمجة السينمائية في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية المهمة ومن توزيع فيلم كلينك المستقلة للتوزيع في جميع أنحاء العالم.

 

اليوم السابع المصرية في

05.09.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004