ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان برلين: "يونان" يجمع أسطورة ألمانية ونجم لبناني في خلطة ثقافات

هوفيك حبشيان - المصدربرلين – النهار

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

إنه هذا الرجل الشرقي المكسور، الغارق في الهم، يأتي من بلاد بلا اسم، ويحاول السيطرة على نزعاته الانتحارية.

"يونان" هو الفيلم العربي الوحيد الذي يعرض هذا العام في مسابقة مهرجان برلين السينمائي (13 - 23 شباط). إنه ثاني فيلم ينجزه المخرج الفلسطيني السوري المقيم في ألمانيا، أمير فخر الدين (34 عاماً)، الذي أبهرنا مع عمله السابق "الغريب" (البندقيـة 2021). أسباب عدة دفعت بإدارة الـ"برليناله" إلى إدراجه ضمن الأعمال السينمائية المنافسة على "الدبّ الذهب"، من بينها مشاركة الممثلة الألمانية الأسطورة هانا شيغولا في بطولته.

مع ذلك، يبقى السبب الأقوى هو الموهبة الفطرية التي لدى فخر الدين صناعة سينما شاعرية مغايرة تتطوّر خارج الأطر السائدة وموضة إفراغ القضايا من مضامينها. سينما قوامها نقل إحساسي الزمان والمكان، والأهم، تلك القدرة على بناء عالم متكامل بدأ يلوح في الأفق مع الفيلم السابق. فنحن مذ لحظة دخولنا إلى الفيلم، لا نشعر بغربة، إنما تغمرنا الألفة؛ ألفة التفاصيل التي تُشعرنا بأننا على أرض نعرفها. وهذا ليس مستغرباً، ذلك أن المخرج يقول إنّ "يونان" ليس سوى جزء ثان من ثلاثية بعنوان "وطن" انطلق فيها مع "الغريب".

أمير فخر الدين مخرج مهموم. هذا ما تراءى لنا من خلال فيلمه السابق، وهذا ما أصبح صريحاً وواضحاً في فيلمه الحالي. كلّ لقطة من لقطاته، تحمل في داخلها فكرة وإحساساً، معززة بحركات كاميرا كثيرة تتنقل بإيقاع روحاني، حاملة معها ثقل الوجود كله. لیست مجرد طريق تشق في الكادر، وإنما مسار الشخصيات.

بطل "يونان" هو المكان، وربما أكثر من مكان واحد. مكان خاص جداً: جزيرة. لكنها ليست من الجزر التي يحلو لنا قضاء إجازة فيها، بل إنها أشبه بإطلاله على حافة العالم. هنا، لا يحدث الكثير، إذ تقتصر الحياة على نزل تقيم فيه سيدة (هانا شيغولا) وابنها وبعض الناس. في هذا المكان شخصيات عدة تتعايش كلها تحت بركة  الطبيعة ونزواتها: الهواء، السماء، الماء، الأعشاب البرية، الرمال... كم جميل رؤيتها بمعزل عن البشر وقوانينهم. هم عابرون وهي أبدية. تنتفض منذ الأزل، وستظل تنتفض إلى نهاية الأزمنة. دعونا لا ننسى الأصوات الكثيرة التي تعبر شريط الفيلم وتعزّز تفاعلنا السمعي مع الأحداث. الأذن ترى ما لا تسمعه العين.

عن فكرة الأرض والمكان وتحويلهما استعارة، يروي فخر الدين أنه اكتشف ظاهرة "الأرض تحت الأرض"، حيث يبتلع البحر الأرض فقط ليسمح لها بالظهور مرة أخرى: "لم يكن الأمر مجرد مشهد، وإنما بدا كأنه استعارة مثالية لإيقاع القصّة: الغمر والخسارة والعودة ما يختفي لا يختفي إلى الأبد، لكنه لا يعود من دون تغيير. أصبحت هذه الفكرة محورية في كيفية تعاملي مع الفيلم".

وصول منير (جورج خباز) إلى الجزيرة سيحدث فجوة في الجدار. منير كاتب مقيم في هامبورغ (على غرار فخر الدين) يعاني ضيق تنفس بسبب حالته النفسية، مما ينعكس على قدراته الكتابية والجنسية. إنه هذا الرجل الشرقي المكسور، الغارق في الهم، يأتي من بلاد بلا اسم، ويحاول السيطرة على نزعاته الانتحارية. بعدما ينصحه طبيبه بالراحة، يتوجه إلى تلك الجزيرة الواقعة في الساحل الشمالي لألمانيا خلال إقامته فيها، واحتكاكه مع شخصيات تختلف عنه همّاً وثقافة وتجربة، سنتسلّل إلى أعماق مخيلته. دهاليز الذاكرة واللحظات المستعادة ستفتتح على مصراعيها، وذلك في مشاهد صارخة بغنائيتها وشاعريتها.

بعد "الغريب"، هذا فيلم آخر عن الحدود والفواصل؛ عن الذي يعيش من دون أن يكترث كثيراً، والذي يحتاج إلى سبب ليكون مشرّعاً وجوده على هذه الأرض. نتلقى معاني الفيلم بحواسنا بطول أناتنا، بانزلاقنا التدريجي إلى عقل سينمائي يحاول إيجاد بقعة مشتركة بين الأراضي والأشخاص والذاكرة، ضمن قصيدة بصرية عن الانتماء والاغتراب والعزلة، يصعب شرحها، ولكنه يفتح الباب واسعاً أمام كل التفسيرات الممكنة.

 

النهار اللبنانية في

21.02.2025

 
 
 
 
 

رسالة برلين السينمائي: "ما الذي تقوله لك تلك الطبيعة"

سليم البيك

يبدأ الفيلم بصوت وصورة رديئتين، الصورة تحديداً، قبل أن يستوعب أحدنا أنه الفيلم أصلاً كذلك، أنه اختيار مقصود. يحيل الفيلم إلى هذا الأسلوب في حوار إذ يقول الشاب إنه يفضّل أن لا يرتدي نظاراته الطبيعة كي يرى الأشياء مع لمسة من الغبش، ففي ذلك جماله الخاص.

المخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغسو غزير الإنتاج، جداً. فعلاً جداً، أي بمعدّل فيلمين كل سنة، وذلك منذ أكثر من عقد. هي أفلام ممتازة، وهنا الخصوصية في عمله السينمائي، إذ يمكن فهم صناعة هذا الكم "المبالَغ فيه" من الأفلام على حساب النوع، لكن المسألة ليست كذلك هنا. هذا صانع أفلام متكامل، وهو، فوق تكامله، يخرج بفيلمين كل سنة، وممتازين. هذه حالة خاصة، متى ذُكرت أمام عارف بالسينما لحزرَ أن المقصود هونغ سانغسو لا غيره.

فيلمه المشارك في مهرجان برلين السينمائي، "ما الذي تقوله لك تلك الطبيعة" (What Does that Nature Say to You) ينقل معنى التكامل السينمائي في صانعه، فمخرجه هو كذلك صاحب السيناريو والتصوير والمونتاج والموسيقى وتصميم الصوت، وهو المنتج كذلك. كان فيلمه هذا الأخيرَ لعروض المسابقة الرسمية في المهرجان، وكان مسك الختام في دورة امتازت عن سابقاتها بجودة البرمجة.

يبدأ الفيلم بصوت وصورة رديئتين، الصورة تحديداً، قبل أن يستوعب أحدنا أنه الفيلم أصلاً كذلك، أنه اختيار مقصود. يحيل الفيلم إلى هذا الأسلوب في حوار إذ يقول الشاب إنه يفضّل أن لا يرتدي نظاراته الطبيعة كي يرى الأشياء مع لمسة من الغبش، ففي ذلك جماله الخاص.

ولم يكن الغبش مزعجاً، رغم تعوّد العين، تحديداً بعد ١١ يوماً من مشاهدة ٣ أفلام يومياً على طول المهرجان، بتقنيات ودقّة عاليتين. هنا أعاد سانغسو للجمال السينمائي بساطته، فالدقة العالية تحجب جماليات بصرية وسردية سينمائية، تماماً كما يمكن للألوان أن تحجب جماليات في الصورة السينمائية يمكن للأبيض والأسود فقط نلقها. الغبش اسمه هنا بساطة الصورة، تواضع الجمال، حقيقته، متيحاً، بذلك، تركيزاً أكثر على الحوارات، تماماً كما يصب الأعمى جلّ تركيزه على سمعه فيرى بأذنيه ما لا يراه المبصر بعينيه. بجماليات الحوارات التي لا تتوقف في الفيلم، يسهو أحدنا عن الصورة التي يدرك معها مدى الإزعاج الذي كان لا فيها، بل في صور أفلام سبقتها كانت عالية الدقة.

هذه البساطة البصرية، هي كذلك موقف في سياسة السينما، ضد الاعتناء المبالَغ فيه بالتقنيين، بالاختصاصيين، بالجانب الصناعي للسينما المرتهن لشركات تكنولوجية. السينما الجميلة في بساطتها، وتحدي سانغسو هنا كان بتقديم النقيض مما تعودته العين اليوم، مراهناً على سينما صادقة تبنى على الصورة والصوت بمستويات تقنية هي في حدها الأدنى، مقدماً، مقابلها، كلاماً وحوارات كذلك بسيطة، عادية، ارتجالية كما بانت، لكنها لم ترخِ للحظة واحدة انتباه المُشاهد المتمعّن وانبهاره، المسحور في هذه الضبابية كأن الفيلم خارج من خزانة قديمة لسانغسو، نسيه فأخرجه وأرسله إلى المهرجان، كما هو، ببدائيته. كأنه مفعم ببساطة الجماليات، أو جماليات البساطة، لسينما هاوٍ غير منتبه إلى عبقريته.

سينما سانغسو هي سينما الكلام، الكلام الملقى على عواهنه، بالمعنى الجميل، البسيط وليس التبسيطي. هي أقرب لسينما إيريك روميه لكن بنسخة آسيوية، ومن دون الادعاء الفرنسي. هي كذلك سينما تكسيرية، في فيلمه الأخير تحديداً. كسّر المخرج هنا بديهيات العمل السينمائي اليوم، ساخراً من هوس الـ 4K شديدة التشويش. أراد أن يقول إن جماليات السينما تكمن في فنّيتها لا تقنيتها. في ما تصوّره لا في أي نوع كاميرا تصوّر. الفيلم هذا مرافعة جمالية ضد أفلام المنصّات.

أخذَنا الانبهار بهذه البساطة، ولم نحكِ شيئاً عن القصة. لحظة، لا قصة هنا، شاب يوصل صديقته إلى بيتها، فيلتقي بوالدها الذي سيطلب منه البقاء للغداء، فيمضي مع العائلة حتى صباح اليوم التالي. حوارات لا تنتهي بينهم، تنقل الأب والأم من الإعجاب به إلى التشكك منه. ما إن يبدأ الفيلم حواراته، أوله، حتى تتقدم على مهل كالغيوم إلى نهايته، وهادئة كالضباب.

محرر المجلة. روائي وناقد سينمائي فلسطيني

 

مجلة رمان الثقافية في

21.02.2025

 
 
 
 
 

بتصفيق حار امتد لسبع دقائق

عرض عالمي أول ناجح لفيلم يونان بمهرجان برلين

البلاد/ مسافات

شهد فيلم يونان للمخرج أمير فخر الدين عرض عالمي أول ناجح بمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعين، حيث استقبله الجمهور بحفاوة وتصفيق حار امتد لسبع دقائق، وذلك بحضور المخرج وطاقم العمل وأبطال الفيلم والمنتجين، وسفير قطر بألمانيا سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، ورؤساء المؤسسات الدولية التي دعمت الفيلم، بجانب كل من علاء كركوتي وماهر دياب المنتجين التنفيذيين للفيلم.

يونان هو الفيلم العربي الوحيد الذي بالمسابقة الرسمية، وقبل عرض الفيلم بساعات قليلة عُقد مؤتمر صحفي حضره المخرج أمير فخر الدين وأبطال الفيلم، حيث أعرب المخرج عن امتنانه لطاقم العمل والممثلين، وكذلك المهرجان، موجهًا تحية خاصة للملحنة الشهيرة سعاد بشناق لعملها على موسيقى الفيلم، كما تطرق إلى الثلاثية التي ينتمي لها الفيلم والتي تحمل عنوان "وطن"، وتحدث الممثل جورج خباز بطل الفيلم عن شخصيته وما يعنيه الوطن إليه.

وتدور أحداث الفيلم على جزيرة نائية، حيث يبحث منير (جورج خباز) عن العزلة للتأمل في خطوته الأخيرة، فيجد العزاء في الوجود الهادئ لفاليسكا (هانا شيغولا) التي أشعلت شفقتها إرادته المتلاشية للعيش.

الفيلم يضم طاقم عمل ونجوم كبار من أنحاء العالم، من تأليف وإخراج ومونتاج الحائز على جوائز عديدة أمير فخر الدين، ويضم فريق التمثيل الممثل والمخرج والمنتج اللبناني الشهير جورج خباز مع الممثلة الألمانية الكبيرة هانا شيغولا، ينضم إليهما كل من الممثل الفلسطيني علي سليمان والنجمة الألمانية من أصول تركية سيبل كيكيلي والممثلة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر، والممثل الألماني توم بلاشيا. وهو إنتاج مشترك بين ألمانيا وكندا بالمشاركة مع فرنسا وإيطاليا وفلسطين والأردن، مع إشادات عربية وعالمية:

في الصحف الغربية، جاءت الإشادات النقدية من مختلف النقاد حول العالم في مختلف المواقع السينمائية الشهيرة. أشاد جاي دي فايسبيرج من موقع Deadline بالتصوير السينمائي والموسيقى التصويرية للفيلم "تم تصوير الفيلم بأسلوب مؤثر مثير للعاطفة"، وأضاف أن الفيلم "بطاقة تعريف مثالية لمدير التصوير رونالد بلانتي، حيث أن التصوير السينمائي الخاص به، إلى جانب موسيقى سعاد بشناق، هما العناصر التي تنقل بشكل أكثر فعالية حالة الاغتراب الحزينة التي يعيشها بطل الفيلم".

في حين أشاد لي مارشال من سكرين ديلي بأمير فخر الدين على "سرده السينمائي الذي يتخذ طابعٍ تشكيلي"، كما أثنى على موقع تصوير الفيلم، قائلًا "تم تصويره في منطقة بوليا الإيطالية، لكنه مصمم بوضوح لاستحضار صورة ريف فلسطين القديم. إنها حكاية رمزية توحي بالكثير دون أن تكون حادة في طرحها". وفي فارايتي وصف جادي لودج تجربة مشاهدته "كعمل هادئ ومتأنٍ يستكشف التواصل الإنساني عبر الثقافات، يقدم الفيلم تجربة مشاهدة مُرضية وتترك أثرًا بلا شك".

وفي الصحف العربية كتب عنه الناقد اللبناني المعروف هوفيك حبشيان لمجلة Independent عربية "الفيلم شاعري إلى أبعد حد، مشبع بحركات كاميرا بطيئة وتصوير بديع للطبيعة عندما تنتفض، حتى لتصبح هي بطلة الفيلم الأبرز".

طاقم العمل خلف الكاميرا يضم مواهب من أنحاء العالم، منهم مدير التصوير الكندي رونالد بلانتي (مسلسل Three Pines من بطولة النجم ألفريد مولينا) وماري-لوي بالزر، وتصميم الصوت لكوين-إيل سونغ، والموسيقى من تأليف الأردنية الكندية الفائزة بالعديد من الجوائز سعاد بشناق (الفيلم المصري رحلة 404 للنجمة منى زكي والمخرج هاني خليفة). يُذكر أن المخرج أمير فخر الدين والمؤلفة الموسيقية سعاد بشناق هما من مواهب شركة MAD Celebrity؛ شركة رعاية وإدارة المواهب العربية الرائدة، وهي تابعة لـMAD Solutions.

تعاونت العديد من شركات الإنتاج الكبيرة على إنتاج الفيلم وهم شركة Red Balloon Film (ألمانيا)، وMicroclimat Film (كندا) وIntramovies (إيطاليا)، بالتعاون مع Fresco Films (فلسطين)، وMetafora Production (قطر)، وTabi360 (الأردن) للمنتجين دوروثي بينماير، كاثرين شاجنون، ماركو فاليريو فوسكو، ميكايلا فوسكو، طوني قبطي، جريس قبطي، علاء الأسد، هند عنبتاوي، وباولا كورفينو.

كما تلقى الفيلم دعمًا من الهيئة الملكية الأردنية، وصندوق البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، بالتعاون مع ZDF/ARTE. بالإضافة إلى صندوق MOIN السينمائي في هامبورغ وشليسفيغ-هولشتاين، ومجلس يوريمدج الأوروبي، ومبادرة تيليفيلم كندا، وجمعية تطوير المنظمات الثقافية (SODEC).

 

البلاد البحرينية في

21.02.2025

 
 
 
 
 

مشاركة مغربية متميزة في «برلين السينمائي الـ 75»

برلين ـ «سينماتوغراف»

يشارك المغرب في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، المنعقدة من 13 إلى 23 فبراير الجاري، بحضور نوعي يعكس مكانة السينما الوطنية وإشعاعها المتزايد على الساحة الدولية.

ويقود هذه المشاركة عبد العزيز البوجدايني، مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، على رأس وفد رفيع المستوى يضم نخبة من المهنيين والفاعلين في القطاع؛ بهدف الترويج للسينما المغربية وتعزيز الشراكات، فضلاً عن استكشاف آفاق جديدة للإنتاج المشترك.

ولأول مرة، يقيم المركز السينمائي المغربي جناحاً خاصاً داخل “سوق الفيلم الأوروبي”، للتعريف بإمكانات المغرب كوجهة متميزة للإنتاج السينمائي بفضل مؤهلاته الطبيعية المتنوعة وبنيته التحتية والتقنية المتطورة، بالإضافة إلى إبراز التدابير التحفيزية التي تقدمها المملكة، وعلى رأسها نظام “الدعم المالي”، الذي يتيح استرجاع 30 في المائة من نفقات الإنتاجات الأجنبية المصورة بالمغرب.

ويعقد الوفد المغربي لقاءات مهنية مع نظرائه الدوليين، لبحث آفاق التعاون السينمائي واستقطاب مشاريع إنتاج جديدة.

وتندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية ترمي إلى توسيع حضور السينما المغربية، والاستفادة من التجارب الدولية لتعزيز تنافسية القطاع.

كما تم اختيار المخرج نبيل عيوش عضوًا في لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان؛ وهو ما يؤكد مكانة السينما المغربية في المحافل الكبرى، على غرار مهرجان “كان”، ومهرجان فينيسيا، وجوائز الأوسكار.

وتعكس مشاركة المغرب في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي الدولي رؤية استراتيجية لتطوير القطاع السينمائي الوطني؛ عبر تعزيز الإنتاج المشترك، وتوسيع فرص التوزيع والانفتاح على أسواق جديدة.

كما تمنح هذه المشاركة المتميزة المهنيين المغاربة فرصة للتواصل مع الفاعلين العالميين، وعقد شراكات تساهم في دعم الصناعة السينمائية الوطنية.

 

####

 

ينافس بمسابقة «برلين السينمائي الـ 75» ..

مراجعة | Dreams (Sex Love) لـ داغ يوهان هاغرود موضوع شائك يُقدم بصدق ولمسة رقيقة

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

تُختتم ثلاثية المخرج والروائي والسيناريست النرويجي داغ يوهان هاغرود، عن العلاقات في أوسلو خلال الوقت الحاضر، بفيلم ”أحلام، حب الجنس ـ Dreams (Sex Love) “ الذي عُرض في المسابقة الرئيسية في برلين السينمائي، ولا ينبغي الخلط بينه وبين فيلم ”أحلام“ لميشيل فرانكو الذي عُرض في نفس المسابقة الرسمية للمهرجان.

هذا هو الفيلم الأخير في ثلاثية هاغرود ”الجنس، الحب، الأحلام“.

عُرض الفيلم الأول ”الجنس“ (2024) العام الماضي في قسم البانوراما في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان برليناله. أما الثاني، ”الحب“، فقد عُرض في وقت لاحق من نفس العام في مهرجان فينيسيا، ولكن فيلم أحلام (حب الجنس) هو الأكثر أنوثة بين الأفلام الثلاثة.

في ختام هذه الثلاثية (على الرغم من أنه كان من المفترض أن يكون هذا هو الجزء الثاني، بقدر ما يمكن أن يكون ذلك مهمًا نظرًا لعدم وجود روابط حبكة بين الأفلام الثلاثة)، يغير الكاتب/ المخرج داغ يوهان هاوغرود نهجه قليلاً.

في حين أن الفيلمين السابقين تناولا العلاقات بين البالغين، فإن فيلم ”أحلام“ يتناول موضوع الإعجاب الأول كما هو من خلال عيون فتاة في الخامسة عشرة من عمرها.

هذه الفتاة هي ”يوهان“ التي تؤدي دورها الموهبة الصاعدة (إيلا أوفيربي) التي تجتمع مع المخرج، مثل معظم الممثلين الرئيسيين، بعد أن ظهرت سابقًا في فيلمه ”احذروا الأطفال“ الذي أنتجه عام 2019.

تتغير حياتها عندما تلتقي بمعلمتها الجديدة جوهانا (سيلومي إمنيتو)، التي ترتبط معها في البداية بسبب تشابه اسميهما الأولين المتشابهين في التهجئة.

ويتحول الاحترام المتبادل إلى صداقة، وفي النهاية تجد يوهان نفسها مغرمة بجوهانا. لا ينتج عن ذلك أي شيء غير لائق على الإطلاق، لكن كتاباتها حول هذا الأمر تصبح مصدرًا للتوتر والتأمل الذاتي داخل الأسرة، حيث تبدأ والدتها (آني دال تورب) وجدتها في تذكر أحلامهما التي لم تتحقق.

وهناك شكوك مشروعة حول محتوى ما كتبته يوهان عن الموضوع الذي وصفته بنفسها بأنه خيالي، خاصة عندما تطل فكرة النشر برأسها..

في حين أن فيلم ”الجنس“ كان يدور في المقام الأول حول الانجذاب، بينما يتناول فيلم "الحب" تعقيدات العلاقات (ويعمل بشكل أفضل كذروة لثلاثية حيث تكون مدينة أوسلو نفسها شخصية رئيسية أيضًا)، يقع فيلم ”أحلام“ بشكل مثالي بين الاثنين، حيث يلتقط الفروق الدقيقة في الرغبة وما إذا كان يجب التصرف بناءً عليها أم لا، مع وجود الإعجاب الذي يعمل أيضًا كمحفز لنضج يوهان العاطفي والفني.

إنه فيلم محرج (عن عمد)، بطريقة محببة للغاية، حيث ينقل أداء (إيلا أوفيربي) كل طبقات اليقظة الجنسية للمراهقين مع الحفاظ على المزاج العام عفيفًا تمامًا، الأداء الرئيسي للبطلة هو أيضًا مفتاح نجاح الفيلم في مجال يميزه عن العملين المصاحبين له: الاستخدام المكثف للتعليق الصوتي، مما يتيح لنا الوصول إلى مشاعر يوهان في شكل أدبي.

إنه جانب جديد من جوانب شخصية هاوغرود الإبداعية التي تتسم بالأدبية دون أن تكون مبالغًا فيها، والطريقة التي أخرج بها الممثلة الشابة لإلقاء تلك السطور الحاسمة تجعل من العملية برمتها امتدادًا حيويًا لشخصية البطل وليس حيلة متطفلة متداخلة متطفلة.

إنه استكشاف لغرابة شخصيتها بقدر ما هو استكشاف للعمل الجسدي الذي تقوم به، مع إظهار الموهبة الحقيقية للفتاة، في ما يمكن أن يصبح في نهاية المطاف مهنة قابلة للتطبيق في مجال الفنون.

على هذا النحو، يعتبر هذا الجزء في السلسلة من الناحية الفنية، نقطة الدخول المثالية للجمهور الأصغر سنًا (قليلًا)، أي محبي السينما الناشئين الذين يقتربون من الثلاثية التي تظل مشروعًا موجهًا جدًا نحو الفن السابع.

وبمجرد دخولهم إلى عالم هاوغرود من خلال أحلام يوهان، سيكون من الأسهل الانتقال إلى الجنس والحب بعد ذلك.

وعلى الرغم من أن هذه الأفلام قد تعمل كوحدات مستقلة بذاتها، وهي كذلك بالفعل، إلا أنه من المثير للاهتمام أيضًا أن ننظر إليها كوحدة رومانسية لموضوع شائك يُقدم بصدق ولمسة رقيقة.

 

####

 

راينر روثر يتسلم «كاميرا برلينالي 2025»

برلين ـ «سينماتوغراف»

تسلم الخبير السينمائي والمدير الفني لجريدة دويتشه كينماثيك، راينر روثر، كاميرا برلينالي اليوم الخميس في أكاديمي دير كونستي بحضور مدير برلينالي، تريشيا تاتل، وتوماس كروغر، رئيس المركز الفيدرالي للتربية المدنية، الذي ألقى خطاب تلقي الجائزة.

منذ عام 1986، منح المهرجان كاميرا برلينالي لتكريم الشخصيات والمؤسسات التي ساهمت بشكل خاص في صناعة الأفلام والتي يشعر المهرجان بالترابط الوثيق معهم.

عمل الدكتور راينر روثر مديراً فنياً لجائزة كينماتيك الألمانية ومنذ أبريل 2006 وهو مسؤول عن كلاسيكيات مهرجان برلين، ومن 2001 إلى 2019، كان عضوًا في لجنة الاختيار لمسابقة المهرجان الرئيسية.

وعلقت تريشيا تاتل، في هذه المناسبة، قائلة : "نحن نكرم راينر روثر لسنوات عديدة من العمل في خدمة الحفاظ على التاريخ السينمائي وبناء جسور بين التاريخ والسينما المعاصرة. تحت قيادته، نجح كينماتيك الألماني في جعل التراث الحي للفن السينمائي متاحاً بنجاح، وخلق الظروف للرقمنة ووضع استراتيجيات لفتحها أمام جماهير جديدة. نود أن نشكر راينر روثر بشكل خاص على عمله كأمين متحمس ألهم عدد لا يحصى من الزوار إلى المهرجان بعمله".

 

####

 

ضمن فعاليات «برلين السينمائي الـ 75» ..

الممثل البريطاني سام رايلي يجسد شخصية «مدرب تنس» في فيلم «جزر»

برلين ـ «سينماتوغراف»

قال الممثل البريطاني سام رايلي الذي ذاع صيته بتجسيد شخصية إيان كيرتس في فيلم "كونترول" عام 2007 إنه يستطيع التعاطف مع مشاعر إهدار الإمكانات التي تبتلي شخصيته في فيلم "جزر، Islands" وهو فيلم رعب أقيم عرضه الخاص الأول عالمياً في مهرجان برلين السينمائي الـ 75، وهو

من إخراج جان أولي جيرستر وسيناريو كتبه مع لوري دوران وبلاج كوتين.

وقال رايلي في برلين السينمائي عن فرصته للعب دور المغني الرئيسي لفريق جوي ديفيجن "حصلت على هذه الفرصة الرائعة عندما كان عمري 26 عاما لكن حياتي كانت فوضوية بمجرد حصولي عليها".

وأضاف رايلي الذي كان المغني الرئيسي لفريق 10000 ثينجز من المدينة الإنجليزية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين "ثم تحولت الأمور إلى شيء مختلف تماما. لكن كان من الممكن أن أستمر في حياتي كنجم روك من ليدز يشرب حتى الموت".

ويجسد رايلي في فيلم "جزر" دور مدرب تنس يعمل في منتجع على جزر الكناري بإسبانيا ويقع في حب والدة أحد طلابه، التي تلعب دورها الممثلة الفرنسية ستايسي مارتن.

ويتورط رايلي على نفقته الخاصة في مشاكلها الزوجية، التي تزداد حدة بعد اختفاء زوجها، الذي يلعب دوره جاك فارثينج، بعد قضاء ليلة في المدينة.

ويتذكر رايلي، الذي لعب دور جاك كيرواك في فيلم "على الطريق" عام 2012، كيف كان الناس يقتربون منه لتلقي دروس التنس أثناء التصوير، الذي جرى في موسم فندقي خلال موسم الذروة.

وقال رايلي: "جاء إلينا رجل وقام بمشهد به تمارين رياضية مائية، وهو ما لا يقدمه الفندق، وكان الضيوف يتسلقون المسبح للانضمام إلينا".

وفيلم "جزر" هو أول فيلم ناطق باللغة الإنجليزية للمخرج الألماني جان أولي جيرستر، وقد استوحاه من مدرب تنس حقيقي في منتجع عطلات في فويرتيفنتورا.

وقال إن الرجل بدا ضائعًا ووحيدًا بعض الشيء. وقال جيرستر، كاتب السيناريو أيضًا: "بدأ الأمر كدراما لشخصية منفصلة عن العالم من حولها".

وأضاف: "أنا مفتون بمأساة الإمكانات غير المحققة ولماذا يصعب علينا أحيانًا أن نسعى إلى الأشياء التي هي جيدة حقًا لنا والتي نريدها".

وقال جيرستر إنه أثناء تطوير السيناريو، كانت هناك، لدهشته، عناصر من أفلام الجريمة والإثارة.

وقال: "لقد ذهبنا إليه، وتحول إلى مزيج من الدراما والإثارة والمغامرة".

سيتم إطلاق فيلم "Islands" في دور السينما في 8 مايو المقبل.

 

####

 

بعد حصوله على 4 جوائز في «برلين السينمائي» ..

هل يحصد «هونغ سانغ سو» الدب الذهبي الـ 75 عن فيلمه «ماذا تقول لك الطبيعة؟»

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

هل سيفوز المخرج الغزير الإنتاج بجائزة الدب مرة أخرى؟ ربما الذهبية؟، فيلمه الثالث والثلاثون يستحق جوائز أكثر من العديد من أفلامه السابقة الفائزة بمهرجان برلين السينمائي الدولي..

هل هذا هو العام الذي يمنح فيه مهرجان برلين السينمائي الدولي أخيرًا المخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو الجائزة الكبرى؟

في السنوات الخمس الماضية، فاز المخرج الغزير الإنتاج بأربع جوائز: الدب الفضي لأفضل مخرج في عام 2020 عن فيلم The Woman Who Run؛ والدب الفضي لأفضل سيناريو في عام 2021 عن فيلم Introduction؛ وجائزة الدب الفضي للجنة التحكيم الكبرى في عام 2022 عن فيلم The Novelist’s Film؛ وجائزة الدب الفضي للجنة التحكيم الكبرى في عام 2024 عن فيلم A Traveler’s Needs.

لا يمكن لجان التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي أن تكتفي، ويبدو أن تشكيلة مسابقة مهرجان برلين السينمائي الدولي غير مكتملة بدون فيلم هونغ. يبدو أن الدافع الجنوني لتقديم أفلامه باستمرار للجوائز يشير إلى اتجاه واحد: المهرجان يريد حقًا منحه الدب الذهبي مرة واحدة وإلى الأبد.

وبقدر ما أصبح من المستحق أن نشهد مستويات رائعة في المنافسة، فهناك حجة قوية يمكن تقديمها لفوز فيلم What Does That Nature Say to You (ماذا تقول لك الطبيعة) بجائزة الدب الأكبر هذا العام.

إن فيلم هونغ سانغ سو الثالث والثلاثين عمل مكتوب بمهارة ومرتب بشكل صحيح. مع كل الزخارف، بطبيعة الحال.

يبدأ الفيلم الذي كتبه وقام بتحريره وتصويره وتصميمه وإنتاجه وإخراجه هونغ، بالشاعر الثلاثيني المكافح دونغ هوا (ها سيونغ جوك) الذي يقود صديقته التي تربطه بها علاقة منذ ثلاث سنوات، جونهي (كانغ سويي) من سيول إلى منزل والديها خارج إيتشيون.

وهناك، يكتشف أن منزل عائلتها أكبر وأكثر فخامة مما كان يتصور.

ويتحول لقاء صدفة مع والد جونهي أوريونغ (كوون هاي هيو) في الممر إلى يوم طويل مع العائلة بأكملها.

كل شيء يسير على ما يرام مع الأب والأخت، ولكن الشقوق الصغيرة تبدأ في الظهور مع تقدم اليوم، وتبلغ ذروتها في نوبة سُكر مميزة أثناء عشاء منزلي مع الأم سون هي (تشو يونهي)، التي تكتب الشعر أيضًا.

في سرد قصة عائلة تفحص بذكاء الخاطب، يتناول هونغ دور الفنان في المجتمع المعاصر والقلق الاقتصادي الذي يستتبعه ذلك، فضلاً عن الشكاوى غير المعلنة داخل الأسر - وخاصة والد دونغ هوا الناجح، والذي يبدو أنه يغذي داخله التوتر بشأن حياته وامتيازاته.

نظرًا لأن الفيلم تم تصويره بأسلوب غير رسمي متعمد ودقة منخفضة يحاكي التركيز الناعم الذي يرى به دونغ هوا العالم بدون نظارته، فإن الجمهور يواجه مساحة رأسه.

من الصعب ألا نرى الشخصية باعتبارها شيفرة للمخرج، الذي ولد في عائلة صناعة أفلام، والطريقة التي يصور بها هونغ بصراحة هذا الفنان الطموح الذي يتعين عليه مواجهة نفسه وما يعتبره دعوته الكاملة ليست مثيرة للتفكير فحسب، بل إنها مضحكة بشكل محبب في كثير من الأحيان.

فهل يفعلها «هونغ سانغ سو» ويحصد الدب الذهبي؟

سنكتشف ذلك غداً في ليلة توزيع جوائز الدورة الـ 75 لمهرجان برلين السينمائي.

 

####

 

الوثائقي الوحيد بمسابقة «برلين السينمائي الـ 75» ..

مراجعة | Timestamp لـ كاترينا غورنوستاي فيلم يحتفي بالحياة في مواجهة الشدائد

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

إذا كان فيلم فيتالي مانسكي الوثائقي ”وقت الهدف، Time to the Target “، الذي عُرض عالميًا في منتدى برليناله قبل أيام، يصور الحياة بعيدًا عن خطوط المواجهة في مدينة "لفيف" في أقصى غرب أوكرانيا، فإن كاترينا غورنوستاي اختارت نظرة أكثر تأكيدًا على الحياة، ولكن ليس أقل قوة، على كيفية عمل تلاميذ المدارس والمعلمين في جميع أنحاء البلاد في فيلم الطابع الزمني Timestamp، الذي عُرض في مسابقة برلين السينمائي الـ 75. وهو الفيلم الوثائقي الوحيد هذا العام، وأول فيلم أوكراني منذ فيلم كيرا موراتوفا ”ثلاث قصص، Three Stories“ عام 1997، الذي ينافس على جائزة الدب الذهبي.

فيلم ”Timestamp“ هو متابعة غورنوستاي لفيلم ”ستوب-زيمليا“، وهو عمل روائي لعب فيه مراهقون غير محترفين دور طلاب في المرحلة الثانوية، وقد فاز بالدب الكريستالي في مهرجان برليناله عام 2021. إلى جانب الموضوع الشامل، يشترك الفيلمان في بنية تشبه الفسيفساء التي تغمر المشاهد في عالم معين، بدلًا من توظيف السرد المباشر.

صُوّر الفيلم الوثائقي الذي تم تصويره بين مارس 2023 ويونيو 2024، ويُفتتح بفصول وممرات مدرسية فارغة. تترافق هذه اللقطات التي يتم تكبيرها أو تحريكها ببطء مع تصميم صوتي مخيف، مما يبرز محدودية هذه الأماكن. ولكن سرعان ما ندخل إلى فصل التربية البدنية في بوتشا، حيث تتحرك كاميرا أوليكساندر روشين المحمولة باليد في صالة الألعاب الرياضية المزدحمة بين اللقطات المقربة للطلاب.

تتناوب البلدات والمدن مع مدارسها وبنيتها التحتية الأخرى التي عانت من درجات مختلفة من الضرر، ودائمًا ما يتم إدراج اسم الموقع ومسافته من الحدود أو الخطوط الأمامية.

تساعد هذه الطريقة على توجيه المشاهد، كما تعطيه فكرة عما يمكن أن يتوقعه: فالأماكن الأقرب إلى العمليات الحربية عادةً ما تكون أكثر تضررًا أو في الواقع مدمرة تمامًا.

في مدينة بوروديانكا، وهي مدينة محررة في منطقة كييف، اختفت المدرسة بالكامل، ونرى معلمة رياضيات تلقي محاضرة في فناء منزلها الخلفي.

ستشاهد السيدة نفسها فيما بعد وهي تحتج مع أولياء الأمور والمعلمين الآخرين ضد الحكومة المحلية والمقاولين الذين لم يعيدوا بناءها بعد رغم التبرعات التي قدمتها ليتوانيا.

تتمتع حياة الطلاب، بدءًا من أصغر الأطفال حتى الخريجين، بما يشبه الحياة الطبيعية على الرغم من الإنذارات المتكررة بالغارات الجوية ولحظات الصمت الحتمية، مع مشهد سريالي بشكل خاص يصور مدرسة داخل محطة مترو.

ومن الطبيعي أن يكون تعليمهم الآن أكثر ميلاً لمهارات البقاء على قيد الحياة والوطنية، ولكن أيضاً للتسامح.

يشرح مدرس في حصة الفيزياء الاختلافات الهيكلية بين الملاجئ المختلفة؛ ويسأل أستاذ التاريخ طلابه عن محو الثقافة الأوكرانية في روسيا القيصرية والاتحاد السوفييتي؛ ويتلقى الأولاد الأكبر سنًا، الذين قد يتوقعون قريبًا التوجه إلى الجبهات، تعليمات مفصلة حول كيفية تطبيق عاصبة النزيف؛ ويتعلم تلاميذ المدارس الابتدائية عن الإعاقات والمساواة بين الأعراق والأجناس.

وطوال الفيلم، تتسم الإضاءة والألوان بالدفء والحماسة، مما يعكس فكرة أن الحياة تكون في أوج حيويتها عندما يواجه المرء خطر الموت.

ومع تقدم الفيلم الوثائقي نحو حفلات التخرج على الإنترنت وفي الموقع، يصبح الفيلم أكثر تركيزًا وعاطفة.

فيلم ”Timestamp“، الذي يسكنه مئات الأطفال والشباب، هو عمل يحتفي بالحياة والوعد بالمستقبل في مواجهة الشدائد.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.02.2025

 
 
 
 
 

المخرج كريم الشناوي: "ضي" يخاطب القلوب والكينج إضافة مهمة

المخرج المصري أكد للعربية.نت أنه منتظر آراء الجمهور حول "ضي" بعد عرضه في مهرجان برلين السينمائي

العربية.نت - محمد حسين

مخرج مختلف وله أعمال متنوعة ومتميزة، يشارك فيلمه الجديد "ضي" في مسابقة أجيال بمهرجان برلين السينمائي الدولي. وفي حديثه مع موقع "العربية.نت" كشف عن سعادته بهذه المشاركة في مهرجان عريق مثل برلين، كما تحدث عن رحلته مع الفيلم وأسباب إخراجه له، ومشاركة الكينج محمد منير في الفيلم وأهميتها، وأيضا وجود عدد كبير من ضيوف الشرف، وسر انجذابه لفيلم "ضي" وأعماله القادمة في رمضان.

وعبر المخرج كريم الشناوي عن سعادته الكبيرة بمشاركة فيلمه ضي (سيرة أهل الضي)، في مسابقة "أجيال" داخل مهرجان برلين السينمائى الدولي في دورته 75، حيث يُعرض الفيلم فى خمسة عروض قائلا إن لديه فضولا كبيرا كي يعرف رأي الجمهور وردود أفعالهم في برلين حول الفيلم.

ضيوف الشرف

وتحدث كريم عن رحلة فيلم "ضي" قائلا إنه تجربة خاصة جدا بالنسبة له، فهو تحمس لهذا الفيلم الذي لمس قلبه وأراد أن يلمس قلوب الناس ويتأثروا به، لذلك بحث عن شخصيات حقيقية وفكرة مشاركة ضيوف الشرف كانت مهمة منذ البداية ومكتوبة، وقد استمتعوا هم بدعم نجوم الفيلم.

وعن مشاركة الكينج محمد منير أكد كريم أنه كان مهما جدا مشاركة منير لأنه جزء من رحلة الفتى ضي الموسيقية، وقد استمتع للغاية بتصوير هذه المشاهد مع الكينج.

وأضاف كريم أنه أراد صنع فيلم عائلي وحقيقي يشعر بهيكل من يشاهده من خلال الأحلام والمخاوف والرحلة التي يخوضها ضي، فهو عن رحلة فتى ألبينو نوبي من خلال مخاوفه وأحلامه الكبيرة ومدرسة الموسيقى وعائلته ومخاوفهم، لقد أراد أن يلمس الفيلم قلوب الناس بعد مشاهدتهم.

وأكد أنه يتحمس دائما بعد مشاهدة الجمهور لأفلامه، ويتابع ردود الأفعال، ويلمس شغفهم، فهذه هي متعة السينما بالنسبة له.

وعن أعماله الجديدة قال كريم إنه يشارك بمسلسل لام شمسية في موسم رمضان المقبل، وهو من بطولة أمينة خليل وأحمد السعدني ويسرا اللوزي ومحمد شاهين.

 

العربية نت السعودية في

21.02.2025

 
 
 
 
 

"يونان".. حكاية من حياة المخرج أمير فخرالدين بعيدا عن وطنه

الفيلم يروي قصة منير الكاتب والمثقف المغترب في ألمانيا.

برلينيشارك فيلم "يونان" للمخرج السوري أمير فخرالدين في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث ينافس 19 فيلما على جائزة الدب الذهبي الكبرى في المهرجان والتي سيعلن عن الفائز بها في 22 فبراير الجاري.

ويروي الفيلم قصة الكاتب والمثقف المغترب في ألمانيا منير، الذي يعيش في حالة من اليأس، مما يدفعه للانعزال في جزيرة نائية بحثا عن السكون للتأمل واتخاذ قرار مصيري. في تلك العزلة، تلاحقه ذكرى حكاية غامضة روتها له والدته في طفولته وتتشابك مع واقعه الحالي.

في الجزيرة النائية يلتقي منير بمالكة الفندق الذي يقيم فيه، فاليسكا وابنها الشاب كارل. ومن خلال لحظات بسيطة من اللطف وروابط إنسانية غير متوقعة، تبدأ عزلته بالتلاشي تدريجيا وتتحول حالة اليأس التي يعانيها إلى إحساس متجدد بالأمل، حيث يعيد اكتشاف جمال العلاقات الإنسانية ومعانيها، ويعيد التفكير في مفهوم الوطن والغربة.

أمير فخرالدينأستكشف موضوع الوطن في ثلاثية سينمائية

وقال مخرج الفيلم وكاتب السيناريو أمير فخرالدين، الذي تنحدر عائلته من هضبة الجولان السورية المحتلة، إن فيلمه “يونان” مستوحى من تجربته الشخصية في المنفى وشوقه إلى وطن.

الفيلم من بطولة الممثل والكاتب اللبناني جورج خباز الذي يلعب دور منير، وهو جزء من ثلاثية بدأت بفيلم “الغريب” عام 2021. وبدأ المخرج في الآونة الأخيرة العمل على الجزء الأخير من ثلاثيته بفيلم “نوستالجيا”.

وأوضح فخرالدين أن “فيلم ‘يونان‘ بدأ كتأمل في النزوح، وفي المساحات الهادئة التي يخلقها النزوح داخلنا وحولنا. أردت استكشاف ما يحدث عندما يختفي المألوف، عندما ينكسر شعور الوطن والانتماء، تاركًا لنا مهمة الإبحار في الصمت الذي يليه.” وأضاف أن إيقاع قصته هو “الانغماس والفقد والعودة. ما يختفي لا يختفي إلى الأبد، لكنه لا يعود دون تغيير.”

وقال المخرج وهو من أصول فلسطينية وسورية “اقتطع مسقط رأسي من وطني.. من سوريا.. لا أستطيع الذهاب إلى هناك.”

وكانت هضبة الجولان الإستراتيجية تحت السيادة السورية حتى احتلت إسرائيل معظمها خلال حرب 1967 ثم ضمتها في 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.

وأضاف ”هذا موطن لا أعرفه، ولم أزره قط. كان ذلك في الستينات من القرن الماضي لكني حلمت كثيرا بهذا الوطن.”

وأضاف فخرالدين الذي يعيش الآن في ألمانيا “تجربة المنفى هذه شكلت بطريقة ما فكرة الثلاثية بأكملها.. قلت لنفسي: سأستكشف موضوع الوطن.”

وقال خباز الذي نال الشهرة بعد أن قام ببطولة فيلم “تحت القصف” عام 2007، للصحافيين في العاصمة الألمانية إنه فوجئ عندما عرض عليه الدور لأنه لا يتحدث الألمانية. وأضاف “ساعدني البعد كثيرا، الغربة عن اللغة، والغربة عن المكان، والغربة عن الأشخاص.”

وتابع قائلا “كنت في حالة غربة فظيعة لما رحنا على الجزيرة. مثل ما شوفتو هذه الجزيرة القاحلة الغريبة اللي عندها طقوسها الطبيعية الغريبة. كانت كل حالة الغربة.. ساعدتني كثيرا في بناء الشخصية وفي الحالة التي رأيتموني عليها في الفيلم.”

 

العرب اللندنية في

21.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004