ملفات خاصة

 
 
 

فيلم نرويجي عن الرغبة المثلية يفوز بجائزة “الدب الذهبي” بمهرجان برلين الـ75

أمير العمري- برلين

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أسدل الستار عمليا، مساء السبت 22 فبراير، على الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي مع الإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، باقي المسابقات. ومع بقاء عروض المهرجان العامة في اليوم التالي بعد الختام!

ويمكن القول بشكل عام، أن دورة اليوبيل الماسي لحقت بسابقاتها في السنوات السبع الأخيرة، من حيث الضعف العام الذي شاب الكثير من أفلام المسابقة الرسمية الـ19 التي عادة ما يتركز عليها الاهتمام الأكبر والتي تصبغ أي مهرجان دولي وتعتبر واجهته. ويحدث هذا رغم تغير المدير الفني مجددا هذا العام، بعد إقصاء المدير الإيطالي والاستعانة بالأمريكية تريشيا تاتل.

والواضح أن يد المديرة الفنية ليست مطلقة في التصرف في اختيارات المهرجان، بل ربما تخضع للجان الاختيار التي تتكون في معظمها من عناصر نسائية تميل للمثلية الجنسية والمواضيع النسائية بوجه عام، وتنحاز لسينما المخرجات، والمواضيع التي تتعلق بالمثلية التي ود منها عدد كبير من الأفلام سواء في المسابقة أو خارجها، بل إن تريشيا تاتل تنتمي أيضا إلى نفس النوعية المنحازة التي تفضل أيضا الأفلام التي اطلق عليها “أفلاما منحرفة”، أي perverse وذلك بالمفهوم الفني وليس الأخلاقي، فالمسابقة عموما تكتسي بصبغة واحدة هي الخروج عن المألوف، عن السرد المثير للاهتمام، عن المواضيع القوية التي تشغل الدنيا، سواء من الناحية السياسية أو النفسية أو الإنسانية عموما، وتجنح معظم الأفلام إلى الغرابة، والمواضيع “الصغيرة” والسيناريوهات “المنياتير”miniature  التي تعرض لتجارب شديدة الخصوصية، من خلال أساليب بسيطة للغاية، تفتقد إلى التعقيد أو التركيب الفني الذي يضفي على أي عمل فني قوته وشموخه وقدرته على مقاومة الزمن. فمن المشكوك فيه كثيرا أن يبقى أي فيلم من أفلام المسابقة في الأذهان بعد نهاية المهرجان!

ولتوضيح ما أقصده وحتى لا يساء الفهم، فالمقصود هنا لا الانحياز للسينما التقليدية، سينما قصص الوعظ الأخلاقية أو المثيرة على غرار أفلام هوليوود، أو أفلام الرسالة أيا كان نوعها، بل يمكن جدا أن يجنح صانع الفيلم إلى سياق سرد وأسلوب شعري، يستمد مفرداته من لغة الشعر، لكن يظل الفيلم عملا كبيرا قويا يبقى في الذاكرة، ويحضرني هنا كمثال، أفلام المخرج الأمريكي تيرنس ماليك التي ليس من الممكن اعتبارها أفلاما هوليوودية تقليدية، أو تجريدها من سمة الفن الرفيع.

تريشيا تاتل التي سبق أن أدارت مهرجانا مخصصا لأفلام الشواذ من الجنسين في لندن قبل أن يسند إليها منصب مديرة مهرجان لندن السينمائي، ركزت اختياراتها على النوعية التي تبتعد عن التعبير القوي المتفرد كما نرى في أفلام مسابقة مهرجان فينيسيا مثلا (أفلام مثل شكل الماء، أشياء بائسة، روما، الأرجنتين 1985، مازلت هنا.. إلخ) أو في مهرجان كان (أنورا، إيميليا بيريز، كل ما نتخيله كضوء، بارثينوبي، فتاة الإبرة.. الخ).

وقد يكون من مشاكل مهرجان برلين أيضا، التدخل الحكومي من أعلى في مسار المهرجان، خصوصا بغرض تعقيمه سياسيا خشية ما يمكن أن يصرح به السينمائيون من انتقاد للسياسات الغربية عموما، وخصوصا انتقاد دولة إسرائيل التي تعتبر عند السلطة الألمانية (ربما مرغمة!) كيانا مقدسا لا يجب المساس به كما حدث العام الماضي عندما قامت القيامة بعدما وجه عدد من السينمائيين من فوق منصة حفل الختام، انتقادات شديدة للسياسات الإسرائيلية والأعمال الهمجية التي تمارسها في قطاع غزة مثل أعمال التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وهو ما يعتبر في الأعراف السياسية الألمانية نوعا من معاداة السامية- بكل أسف!

لقد خضعت اختيارات إدارة المهرجان هذا العام إذن، للضغوط التي أدت إلى الابتعاد عن الصيغة السياسة التي كانت تميز المهرجان ومناقشاته في الماضي، أي في زمن مديره الأسبق ديتر كوسليك، طبعا باستثناء الموضوع الذي يهم السلطات الألمانية والغرب عموما ويضعونه فوق أي اعتبار، وهو موضوع الحرب في أوكرانيا، مع اتخاذ موقف شائن يتمثل في استبعاد جميع الأفلام التي تنتمي إلى واحدة من أعظم السينمات في العالم، وهي السينما الروسية!

بعد مسابقة ضعيفة المستوى، لم يظهر فيها الفيلم- التحفة ولا حتى العمل الرفيع المستوى الذي تقل فيه المشاكل والسقطات والأخطاء الفنية، فاز فيلم “أحلام: حب الجنس” Dreams: Sex Love أو (أحلام: قصص أوسلو) بجائزة الدب الذهبي، وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأمريكي تود هاينز في حفل توزيع الجوائز إن الفيلم “تأمل في الحب والرغبة والشهوة”. وأضاف أنه يتميز بملاحظة واضحة وكاميرا ذكية وأداء مثالي.

ويروي الفيلم النرويجي لمخرجه داجيوهان هاوجيرود موضوعا يتعلق بفتاة مراهقة في الـ17 من عمرها، طالبة في الثانوي، تقع في حب معلمتها السوداء من أصل افريقي. ومع ذلك، فإن المعلمة ترفض في النهاية وبعد سلسلة من اللقاءات، الاستجابة لمشاعر الفتاة أو التمادي معها. وبدافع من والدتها وجدتها، تعالج الفتاة تخيلاتها وما ينتج من مضاعفات بسبب انتهاء العلاقة الافتراضية التي قامت أساسا في خيالها، من خلال تسجيل يومياتها والتعبير عن مشاعرها في شكل رواية. والفيلم هو الجزء الثالث من ثلاثية لمخرج هاوجيرود التي تدور حول الحب والجنس. ويطغى عليه المونولوج أو السرد الصوتي الكثيف كما لة كانت تقرأ من صفحات الرواية، بحيث أصبح العمل ثقيل الوطأة كثيرا.,

جائزة لجنة التحكيم الكبرى ذهبت إلى فيلم  O’ltimo azul للمخرج البرازيلي غابرييل ماسكارو. ومُنحت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم “الرسالة” El mensaje للمخرج الأرجنتيني إيفان فوند.

أما جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج، فحصل عليها المخرج الصيني هوو مينج عن فيلمه البديع “عيش الأرض” (Living the Land). وحصلت الممثلة الأسترالية روز بايرن على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “لو كان عندي ساقان لركلتك” If I Had Legs I’d Kick You، وحصل الأيرلندي أندرو سكوت على جائزة أفضل ممثل عن دوره المساعد في لعبة “القمر الأزرق” Blue Moon.

ونال المخرج الروماني رادو جود، جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو عن فيلم Kontinental ’25 وهو من الأفلام القليلة في المسابقة التي ترتبط بما يحدث في عالم اليوم، وحصل فيلم Liat للمخرج براندون كرامر على جائزة أفضل فيلم وثائقي.

وحصل الفريق التقني الفني للفيلم الفرنسي “برج الثلج” The Ice Tower على جائزة الإبداع الفني.

ستكون لنا وقفة مع بعض هذه الأفلام وغيرها من خارج المسابقة الرسمية، خصوصا الفيلم السويسري الألماني “نوبة عمل متأخرة” Night Shift الذي أعتبره التحفة السينمائية الوحيدة في المهرجان حتى لو كان قد عرض في برنامج “وجهات نظر” وليس في المسابقة الرسمية، لكن هذه هي اختيارات اللجان والمديرة الجديدة الأمريكية التي لا أعتقد شخصيا أنها ستستمر في منصبها في برلين طويلا، بسبب خيبة الأمل الكبيرة التي نتجت عن اختياراتها الضعيفة. وسوف نرى.

 

موقع "عين على السينما" في

22.02.2025

 
 
 
 
 

«المستعمرة».. سينما الضوء والصوت والإحساس الهامس!!

طارق الشناوي

لكل عمل فنى مفتاح، إنها النسبة الزئبقية التى لا تستطيع تحديدها بدقة. تختلف حسب طبيعة الفيلم. تحدد العلاقة بين الشريط والجمهور. (الترمومتر) هو المعلومة الدرامية. ما الذى تقدمه للمتفرج وما الذى تضيفه أنت؟.

السينما فى تطورها كلغة صارت تزيد من هامش الإيجابية، وكأنك تصنع بتلك الإضافات فيلمك أنت، تنازع المخرج على الفيلم. المعلومات عن الشخصيات والمكان والزمان تتسرب بانسياب بلا أدنى تعمد. تمنحك فقط بداية الخيط. هناك قدر من القتامة والضبابية والمأساوية تسيطر على الجو العام لفيلم (المستعمرة) لمحمد رشاد، والذى عُرض فى قسم (وجهات نظر) بمهرجان برلين.

الشريط بكل تفاصيله من أول تسكين الممثلين، عدد منهم يقف أمام الكاميرا لأول مرة. الأداء المفرط فى طبيعته أحد عناصر خصوصية الفيلم. يمهد لك أيضًا (أبجدية) التلقى. أنت داخل مصنع (الخردة) العتيق، حيث يجرى القسط الأكبر من الأحداث. المكن العجوز، الذى يتجاوز عمره الافتراضى وكأنه يئن من قسوة وتراكم السنين. التجاعيد تعيشها أيضًا الآلات الحديدية. الحركة المتعثرة والإضاءة الخافتة تسهمان فى تأكيد هذا الإحساس. البيت الذى نراه قبل رؤية المصنع مقبض فى كل تفاصيله. الأم الأربعينية، صارت أرملة، مصابة بما يُعرف شعبيًّا بـ(قدم الفيل)، معاقة حركيًّا بنسبة كبيرة، لا يسند ظهرها سوى ابنيها، الأول شاب فى مطلع العشرينيات، والثانى مراهق يصغره بنحو ١٠ أعوام، ومع رحيل الأب يلعب الابن الكبير دور الأب، وهكذا نراه فى بداية الفيلم وهو يعنف شقيقه الصغير. تكرار مشهد المرهم الذى يضعه الابنان تباعًا على قدمى الأم يؤكد أن المواجهة مستحيلة، نرى المرض المتضخم بضراوة أمام أعيننا، بينما سلاح المواجهة يبدو هزيلًا، وكأنك تواجه (ديناصورًا) متوحشًا بـ(نبلة) بدائية.

فى المشاهد الأولى نرى الابن المراهق عندما يعثر فى الدولاب على مطواة، يتأملها مسرعًا، ثم يُعيدها فى لمحة إلى الدولاب، بينما فى المشهد الأخير، وبعد هروب شقيقه الكبير من مطاردة رجال الأمن، يأخذها من الدولاب محتفظًا بها ليؤكد شفرة القراءة التى بدأها معنا، أننا سنضيف بخيالنا ماذا بعد أن صارت المطواة فى حوزته؟، حتى علاقته بتلك الفتاة التى نراها داخل المصنع ليست قصة حب تقليدية، بقدر ما هى تعبير عن احتياج الطرفين لعلاقة ما، لا نستطيع تحديدها بدقة، الشريط كله مجموعة من أسئلة بلا إجابات قاطعة، حتى رحيل الأب، وتعويض ابنيه بالعمل، لم ندْرِ بالضبط كيف رحل، ومَن المسؤول، وكيف تمت الصفقة، مساحة الغموض تجمع الدراما والإضاءة والموسيقى وحركة الكاميرا وأداء الممثلين فى بوتقة واحدة.

شعرت بعد مشاهدة الفيلم أن مستقبل السينما المصرية مشرق، مادمنا وجدنا هؤلاء المبدعين وهم يتقدمون بجرأة وشجاعة، يعثرون على معادلات إنتاجية خارج الحدود، تسمح لإبداعهم بالتنفس.

جميل جدًّا ومنعش أيضًا أن يبزغ اسم مخرج مصرى ليطل علينا من (برلين) يمنحنا قدرًا من الثقة فى القادم. رغم كل المعوقات، فإن هؤلاء المبدعين يستطيعون أن ينفذوا ولو من ثقب إبرة، وعلينا فى نفس اللحظة أن نسارع باحتضانهم، لم نقدم مع الأسف لهذا الجيل شيئًا إلا فيضًا من المعوقات والتوجسات، الدعم المادى أوقفناه قبل نحو ٩ سنوات، كان يتيح للسينمائى الموهوب ومن كل الأجيال ضوءًا أخضر للإسهام فى تنفيذ مشروعه، فيلم داوود عبدالسيد (رسائل بحر) نموذجًا.

ومع توقف الدعم وفى السنوات العشر الأخيرة ازدادت شراسة مخالب الرقابة، وغالبًا هناك قراءة متوجسة خارج النص، تنظر دائمًا بعين الريبة لكل ما هو خارج السياق العام والمحفوظات العامة، ومع الأسف صار هذا الصوت المتحفظ له مريدوه فى الشارع، والأغرب أن من بين المؤيدين والمروجين عددًا من المبدعين، الذين تبنوا نظرية باطلة بأن الفن المسؤول الأول عن حالة التردى والانفلات فى الشارع، ومنحوا المصادرة غطاء شرعيًّا.

يواكب الفيلم تعيين رقيب جديد للسينما يؤمن بالحرية، الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، الفيلم عُرض فى

(برلين) قسم جديد (وجهات نظر)، والذى يحتفى بالنظرة الجديدة للسينما فى العالم.

سبق أن شاهدت الشريط مرتين، الأولى قبل نحو العام (نسخة عمل)، والثانية بعد اكتماله وعرضه بالمهرجان.

نسخة العمل هى الشريط قبل الرتوش الأخيرة فى المونتاج والمكساج والموسيقى، ولكنها بالنسبة لعين المحترف تستطيع أن تقرأ من خلالها حالة الفيلم.

وتتأكد بعد إضافة الرتوش أننا بصدد مخرج صاحب رأى ورؤية، ومعه عدد من الموهوبين الذين يستحقون الحفاوة، وهم الممثلون أدهم شكر وزياد إسلام وعماد غنيم ومحمد عبدالهادى وهنادى عبدالخالق وهاجر عمر، وصوت محمد صلاح وأحمد عدنان. والموهوبون بزيادة المونتيرة هبة عثمان، ومدير التصوير محمود لطفى، وديكور ياسر الحسينى، وملابس سلمى سامى، وجرافيكس عطية أمين، وموسيقى طونى أوفروو.

فيلم مشرف يؤكد أن الإبداع، رغم كل الظروف المعاكسة، قادر على الحياة!!.

 

المصري اليوم في

22.02.2025

 
 
 
 
 

المخرج البرازيلي الواقعي الفانتازي

غابرييل ماسكارو لـ"إيلاف": السينما أداة للتحرر وكسر القيود

 أحمد العياد

إيلاف من برلينعلى مدار سنوات، استطاع غابرييل ماسكارو أن يترك بصمته في السينما البرازيلية والعالمية بأسلوبه الفريد الذي يمزج بين الواقع والفانتازيا، وبين النقد الاجتماعي والصورة السينمائية الشاعرية.

في فيلمه الجديد "O Último Azul" (The Blue Trail)، الذي عُرض في الدورة الـ75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، يأخذنا ماسكارو في رحلة تأملية عميقة داخل غابات الأمازون، حيث تواجه امرأة سبعينية قرارًا مصيريًا بالانتقال إلى مستعمرة لكبار السن. لكنها ترفض هذا المصير، وتقرر أن تبحث عن حريتها الخاصة، بعيدًا عن القيود المفروضة عليها.

في حوار مع "إيلاف" يكشف ماسكارو عن تفاصيل بناء الشخصيات، الصعوبات التي واجهها أثناء التصوير في الأمازون، وكيف يرى السينما كأداة لطرح قضايا سياسية وإنسانية.

*ما الذي دفعك لاختيار قصة امرأة مسنّة تبحث عن الحرية؟

- لطالما كنت مهتمًا بالشخصيات التي تعيش على الهامش، الشخصيات التي لا يمنحها المجتمع فرصة لإعادة اكتشاف نفسها. في أغلب الأفلام، نرى كبار السن يعيشون حياة هادئة، يعتنون بأحفادهم أو يقضون وقتهم في أنشطة تقليدية، لكنني أردت أن أكسر هذا التصور النمطي. لماذا لا يمكن لشخص مسنّ أن يخوض مغامرة، أو يواجه النظام، أو يقرر بدء حياة جديدة؟، الفيلم يبدأ وكأن النظام يمنح بطلته "فرصة جيدة" من خلال إرسالها إلى مستعمرة سكنية لكبار السن، حيث يمكنها العيش براحة في سنواتها الأخيرة. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، فهذه "الراحة" ليست سوى حرمان من الحرية. بدلًا من أن تستسلم، تقرر الهروب، وتبدأ في البحث عن معنى جديد لحياتها. كانت هذه الفكرة الأساسية التي بنيت عليها القصة: الحرية لا يجب أن تكون حكرًا على الشباب فقط.

*استخدمت جواز السفر كرمز لقيود السفر، لكنك أظهرت كيف يمكن كسر هذه القواعد. كيف طوّرت هذا العنصر في القصة؟

- في كل الأنظمة القمعية، هناك دائمًا ثغرات، وأشخاص مستعدون للتعاون معك سرًا. حتى في أكثر الأنظمة صرامة، ستجد من يساعدك على تجاوز الحدود. في الفيلم، جواز السفر يمثل القوانين الجامدة التي تمنع الناس من التنقل بحرية. لكن البطلة تجد شخصًا يساعدها على اختراق النظام، مثلما تساعدها الألعاب النارية على معرفة متى يمكنها التحرك ومتى يجب أن تنتظر، الألعاب النارية لم تكن مجرد وسيلة للهروب الفعلي، بل كانت تعبيرًا عن كيف أن هناك دائمًا لحظات مناسبة للتمرد وكسر القواعد. النظام يفرض علينا قيودًا، لكن الذكاء والمرونة يجعلان من الممكن إيجاد طريق للخروج.

*كيف تقارن بين فيلمك الحالي وفيلمك السابق؟ وما التغييرات التي طرأت على أسلوبك في السرد والإخراج؟

- حاولت في هذا الفيلم تقديم رؤية مختلفة عن الفيلم السابق، حيث ركزت أكثر على بناء العلاقة بين الشخصيات بشكل غير مباشر بدلاً من اللجوء إلى المشاهد الحميمة التقليدية. في الفيلم السابق، كانت العلاقة واضحة من خلال المشاهد الحسية، خاصة مع وجود شخصية المرأة الحامل، لكن هذه المرة أردت أن أجعل التفاعل بين الشخصيات أكثر غموضًا، بحيث يكتشفه المشاهد تدريجيًا.

أيضًا، كان التحدي في هذا الفيلم هو البحث عن بعد فانتازي، خاصة أن الأحداث تدور على مركب، مما فرض نهجًا بصريًا ومفاهيميًا مختلفًا. هناك نوع من التحرر في الطرح، وقد تعمقت أكثر في تقديم شخصيات قوية ومتقاربة، مع التركيز على لحظات مثل مشهد رقص السيدتين معًا، والذي يحمل بعدًا رمزيًا للتحرر والتواصل. كان هدفي تجنب التكرار والتوجه نحو تجربة سينمائية أكثر تجديدًا.

*الشخصية الرئيسية تمتلك روحًا قوية ومميزة. كيف عملت على تطويرها؟

- حاولت بناء الشخصية من مجموعة من التجارب الحياتية، بحيث تبدو وكأنها نتاج لكل ما مرت به في حياتها. في البداية، هي مستسلمة للأمر الواقع، لكنها تلتقي بأشخاص يساعدونها على إدراك أن بإمكانها اختيار طريق آخر، هناك رمزية في الأشخاص الذين تقابلهم خلال رحلتها، فالرجل الذي يساعدها في ركوب القارب يمثل الأمل في المستقبل، الطبيب الذي يعرض عليها حفاضات البالغين يجسد المحاولة لفرض صورة الضعف عليها، لكنها ترفضها تمامًا، المرأة الأخرى التي تساعدها على الهروب هي الشراكة الحقيقية، حيث لا يكون أحدهما أقوى من الآخر، بل يكملان بعضهما البعض، بالنسبة لي، الفيلم يتحدث عن أن كل شخص يستحق فرصة ليحلم، بغض النظر عن العمر أو الظروف.

*كيف كانت تجربة التصوير في الأمازون؟

- أنا لست من الأمازون، لكن لدي علاقة خاصة بهذه المنطقة. على مدار سنوات، عملت في تدريس صناعة الأفلام للسكان الأصليين، واكتسبت فهمًا عميقًا للثقافة والحياة هناك. أثناء التحضير للفيلم، كنت أبحث عن مكان يحمل رمزية قوية، ووجدت كازينو صغيرًا في منتصف النهر. شعرت أن هذه الصورة تختصر جوهر القصة: الرغبة في الهروب من القدر المرسوم مسبقًا، التصوير في الأمازون لم يكن سهلًا، لأننا كنا نعمل في بيئة مفتوحة بالكامل على الطبيعة، حيث لا يمكن التحكم في الطقس أو الأوضاع المحيطة. لكن هذه الصعوبة كانت جزءًا من روح الفيلم.

*هل الفيلم يحمل رسالة سياسية؟

- بالتأكيد، حتى لو لم يكن ذلك بطريقة مباشرة. الفيلم يناقش التهجير القسري للمسنّين من المجتمع، وهو أمر يحدث في أماكن عديدة حول العالم. في البرازيل، هناك ميل لإبعاد كبار السن عن الحياة العامة، وإجبارهم على العيش في أماكن مخصصة بعيدًا عن المجتمع. هذا جزء من رؤية رأسمالية قاسية ترى في المسنين عبئًا بدلًا من اعتبارهم جزءًا مهمًا من المجتمع.

هناك أيضًا بُعد آخر يمكن إسقاطه على قضايا مثل التهجير الذي يحدث في فلسطين أو في مناطق أخرى من العالم، حيث يتم إجبار السكان على مغادرة منازلهم. حتى لو لم يكن المشاهد يعيش هذه التجربة بشكل مباشر، يمكن للفيلم أن يجعله يدرك معاناة الآخرين من زاوية مختلفة.

*كيف ترى السينما البرازيلية اليوم؟

- أعتقد أننا نشهد لحظة ذهبية. هذه أول مرة منذ سنوات نرى الأفلام البرازيلية موجودة في مهرجان كان، فينيسيا، وبرلين في نفس العام. هذا يدل على أن السينما البرازيلية لم تعد تقتصر على السوق المحلي، بل أصبحت جزءًا من المشهد السينمائي العالمي، هناك اهتمام جديد بالقصص المحلية، لكن بطريقة عالمية، بحيث تعكس قضايا إنسانية يمكن للجميع الارتباط بها. أعتقد أن هذه بداية مرحلة جديدة ومثيرة للسينما في البرازيل.

*كيف تم تمويل الفيلم؟

- تم تمويل الفيلم من خلال مزيج من الدعم الحكومي، شركات مستقلة، وتمويل دولي. الميزانية كانت حوالي مليون دولار، وتم توزيعها بحكمة شديدة. الفيلم لم يكن إنتاجًا محليًا بالكامل، بل كان مشروعًا دوليًا، حيث عمل معنا مصورون من المكسيك، وموسيقيون من تشيلي، مما أضاف بعدًا ثقافيًا متنوعًا للعمل.

 

####

 

فيلم "بلو مون" يجذب الأنظار والنقاد يرونه "تحفة فنية"

ريتشارد لينكلاتر: لا نقدم تنازلات ونصنع السينما التي نحبها

 أحمد العياد

إيلاف من برلينشهد مهرجان برلين السينمائي لعام 2025 مؤتمرًا صحفيًا مميزًا لفيلم "Blue Moon"، أحدث أعمال المخرج المخضرم ريتشارد لينكلاتر. الفيلم، الذي يمثل التعاون التاسع بين لينكلاتر والممثل الشهير إيثان هوك، استحوذ على اهتمام الصحفيين والنقاد الذين أشادوا به ووصفوه بـ"تحفة فنية".

افتتح لينكلاتر المؤتمر بتصريح ساخر قائلاً: "لقد تخلوا عني منذ فترة طويلة"، في إشارة إلى هوليوود التي لم تعد تراهن على قدرته في صناعة أفلام تجارية تقليدية. وأضاف قائلاً: "لم أقدم أي تنازلات طوال مسيرتي. لا يوجد علينا أي ضغوط، نقوم بما نريد"، مشيرًا إلى أن الفيلم تم إنتاجه بميزانية منخفضة، دون الحاجة لاختبارات عرض تجريبية.

قصة البلو مون

يروي "Blue Moon" قصة الأيام الأخيرة للكاتب الغنائي الشهير لورينز هارت، الذي كان جزءًا من الثنائي الموسيقي الناجح "رودجرز وهارت"، حيث تدور أحداثه في مطعم Sardi’s في ليلة افتتاح مسرحية "Oklahoma!" عام 1943. يلقي الفيلم الضوء على الصراع بين هارت وشريكه السابق ريتشارد رودجرز، الذي بدأ شراكة جديدة مع أوسكار هامرستاين الثاني.

تميز المؤتمر الصحفي بتركيزه على الفيلم ومحتواه، على عكس العديد من المؤتمرات الأخرى التي شهدها المهرجان هذا العام. ورغم ذلك، لم يخلُ النقاش من بعض الأسئلة السياسية والفكرية، حيث سُئل لينكلاتر عن رأيه في ضرورة أن تحمل الأفلام مضامين "هجومية" لمواكبة العصر الحالي. فأجاب قائلاً: "لطالما كانت السينما وسيلة للهروب"، في إشارة إلى دور الفن في تقديم متنفس للمشاهدين بعيدًا عن الواقع القاسي.

أهمية دعم الجمهور للأعمال البريئة

من جانبه، استغل إيثان هوك الفرصة للحديث عن أهمية دعم الجمهور للأعمال الجريئة، قائلاً: "إذا أردتم فناً مثيراً للجدل، فعليكم المطالبة به. الناس لا يعتقدون أن هذه النوعية من الأفلام تحقق ربحًا، لذا لا يتم إنتاجها". وأضاف: "عندما يصبح المال هو الأولوية المطلقة، نحصل على فن عام وموجه للجماهير العريضة دون تميز".

الفيلم من تأليف روبرت كابلو، مؤلف رواية "Me and Orson Welles"، التي سبق أن حوّلها لينكلاتر إلى فيلم سينمائي. ويضم طاقم العمل النجم أندرو سكوت في دور ريتشارد رودجرز، ومارغريت كوالي في دور إليزابيث ويلاند، بالإضافة إلى بوبي كانافالي الذي يجسد شخصية نادل في المطعم.

أحد أبرز الجوانب التي أثارت النقاش في المؤتمر كان أداء إيثان هوك في دور لورينز هارت، حيث خضع لتحول جسدي واضح ليجسد شخصية الكاتب الغنائي قصير القامة، المتقلب المزاج، والمكافح مع إدمانه. وقد وصف بعض النقاد أدائه بأنه "عاطفي ومؤثر"، في حين أكد هوك أن تحضيره للدور استند إلى فهم عميق للنص والاعتماد على توجيهات لينكلاتر.

كما علّق لينكلاتر على رؤيته الفنية قائلاً: "كان هدفنا أن يكون الفيلم أشبه بأغنية من أغاني رودجرز وهارت – جميلة، لكنها حزينة ومليئة بالفكاهة في الوقت ذاته". وأكد أنه لم يشعر بأي ضغوط من الناحية الإنتاجية، مما سمح له بتقديم رؤيته الإبداعية دون قيود.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

22.02.2025

 
 
 
 
 

استعراض نمو صناعة السينما السعودية في ختام «مهرجان برلين الـ 75»

برلين ـ «سينماتوغراف»

اختتم صندوق التنمية الثقافية السعودي مشاركته في مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والسبعين، الذي أقيم في الفترة من 13 إلى 19 فبراير.

ومثل الصندوق المملكة العربية السعودية في جناح المهرجان، وتواصل مع صناع الأفلام الدوليين وقادة الصناعة والشركاء المحتملين، مسلطًا الضوء على صناعة السينما المزدهرة في المملكة واستكشاف فرص التعاون.

بصفته ممكّنًا ماليًا رئيسيًا للقطاع الثقافي في المملكة العربية السعودية، استعرض صندوق التنمية الثقافية دوره في تمكين إنتاج الأفلام من خلال مبادرة التمويل الثقافي.

يقدم هذا البرنامج المالي حلول تمويل لدعم صناع الأفلام المحليين والدوليين الذين يتطلعون إلى تطوير مشاريع في المملكة. من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية، يهدف صندوق التنمية الثقافية إلى جذب المواهب والاستثمارات العالمية، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لصناعة الأفلام الناشئة.

وكان من أبرز ما يميز مشاركة صندوق التنمية الثقافية هو ترويجه للتمويل الثقافي، الذي يوفر حلولاً مالية مرنة للشركات في جميع القطاعات الثقافية الستة عشر، بما في ذلك الأفلام. مع التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، تقدم المبادرة خيارات تمويل تنافسية لمساعدة الشركات الإبداعية على التوسع والحفاظ على النمو على المدى الطويل.

إن حضور صندوق التنمية الثقافية في برلين يتماشى مع مهمته الأوسع نطاقًا لدفع النمو المستدام في قطاع الأفلام في المملكة العربية السعودية، وتشجيع شركات الأفلام العالمية على إنشاء عمليات في المملكة وتعزيز مساهمة الصناعة في الاقتصاد الوطني.

مؤخرًا، حصل صندوق التنمية الثقافية على 375 مليون ريال سعودي لصندوق الأفلام السعودي من 10 مستثمرين محليين ودوليين. وبصفته مستثمرًا رئيسيًا، ساهم صندوق التنمية الثقافية بنسبة 40٪ من إجمالي رأس مال الصندوق، المخصص لتعزيز البنية التحتية وقدرات الإنتاج والمشاريع المتعلقة بالصناعة.

تؤكد مشاركة صندوق التنمية الثقافية على التزام المملكة العربية السعودية بتوسيع صناعاتها الإبداعية في ظل رؤية 2030، مما يعزز من مكانة المملكة كوجهة رائدة لإنتاج الأفلام ورواية القصص.

 

####

 

عُرض ضمن «بانوراما برلين السينمائي الـ  75» ..

مراجعة فيلم | «يلا باركور» لـ عريب زعيتر مليء بالمرح وألم الخسارة

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

هناك جانبان لكل قصة، أليس كذلك؟،  في فيلم «يلا باركور» للمخرجة عريب زعيتر، والذي يعد جزءًا من قسم بانوراما في الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي، والذي عُرض لأول مرة عالميًا، تتجلى هذه الثنائية بطرق مختلفة عديدة.

فيلمها الوثائقي الأول - الذي تم تصويره في منزلها في الولايات المتحدة وفي قطاع غزة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - حزين، ولكنه مليء بالمرح والبهجة؛ إنه ملطخ بالخسارة والأمل.

إنه فيلم مثير للاهتمام ودقيق وشاعري، ويقدم وجهًا مختلفًا لغزة عن الوجه الذي نعرفه من التقارير الإخبارية منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.

فيلم «يلا باركور» متواضع وهادئ، تمامًا مثل صوت مخرجته، الذي يُسمع لمعظم الفيلم؛ إنه أيضًا شهادة على قدرة الروح البشرية على الاستمرار وإيجاد الضوء، حتى في مواجهة كل الصعاب.

هناك بطلان في الفيلم، الذي بدأ إنتاجه في عام 2015: أحدهما زعيتر نفسها، وهي فلسطينية المولد ومقيمة في الولايات المتحدة، وتحمل جوازي سفر.

والآخر هو أحمد مطر، صبي صغير يعيش في قطاع غزة، والذي يمارس مع أصدقائه بعض حركات الباركور المثيرة للإعجاب على المباني وحولها، والكثبان الرملية، والمطار المدمر.

يسجل مآثره وينشرها على الإنترنت، على أمل أن تساعده هذه الرياضة في الخروج من غزة المغلقة.

إنه مكان ترغب زعيتر - بدورها - في العودة إليه، جسديًا ومجازيًا.

إنهما شخصان يقفان على جانبين متقابلين من شاشة كمبيوتر، أو مرآة - كما في القصص الخيالية، حيث يكون العالمان بعيدين، كما لو كانا ينتميان إلى عوالم مختلفة. يحدقان في بعضهما البعض بفضول، وعلى الأقل بالنسبة لزعيتر، المهاجرة، فإن هذا يعد أداة لتحديد هويتها واستعادة لحظات عابرة من ذكرياتها الفلسطينية.

كما تشارك صور والدتها وتتحدث عن عائلتها، لتفهم وتنقل ما يعنيه العيش بعيدًا عن وطنك. تذكر أنه في بعض الأحيان، تم التشكيك في لهجتها العربية وشعورها بالانتماء. بهذا المعنى، يحقق «يلا باركور» في هوية مهاجر لا ينتمي حقًا إلى أي مكان.

وماذا يوجد على الجانب الآخر من المرآة؟ تُستخدم مقاطع الفيديو التي صنعها مطر وأصدقاؤه في الفيلم، والتي تقدم عروضهم البهلوانية المجنونة للفرح الشبابي والشجاعة.

الباركور هو التعريف الحقيقي للحرية – حيث يعد تسلق مبنى أو القيام بحركات بهلوانية من الأنشطة القليلة التي توفر الحرية في غزة، حتى لو كانت مؤقتة. يتعمد زعيتر التوفيق بين القفزات والفرح وواقع العيش في القطاع المغلق في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - حيث يصعب الحصول على تأشيرة، بل ويصعب عبور الحدود، التي كانت مفتوحة بضع مرات فقط في العام خلال ذلك الوقت.

واحدة من أقوى الصور التي نراها هي صورة الصبية وهم ينخرطون في رياضة الباركور بسعادة بينما تنفجر القنابل في الأفق، وتلوث السماء الزرقاء بالدخان الأسود.

هذان المنظوران والأحلام - منظور زعيتر ومطر - تتحد مع بعض الجهود من المخرج والمحرر، لكنها تكمل بعضها البعض في النهاية.

إنه لأمر مؤثر للغاية أن نرى أن مطر حقق أخيرًا رغبته وتمكن من القيام بمآثره الجريئة في السويد - وفي مهرجان برلين أيضًا، حيث كان يحضر عرضًا لفيلم «يلا باركور» ومن المحزن أيضًا أن نرى ما تبقى من قطاع غزة، وأن ندرك أن هذا الفرح والأمل أصبحا أصعب منالاً الآن.

 

####

 

في «مسابقة أجيال 14+» بمهرجان برلين ..

تنويهان لـ «رؤوس محترقة» للتونسية ماية عجمية والعراقي «تجري من تحتها الأنهار» لـلمخرج علي يحيى

برلين ـ «سينماتوغراف»

حصل فيلم رؤوس محترقة Têtes Brûlées للمخرجة التونسية ماية عجميه على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة أجيال 14+ الدولية للأفلام الطويلة، وكذلك نال على تنوية خاص الفيلم العراقي القصير تجري من تحتها الأنهار Beneath Which Rivers Flow للمخرج على يحيي، خلال الدورة الـ 75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وخلال تقديم الجائزة لفيلم عجمية، جاءت كلمة لجنة التحكيم مليئة بالمشاعر الصادقة «عمل أول رائع يقدم لمحة نادرة عن عالم من التضامن والحب من خلال عيون فتاة صغيرة، من خلال أسلوب بصري متجدد وسرد عاطفي صادق، يسلط الضوء على تعقيدات الحزن، موضحًا كيف يمكن للفقدان أن يكون مؤلمًا ودافعًا للتغيير. إنه عمل جريء ورقيق في آنٍ واحد، يذكرنا بقوة التكاتف في الأوقات الصعبة».

أما الفيلم القصير «تجري من تحتها الأنهار» فتدور أحداثه في منطقة مستنقعات بجنوب العراق، حيث يعيش «إبراهيم» وعائلته منعزلين عن بقية العالم، مترابطين بعمق مع النهر والقَصَب والحيوانات التي يعتنون بها، ويجد «إبراهيم»؛ الهادئُ والمنطوي، عزاءه الوحيد في جاموسته؛ الكائن الوحيد الذي يشعر برابطة حقيقية قوية معه.

 

####

 

«يلا باركور» و«الخرطوم» يحصدان جائزة الجمهور للفيلم الوثائقي

في «بانوراما برلين السينمائي الـ 75»

برلين ـ «سينماتوغراف»

فاز الفيلم الإسباني "سوردا" للمخرجة إيفا ليبرتاد، بجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي طويل في مسابقة بانوراما مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وجاء بالمركز الثاني الفيلم الإسترالي "أميرة الفضاء المثلية"، إخراج إيما هوج هوبز، وليلا فارجيزي، وفي المركز الثالث جاء الفيلم الدنماركي "البيت السعيد" إخراج فريلي بيترسن.

وفي فئة الفيلم الوثائقي، فاز بجائزة الجمهور في مسابقة بانوراما الفيلم البرازيلي "ملخصات مولنر" إخراج مارتينا بريسنر، وفي المركز الثاني فيلم "يلا باركور"، إنتاج فلسطين قطر، والمملكة العربية السعودية، إخراج عريب زعيتر، وبالمركز الثالث الفيلم السوداني "الخرطوم" إخراج أنس سعيد، وراوية الحاج، وإبراهيم سنوبي، وتيمية م أحمد، وفيل كوكس.

وفي هذا العام، عرضت بانوراما برلين السينمائي، 33 فيلماً من 28 دولة إنتاجية، و10 أفلام وثائقية.

تُمنح جائزة الجمهور لبانوراما منذ عام 1999.

وخلال مهرجان برلين السينمائي، يدعى جميع رواد السينما إلى تقييم الأفلام في قسم البانوراما على بطاقة التصويت، وفي المجموع، تم الإدلاء بأكثر من 28300 صوت وتقييمها.

 

####

 

تعرف على الأفلام الفائزة بجوائز «فيبريسي» الدولية لنقاد السينما في «مهرجان برلين الـ75»

برلين ـ «سينماتوغراف»

أعلنت جمعية النقاد السينمائيين الدوليين فيبريسي عن الفائزين بجوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2025، حيث فاز فيلم المخرج النرويجي داغ يوهان هاوغرود (أحلام، حب الجنس) بجائزة أفضل فيلم في قسم المسابقة.

الفيلم هو الفصل الأخير من ثلاثية هاوغرود ”الجنس، الحب، الأحلام“ عن العلاقة الحميمية العاطفية والجسدية، وتدور أحداثه حول يوهان (إيلا أوفيربي) البالغة من العمر 17 عامًا، والتي تصبح مفتونة بمعلمتها الجديدة يوهانا (سيلومي إمنيتو).

وبينما تتنقل يوهانا في صحوتها الرومانسية، تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الذاكرة والخيال، وتبلغ ذروتها في سرد أدبي تأملي ذاتي للحب الأول.

ويمثل الفيلم المشبع بروح الدعابة الطريفة والملاحظات الحساسة التي تميز بها هاوغرود تحولاً في تركيز الثلاثية على الحب الأول.

وفي مسابقة ”آفاق“ التي استُحدثت حديثًا، تم تكريم المخرجة السلوفينية أورشكا ديوكيتش عن فيلمها الأول (فتيات المشاكل الصغيرة)، وهو عمل درامي عن بلوغ سن الرشد، ويتتبع لوسيا (يارا صوفيا أوستان) المتحفظة وهي تستكشف الحياة الجنسية والصداقة وتقاطع الخطيئة والرغبة.

وذهبت جائزة البانوراما إلى فيلم (تحت الأعلام، الشمس)، وهو أول فيلم وثائقي طويل للمخرج الباراغواياني خوانجو بيريرا.

ينقب الفيلم عن أرشيفات سمعية بصرية مفقودة من ديكتاتورية ألفريدو ستروسنر التي استمرت 35 عامًا، كاشفًا كيف استُخدمت وسائل الإعلام لتشكيل الهوية الوطنية وفرض الحكم الاستبدادي.

يعيد عمل بيريرا، الذي تم تجميعه من الأفلام الدعائية المسترجعة ونشرات الأخبار والوثائق التي رفعت عنها السرية، بناء تاريخٍ لطالما تم حذفه من النظام التعليمي في باراغواي. تتولى سينفيل المبيعات في جميع أنحاء العالم.

وفاز فيلم (ذاكرة الفراشات) للمخرجة تاتيانا فوينتيس سادوفسكي بجائزة فيبريسكي في قسم المنتدى.

يحكي الفيلم الوثائقي البيروفي، باستخدام لقطات تناظرية محببة، القصة المنسية لصبيين من سكان بيرو الأصليين اقتيدا قسراً إلى أوروبا، حيث يتشابك تاريخهما مع تاريخ بيرو خلال فترة الديكتاتورية الوحشية التي استمرت 35 عاماً.

 

موقع "سينماتوغراف" في

22.02.2025

 
 
 
 
 

فيلم أشعة الشمس يفوز بجائزة الدب الكريستالي لجيل 14 في مهرجان برلين السينمائي

خالد محمود

أعلنت لجنة التحكيم الشبابية لمسابقة "جيل 14 بلس" بمهرجان برلين السينمائي الـ75، جوائز دورة هذا العام.

ومنحت جائزة الدب الكريستالي لأفضل فيلم، إلى "أشعة الشمس" من إخراج أنطوانيت جادون.

وقالت لجنة التحكيم في حيثياتها، إن الفيلم يتناول موضوعًا حديثًا وناقدًا اجتماعيًا ورسالته القوية بنظرة حساسة، ولقد لامسنا من خلال الأداء التمثيلي فحسب، بل وأيضًا بأجوائه المظلمة، ولكن المفعمة بالأمل والتمكين، والتي خلقها صناع الفيلم بأسلوبهم في سرد القصص.

وتابعت أنه يرفع وعينا من خلال مواجهتنا بواقع المشاكل الاجتماعية والسياسية التي يتناولها، والتي لا تزال موجودة للأسف حتى اليوم، ويخلق توازن الفيلم بين وجهات النظر الأخلاقية المختلفة والعناصر الأسلوبية الرائعة واقعًا غامرًا يبدو أصيلاً ومؤثرًا للغاية.

وأكملت: "لا شيء فيه يبدو مبالغًا فيه أو بعيدًا - إنه يجذبنا ويمكّننا من تجربة الصراعات الداخلية للشخصيات بطريقة ملهمة تبقى معنا لفترة طويلة بعد الانتهاء من المشاهدة، سواء كان المشاهدون قادرين على التعرف بشكل مباشر على القضايا التي يتناولها أم لا، نعتقد أن هذا الفيلم سيترك تأثيرًا دائمًا".

ومنحت لجنة التحكيم، تنويها خاصا لفيلم "وقت اللعب" من إخراج لوسيا مورات،

وفاز بالدب الكريستالي لأفضل فيلم قصير، وفيلم "أتمنى أن تكون أذنًا" إخراج ميرانا بالوجوري، ونال فيلم "غروب الشمس فوق أمريكا" إخراج ماتياس روخاس فالنسيا، تنويها خاصا.

فيما منحت لجنة التحكيم الدولية، الجائزة الكبرى لأفضل فيلم في "الجيل 14 بلس" لفيلم "كريستي" إخراج بريندان كانتي.

ونال فيلم "رؤوس ساخنة"، تنويها خاصا من إخراج ماجا أجميا يدي زيلاما،

وفاز بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم الدولية لأفضل فيلم قصير في فئة الجيل 14 بلس فيلم "لا توقظ الطفل النائم" من إخراج كيفن أوبيرت.

 

####

 

جوائز الجمهور في بانوراما برلين السينمائي تذهب إلى سوردا وملخصات مولنر

خالد محمود

فاز الفيلم الإسباني "سوردا" للمخرجة إيفا ليبرتاد، بجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي طويل في مسابقة بانوراما مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وجاء بالمركز الثاني الفيلم الإسترالي "أميرة الفضاء المثلية"، إخراج إيما هوج هوبز، وليلا فارجيزي، وفي المركز الثالث جاء الفيلم الدنماركي "البيت السعيد" إخراج فريلي بيترسن.

وفي فئة الفيلم الوثائقي، فاز بجائزة الجمهور في مسابقة بانوراما الفيلم البرازيلي "ملخصات مولنر" إخراج مارتينا بريسنر، وفي المركز فيلم "يلا باركور"، إنتاج فلسطين قطر، والمملكة العربية السعودية، إخراج عريب زعيتر، وبالمركز الثالث الفيلم السوداني "الخرطوم" إخراج أنس سعيد، وراوية الحاج، وإبراهيم سنوبي، وتيمية م أحمد، وفيل كوكس تُمنح جائزة الجمهور لبانوراما منذ عام 1999.

وخلال مهرجان برلين السينمائي، يدعى جميع رواد السينما إلى تقييم الأفلام في قسم البانوراما على بطاقة التصويت، وفي المجموع، تم الإدلاء بأكثر من 28300 صوت وتقييمها.

وفي هذا العام، عرضت بانوراما ما، 33 فيلما من 28 دولة إنتاجية، و10 أفلام وثائقية.

 

الشروق المصرية في

22.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004