سابق

<<

01

02

03

04

05

>>>

13

>>

لاحق

إهداء

فهرس

السينما في السودان، أو بعضٌ من السينما

ملفٌ مبدئيّ

إبراهيم عمر

في المجلة الإلكترونية "شورت -كُراسات الفيلم القصير"، حاولنا، ومنذ تأسيسها، وسوف نحاول دائماً، أن يكون جلّ تركيزنا الأساسيّ، والكبير على المواضيع التي يجهلها القارئ العربي، أو تلك التي لا يتمّ تناولها بصورةٍ حقيقية، بمعنى أخر أكثر توضيحاً، سوف تكون المجلة منحازة بشكلٍ كامل إلى المواضيع المُهمّشة، التي يتغافل عنها المشهد السينمائي النقدي العربي، وبالتالي هي بعيدةٌ، وغائبةٌ عن القارئ العادي، والمتخصص.

كما كانت بدايتنا في العدد صفر، وفِي ملفها الرئيسيّ عن "سينماتون" المخرج الفرنسي جيرار كوران، نحن في هذا العدد الاول، نفتح ملفاً يتمّ التحدث عنه لأول مرة في إصدار عربي، وبشكلٍ شامل، سيكون ملفنا "السينما في السودان"، أو صناعة الافلام القصيرة في السودان، وعلى الرغم من الشحّ الكبير الذي يعتري هذه السينما، إلاّ أنها تستحقّ النظر، والتحدث عنها بصورة جادة، وحقيقية.

هناك بعض المقالات تتحدث عن تاريخية السينما في هذا البلد، والروّاد الذين أشرقت عدساتهم السينمائية في السودان.

يصعب التحدث عن صناعةٍ كاملة للسينما في هذا البلد، وبرغم قلة الافلام، أو بعدها عن بعض من حيث الإنتاجية التاريخية، إلاّ أن هذه السينما تحمل الكثير من المرارات التاريخية، وبعض منها مازال عالقاً حتى وقتنا هذا، لأنّ السينما كصناعة غائبة تماماً، هناك بعض التجارب الفردية، تظلّ نصف عين نرى بها هذه السينما الوليدة من حيث الصناعة، والقديمة من حيث المشاهدة السينمائية، لأن أول عرض سينمائي في السودان كان في العام الف وتسعمائة، واثنى عشر تم تصويره في مدينة بورتسودان، عند زيارة الملك جورج عائدًا من دولة الهند.

السينما في السودان بقدر احتياجاتها الإنتاجية، الاّ أنها تحتاج لنشر الثقافة السينمائية، لأنها جزءٌ من المعرفة المجتمعية للشعوب، هذه المعرفة أصيلة، ولن تتجذر إلاّ بالاستمرارية الثقافية، والمعرفية، لأن انتاج الافلام وحده لا يكفي لنشر ثقافة سينمائية جادة.

في هذا العدد المُتأخر قليلاً عن موعده، نأمل أن يكون ملفنا عن السينما في السودان، بداية معرفية تؤدي بصورة ٍما لدى القارئ في البحث، والتوغل كثيراً لمعرفة التاريخ السينمائي السوداني، أو رُبما تساعد في إبراز صورة كانت غائبة لدى القارئ عن معرفته بالسينما في السودان التي يجهلها بعض من صناعها السودانيين، أو أنهم غافلون عنها كثيراً، فظلت مهمله تماماً.

ستظل هذه المجلة الإلكترونية "شورت -كراسات الفيلم القصير" منبراً يفتح نوافذ تجهلها الإصدارات العربية، أو تتغافل عنها، بحجة انها لا تجلب القراءة، نحن في هذه المجلة نبحث عن القارئ الحقيقي، المهتمّ بكلّ الثقافة السينمائية، وانحيازنا الكامل دائماً إلى المواضع المُهمّشة تماماً، أو المجهولة، انحيازٌ يحدد مسارات خطتنا التحريرية الحالية، والقادمة.

من هو الناقد السينمائي؟

صلاح سرميني

الناقد السينمائي هو الشخص المُتخصص الذي يمارس نشاطاً نقدياً في مجال السينما حصراً، ومن خلال/وعن طريق كلّ وسائل الاتصالات المتاحة ماضياً، وحالياً، ومستقبلاً، ويُعتبر هذا النشاط بالنسبة له مهنة رئيسية تمنحه هذه الصفة.

ويتوزّع النشاط النقديّ في مجالاتٍ عديدة، ومتنوعة:

النشاط النقدي المباشر:

ـ الكتابة: كتب، بحوث، دراسات، نشرات، صحف، مجلات، منصات، مواقع إلكترونية.

ـ الوسائل السمعية/البصرية: تقديم، أو إعداد برامج إذاعية، أو تلفزيونية، أو انترنتية.

ـ النقد الشفاهي: في نشاطات الجمعيات، ونوادي السينما، ومنها اختيار الأفلام، وبرمجتها، وتقديمها، وتنشيط الجلسات، والندوات.

النشاط النقدي غير المباشر(الضمنيّ) :

هناك نشاطٌ نقديّ، أو ممارسة نقدية (غير معترف بها حتى الآن، أو لم ينتبه إليها أحد) يمكن أن تتحقق عن طريق العمل النقديّ في المهرجانات السينمائية، والتي ينطويّ جوهرها على فكرة نشر الثقافة السينمائية، وتطويرها :

مدير فني، لجنة اختيار، مبرمج، مستشار، إدارة ندوات، قراءة سيناريوهات....

ويجب الأخذ بعين الاعتبار بأنّ معظم النقاد يمارسون نشاطهم النقديّ بجوانبه المتعددة، والمتنوعة.

وانطلاقاً من هذا التعريف الواسع، يمكن القول، بأنه ليس من الضروري أن يمارس أحدنا نشاطه النقدي وُفق المفهوم التقليدي كي يكون ناقداً، أو يقترب من عمل الناقد.

مع الأخذ بعين الاعتبار بأنّ النشاط الكتابي، والشفاهي هو الأكثر وضوحاً، وتواصلاً، وتفاعلاً مع الجمهور، تماماً كما حال الممثل الذي تسلط عليه الأضواء أكثر بكثير من المخرج، ومدير التصوير، والمونتير.. مع أننا نطلق على كلّ واحد من هؤلاء صفة فنان.