تم نشر هذه القسم في ديسمبر 2013
 
 
 
 
 
 

دوريات سينمائية

( الرف الخامس )

SHORT - كراسات الفيلم القصير

سابق

<<

01

02

03

04

05

>>>

13

>>

لاحق

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد

العدد الرابع من المجلة ( 04 )

إهداء

فهرس

غلاف العدد

اللقطة الأولى

الإبداع في الإخراج السينمائي

نوزاد شيخاني*

تُعتبر صناعة السينما أحد أصعب، وأضخم الصناعات في العالم، ونظراً لدور المخرج الرياديّ في هذه الصناعة، كان لابدّ من تسليط الضوء على أمورٍ مهمّة من شأنها أن تساهم في خلق، ورفع العملية الإبداعية لدى المخرج، وفريق عمله، إضافةً الى الدور الإداريّ الذي يجب ممارسته ببراعة من قبل المخرج، وعمله على تحقيق الإنسجام بين عناصر الفريق، وُفق استراتيجية طموحة تتناسب مع رؤيته، وهذا لا يمكن بلوغه إلاّ بقوة شخصية المخرج، وإدراكه لمفاهيم السينما، وخبرته في التعامل مع مشاريع الأفلام، الأمر الذي يدفع فريق العمل، ويُحفزه لإبتكار أساليب جديدة ترفع من قيمة، وجمالية المشهد السينمائي، تقع جميعها تحت مسمّى واحد، وهو "الإبداع"، أما الدور الأهمّ الذي يسعى المخرج الطموح الوصول اليه، فهو "الدور الإبداعيّ"، وممارسته، وطرح رؤية خاصة به يميزه عن غيره، سواء في مرحلة ما قبل الإنتاج (مرحلة التحضير)، أو في مرحلة الإنتاج (مرحلة التنفيذ، وبدء عمليات التصوير)، وإنتهاء بمرحلة ما بعد الإنتاج (مرحلة المونتاج، والنشر)، ويعتمد الإبداع على ثقافة المخرج، وقراءاته الصحيحة للمشهد السينمائي، كما واختياراته، وقراراته الصائبة، ودرايته بقواعد السينما، وممارستها بدقة، وبايقاع منضبط.

هناك مساحات مهمة تتوفر للمخرج لممارسة الإبداع، ووضع لمساته السحرية في كلّ أجزاء صناعة الفيلم السينمائي، مع عدم الضرورة أن يكون المخرج هو أيضا كاتب السيناريو، أو المصور، أو المُمنتج، بمعنى أن يكون "المخرج الشامل"، وفي بعض الأحيان تسبب الشمولية إلى غياب تفاصيل دقيقة عن المشهد بسبب فقدان التركيز، وبالتالي إلى قتل العملية الإبداعية.

بصورةٍ عامة، يتوّجب على المخرج أن يفهم لغة السينما، وأن يكون قادراً على التفاعل مع تخصصات فريق عمله على أحسن وجه، عندما يكون المخرج ملماً بتقنيات كتابة السيناريو، فستكون ملاحظاته، وإضافاته (إن وجدت) في خدمة النص السينمائي، وهكذا بالنسبة إلى ملاحظاته، ومناقشاته حول معدات التصوير من كاميرات، وعدسات، ومعدات إنارة، وعاكسات، وغيرها، ويُعتبر موقع التصوير الفضاء الحقيقي لإظهار قدرات المخرج، وترجمة رؤيته الإخراجية من الورق (ستوري بورد) الى ساحة العمل، وقيادة النخبة المختارة من التقنيين، والفنيين، وكيفية إدارة الشخصيات، ومعالجته للتحديات التي قد تصادف العملية الإنتاجية.

أما المساحة الأخيرة التي يستغلها المخرج المبدع أحسن استغلال، فهي مرحلة المونتاج التي شبهت بعصا المخرج السحرية لقدرته العجيبة من رفع قيمة، وجمالية الفيلم إلى أعلى مستوى، أو حتى لتصليح عيوب التصوير، وتلافي أخطاء التنفيذ، وهذا لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال إختيار مونتير (ممنتج) محترف يتناسب وبراعة المخرج الحريص على معاينة سير عمليات المونتاج جنباً الى جنب مع المونتير الذي يمتلك هو الاخر رؤية خاصة به، مع اقتراحاتٍ من الممكن أن يوافق عليها المخرج في حال لو تطابقت رؤيته، ورفعت من قيمة، وجمالية الفيلم، لذا، فإن المخرج، والمونتير في هذه المرحلة يشكلان فريق عمل من نوع اخر، يغلب عليه الطابع التقني لخوض عملية إخراج ثانية، غير أنه من الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها المخرج هو عدم ترك بصمته على الفيلم، فلو أدرك مدير التصوير المتمكن من أدواته بضعف قدرات المخرج، وتردده في قراراته بشأن مواقع، ومسار الكاميرات، وأحجام اللقطات، وما إلى ذلك، فإن بصمة مدير التصوير ستكون هي الأوضح على المشهد السينمائي، ونفس الحالة تنطبق بالنسبة الى إدارة الممثل، والتوجيه المطلوب من قبل المخرج، وأيضاً ما يمكن أن يحدث في مرحلة المونتاج عند تجنب المخرج جلسات المونتاج بسبب عدم معرفته لقواعد، وتقنيات المونتاج، بل وترك الأمور مطلقاً بيد المونتير ليفعل ما يحلو له، حينئذ سنكون أمام فيلم نفتقد فيه الى شخصية المخرج، وبصمته، بل سيكون الفيلم تقنياً بامتياز.

*نوزاد شيخاني ـ مخرج عراقي

اللقطة الأخيرة

هل النقد حرفة، أم هواية؟

محمود قاسم

هل يحتاج الأمر للالتحاق بمعهدٍ للنقد الفنيّ لمعرفة أصول النقد علي أيدي اساتذة أكاديميين، متخصصين، هم بدورهم تعلموا بالسليقة، والمُمارسة قبل أن يتمّ انشاء أيّ أكاديمية، وسرعان ما أعلنوا أنّهم صُناع النظريات، والقواعد، سوف تكتشف مع الزمن أنّ دوائر المعرفة التي يمتلكونها محدودة لا تتطور، وسوف يروّعك أنّ الجديد بالنسبة لهم هو مشاهدة الأفلام الحديثة، دون بذل أيّ مجهود لإضافة الجديد في التعرف علي النصّ، بمعني أنّ النقاد كثيراً ما يجدون انفسهم يكتبون عن كافة القديم، والجديد في السينما بالتناول نفسه، وفي الوقت الذي يقوم السينمائيون بتطوير المهنة بكافة أشكالها التقنية، والفنية، فإنّ التناول، الفهم، والاسلوب الذي يمارسه الناقد يظلّ ثابتاً متحجراً طوال عقود.

لعلّ المكان الأمثل للنقد السينمائي هو مساحات الصحف السيارة، باعتبار أنّ الفيلم مصنوعٌ لجماهير عريضة، يجب أن يقرأ الناس عن الأفلام، وهل النقد السينمائي مكتوب علي طريقة النقد الأدبي، وأنّ أغلب نظريات، وأساليب، وقواعد النقد الأدبي، وجدت سبيلها الي النقد السينمائي.

اذا تعرفنا علي معنى محدد للنقد، فهل الايدولوجية تفسده، أم تخدمه، ورُبما سؤالٌ اضافيٌّ، هل الناقد الايدولوجي يخدم بما يكتبه الاتجاه الفكري، والسياسي، ماذا يفعل لو تغيرت الأمور، وهل من الحسنات ان يتغير الناقد في مواقفه، لقد تغيرت الايدولوجيات، او انتهت، وما مصير الكتابات في أمم كثيرة خدم فيها النقاد بكتاباتٍ بالغة الحماس، قبل، وبعد انتهاء الايدولوجية، مثلاً في هذه الأحوال، هل يصير النقد مرناً، أم من مصلحة الناقد أن يعتزل؟

• وهل يعتزل المرء لقمة العيش، ويكفّ عن السفر الي المهرجانات، والسعيّ الي جوار صُناع البهجة، وسارقي الأضواء، هل هناك تقاربٌ، او تشابهٌ بين النقد السينمائي، والمسرحي، ونقد الدراما، والموسيقى، والفن التشكيلي، في مصر لدينا معهد للنقد الفني، بالإضافة الى معاهد متخصصة في اغلب الفنون المعاصرة، منها معهد للسينما، ومعهد لفنون المسرح، ومعهد النقد الفني، وفيه يتعلم الطلاب أصول النقد، ومن هنا جاء المصطلح الشائع حالياً "الناقد الفني"، هذا الناقد يجب أن يكون علي درايةٍ شاملة للفنون المتعددة، منها الموسيقى، والفن التشكيلي، والثقافة العامة، بما يعني أنّ معهد النقد الفني يستعين بأساتذة من كلياتٍ أخرى منها الآداب بالطبع.

• لكن أين يمارس الناقد الفني مهنته، هل عليه أن يعمل في الصفحات الفنية بالجرائد، والمجلات، وما الفارق بين المحرر الفني الذي كان موجوداً في العهود القديمة، وبين المصطلح اللوذعيّ المنتشر حالياً "الناقد الفني"؟ كلّ ما حدث هو تبديل الكلمة، وهو في الغالب الذي يكتب في الصفحات الفنية، عليه أن يكتب حسب المواسم، فإذا حلّ شهر رمضان صارت السينما من الممنوعات، لأنّه موسم الدراما، والفوازير، والبرامج الحوارية حول الحياة الخاصة لنجوم المجتمع، ومنهم أهل الفن.

• ترى هل الناقد السينمائي يجب ألاّ يكتب في مجالات الفن الأخرى، هل يستوعب كافة الاصدارات في مختلف المجالات الفنية، ترى هل العاملون ببرامج اليوتيوب الذين يعيشون حالة من الأنشطة في مواسم الأعياد، ويحرصون على عدم حرق قصة الفيلم، هل هم من فصيلة النقاد؟ بالطبع لا، فالناقد ايضاً هو متكلمٌ مثلما هو كاتب.

• أتنهد، وسط طرح كلّ الاسئلة، وأمنع نفسي عن طرح الأسئلة، وأنا اعرف أنّ الأمر غليظ، فالموضوع يخصّ مهنةً مرموقة في بلادنا، وغيرها، وهي مزدهرة بازدهار الفنون بكلّ ما تعيش عليه الأن من مهرجاناتٍ لا تنتهي، وصالاتٍ لا تفرغ من الرواد، وبرامج إعلامية، واعلانية، وعروض أزياء تتطور يوماً وراء يوم، ويصبح طرح كلّ هذه الأسئلة، وتوابعها نوعٌ أصيلٌ من الهلوسة.

• وكم في عالم النقد من أسئلةٍ لا يطرحها أحد، وليس لها اجاباتٍ ثابتة.

اطلع على بعض المعلومات عن كل الأعداد
 

سابق

<<

01

02

03

04

05

>>>

13

>>

لاحق

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004