مكتبة سينماتك

 
 

               

 

 
 

جديد الكتاب

 
 
 

سيرجيو ليوني وسينما الويسترن اسباجيتي

تأليف:

أمير العمري

إصدار دار المرايا - القاهرة 2021

 

 

سيرجيو ليوني وسينما الويسترن اسباجتي

أمير العمري

 
 
 
 
 

عن الكتاب

     
     
 

سيرجيو ليوني وسينما الويسترن اسباجيتي

في العام الماضي كانت هديتي لعشاق السينما كتابي عن "فيلليني" العظيم. أما هذا العام فيسعدني أن أزف لعشاق السينما والأصدقاء في كل مكان خبر كتابي الجديد الذي سيتم تدشينه لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب (30 يونيو- 15 يوليو) وهو عن مخرج آخر يعرفه جمهور السينما في العالم العربي، ويعرفون أفلامه، وهو كتاب "سيرجيو ليوني وسينما الويسترن اسباجيتي".

وشأن كتابي عن فيلليني، هو أول أيضا أول كتاب (مؤلف) في اللغة العربية عن سيرجيو ليوني: حياته وأفلامه. دراسة تفصيلية موثقة بالمراجع والشهادات.

تدور جميع أفلام سيرجيو ليوني في الماضي، خارج إيطاليا، في الولايات المتحدة (والمكسيك)، وتعكس رؤيته ونظرته الخاصة للعالم. لذلك ليس من الممكن اعتبار ليوني مخرجا لأفلام التسلية، فالتسلية بعدٌ واحد منها فقط.

قدم ليوني أبطال الغرب الأمريكي من خلال رؤية ساخرة، تجعلهم أقرب إلى كائنات كرتونية، مضحكين، ومهرجين، يظهرون أحيانا، وكأنهم يمثلون أدوارا تقلد أو تسخر من أداء ممثلي أفلام الويسترن الأمريكية من خلال المحاكاة الساخرة parody وهي عنصر ثابت في أفلام ليوني. بل وحتى الحوار يبدو مصمما لتحقيق هذا الهدف، أي المحاكاة الساخرة، والمعابثة، معابثة الشخصيات ومعابثة المتفرج، والمبالغة بدرجة ملحوظة للغاية، في تصوير ردود الأفعال من خلال اللقطات الكبيرة جدا للوجوه وهي ترصد أدق تقلصات الجفون، وتعبيرات العيون: القلق، والخوف، والتردد، والوجل وأخيرا المقامرة بإطلاق رصاصة قد تصيب أو تخيب. وكان ليوني يختار الكثير من الوجوه الغريبة الأشكال، القبيحة الملفتة للنظر، التي قد تعاني من عوار أو ندوب بشعة أو سحنة إجرامية، الوجوه الملفتة للنظر بغرابتها أي "الجروتسكية" grotesque فهي تضفي خصوصية على الصورة في أفلامه، وتمنح المتفرج إحساسا قويا بالخطر.

رغم حواراتها التي تتسم بروح الدعابة والسخرية، ومع بطله البارد المشاعر الذي لا يبدو أنه يهتم سوى بمهمته التي كلف بها نفسه، تتسم أفلام سيرجيو ليوني بالمغالاة في مشاهد العنف، وكانت دوافع الشخصيات الرئيسية في هذه الأفلام رغم تركيبتها البسيطة، غامضة، وحتى من يتصدى منها لدعم قضية الثورة المكسيكية مثلا، كان أقرب إلى قطاع الطرق. ولكن العنف كان له طعم خاص، سيريالي، غير واقعي، من نسج الخيال الخصب عن الغرب ولم يكن نابعا من قلب الغرب. وربما لهذا السبب كانت أفلام ليوني تتمتع بجاذبية كبيرة.

ورغم أن بطل ثلاثية ليوني الأولى لم يكن دائما مدفوعا بنفس الدوافع إلا أنه كان دائما قادما من المجهول، فهو بطل غامض، لا هوية له، يعتمد وجوده على قيد الحياة، على قدرته الفائقة على التصويب الدقيق والقتل قبل أن تنطلق نحوه رصاصة من خصمه تصرعه. وهو من دون مسدسه يصبح ضعيفا، يمكن النيل منه. وفي تكوين شخصية البطل- الذي يوصف بأنه (لا اسم له) هناك ميل نحو الخطر، التحدي، المغامرة. إنه يجسد شجاعة بطل الغرب الأمريكي، وفي الوقت نفسه ينزع عنه هالته الأسطورية التي شاعت في أفلام الويسترن الأمريكية التقليدية.

في الكتاب كل ما تريد معرفته عن أفلام هذا العملاق الإيطالي الذي رحل عن عالمنا مبكرا عن 60 عاما عام 1989. أرجو أن يلقى الكتاب ما يستحقه من اهتمام من جانب عشاق السينما في كل مكان.

أمير العمري

 
     
  * نقلاً عن موقع صفحة الناقد على الـ FaceBook، بتاريخ 16.06.2021  
     
 

سينماتك في

18.06.2021

 
     
     
     
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004