يحظى فيلم «زمان رجل القصب» باهتمام أكثر من مهرجان وأكثر من محفل سينمائي عربي وعالمي لأنه يقدم باسم العراق ـ وحدث هذا الاهتمام في مهرجان مراكش وبيروت ونيويورك وأخيرا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.وقد قدم بمهرجان القاهرة في قسم السينما العربية الجديدة 2002 ـ 2003 ، وهو إنتاج مشترك مع تليفزيون شزء وجهات فرنسية أخرى. ومخرجه عامر علوان درس السينما وإخرج أفلاما تسجيلية من إنتاج التليفويون الفرنسي من بينها فيلم «أطفال تحت الحصار » 2000 ـ بعد أكثر من عشرين سنة في المهجر عاد ليصور هذا الفيلم «زمان رجل القصب اليرحب به ـ كما قال ـ بير شيفاليين في شزء وينتجه مع شقيقه ويقول انه وفق إلى اختيار ممثلين كبار معروفين : سامي قفطان وشذى سالم، فهو يرى أن الممثل جزء من الطبيعة. وقد أثيرت تساؤلات في الندوة التي أعقبت الفيلم ـ والتي أتيحت لها مساحة زمنية واسعة حول ظروف تصوير الفيلم في عهد النظام العراقي السابق. يدور الفيلم في منطقة الاهوار، بين المياه وعيدان القصب ، في هذه المنطقة المنعزلة له تعرف زمان على زوجته نجمه وعاشا في سعادة، يؤنسهما ولد صغير ياسين من القرية يساعدهما في قضاء احتياجاتهما، تمضى الحياة هادئة إلى أن تصاب الزوجة بمرض لا يعرفون كنهه، فيستدعي طبيب، ويأتي بقارب من بعيد ياسين وأطفال القرية السذج الذين يتعجبون لجهاز قياس الضغط الذي يستخدمه الطبيب الذي يشير بأدوية يجب إحضارها من بغداد رغم بعدها. ويأتي سؤال لماذا القصب بالذات ؟ قال المخرج وكاتب السيناريو أن الاشجار تنكسر أمام العواصف أما القصب فإنه ينحني للعاصفة، يقاوم ويبقي صامدا . ومن منطقة الاهوار يقول الباحثون أنها من أهم المناطق التاريخية لما كانت تحويه من آثار قديمة، هنا كانت حضارة أور بهندستها المعمارية المتميزة، وكانت مكان أسطورة جلجاميش. ورغم هذا التاريخ العميق للأهوار فقد أفرغتها الدولة بحجة وجود عناصر ضد الأمن أو لوجود أعداء وبما أن الدولة قد اعتبرتها منطقة عسكرية لا يمكن التصوير فيها فقد حصل على اذن للتصوير في منطقة أخرى مشابهة، أما المشاهد الأخرى الداخلية فهي ديكور . عن الظروف الإنتاجية يقول المخرج ـ الدولة ـ صاحبة القرار لم يعدلها صلة بالفن في السنوات الأخيرة، وقف المسئولون ضدنا لتغطية فشلهم ووضعوا العراقيل وكنا قد بدأنا التصوير قبل الحرب بشهرين تعودنا على صفارات الإنذار، نتوقف ثم نعود للعمل، بدا أن الإدارة المسئولة تكن لنا عداء شخصيا، هناك أمور المفروض أن لا أتكلم فيها، طلبوا رشاوى، أحد المسئولين طلب عشرة آلاف دولار..! كانوا يتدخلون بحجة وجود مشاهد خارج السيناريو ، أو ضد الأمن القومي، وقامت مشادة عنيفة مع بعض أقرباء المدير العام لمؤسسة السينما، وتحول الشجار إلى استخدام الرصاص، وهددونا في حياتنا، فحرصت على أمن أطفالي من هجومهم، وأحد الأفراد الذين هاجموننا قتل .. قتلته مجموعتنا دفاعا عن النفس، كان فيلما مرعبا . وأضاف المخرج: جزء غير قليل من أشرطة التصوير استولى عليها رجل مؤسسة السينما، تذرعوا بأنها ضاعت، كنا نعلم أنها عنده، تخلص وقال انه نقلها إلى مكان آخر، ثم جاءت أوامر أن تخلي المؤسسة وتنقل كل الأجهزة .. كانت فترة طوارئ، اخذوا الاشرطة ولم نعرف مصيرها . فشلت كل محاولاتنا اليومية للحصول على الاشرطة، كنت أتوسل للمدير العام لأحصل عليها، لم نفلح، حتى وقعت الحرب، في باريس قمنا بعملية المونتاج فيما تمكنا من الأشرطة التي أحتفظا بها، هربنا لها قبل أن تتدخل جهات الأمن، كان الوقت صعبا في ظل التجهيزات الأميركية للحرب، الأشرطة التي أخذوها أعتقد أنها احترقت مع أشياء أخرى كثيرة وثمينة احترقت. موقع "سينمائيون" في 21 فبراير 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
"زمان رجل القصب" فيلم عراقي يثير الإهتمام في مهرجانات عالمية باريس/ الرافدين |