منذ تلك اللحظة التاريخية المُغلفة بحشرجةٍ شخيرٍ
هارمونيّ، وبعد قرونٍ على تاريخ تأسيس مجموعة مورلوك
عام 1968، وأرشيفها عام 1970، وجائزتها، وأكاديميّتها
عام 1980، بدأتُ أخيراً الاهتمام بها، ومحاولة فهمها،
والترويج لفلسفتها المُتقاطعة مع كلّ التيارات،
والحركات السينمائية في ميدان "خلخلة القوالب النمطية
للسينما السائدة"، والمُلتقية مع الدادائية،
والسوريالية (بدون أن تكون حركة، أو تياراً جمالياً)
في "حانة فولتير" بمدينة "زيوريخ" السويسرية التي كانت
في العشرينيّات تضجُ بالروح الطفولية، السخرية،
والطرافة(24).
ولكنها، بالمُقابل، تبتعدُ مسافاتٍ ضوئية عن
المُحاولات النادرة في السينما العربية لتأسيس حركة،
أو تيار فكريّ، وجماليّ، والتي كانت، من وجهة نظري،
جدّية، جادّة، ومُتجهمّة أكثر مما ينبغي، ولهذا السبب،
لم تُحدث أيّ تأثيرٍ تراكميّ مُعتبر.
وهنا، من المُفيد التعريف بـ"مجموعة مورلوك" الغائبة
تماماً عن الثقافة السينمائية العربية، واقتراحها
نموذجاُ يُحتذى ببعض، أو عموم فلسفتها باعتبارها
واحدةً من المجموعات المُعاصرة التي يتباهى بها المشهد
السينمائيّ الفرنسيّ، وتسيرُ في دروبٍ مُوازية للسينما
السائدة بسرعاتٍ مختلفة بدون حوادث اصطدامٍ، وكوارث
سينمائية.
***
*يمكنُ ابتلاع الهوامش التالية عن طريق الفمّ قبل
قراءة المُقدمة التعريفية أعلاه، وبعدها، ولا تتضمّن
أيّ أضرارٍ جانبية ماعدا زيادة نسبة الغازات في
المعدة:
(1) ـ "لعنة إبليس"، فيلمٌ روائيّ طويل من إخراج "ماهر
الخاجة"، وإنتاج "الإمارات العربية المُتحدة" عام
2010.
(2) ـ الفشل: مفردةٌ عربيةٌ بامتياز، تُستخدم جنوباً،
شمالاً، شرقاً، وغرباً في الثقافة السينمائية المحلية،
كأن يقول أحدهم، أو يكتب:
ـ ناقدٌ فاشل، مهرجانٌ فاشل، فيلمٌ فاشل، مقالٌ فاشل.
(3) ـ الفقرة كما جاءت في مقالة الناقدة المصرية:
بدأت صناعة السينما في الهند بمدينة بومباى، وعندما
اندمجت شركات السينما الهنديةِ وقتها (مبومباى، تاميل،
تلغو، بنغالى، مليالم)، لإنشاء استوديو ضخم وشركة كبرى
للإنتاج والتوزيع تأسست بوليوود بخلْط اسم مدينة
بومباى بمدينه هوليوود.
طبعاً، أتمنى من القارئ الحريص على نقاء معلوماته
نسيان هذه الخرابيط تماماً، لأنها تشوّه سمعة السينما
في شبه القارة الهندية.
(4) ـ "خلط الشيّطنة بالجدبنة"، تعبيرٌ هجائيٌّ شعبيٌّ
شائعٌ في اللهجة الحلبيّة، ورُبما في عموم بلاد الشام،
ويُقال عن شخصٍ يخلطُ عمداً الغباء بالذكاء لتحقيق
أغراضٍ شيطانية.
(5) ـ "حقوق النشر مهدورة"، جملةٌ تحذيريةٌ/ترغيبيّة،
تعودُ براءة اختراعها ـ رُبما ـ إلى "مهند يعقوب"
الكاتب العراقي المُقيم في بلجيكا، وقد عثرتُ عليها
لأول مرةٍ في مُدونة تشهيريّة حاقدة لن أذكر اسمها
ثأراً من "هيئة تحريرها" الوهمية "حُماة الديار
السينمائية".
(6) ـ 12 يوماً هي فترة مهرجان كان، خفضوها إلى خمسةٍ
تيّمناً بمهرجان للسينما العربية ينعقدُ في الأراضي
المُنخفضة، والذي عصرَ عدد أيامه بسبب طحن ميزانيته،
وتحويلها إلى "صفائح من ذهب" بدون الحصول على مُوافقة
المخرج "النوري بوزيد".
(7) ـ
The Act of Seeing with One’s Own Eyes
ـ فيلمٌ تجريبيّ من إخراج السينمائي الأمريكيّ
Stan Brakhage
ـ 32 دقيقة ـ
إنتاج عام 1971.
وأنصحُ ضعاف القلوب بأن يخففوا قليلاً من وزنهم،
وفضولهم، ولا يبحثوا عن صور الفيلم في الأنترنت.
(8) ـ "اللقاءات الدولية للصورة، والعلم" مهرجانٌ
سينمائيّ مُتخصصٌ بالأفلام العلمية، ينعقدُ في باريس،
ويُنظمّه "المركز الوطني للبحث العلمي"، وحكاية هربي
من عضوية لجنة تحكيم إحدى دوراته حقيقية، وليست من
وحيّ الخيال، والفروسية.
(9) ـ دراسةُ بعنوان "السينما الدادائيّة تستخدمُ
قليلاً من الملح، والبهار، وبعض الدبابيس، والمسامير
وتبدعُ بياناتٍ ضدّ الحكايات، والتقارير"، ووُفق آخر
الأنباء التي وردتني، سوف تُنشر بعد شهر رمضان الكريم
كي لا تسدّ شهية الصائمين في ساعات الفطور، والسحور،
وكلّ عامّ وأنتم بخير .
(10) ـ إشارةٌ إلى الفيلم السورياليّ "كلبٌ أندلسيّ" (Un
chien andalou)
من إخراج
Luis Buñuel
بالاشتراك مع
Salvador Dalí
في كتابة
السيناريو ـ 17 دقيقة ـ إنتاج إسبانيا عام 1929.
(11) ـ المقصود "Cinematon"،
ولمعرفة المزيد عن هذه البورتريهات السينمائية، أقترحُ
قراءة ما نُشر في موقع "الجزيرة الوثائقية":
http://doc.aljazeera.net/magazine/2010/07/20107892514935439.html
http://doc.aljazeera.net/cinema/2010/05/20105375453433267.html
وموقع "الحوار المُتمّدن":
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=110273
(12) ـ إشارةٌ إلى بورتريهاتٍ سينمائية عن القطط
بعنوان (CINÉMATOU)
يُنجزها "جيرار كوران" منذ عام 1990، وعن الكلاب
بعنوان (CINÉCABOT)
منذ عام 1991، ولمعرفة المزيد، أقترحُ قراءة ما نُشر
عنها في موقع "الجزيرة الوثائقية":
http://doc.aljazeera.net/followup/2010/07/2010712111551513176.html
(13) ـ إشارةٌ إلى سلسلةٍ سينمائية بعنوان "من غرفتي
في الفندق" (DE
MA CHAMBRE D'HÔTEL)
يُنجزها "جيرار كوران" منذ عام 1979، وسوف يأتي دورها
في الكتابة عنها، طولوا بالكم.
(14) ـ "يوميات جوزيف.م"(
LE JOURNAL DE JOSEPH M)
فيلم روائيّ، 59 دقيقة من إخراج "جيرار كوران" عام
1999، ولمن يرغب بأن يصبح مورلوكياً، أقترحُ عليه
قراءة ما نُشر عنه في موقع "الجزيرة الوثائقية":
http://doc.aljazeera.net/followup/2010/08/20108284854887796.html
(15) ـ ضريبة القيمة المُضافة (TVA)،
هي ضريبة غير مباشرة على الاستهلاك تمّ تطبيقها في
فرنسا منذ عام 1954.
(16) ـ أنظر هامش رقم (9) .
(17) ـ تقع مدينة "Romorantin"
في وسط فرنسا، وتبعدُ مسافة 180 كم عن جنوب باريس،
ويعود أسباب اختيارها عاصمة لـ"مجموعة مورلوك"، لأنها،
ببساطةٍ شديدة، مدينةٌ عادية جداً، ولا يحدث فيها أيّ
شيئ يُذكر .
(18) ـ (Film Socialisme)
إخراج "جان لوك غودار" من إنتاج عام 2010، ولمعرفة
المزيد، أقترحُ قراءة ما نُشر عنه في موقع "الجزيرة
الوثائقية":
http://doc.aljazeera.net/cinema/2010/05/20105301062925233.html
http://doc.aljazeera.net/followup/2010/06/201061493941343270.html
وصحيفة "القدس العربي":
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data/2010/06/06-16/15qpt88.htm
(19) ـ (Inception)
فيلمٌ روائيٌّ طويل من إخراج "Christopher Nolan
"، وإنتاج الولايات المتحدة عام 2010، ولا أفكر حالياً
بالكتابة عنه.
(20) ـ من قصيدة "قارئة الفنجان" للشاعر "نزار قباني"
التي غناها المطرب "عبد الحليم حافظ" فترة مراهقتنا
عندما كنا نُبصبصُ على بنات الجيران.
(21) ـ يبدو بأنّ "غوغول" أصبح صديقاً مُشتركاً
لعشراتٍ من الصحفييّن، النقاد، والشعراء الخاملين،
والكسالى.
(22) ـ "ماحدا أحسن من حدا"، تعبيرٌ شعبيٌّ شائعٌ في
اللهجات الشامية، يُقابله "ماحدش أحسن من حد" باللهجة
المصرية، وبصراحة، لا أعرف ما يُوازيه في اللهجات
المغاربية، ويعني "ماحدا أحسن من حدا".
(23) ـ "شرطي حراسة الانترنت"، وفي روايةٍ أخرى "كلب
حراسة الأنترنت"، تعبيرٌ تحقيريٌّ شائعٌ في الوسط
النقديّ العربيّ، تعود براءة اختراعه إلى الصحفي،
والكاتب، والناقد، والمخرج السينمائيّ المصري "صلاح
هاشم"، ويُستخدم عادةً للإشارة إلى ناقدٍ سينمائيّ
حاقدٍ، ومُدعيّ، تنحصرُ مهمّاته المُقدسة في الكشف عن
سرقات الصحفيين، والنقاد، والشعراء الذين يكتبون عن
السينما، وهم، بالمُناسبة، لا يُعتبرون مُدعين، أو
حاقدين على الإطلاق.
(24) ـ أنظر هامش رقم (9).هل لك أن ترسل لي الأرقام من
خلال رسالة 21237752364 2123775236421237752364
*هامش بدون ترقيم:
فلسفة "
Morlock"
في السينما الفرنسية المُوازية، مُقدمة تعريفية من
وحيّ الخيال، مُستوحاةٌ بشكلٍ ما من فلسفة مجموعة
"مورلوك"، وفي الأسبوع القادم، إن شاء الله، وإذا لم
تُصدر إدارة موقع "الجزيرة الوثائقية" قراراً عادلاً
بطردي، سوف أقدم الخطاب التأسيسيّ لجائزة، وأكاديمية
مورلوك، ونصاً يشرحُ آليات تفكير أعضائها مترجمةً لأول
مرةٍ إلى اللغة العربية، وبمُوافقة كاتبها السينمائيّ
الفرنسيّ "جيرار كوران" أحد أهمّ أقطابها، وواحدٌ من
رؤسائها لمدى الحياة. |