فالمهرجان
في اية بقعة اخرى في عرف الكثيرين لايعدو ان يكون صالة لعروض الأفلام ومنح
الجوائز ، اما مهرجان كان فهو مناخ ثقافي وابداعي شامل تحتشد فيه عوامل عدة
اولها المكان ، فكان المدينة المرتمية في احضان البحر المتوسط والتي لاتبعد
عن مدينة رائعة مجاورة هي نيس ولاتبعد كلتاهما كثيرا عن موناكو وكلها
تتلألأ على الشطآن في الجنوب الفرنسي جامعة بين الجغرافيا وسحر الطبيعة
وبين قيم الثقافة الراسخة .
هنا تصبح
المدينة بكل شوارعها وساحاتها ومبانيها ومقاهيها وفنادقها جزءا من الكرنفال
والمهرجان ، آلاف الصحافيين ومئات القنوات الفضائية وآلاف المصورين كلهم
يشكلون بعدا آخر للمهرجان ، حتى انني كنت اجد صعوبة وانا اخترق تلك الحشود
الحاشدة من الأعلاميين باتجاه العروض اليومية .
ومن
المعتاد ان تجد جمهورا يفترش الأرض وينتظر ساعات وساعات من اجل الحصول على
تذكره لمشاهدة فيلم من الأفلام فالحصول على تذكرة ليس بالأمر المتاح للجميع
ولهذا لم استغرب يوم قالت لي سيدة فرنسية انها انتظرت طوال اليوم من اجل ان
تحضى بدخول واحدة من صالات العرض لمشاهدة الفيلم اي فليم وهي واقفة الآن في
الطابور الطويل قرابة غروب ذلك اليوم على امل ان تحضى بتذكرة دخول .
هذا وغيره
تلحظه وانت تطأ كان للوهلة الأولى لكن هنالك ماهو غير مرئي بشكل مباشر وهو
سوق الفيلم الذي يوفر مساحات للشركات العالمية الكبرى لتسويق اعمالها او
التفاوض لغرض الأنتاج وحيث يمكن للمرء ان يستمتع بتلك الأجنحة المتعددة
للدول وهي توفر مطبوعاتها وتروج لأنتاجها .
كل شيء في
كان يلتهب ، مشاعر الجمهور العادي عند مشاهدة كبار النجوم وهم يترجلون من
سيارات الليموزين الفخمة مثل كلنت ايستوود وداستن هوفمان وانجلينا جولي
وبراد بت و شين بين وغيرهم كثير من حضروا هذا العام وكما تلتهب مشاعر
الجمهور لدى مشاهدة هؤلاء النجوم فأن اسعار كل شيء تلتهب ايضا ، من الطعام
الى الفنادق الى سيارات الأجرة الى كل شيء فهذه ملامح من طقوس كان واجواؤه
.
في 10
يونيو 2008
|