الوجـه القبيـح لـ"الحقيقـة"!!
خيرية البشلاوى
بعد أسبوع حافل بالكدمات الكاشفة عن أسرار عائلية قديمة مشينة
وأكاذيب واتهامات أخلاقية تعلن "دبلان فارو" ابنة النجمة الأمريكية
المشهورة مايا فارو الاسباب التي دفعتها إلي إرسال الخطاب المفتوح
إلي صحيفة نيويورك تايمز عن والدها بالتبني المخرج والممثل
الأمريكي الشهير وددي ألين.
تقول ديلان: "لقد بذلت كل ما عندي من جهد وصلابة عاطفية حتي افعل
ما فعلته.. فالحقيقة وحدها هي كل ما عندي وما امتلكه من ذخيرة.
والكلام يتناول فضيحة قديمة اتهم فيها وددي ألين بالاعتداء جنسياً
علي "ديلن" ابنته بالتبني وقد احدثت حينئذ دوياً إعلامياً كبيراً..
والآن بعد مرور سنوات طويلة تعيد الأبنة فتح الملف القديم قبل
إعلان جوائز الأوسكار بأيام قليلة واحتمال فوز فيلم "الياسمين
الأزرق" الذي رشح لثلاث جوائز بإحداها. والفيلم آخر أعمال المخرج
الاشهر وددي الين.
لقد فتحت الابنة مخزن ذاكرتها. ووضعت حقيقة مؤلمة أمام عشاق هذا
النجم الكوميدي والمخرج اللامع وذلك من خلال لقاء نشرته مجلة "بيبول"
هذا الأسبوع تعليقا علي الخطاب المنشور:
تقول ديلان: هذه هي ذخيرتي "الحقيقة".. فلست أملك مالا ولا
إمكانيات دعائية ولا سيارات ليموزين ولا شقة فارهة في حي منهاتن كل
ما امتلكه هو "الحقيقة" التي افصحت عنها في هذا الخطاب المفتوح.
وديلان كاتبة في الثانية والعشرين وكانت قد تعرضت لتحرش والدها في
سن السابعة.. وفي هذا الاسبوع اثارت فضيحة مدوية بإزاحة الستار عن
هذه الجريمة التي تعرضت لها.
قالت: حسب ما اتذكر فإن والدي مارس معي أشياء لم أقبلها.. ودافعني
للكشف عنها الآن ليس بهدف إيذائه قبل إعلان جوائز الأوسكار واحتمال
فوز فيلمه "الياسمين الأزرق".
تضيف: "لقد سمعت الكثير عن هذه الفضيحة وأنا سعيدة علي اتاحة
الفرصة للإجابة عن هذه الأمور وهدفي من كتابة هذا الموضوع أن أضع
الحقيقة علي الورق وبصوت لم يكن قادراً علي الكلام قبل ذلك.
بينما يقول محامي وددي ألين: أن اتهام ديلان لوالدها الآن مدفوعاً
من والدتها مايا فارو.
ولكن ديلان تقول الناس يقولون إنني لا أتذكر ذلك الحادث علي وجه
الدقة. ويقولون إن والدتي الشريرة قامت بغسل دماغي لأنهم يرفضون
تصديق أن والدي المريض والشرير قد قام بالاعتداء علي جنسيا ولأننا
نعيش في مجتمع يلوم الضحية ولا يغفر سلوكها وأن هذا "التابو" الذي
يحرم ويمنع فضح المشاهير علي حساب ضحاياهم يبدو مقبولا ومبرراً.
تري المجلة إن الدافع الأكبر الذي جعل ديلان فارو تكتب هذا الخطاب
المنشور بسبب تكريم المخرج وودي ألين الجولدن جلوب في 12 يناير
الماضي ومنحه جائزة "سيسيل دي ميل" علي تجمل أعماله. وأمام هذا
التكريم كتبت ديلان وشقيقها رومان فارو وأمهما ميا في تغريدة لهم
تعبر عن اشمئزاز الثلاثة إزاء هذا التكريم.
وقد أظهر الابن "رومان" منتهي الشجاعة لتصديه دفاعاً عن الأسرة.
وكذلك عندما قامت "دبلان" بكتابة خطاب يكشف عن الحقيقة.
وحتي تواجه ردود الفعل المتوقعة قالت ديلان للمجلة "أعلم أن هناك
من يقول إنني "كاذبة" وهذا جزء من الحملة السخيفة ضدي وأن ما قمت
به تعبير عن مرارة الانتقام لوالدتي أضافت "ولم أكن أدرك انني بهذا
أخون كرامة الأسرة.. لقد شعر شقيقي بالتبني "موسي فارو" بالألم
وأعلن عن مساندته لي.
صرحت شقيقه ديلان فارو "لينا دفهام": أن خطاب أختي المفتوح
والمنشور إنما يعبر عن شجاعة وقوة وكرم. وقالت أمي غرست بداخلنا
كراهية أبي لأنه قام بتمزيق أواصر الأسرة واعتدي علي اختي جنسياً
وقد كرهته لسنوات بسبب ما فعله. وها أنا أري الآن أن ما فعلته
ديلان مجرد طريقة للانتقام بسبب وقوعه في غرام "سون بي" وخيانته
لنا جميعاً.
عبرت ديلان عن مشاعرها القوية إزاء تعليق شقيقها الجارح علي خطابها
المفتوح قائلة إن شقيقها كسر قلبها فقد انفصل عن الأسرة منذ فترة
طويلة. ولطالما اشتقت إليه فأنا أحبه. وكثيراً ما أفكر فيه. وهذه
الخيانة التي أشار إليها ليست واردة بالنسبة لي ولا مقبولة من
شقيقي الذي أحبه وأعزه وكبرت معه.
قالت: إن كلامه محض اكاذيب وما تحفظه ذاكرتي صحيحا وحقيقي. وما جري
لي وأنا طفلة صغيرة هو "صليبي الذي أحمله" ولا أقبل أن تنجر عائلتي
إلي هذا الدرك كما انني لا استطيع أن أبقي صامتة حين تحتاج أسرتي
لي.
وقالت: جانب من الأسباب التي دعتني إلي كتابة هذا الخطاب أنني كنت
ذات يوم أحب والدي حباً جما.
وفي مواجهته لهذا الاتهام دافع محامي النجم المشهور عنه بتوجيه
اللوم إلي الممثلة مايا فارو مدعياً بأن التهمة التي وجههتها باطلة.
تقول المجلة إن ديلان ابنة ودوي الين بالتبني ليست سوي مخلب في
الصراع القائم بين ألين ومايا فارو منذ سنوات مضت وفكرة الاعتداء
عليها جنسيا مزروعة في رأسها من قبل أمها.
وأضاف المحامي "أن ردود فعل ودوي إلين إزاء هذا الاتهامه تركزت في
كم هائل من الحزن بسبب ما حدث لابنته "ديلان".
وقبل أيام أعلن مندوب عن ألين للصحيفة التي نشرت خطاب ديلان "إن
المخرج يري أن هذا الاتهام غير صحيح فضلا عن كونه مشيناً".
وفي تعليق لعشاق الين علي مواقع التواصل الاجتماعي. قال بعض
العاملين في صناعة الترفيه ووسائط الميديا "أنهم يدعمون ديلان فارو
ولكنهم في نفس الوقت لا يفضلون تقديرهم البالغ لأفلام ودوي الين من
الاتهامات التي تصيب حياته الخاصة.
وحثت لينا دنهام اصدقاءها ومعجبيها علي مشاركتها قراءة خطاب
"ديلان" اختها باعتباره مثالا للشجاعة والقوة والكرم.
قال أحدهم تعليقا علي ما جري "اختار أبطالك بعناية وكن مستعداً أن
تدعهم يرحلون.. في إشارة إلي الاعجاب الجارف بالنجم الأمريكي.
وعلق آخر: بعد هذا الخطاب لا استطيع أن انظر إلي ودوي إلين بنفس
الطريقة التي اعتدت عليها ولا يجب ان تفعل!
قالت الروائية سارة دسين "إن مقالة ديلان فارو اصابتها بالصدمة
ووصفت "فارو" بأنها شجاعة جدا لكتابتها هذا الخطاب".
قال الممثل الكوميدي الأمريكي جيني جونسون في تغريدة "ربما يساعد
ذلك ضحايا آخرين ويقنع "هوليوود" أن تتوقف عن تقبيل مؤخرة وودي
الين".
كتب صحفي آخر "جاك مور" قائلا: وودي الين عبقري ولطالما عشقت
أعماله طوال حياتي. ولكن تقدير فنه علي حساب حياة إنسانة جرحها
وأساء إليها يجافي الضمير".
وفي وصفها لما جري حين كانت في السابعة قالت ديلان فارو في الخطاب
المنشور "لقد أمسك والدي يدي واقتداني إلي مكان مظلم ومغلق في
الدور الثاني وطلب مني أن ارقد علي بطني ثم هاجمني جنسيا.
ولم يحاكم أو يدان ودوي إلين علي جريمة التحرش الجنسي ابداً رغم
ذلك.
وفي الخطاب وجهت "ديلان" سؤالا إلي أبطال فيلم ودوي إلين المرشح
للاوسكار "الياسمين الأزرق" وهم إلك مولدوين وكيت بلانشيت وليس سي.
ك: ماذا لو تعرضت طفلتك لهذا العدوان الجنسي؟؟.
ولم يعلن احداهم من خلال "التويتر" علي هذا السؤال.
لقد انتهت علاقة ميا فارو بالممثل المخرج ودوي إلين في 1992 عندما
اثارت "ميا" هذا الاتهامه ضد إلين وعدها مباشرة ارتبط وودي الين
بسون يجي برفين وهي أيضاً ابنة ميا فارو بالتبني.
حين ارتبط وودي إلين بالنجمة مايا فارو كونا ثنائيا غريبا فالمعروف
أنه فنان متعدد المواهب وعصبي ومخرج فريد وكميديان من نوع خاص. وهي
فنانة ناعمة ذات ميول إنسانية ولم يتزوجا بالمناسبة ولم يعيشا في
شقة واحدة رغم التزام كل منهما ازاء الآخر.. ودوي إلين لم يكن لديه
ابناء بينما فارو كانت أما لست اطفال بالتبني اشتركا في ثلاثة منهم
كانت بطلة لافلامه اسند إليها بطولة 12 فيلما والاثنان لم تجمعهما
صفات مشتركة وعلي ذلك اصبحا في فترة اشهر "زوجان".
ثم انقلب الأمر رأسا علي عقب عندما عثرت "ميا فارو" علي صور ابنتها
سون بي برفين التي كانت تتبنها وهي في سن الثامنة. عارية تماما في
شقة وودي إلين الذي كان سنه وقتئذ "56 سنة" واكتشفت في نفس الوقت
علاقته الجنسية معها وكانت تبلغ حينئذ 21 سنة واستمرت علاقتهما حتي
الآن وقاما بتبني طفلين وهما ابيشت "13 سنة" و"هاتري" "12 سنة"
والاثنان اختارا لهما اسم اثنين من مشاهير موسيقي الجاز التي
يعشقها وودي الين.
وحتي الآن ورغم تقدمه في العمر "77 سنة" مازال وودي إلين الذي وصف
نفسه ذات يوم بأنه "اليهودي المطلق" يخرج الافلام الجديرة
بالجوائز: "منتصف الليل في باريس" الذي فاز عنه بجائزة الجولدان
جلوب كأحسن سيناريو وفيلم "إلي روما مع حبي" الذي لعب فيه دوراً
رئيساً أيضا. وآخر أفلامه "الياسمين الأزرق" وددي الين أيضا عازف
محترف لآلة "الكلارينت" وله عشاق ومريدون يترددون منذ فترة علي
المكان الذي يعزف فيه مع فرقته في إحدي خانات نيويورك.
إلين - حسب قوله - لم يفهم ابداً سر انجذاب الجمهور لعلاقته مع سون
بي التي تبلغ من العمر الآن "42 سنة" ويتساءل "أين الفضية؟ لقد
احببت الفتاة وتزوجتها ومر علي الزواج أكثر من 15 سنة.. ولكن هذه
العلاقة كلفته العلاقة مع جميع أبنائه بالتبني.
الطريف أن مايا فارو التي تعشق دور الأم في الحياة. قامت بتبني ستة
أطفال آخرين بعد قطع العلاقة مع إلين. وانها الآن أمه لـ15 طفلا
ميا فارو الآن في سن الثامنة والستين اصبحت مشهورة جداً في مجال
المشروعات الإنسانية. وعملت سفيرة للنوايا الحسنة وسافرت إلي
افريقيا وأولت اهتماما خاصا بدارفور.
حياة غريبة جداً علي ثقافتنا.. أليس كذلك؟!
رنـات
زيـزي وأشـياء أخـري
خيرية البشلاوى
قبل أن أشرع في الكتابة قرأت الفاتحة علي روح الفنانة زيزي
البدراوي ودعوت لها بالرحمة والمغفرة.. فنانة عاشت محترمة فعلاً
ورحلت في هدوء بعد معركة طاحنة مع المرض اللعين. والمؤكد أن حياتها
لم تكن مزيجاً من الزبد والعسل مثل معظم من أمضوا حياتهم في حقل
الفن وصناعة الترفيه السينمائي والتليفزيوني.
لم تحظ زيزي البدراوي بتسليط الأضواء الساطعة من قبل وسائل الإعلام
مثل الذين شاركوها بطولات الأفلام من نجوم السينما المصرية مثل
أحمد رمزي. وسعاد حسني وشكري سرحان ومثل من وقفوا إلي جوارها في
أفلام اعتمدت علي البطولة الجماعية. ولكنها حظيت دون شك بالاحترام
وربما نعمت بالسكينة بعيداً عن صخب وزيف وقسوة الحياة الفنية..
وأقول "السكينة" بتردد لأن إصابتها بسرطان الرئة بسبب الإسراف في
التدخين إلي الحد الذي ذكرته في بعض احاديثها حيث قالت إنها كانت
تدخن مائة سيجارة في اليوم "!" الأمر الذي يجعلني أخمن حجم التوتر
الذي كان يسيطر علي فنانة حساسة وإنسانة ذكية بدأت مشوارها الفني
مبكراً واستمرت بإخلاص تقدم ما يسند إليها من أدوار بغض النظر عن
مساحة الدور أو أهميته.
لفت نظري بينما أتابع ما كتبته الصحافة الفنية بعد رحيلها يوم 31
يناير 2014. أن المعلومات الواردة والمنشورة عن زيزي البدراوي
متضاربة وليست دقيقة حتي فيما يتعلق بملامحها الطبيعية التي لا
تحتاج إلي مراجع علي سبيل المثال. تكرار عبارة "الفنانة الشقراء"..
سألت هل كانت زيزي شقراء فعلاً؟ إنها امرأة مصرية مائة بالمائة من
حيث الملامح والروح والحضور.
صحيح أننا لا نجد مصدراً واحداً صحيحاً عن تواريخ ميلاد الفنانين
مع أن لدينا نقابات فنية ويفترض أن تضم ملفات دقيقة من حيث
المعلومات وتمثل مرجعاً لأي متخصص أو باحث ومع ذلك أتشكك جداً في
أن تكون هذه "النقابات" حريصة علي امتلاك مثل هذه الملفات.
ومن الأشياء المزعجة ايضا أن أقرأ أن هذه الفنانة المحترمة لم
يزرها كثيرون من زملائها وزميلاتها في اخريات عمرها وأثناء صراعها
مع المرض الذي غيبها. ثم أتبين من مصادر أخري أن مثل هذه المعلومة
السخيفة يعوزها الدقة وأن كثيرات من زميلاتها حرصن علي زيارتها
وحضور جنازتها.
وفيما يبدو أن بعض الصحفيين يحبذون الاخبار السلبية خصوصاً التي
تخالف طبيعة الأمور ظناً منهم أنها الأكثر إثارة.
وأكثر ما اثار حفيظتي سؤال أجده بالغ السخافة وهو: هل زيزي
البدراوي مسيحية؟؟ وهل ثمة فارق؟ وما أهمية هذه "الخانة" في
البطاقة الشخصية للفنان. أو حتي للإنسان عموماً؟ الفارق الحاسم في
مدي الالتزام والسلوك الاخلاقي والإنساني وفي قيمة ما تقدمه من فن.
وموقفه عموماً الذي يدل عليه محصلة أدائه علي مسرح الحياة وفي
الحياة الفنية.
ثم ما أهمية أن ترتدي زميلة لها الحجاب أثناء المشاركة في الصلاة
عليها بالرغم من أن هذه الزميلة مسيحية؟؟ وما هذه الحساسية الزائدة
إزاء "الدين" إلا إذا كان الطابع العام يغلب عليه مشاعر التعصب وهو
ذات الطابع الذي يولد مناخاً وبيئة صالحة للتطرف وللجماعات
الإرهابية التي تقتل علي الهوية وتمنح نفسها حق الترويع والتصفية
المعنوية لمن يخالفونهم في الدين.
"زيزي
البداوي مسلمة" هذا ايضا ضمن العناوين التي مرت عليّ وأنا أتابع
المنشور عنها!! "زيزي البدراوي لم يمهلها العمر لكي تري أول
أحفادها".. والمعروف أنها لم تنجب رغم زواجها مرتين. لديها أبناء
أخت منهم هادي الباجوري وسامح الباجوري المخرج السينمائي.. ولم
نقرأ أنها قامت بتبني أي منهما. صحيح "الخالة والدة" حسب ما يقول
المثل. لكن يظل الفارق بين المعلومة الموثقة وبين الأعراف الدارجة.
رحلت زيزي البدراوي وتركت مكانها لأجيال تأتي من بعدها وتملأ
الفراغ.. ولكن مكانتها في تاريخ السينما موثقاً وستظل موجودة في
قائمة الأفلام التي مثلتها.. فمنذ فيلم "بورسعيد" "1957" وهي حاضرة
علي خريطة السينما.. وعلي خريطة الدراما التليفزيونية منذ
السبعينيات.. والعديد من الشخصيات التي لعبتها يعاد اكتشافها مع
تكرار عروض هذه الأعمال علي شاشات التليفزيون.. وسوف يظل اسمها
الفني "زيزي البدراوي" الحقيقة الأكثر دلالة من اسمها الحقيقي
المسجل في شهادة الميلاد: فدوي جميل البيطار.
المساء المصرية في
|