الشكل الخارجي...
هل يصنع النجوميَّة؟
إلى أي مدى يتكل الممثلون اليوم على شكلهم الخارجي لاستقطاب أدوار
البطولة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في عصر التكنولوجيا والإبهار على
صعيد الصورة، وتحوّل الفن إلى صناعة كاملة، ما يجعل الموهبة في
كثير من الأحيان تأتي في المرتبة الثانية بعد الشكل، باعتبار أن
الأخير أول ما يأسر الجمهور لدى رؤية النجم وقبل أن يتفوه بكلمة.
كثيرة هي الأمثلة عن فنانين صنعتهم التكنولوجيا، أي تغلب صورتهم
المبهرة على موهبتهم، في المقابل ثمة أمثلة لا تحصى عن...
البطولة تتطلب أكثر من الشكل
أحمد عبدالمحسن
صادق بهبهاني
«أتعامل
مع شكلي الخارجي حسب ما يتطلب الدور مني، ولا أعتقد أن الشكل وحده
يوفر للفنان دور البطولة»، يؤكد الفنان صادق بهبهاني موضحاً أن
موهبة الفنان وقدرته على أداء أدوار مختلفة والتعامل مع النص، أهم
من الشكل الخارجي.
يضيف: «على الفنان التعامل مع الأدوار بشكل دقيق. على سبيل المثال
لا يمكن أداء دور الفقير من خلال شكل جميل، أو دور المجرم أو اللص
من خلال شكل آخر لا يدل على المجرم واللص وما شابه ذلك».
يرى بهبهاني أن على الفنان تقبل أي شيء خدمة للدور، وألا يعترض على
دور معين أو تغيير ما في الشكل الخارجي، ويتابع: «أستغرب من بعض
الفنانين الذين يرفضون أداء أدوار الفقر مثلا لاعتراضهم على
الأزياء، أو يشترطون أداء هذه الأدوار بإطلالة جميلة وهذا أمر
خاطئ. بالنسبة إلي، أتقبل ملاحظات المخرج وأعمل بها وأفعل كل ما
يطلبه مني، لأن على الفنان تغيير شكله الخارجي خدمة للدور وإيصال
رسالة كاملة إلى الجمهور الذي ينتقد الشكل الخارجي للفنان في حال
لا يلائم دوره».
شوق
«لا
أبحث عن أدوار بطولة بقدر ما أبحث عن أدوار مؤثرة حتى وإن كانت
عبارة عن مشهد واحد»، توضح الفنانة شوق مشيرة إلى أن الشكل الخارجي
مهم بالنسبة إلى الفنان، لكن ليس بالضرورة أن يكون العامل الرئيس
في الفوز بأدوار البطولة.
تضيف: «جميل أن يتمتع الفنان بشكل خارجي متميز، صحيح أن هذا الأمر
يساهم في أدائه بعض الأدوار، لكنه لا يعطيه بطولة مطلقة أو أي شيء
من هذا القبيل، وأعتقد أن الموهبة هي التي تحسم هذه الأمور، فلا
يمكن أن يكون الشكل من دون موهبة، ولكن من الممكن أن تكون الموهبة
من دون شكل خارجي متميز».
تعتبر شوق أن التغيير الذي يفرضه الدور على الشكل الخارجي لا بد
منه، ولا مانع لديها في ذلك خدمة للدور والشخصية، تتابع: «أقبل
دائماً ما يفرضه عليّ المخرج أو الدور، لا مشكلة لدي في وضع قليل
من الماكياج وتغيير شكلي الخارجي خدمة للدور بشكل معقول. في
المقابل، أرفض إجراء جراحات تجميل أو ما شابه، حتى لو كان ذلك خدمة
للدور. عموماً، يستطيع الفنان إحداث هذه التغييرات بطريقة متقنة،
إذا أراد ذلك، من دون مبالغة».
محمد رمضان
«الشكل
الخارجي مهم بالنسبة إلى الفنان، ويستطيع توظيفه إلى أقصى حد
ممكن»، برأي الفنان محمد رمضان، باعتبار أنه أحد العوامل الرئيسة
للفوز بأدوار البطولة.
يضيف: «على الفنان تغيير شكله الخارجي شرط أن يساهم في أداء الدور
بأفضل أسلوب ممكن، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يجسد الفنان شخصية
فقير وهو يرتدي ثياباً باهظة الثمن، أو شخصية غني بثياب مقطعة، من
هنا نرى أن الشكل الخارجي يساعد الفنان في اختياره للأدوار، وثمة
فنانون يتم اختيارهم لأداء أدوار البطولة لأنهم يمتلكون شكلاً
خارجياً يساعدهم في ذلك».
يوضح رمضان أن تقبل تغيير الشكل الخارجي يختلف من فنان إلى آخر،
وأن أدوار البطولة لا تقتصر على الشكل الخارجي، ويتابع: «موهبة
الفنان وقدرته على أداء أدوار بطولة، عوامل تساعده على الاستمرار
في الوسط الفني. الشكل الخارجي مهم أيضاً ولكن ثمة أمور أهم.
بالنسبة إلي أحاول تنفيذ تعليمات المخرج أو كل ما يطلبه الدور من
دون تردد، فقد سبق أن غيرت في شكلي الخارجي لخدمة أدوار فنية، ولا
أمانع من القيام بهذا التغير مستقبلا، وأنا فخور بالأعمال التي
أقدمها على الشاشة، سواء في شكلي الخارجي الطبيعي أو إجراء تغييرات
لازمة خدمة للدور».
الكاريزما الأساس
بيروت - ربيع عواد
نيكول سابا
{الجمال
والموهبة يكملان بعضهما البعض والثانية هي الأساس}، تقول نيكول
سابا مؤكدة أنه في حال غياب الموهبة، لا يمكن للشكل الخارجي أن
يقنع الجمهور ويؤمن الاستمرارية لصاحبه.
تضيف، في حديث لها، أن {الشكل بات عاملاً أساسياً لنجاح أي فنان}،
إلا أنها لا تعتقد أن الجمال وحده كاف لاستمرارها، موضحة أن
{الفنانة التي يزداد وزنها قليلاً مثلاً، ينتقدها معجبوها عبر
مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، ويطالبونها بالاهتمام بشكلها
أكثر}.
وتلفت إلى أن ثمة أدواراً لا تتطلب شكلاً جميلاً بقدر ما تتطلب
مقدرة في إيصال الشخصية إلى المشاهد بشكل صحيح وإقناعه بها، مشيرة
إلى أن ممثلين كثراً حققوا نجومية رغم أنهم لا يتمتعون بجمال باهر.
وعما إذا كان المظهر الخارجي يعكس جوهر الشخص، تقول: {غالباً ما
يعكس المظهر بعض الميزات الداخلية. ولكن لا يمكن تعميم ذلك، لأنه
في أحيان كثيرة قد نرى شخصاً بمظهر معين ونفاجأ بجوهره الذي لا يمت
إلى مظهره بصلة}.
يورغو شلهوب
{ليس
التمثيل عرضاً جمالياً بل يحتاج موهبة حقيقية}، يقول يورغو شلهوب
الذي يعترف بأن الشكل الخارجي يؤدي دوراً أحياناً في حياة بعض
النجوم، إلا أنه لا يؤمن وحده الاستمرارية.
يضيف: {صحيح أن بعض أدوار البطولة يحتاج شكلاً جميلاً ليتعلق
الجمهور بالشخصية، إنما الأهم توافر الكاريزما والأداء الجميل
والإحساس، لأن التمثيل روح متجسدة بشخصية معينة. من جهة أخرى، لا
أمانع دخول موهوبين غير متخصصين جامعيًا إلى التمثيل، إذ يمكن
لهؤلاء أن يطوّروا أنفسهم عبر ورش العمل، إنما أرفض اختيار شخص غير
موهوب لدور البطولة، مهما كانت الأسباب، مادية أو شخصية، لأن ذلك
يضرب صورة الممثل اللبناني في العالم العربي، ويوحي بأن الممثلين
اللبنانيين غير أكفياء.
جويل داغر
{الكاريزما
هي الأساس} تؤكد جويل داغر مشيرة إلى أن الشكل الخارجي مهم، خصوصاً
أن المشاهد يحب رؤية النجوم الذين يتمتعون بجمال خارجي، لكن
الكاريزما والموهبة يؤمنان الاستمرارية لأي نجم، لأنهما عاملان
أساسيان يستطيع من خلالهما تطوير نفسه وإثبات قدراته وإمكاناته.
لا تنكر داغر أن شكلها الخارجي ساعدها في مرحلةٍ ما، خصوصا أننا
نعيش في عصر يعتمد على الإبهار في الصورة، لكنها شددت على أنها لو
لم تكن موهوبة لما استطاعت تحقيق النجاح وكسب ثقة أهل الاختصاص.
تضيف: {الجمال من دون حضور لا يكفي، لذلك أعتبر أنّ الكاريزما أكثر
أهمية من الجمال وهي أساس الاستمرارية}، مشددة على أنها تملك طاقات
في داخلها وتحاول في كل عملٍ أن تُظهر جزءاً جديداً منها.
داليدا خليل
{الموهبة
هي الأهم عند أي فنان} توضح داليدا خليل مشيرة إلى أنها على
استعداد لتبشّع نفسها وتقص شعرها بهدف أداء دور جديد ومركّب، فليس
الجمال هو من يوصل الفنان إلى الناس، حسب رأيها، بل نجاحه في أداء
دور معين، خصوصاً أن الأدوار لا تتطلب كلها مظهراً خارجياً جميلا.
لا تنكر أن الشكل الخارجي قد يضع الممثل على سكّة معينة ويساعده في
المرحلة الأولى، لكن في ما بعد الموهبة وحدها تقرر نجاحه أو فشله،
لا سيما أن الجمهور بات يميز الفنان الصحيح من المزيف. وتضيف: {لكل
فنان، بغض النظر عن عمره، رسالة يجب أن يوجهها عبر أعماله. ثمة
ممثلون يعملون بهدف التسلية، وآخرون يسعون إلى الشهرة، وفئة ثالثة
تحمل رسالة معينة في كل عمل من أعمالها}.
جزء من طبيعة العمل
القاهرة – بهاء عمر
ترى أروى جودة أن الاهتمام بصورة النجم وشكله الخارجي جزء لا يتجزأ
من طبيعة عمله، إذ لا يمكن أن يظهر على الشاشة بشكله المعتاد الذي
خرج به مسبقاً، خصوصاً أن الجمهور ينتظره، مع كل إطلالة، بشكل
جديد يحمسه لمتابعته بعيداً عن الملل من الصورة المكررة.
تضيف أن طبيعة الدور هي المتحكم بالمظهر، فلا يعني الحرص على الشكل
الخارجي، أن يظهر الفنان بأحدث صيحات الموضة، إذ من الممكن أن
تتطلب طبيعة الشخصية ملابس شعبية، ما يتوجب الاهتمام بالمظهر
الخارجي لها، فلا تكون متناقضة أو مستغربة على بيئة البطل.
تتابع أن كثرة المناسبات التي يظهر فيها النجوم في وسائل الإعلام،
تدفعهم أكثر من غيرهم إلى الالتفات إلى مظهرهم، لكي يطلوا في أبهى
صورة، خصوصاً أن أول ما تقع عليه عين الجمهور هو شكل النجم حتى قبل
الاستماع إلى كلامه.
علاقة طردية
تتابع أميرة فتحي أحدث خطوط الموضة والأزياء في لندن ودبي وباريس،
معتبرة أن الفنان بمقدار ما ينوع في إطلالته بمقدار ما يلفت نظر
متابعيه في الأدوار التي يؤديها، مشيرة إلى أنها لا تقبل الظهور
بصورة مكررة أمام جمهورها، وأن ذلك خط أحمر لا تستطيع تجاوزه.
توضح أن الاهتمام الذي يوليه الفنان في اختيار دوره الذي يقدمه، هو
نفسه الذي يوليه لشكله أثناء ظهوره على الشاشة وفي المناسبات
العامة.
بدورها تلفت إلهام شاهين إلى أن الأجر الذي يتقاضاه معظم الفنانين
يذهب إلى المظهر الخارجي المرتبط بالأزياء وتصميماتها، فلا تكون
مكررة، فضلاً عن الاهتمام بالشعر وتصفيفه بطريقة جديدة، موضحة أن
العلاقة بين المظهر وأداء دور البطولة علاقة {طردية}، بمعنى أنه
كلما زاد اهتمام النجم بمظهره، ينتبه إليه الجمهور، وبالتالي يرشحه
المنتجون والمخرجون والمؤلفون لأداء أدوار أكبر مساحة وأكثر أهمية.
تضيف أن فترة التحضير لملابس الشخصية التي تجسدها، خصوصاً إذا كانت
ذات طبيعة خاصة شعبية أو ريفية أو وزيرة على سبيل المثال، تأخذ
منها مساحة من الوقت تقارب المدة التي تحتاجها لقراءة الدور،
فتتخيل أثناء القراءة ما يمكن أن ترتديه أو شكل الماكياج الذي
تضعه، بعد ذلك تتشاور مع المخرج ومصمم الأزياء حول تصوراتها للوصول
إلى صيغة مشتركة تظهر بها الشخصية.
من جهتها تشير أميرة العايدي إلى أن الانتباه إلى الشكل الخارجي
أثناء أداء دور البطولة يحتاج إلى خبرات متراكمة في مسيرة الفنان
المهنية، في مقدمها البحث عن مصمم للأزياء يحظى بثقته، فضلاً عن
الاستقرار على طاقم عمل يساعده على أداء دوره بسهولة ويسر.
تنبه العايدي إلى أن ما ينظر إليه البعض باعتباره ترفاً من ناحية
السفر إلى الخارج وشراء الأزياء والأكسسوار من دول عدة، هو في
الحقيقة جهد يبذله النجم ليكون في أفضل صورة تتناسب مع الدور
والبطولة التي يؤديها، فلا يبخل بشيء لبناء الشخصية ورسمها، إلى
جانب الاجتهاد في تقمصها وأدائها بحرفية على مستويي النص والتمثيل،
مؤكدة أن الاعتماد على الشكل الخارجي العادي بمعنى الجمال الطبيعي
هو نعمة لا بد من دعمها بإبرازها.
أما آيتن عامر فتلاحظ أن الجمهور ينظر إلى شكل الفنان باعتباره
صورة عن أحدث صيحات الموضة، فيما هو بمثابة ضغط عليه ليكون عند حسن
ظن متابعيه، وبكامل مظهره الخارجي داخل استوديوهات التصوير وخارجها.
تتابع: {لا يقبل الجمهور أن يكرر نجمه المفضل طلته أو ملابسه،
خصوصاً أن طبيعة العمل تقوم على الإبهار في المظهر والصورة، بنفس
الحرص على الأداء الجيد للدور}.
تضيف: {حتى مع أداء أدوار غير معاصرة أو من بيئات خاصة مثل دوري في
مسلسل {الزوجة الثانية}، كان لا بد من الحرص على المظهر الخارجي
بحيث تعبّر الأزياء عن طبيعة الشخصية، وأن تكون جديدة ومبهرة
ومتناسبة مع طبيعة الدور، فضلاً عن أن مقارنتي بسعاد حسني وأزيائها
في الفيلم الذي قدم القصة نفسها والشخصية ذاتها، تطلّب مني جهداً
مضاعفاً في اختيار الأزياء}.
الجريدة الكويتية في
|