يوسف العاني مؤسّس المسرح العراقي الحديث
سامي عبد الحميد
ما أن تعرفت بالأستاذ المبدع المفكر يوسف العاني وكنا طلبة في كلية
الحقوق وكان ان شكل جمعية جبر الخواطر ليقدم باسمها تمثيلياته
الناقدة حتى تحسست تصميمه على بناء صرح مسرحي عراقي يتصدى فيه لكل
ما هو سلبي في الحكم، وفي السلطة وفي المجتمع، وعرفت ان الفن
المسرحي وسيلة للتوعية والتوجيه وهدفه التغيير نحو الأفضل ،ومن هذا
المنطلق اتفقت معه ومع أستاذنا إبراهيم جلال على تأسيس فرقة المسرح
الحديث على أساس تلك الموضوعة التقدمية بين (يوسف العاني) مسرحياته
التي تنتمي فكرياً وفنياً إلى صنف (المسرح الشعبي).مسرحيته (راس
الشليلة) تنتقد الروتين الحكومي القاتل وفساد السلطة، ومسرحيته (ماكو
شغل) تتصدى للبطالة ومسرحيته (آني امك يا شاكر) تتصدى لقهر السلطة
واستخدام العنف ضد المناضلين في سبيل تحرر الوطن من ربقة الاستعمار
ومسرحية (المفتاح) تهزأ من الخرافة وتدعو إلى العمل من اجل تطور
المجتمع ومسرحية (الخرابة) تكشف عن مظالم الاحتلال والاستعمار على
مر العصور.
وكان لي شرف إخراج العديد من مسرحيات (العاني) سواء في فرقة المسرح
الحديث أم في مؤسسات أخرى ،ومنها كليات جامعة بغداد وكان آخرها
مسرحية (نجمة) التي عرضت في مسرح المنصور أواخر التسعينات.
وإذ نحتفل بمرور حقب زمنية على أول صعود ليوسف العاني على خشبة
المسرح فإنما نعبّر عن اعتزازنا بأحد مؤسسي المسرح الحديث في
العراق ونتذكر سيرنا معاً حيث كنت أنا الآخر قد صعدت على المسرح
بداية الأربعينات من القرن العشرين عندما مثلت دور البطولة في
مسرحية (أنا الجندي) وأنا في المدرسة المتوسطة وربما كان هذا
قاسماً مشتركاً بيني وبين أخي العزيز (يوسف العاني) إضافة
لمشتركاتنا الفكرية والفنية.
بورتريه
يحتفل الوسط الفني اليوم 24 شباط بمناسبة مرور 70 عاما على اعتلاء
الفنان الكبير يوسف العاني خشبة المسرح أول مرة عام 1944 .
ولد الفنان يوسف إسماعيل العاني ببغداد في 1/ تموز/ 1927م ، كما في
سجل النفوس الرسمية ،والصحيح انه ولد في الفلوجة .
• وقف على المسرح ممثلا في 24 شباط 1944م في مسرحية بفصل واحد من
تأليفه وإخراجه ضمن نشاط جمعية العلوم في الثانوية المركزية ببغداد
، ويعتبر هذا اليوم يوم ميلاده الفني .
• تخرج في كلية الحقوق دورة 1949 -1950 ، ومارس المحاماة لعدة
سنوات .
• درس في معهد الفنون الجميلة – فرع التمثيل – لمدة أربع سنوات ،
وكان الأول في كل الدورات ، وفصل في السنة الأخيرة عام 1952
لمواقفه الوطنية .
• عين معيدا في كلية التجارة والاقتصاد عام 1950 – 1951 للإشراف
على النشاط الفني في الكلية وكانت هذه المسؤولية أول بادرة في
تاريخ النشاط الفني الجامعي .
• ساهم بتأسيس فرقة المسرح الفني الحديث مع الفنان الراحل إبراهيم
جلال وعدد من الفنانين المثقفين الشباب في 3 / نيسان / 1952م .
• مارس النقد السينمائي والمسرحي منذ عام 1952م ومازال يكتب في
مجالات النقد والمتابعات الفنية ولا سيما المسرحية السينمائية ،
داخل العراق وخارجه .
• عام 1957 – 1958 قضى عاما كاملا في عدد من مسارح الدول
الاشتراكية ، الاتحاد السوفيتي ، تشيكوسلوفاكيا وألمانيا
الديمقراطية ، حيث توفر فيها للتعرف على مسرح بريشت .... ثم قضى
عدة أشهر في مسارح فينا .
• عين مديرا للبرامج في مديرية الإذاعة والتلفزيون بعد ثورة تموز
عام 1958 .
• عين أول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح التي أسسها عام 1960 .
• رئيس فرقة المسرح الفني الحديث .
• رئيس المركز العراقي للمسرح التابع للمركز العالمي (I.T.I)
اليونسكو .
• مثل عددا كبيرا من المسرحيات الشهيرة ،أبرزها : (النخلة
والجيران) و(الخرابة) و(أضواء على حياة يومية) و(المفتاح) و(بغداد
الأزل بين الجد والهزل) و(آني أمك يا شاكر) و(الملا عبود الكرخي)
و(نفوس) و(الإنسان الطيب) و(الخان) و(ست دراهم) و(الشريعة) وغيرها
من المسرحيات .
• مثل عددا من الأفلام السينمائية عراقية وعربية منها : (سعيد
أفندي) و(أبو هيلة) و(وداعا يا لبنان) و(المنعطف) و(المسألة
الكبرى) و(الفارس والجبل) و(الملك غازي) ، وفيلم (اليوم السادس)
للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين . وغيرها من الأفلام السينمائية
.
• شغل عضوية اللجنة التنفيذية للمركز العالمي للمسرح ما بين 1983 –
1985 .
• تقاعد من الوظيفة عام 1989م ، وتفرغ للعمل الفني .
• أما مؤلفات يوسف العاني الـمنشورة ما بين المسرح والسينما
والذكريات فكان من أهمها:
- راس الشليلة 1954
- مسرحياتي الجزء الأول والثاني- 19601961
-شعبنا 1961
-بين المسرح والسينما 1967 إصدار القاهرة
-أفلام العالم من أجل السلام 1968
-مسرحية الخرابة
-هوليوود بلا رتوش 1975
-التجربة المسرحية معايشة وحكايات طباعة بيروت 1979
-عشر مسرحيات ليوسف العاني- بيروت 1981
-سيناريو لم أكتبه بعد 1987
-المسرح بين الحديث والحدث 1990
-شخوص في ذاكرتي 2002
السينما استذكارات بين الظلام والضوء 2005
تقاسيم مسرحية عام 2009
شخصيات وذكريات 2012
المدى العراقية في
|