شريف البنداري أحد أبرز المخرجين الشباب المصريين، في رصيده أكثر
من فيلم قصير مثل {حظر تجول} و{صباح الفل} و{ساعة عصاري}، شارك من
خلالها في مهرجانات عربية وأوروبية، وحصد الجوائز والدعم لأفلامه
من مؤسسات مختلفة في العالم، آخرها منحة {روبرت بوش} لتنفيذ فيلمه
القصير {حار جاف صيفاً}. كذلك يستعدّ لتصوير فيلمه الروائي الطويل
{أوضتين وصالة}.
عن صناعة السينما في مصر، والسينما المستقلة، والمشاكل التي تواجه
صناعها الشباب كان الحوار التالي معه.
·
«أوضتين
وصالة» تجربتك الأولى في السينما الطويلة الروائية أخبرنا عنه.
الفيلم مقتبس عن قصة بالاسم نفسه للكاتب الكبير إبراهيم أصلان، كتب
السيناريو الكاتب محمد صلاح العزب ونال عنه جائزة ساويرس منذ
عامين، ينتجه المنتج محمد حفظي، ويؤدي بطولته الفنان محمود عبد
العزيز. تتمحور قصته حول رجل عجوز والتغيرات التي يمر بها بعد
وفاة زوجته وشريكة عمره.
·
كيف أمنت الإنتاج الكافي له؟
عملنا المنتج محمد حفظي وأنا ما يقرب من سنتين للتجهيز لهذا
الفيلم، وأقنعنا جهات إنتاجية لتشارك في إنتاجه، سواء بمنح مادية
أو عينية أو ورش تدريبية، من بينها: «معهد الدوحة للأفلام»، منظمة
«آفاق»، جائزة «كايرو فيلم كونشكن» الموثقة من «مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي»، وكل تلك المنح لم تبلغ أكثر من 20 % من
إنتاج الفيلم، وسيتولى محمد حفظي باقي تكاليف الإنتاج.
·
متى ستبدأ التصوير؟
في مايو المقبل.
·
هل إخراجك لفيلم طويل سيأخذك بعيداً عن إخراج الأفلام القصيرة؟
سأظل أصنع الأفلام التي أحبها، سواء كانت قصيرة أم طويلة، فإذا
خطرت في ذهني فكرة لفيلم قصير لن أمتنع عن تنفيذها.
·
كيف ترى دور المخرجين الشباب في ظل الظروف التي تمر بها مصر سواء
اجتماعياً أو في صناعة السينما؟
يكمن دورهم في إخراج أفلام تعبر عن تلك المتغيرات للتأريخ لها، على
غرار ما حدث بعد حرب 1973 في مصر، وهو ما يمكن تلمسه في الأفلام
المنتجة بعد تلك الفترة، ولكن بالطبع يجب ألا يتم الأمر على طريقة
«أنا هكتب فيلم عن مصر الآن»، بل ما أقصد أن تعكس تلك الأفلام
طبيعة المتغيرات.
·
كيف تقيّم حال السينما في ضوء كل هذه المتغيرات؟
لست متشائماً، إذا نظرنا جيداً سنجد على الساحة تيارين معاكسين
لبعضهما البعض: أفلام «مقاولات» (تسمية أطلقت على هذه الموجة التي
انطلقت قبل سنوات)، وأفلام على مستوى عال من الجودة الفنية، يتمسّك
صناعها بحلمهم في إخراج أفلام جيدة مثل: «فرش وغطا» و«فيلا 69»
و»فتاة المصنع»، للعلم لا أحد يتذكر أفلام المقاولات، وسيعلق في
ذهن الجمهور الأفلام الجيدة وستبقى سنوات طويلة.
·
ما تفسيرك لهذا الوضع؟
كل فترة تمر فيها السينما المصرية بأزمة لا يتبقى منها إلا الأفلام
الجيدة، تماماً كما حدث في الفترة من 1990 إلى 1995، إذ تضاءل حجم
الإنتاج، وعندما مرّت الأزمة لم يتبق منها إلا: «الكيت كات»،
«البحث عن سيد مرزوق»، «إشارة مرور»، «حرب الفراولة»، وكلها أفلام
جيدة لمخرجين كبار.
·
ما الذي تفتقده السينما الآن من وجهة نظرك؟
تفتقد إلى أفلام دافئة تقف في منطقة وسط بين أفلام المقاولات
والأفلام المشحونة بالدراما، على غرار «حمادة يلعب» و»أوعى وشك».
·
هل يحارب المخرج أو المبدع لتنفيذ مشروعه الخاص فحسب، أم يسخّر
موهبته في المهنة لكسب الرزق؟
لا مانع من أن يمارس أي فنان أو مخرج موهبته ورؤيته كمهنة لكسب
الرزق، وهذا ما فعلته في الفيلم التسجيلي «الطريق إلى وسط البلد»،
فقد كنت مكلَّفا بصناعة فيلم عن وسط البلد، ولم تكن الفكرة من
اختياري أو مشروعي الشخصي، لكن لم يمنعني ذلك من إخراج الفيلم
برؤيتي الخاصة ومراعاة المعايير الفنية كافة فيه.
·
لماذا اخترت التدريس في معهد السينما بعد تخرجك فيه؟
لدى تخرجي في المعهد سنة 2007 (كان مشروع تخرجي «ساعة عصاري»)،
حللت الأول على الدفعة، بالتالي كان تعييني كمعيد في المعهد أمراً
طبيعياً، في الأساس مهنة التدريس ممتعة وأنا أحبها. |