مفارقات فى حياة فيلسوف السينما الراحل سعيد مرزوق
تقرير_مصطفى حمزة
المعاناة التى لازمت حياته ،والإهمال الذى أصابه بالمرض،لم يكن لهم
تأثيرا على قناعته بأنه حمل صفات أسمه، وعاش “سعيد” و”مرزوق”.قبل
رحيله عن عمر يناهز ال74عاما.
سعيد مرزوق الذى ولد عام 1940. تحمل عبء المسؤولية وهو صغير
السن، لإعاشة والدته وإخوته الأربعة بعد وفاة والده،مر شريط حياته
بأكثر من مفارقة.
“كرين “سيسيل دى ميل
المفارقة الأولى التى مربها “مرزوق” وعمرة لايتجاوز “عشر سنوات
“هى تلك التى جمعت بينه وبين المخرج العالمى سيسيل دى ميل، حيث تم
تصوير الأخير لفيلمه “الوصايا العشر” بمنطقة الهرم بالقرب من منزل
عائلته الآول ،ومثلما جذبت الفتى “سعيد” الة “الكرين” التى كانت
يصعد ويهبط بها “دى ميل”،خلال تصويرة،كانت عيون الطفل الصغير تتابع
بأنبهار،ذلك الرجل الذى يحرك ما يقرب من2000فرد بإشارة من أصبعه,
وأيقن انه “أهم واحد فى الفيلم”،وقرر بعدها أن يكون مخرجا،وعندما
تحقق لة ما أراد،وفى أول أيام تصوير فيلمة ألأول “زوجتى والكلب”بأستديو
مصر،طالب “مرزوق”بتوفير “كرين “له،وعندما تم إحضارة ،قالوا “دى ميل
” تركه وسافر.
أنشودة السلام
إصرار”مرزوق” على إثبات قدراته كمخرج شجعه على إقناع “أمين
حماد”رئيس التليفزيون بتجاوز الشروط التى تقضى بعدم أتاحة الفرصة
فى إخراج الأفلام القصيرة ،إلا لمن بدأ حياته مساعدا، ليس هذا فحسب
،ولكن تأتى المفارقة من أن فيلم “انشودة السلام” الذى تصدى له،قد
رفض جميع مخرجى التليفزيون تقديمه، وعدل “سعيد”سيناريو العمل
ليتحدث عن الحرب والموت ،ويحصد به عام 1966جائزة أفضل فيلم
تليفزيونى،وفى العام التالى تم إختيار ثانى أفلامه”أعداء
الحرية”ليمثل مصر فى مهرجان لايبزج الألمانى،ونال الجائزة الثانية
متفوقا على223فيلما،بينما ذهبت الجائزة الأولى للمخرج العالمى كلود
ليلوش.
التلميذ الأستاذ
لم يدرس سعيد مرزوق السينما على يد أحد، ولم يكن من خريجي أحد
المعاهد السينمائية إنما كانت السينما نفسها هي مدرسته، حيث إعتمد
على قراءاته فقط في تنمية موهبته واهتماماته السينمائية، وقبل أن
يقدم أول فيلم له كمخرج.. إشتغل مساعداً لزميله المخرج الشاب
إبراهيم الشقنقيري. ثم بعدها مباشرة قام بإخراج فيلمين قصيرين مدة
كل منهما خمس دقائق.
و عن تلك الفترة يحكى مرزوق ثانى مفارقات حياته ،ويقول. كنت قد
قدمت فيلمي القصيرين “أعداء الحرية” و “طبول”، وبعدها عقدت العزم
على أن أدرس في معهد السينما ،وبالفعل حملت أوراقي وتوجهت إلى
المعهد وبمجرد دخولي وجت تصفيقاً وتهليلاً واقترب مني بعض الأساتذة
وهم في غاية السعادة وقالوا لي “كويس إنك جيت داحنا كنا بندور عليك
وقلبنا الدنيا ومش لاقيينك”.. “ليه يا جماعة؟ هو في ايه؟!” قالوا
“أصلنا بنعرض فيلمك “أعداء الحرية دلوقتي وعايزينك تيجي تدي محاضرة
تشرح للطلاب كيف صنعت هذا الفيلم”.. فأخفيت عنهم ملف الأوراق الذي
أحمله كنت أريد أن أصبح تلميذاً فوجدت نفسي أستاذاً!!
زوجتى والكلب
أول أفلام “مرزوق” الذى قدمه عام1971،كان ضربة البداية التى قدم
بها نفسه كمخرج عاشق للتجريب،حيث تحدى مقولة أن أستخدام المخرج
لأكثر من فلاش باك يضر بالفيلم، ومع ذلك نجح العمل رغم إستعانة
“سعيد “بحوالى 20فلاش باك،أما ظهور شخصيات الفيلم بنفس أسماء
أبطالة الأولى ،وهم “سعاد حسنى”،محمود مرسى”،و”نور الشريف”،فقد كان
السبب فيه نسيان المخرج أحيانا للأسماء المختارة لهم بسيناريو
العمل.
أريد حلا
“بيت الطاعه” وما تتعرض لة المرأة،قضية شغلت بال”مرزوق” عندما درس
فى كلية الحقوق،وتسببت فى طردة أكثر من مرة من محاضرات مدرسه
“الشيخ العيسوى”،وظل مشغولا بالقضيه إلى أن وجد القصة التى كتبتها
الكاتبة الصحفية الراحله حن شاه،وعندما حاول إقناع المصور عبد
العزيز فهمى المشاركة معه فى إنتاج الفيلم،قال لة “أنت عاوز تعمل
فيلم عن واحدة بتطلق؟!”.وبعد خروجه للنور نجح الفيلم
جماهيريا،وأستمر عرضة لمدة16أسبوعا،بل وساهم فى تغيير قانون
الأحوال الشخصيه.
والمفارقة الطريفة هنا أن الفيلم قام ببطولته كل من فاتن حمامة
ورشدى أباظه،وتصدرا نفس الأفيش الذى كان “مرزوق” قد رسمه بنفسه
،وهو مازال بالصف الثانى الثانوى،وكتب علي الرسم إخراج سعيد مرزوق.
المذنبون
رابع أفلام “مرزوق “الذى قدمه عام1976، أثار حول”مرزوق ” عواصف
عديدة ،حيث قبض عليه مرتين ،وحقق معه جهاز أمن الدولة عقب إتهامه
بالإساءة لسمعة مصر،كما أقيلت بسببه”إعتدال ممتاز” رئيس جهاز
الرقابة،و14رقيبا،وبدأت رحلته معه عندما رشحه الفنان محمود مرسى
للقيام بإخراجه،بعد إعتذار المخرجون صلاح أبوسيف،حسام الدين
مصطفى،وعاطف سالم،وقام بإجراء تغديلات على السيناريو الذى كتبة
ممدوح الليثى.
ومن بين المفارقات التى تخص هذا الفيلم أن نجاحه الجماهيرى وصل
للرئيس السادات شخصيا،حتى أنه عندما قابله يسير بسيارته فى شارع
الهرم ناداه وقال لة “ياواد بيقولوا انك عامل فيلم كويس،أبعتهولى
عشان أشوفه”،وبالفعل شاهده مع ضيفه وقتها “الملك حسين”.
أما كواليس الفيلم فقد إستفاد”مرزوق” من الجيرة التى جمعته فى
منطقة شبرا مع “حرامى وقتال قتله شهير يدعى إبراهيم”،حيث طالبة
بإحضار مجموعة من المشبوهين ومرتادى السجون ليملئوا الزنزانه بأحد
مشاهد الفيلم.
وكانت مشاركة الفنان كمال اشناوى فى الفيلم، من بين المفارقات التى
حفلت بها حياة “مرزوق”،حيث قابله بالصدفة أثناء ذهابة لموقع
التصوير بإستديو النحاس،وطلب من الشناوى،أن يتبعه بسيارته،وبعد
وصولهما،طلب منه تصوير مشهد دخولة لحجرة الفنانة هدى رمزى،وبالفعل
حدث هذا،وثارت تكهنات عديدة حول الشخصية المقصودة بالمشهد،وتردد
أنه رئيس المخابرات الأسبق صلاح نصر، بل أن الشناوى نفسه،صور
المشهد على أساس أنه سيظهر مرة أخرى بالعمل،وعندما طالب
بالسيناريو،قال لة “مرزوق”دورك أنتهى خلاص”.
جمال عد الناصر
كان الزعيم الراحل طرفا رئيسيا فى مفارقتين مرت بهما حياة
“مرزوق”،وحدثت الآولى وهو طالبا فى مدرسة الجيزة الثانوية،عندما
دخل بالصدفة حجرة الرسم،ونجح فى تشكيل قطعة صلصال بخيث أصبحت أقرب
لتمثال نصفى لناصر،ونال إعجاب أستاذة ويدعى “فودة”،الذى لم يكتفى
باللبتشجيع على إستكمال التمثال،بل رشحه ايضا لدخول مسابقة مدارس
الجمهورية،وفاز “سعيد “بالمركز الآول.
عندما توفى عبد الناصر لجأ “مرزوق” لذكائه الفنى لتجاوزصدمة عدم
وجود اى كاميرا ليخرج بها لتصوير الجنازة،حيث طالب المونتير”عطية
عبدة”بجمع القصاصات التى أستغنى عنها المخرجون الذى تولوا
التصوير،ثم إستعار من الإتحاد الإشتراكى شرئط خطب”ناصر”، ومن جملة
الزعيم الشهيرة”سلمتم لى وسلمت مصر لنا وسلمت مصر من بعدنا” كون
“مرزوق “فكرة فيلمة عن ان الزعيم عندما شعر بالحشود الغفيرة فى
جنازتها أطل برأسة من النعش،وشكرهم بتلك العبارة،وفيما بعد فوجىء
الجميع بأن الفيلم الذى تم أعدادة من “مهملات”الآفلام الآخرى،يفوز
مخرجه سعيد مرزوق بجائزة أفضل فيلم عن جنازة جمال عبد الناصر.
الدكتورة منال ترقص
تاسع أفلام “مرزوق ” وقدمه عام 1991،لكنه أعتبرة من أسوا أعمالة
،وعن ظروف تقديمه يقول”لم يحدث في حياتي أن قبلت فيلماً من أجل
الأجر، وذلك رغم أنه كانت تمر عليّ أيام صعبة كثيرة أنا وزوجتي،
لكني كنت حريصاً على ألا أعمل فيلماً أو أي عمل لست مقتنعاً به
،لكن الظروف هذه المرة كانت أكبر مني.. فقد كانت والدتي مريضة
بالفشل الكلوي وكانت مصاريف علاجها تصل إلى 2000 جنيه أسبوعياً
،وإمكانياتي المادية لا تسمح وكان عليّ أن أختار بين أن أستمر في
رفض الأعمال التي لا أقتنع بها وبين علاج أمي، واخترت أمي.. ولو
كان هناك فيلم أسوأ من “الدكتورة منال ترقص” كنت سأقبله من أجل
أمي!!
15 سبتمبر 2014 | 1:53 مساءً
تكريم المخرج سعيد مرزوق بحفل ختام مهرجان الإسكندرية اليوم
كتب: محمد الموجي
قررت، إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر
المتوسط، تكريم المخرج الراحل سعيد مرزوق، اليوم بحفل ختام الدورة
الثلاثين .
المخرج سعيد مرزوق غيبه الموت عن عالمنا يوم السبت الماضي
2014/9/13، عن عُمر يناهز الـ 74 عامًا بمستشفى المعادي العسكري.
عُرف مرزوق، بحبه وإخلاصه للفن، وقدم عدد من أهم أفلام السينما
المصرية، حيث بدأها بفيلم زوجتي والكلب، ليتوالى إنتاجه الفني
ويقدم للسينما الأفلام التالية، “أريد حلال، المذنبون، جنون
الحياة، السلاحف، الخوف، والمرأة والساطور”.
14 سبتمبر 2014 | 10:26 مساءً
ليلى علوى تهدى جائزة «القومى للمرأة» للمخرج الراحل سعيد مرزوق
المراسل: مارينا ميلاد – عمر عبد الناصر
عبرت الفنانة ليلى علوى، عن سعادتها البالغة لتكريمها من المجلس
القومى للمرأة عن مسلسل شمس، الذى حصل على جائزة أفضل مسلسل
تلفزيونى فى رمضان الماضى، خلال الاحتفالية التى نظمها المجلس،
مساء الأحد، لتكريم صناع دراما رمضان.
وقالت “علوى”، خلال كلمتها بالحفل، إنها تهدى الجائزة لروح المخرج
الكبير الراحل سعيد مرزوق ، تقديراً لمشوارة الفنى ، الذى قدم فيه
العديد من الأعمال الهامة و عرضه لقضايا المرأة المصرية فى العديد
من الأفلام .
ووجهت الشكر للسفيرة مرفت التلاوى، رئيس المجلس، و لأعضاء المجلس و
لجنة الدراما على تكريم المسلسل، مؤكدة أن ذلك يعد دليل على
الاهتمام بالأعمال الفنية والقائمين عليها، وهو ما يعطيهم دفعة
الفترة القادمة . |