أضع أحلامي أمامي كل مساء ـ عشر سنوات ـ أحدق فيها على ضوء شاشة
الكمبيوتر الصغيرة فيما يقنعني وهم لذيذ بان سينماتك ضرب من صناعة
السينما وليس إعلامها، وابلغ من الوهم درجة تدفعني إلى الجلوس أمام
شاشة الكمبيوتر بكامل ملابس السهرة كما لو أنني أمام شاشة سينما
حقيقية، فتنتابني تلك اللحظة السحرية من السعادة التي تبلغ حد النشوة..
فأتيقن بان سينماتك لديها ذات الطاقة التي تملكها السينما للتأثير في
الحياة.. حياتي على الأقل، وهذا ما ازعم انه فهمي للسينما بمعناها
العميق.
على هذا النحو يحلو لي التعامل مع عشر سنوات تمر على سينماتك منذ
وميضها الأول بوصفها فعل سينمائي في غاية المتعة، وهذا تحديدا ما جعل
سينماتك فعل يومي بالنسبة لي فسينماتك الوجبة الأولى باعتبار إنني ابدأ
صباحي معها مرورا بالليل كله، كما أنها الابن الخامس حيث أتفرغ لها بعد
انجاز آخر طلب لأبنائي الأربعة قبل نومهم.. رغم أن سينماتك ليست اصغر
أبنائي فابني علي يصغرها بسنتين.
في ذات الوقت تضعني مناسبة الذكرى العاشرة لسينماتك أمام حقيقة ليس من
الراجح تجاوزها، فبعد أن صار لها قراء كثر، وأصدقاء حميمون ينتشرون في
أرجاء العالم، أصبح التفكير في تحويلها إلى مؤسسة –بالمعنى الاحترافي-
ضرورة حيوية لضمان استمرارها والتزام أخلاقي تجاه أحلامي السينمائية،
وهذا يعني تحولها من حلم شخصي في حدود الابن الخامس في بيت صغير محكوم
بمخاطر متطلبات السن والإمكانات البشرية، إلى حدود أرحب وأكثر كمالا من
ضعف التصميم البشري في تعامله مع الزمن تضمن لها الانتقال عبر الزمن
بنجاح وثقة.
إذن سينماتك في عامها العاشر ستفكر برشد في مستقبلها دون أن تفقد
طاقتها في التأثير كما السينما تماما..
حسن حداد |