شاهدت حوار الفنان داود عبدالسيد بالكامل، وخرجت بنتيجة واحدة... بأنه لم
يكن إعتزالاً.. وإنما صرخة أحتجاج على أوضاع الساحة السينمائية في مصر.
ألم يستوقف المذيعة المحترمة، التي كانت ـ طوال اللقاء ـ تمجد وتشيد بقدرات
وطاقات فنية يمتلكها عبدالسيد، ألم يستوقفها تصريحه بالإعتزال هذا.. وكأنه
شيء مما يطرح في الهامش.. وكان من الأجدر أن تناقش هذا القرار الذي يعتبر
بكل المعايير خسارة فادحة للسينما العربية.. وتجعل منه قضية أزعم بأنها أهم
قضية تواجه الإبداع الحر.. على اعتبار أن انسحاب قامة مثل داود عبد السيد
من الساحة السينمائية، جديرة بان تحرض على اعادة المراجعة .. ليس للسنما
المصرية وحسب، وإنما لعموم الإبداع والخلق الفني الحر..!!
بالطبع.. الجميع يتذكر تصريح المخرج الفذ يسري نصرالله قبل سنوات.... بأنه
يبحث عن فرصة عمل كطباخ؟
وهي مأساة حقيقية عن الأوضاع المتعثرة لصناعة السينما.. بل ويعد بمثابة
صرخة احتجاج على أوضاع الساحة الفنية والسينمائية في مصر.
وها هو تصريح عبدالسيد.. يجدد هذه الصرخة من جديد.. ضد الإستهلاك والتعثر
لصناعة عريقة.. فالفنان المخرج الكبير عبدالسيد يعيش حالة من اليأس
والإحباط العام من الحالة الفنية المصرية بالكامل.. ولهذا عندما صرح
باعتزاله.. فهو لم يكشف عن سر دفين أو قرار قد اتخذه مؤخراً.. فهو لم يعد
يعمل في السينما منذ آخر أعماله (قدرات عادية) عام 2015.. أي أنه متوقف عن
العمل منذ أكثر من سبع سنوات.. بسبب عدم قدرته العثور على من ينتج له
أفلام... مع أن هناك عدد من السيناريوهات بحوزته، وتنتظر الإنتاج... فهو لم
يتوقف عن العمل في القراءة والكتابة (حسب تصريح زوجته في نفس البرنامج).
هذه خسارة يومية للسينما والثقافة العربية... فهذا التجاهل الذي دفع
بعبدالسيد الى الاعتزال يواجهها اهم المخرجين السينمائيين العرب، إلى متى
يستمر هذا التجاهل.. إلى إين ينتهي بنا المطاف..؟!
إنها قضية هامة لا بد من البحث فيها.. مبدعو السينما الأهم في مصر..
متوقفين عن الإنتاج: داود عبدالسيد.. خيري بشارة.. يسري نصرالله... علي
بدرخان.. محمد فاضل.. وغيرهم.. لا يعملون الآن.. لماذا؟